أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - ايران تخطت الثوابت العقائدية في اعادتها العلاقات الدبلوماسية مع السعودية














المزيد.....

ايران تخطت الثوابت العقائدية في اعادتها العلاقات الدبلوماسية مع السعودية


طلال بركات

الحوار المتمدن-العدد: 7635 - 2023 / 6 / 7 - 04:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في وسط اطلاق تجارب صاروخية مستفزة وتخصيب عالي لليورانيوم في المفاعلات النوبية الايرانية تم افتتاح سفارة ايران في الرياض على أثر اتفاق سابق تضمن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين برعاية الصين كخطوة قد تغيير من قواعد اللعبة السياسية في المنطقة، بالرغم من ان تلك الخطوة لا تتعدى حدود المصالح وفق مقايس المرحلة الحالية لان المسافة بعيدة عن بناء جسور الثقة وتجاوز سفر تاريخي طويل من العداء الفكري والعقائدي قبل ان يكون عداء سياسي، الا ان هذة الخطوة نقلت الثوابت المبدئية النابعة من موروث فارسي مثقل بالخلافات القومية والعقائدية والمذهبية وما يصاحبها من تراكمات سياسية الى المتغير السياسي النابع من استراتيجيات متحركة أساسها المصالح وفق ما تقتضيه الظروف والمستجدات التي أدت الى تخطي تلك الثوابت والانتقال الى متغير استراتيجي فرضه الواقع الجديد وفق مفهوم " ليس في السياسة عدو دائم ولا صديق دائم " وانما انتزاع ما يمكن تحقيقه من مصالح مشتركة في ضوء ما تمليه التحديات لان الدافع الاساسي او العامل المشترك الذي فرض على الطرفين مهادنة سياسية بعد تفاقم الازمات الاقليمية والتحديات السياسية والاهم من ذلك الموقف الامريكي من البلدين، حيث عانت ايران أقتصادياً من العقوبات الامريكية فلابد من تهدئة سياسية في المنطقة لالتقاط الانفاس من اجل احتواء الازمات الداخلية خصوصاً بعدما تيقن قادة ايران من غدر الامريكان بعد سفر طويل من العلاقات المشبوهة والتخادم المشترك رغم الخطاب العدائي الظاهري ضد اميركا، لان الانسحاب الامريكي من افغانستان وتسليم طالبان مقاليد الحكم وفر مناخات للتصادم بين الطرفين الايراني والافغاني نتيجة التوترات على المناطق الحدودية وما يصاحبها من تشنجات نابعة من اختلاف انتماءاتهما العقائدية والمذهبية، مما جعل ايران مرغمة على تبريد حماوة جبهة الغرب التي تشكل العمق العربي من اجل التفرغ للخطر القادم من جبهة الشرق التي بدت حرارتها تتصاعد على حدود افغانستان، لهذا رأت ايران من مصلحتها تحييد السعودية في الصراع الايراني - الافغاني المرتقب.
ومن جانب السعودية هي الاخرى عانت من ضبابية المواقف الامريكية وتخلي واشنطن عن اغلب تعهداتها بشأن توفير الحماية لحلفائها في منطقة الخليج العربي بالاضافة الى انتهازية السياسة الامريكية في قضية اليمن التي سعت الى تعميق الخلافات من اجل المزيد من استنزاف الأطراف الاقليمية والمحلية خصوصاً بعدما اصبحت ايران طرفاً مباشراً في الصراع، لهذا رغبت السعودية في انهاء التوترات مع ايران خصوصاً في حوض البحر الاحمر من اجل ضمان انسيابية الملاحة في مضيق هرمز وعدم التعرض لناقلات النفط.
وفي خضم هذة العوامل التقت الارادة الايرانية والسعودية على حل المشاكل العالقة ونبذ السياسة الامريكية وبناء قواسم مشتركة للتخلص من الاسلاك الشائكة التي نصبتها تلك السياسة الخبيثة في المنطقة، وهذا ما دفع الطرفان قبول وساطة الصين خصوصاً بعدما وجدت السعودية نفسها محاطة بميليشيات عقائدية تثير القلق على حدودها وامنها القومي بالرغم من التحفظات على سلوك ايران التي اشار اليها محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في كثير من المقابلات، وبالمقابل ايران هي الاخرى قبلت باعادة العلاقات الدبلوماسية مع دولة مخالفة لها في العقيدة والمذهب وكثيراً ما اتهمتها بالظلال والكفر ولا يمكن ان ننسى ما قاله الخميني في عام 1987 معلقاً على أحداث مكة المكرمة « نتنازل عن القدس ونتصالح صدام أهون علينا من أن نسامح السعودية ». ولكن اليوم ايران في سبيل مصلحتها ضربت تلك الاتهامات عرض الحائط وذهبت للصلح مع السعودية لفك عزلتها الدولية والخروج من ازماتها الخانقة، وهذا يعني ان ايران لا تبدي اهتماماً للدين والمذهب وانما تستخدمه واجهة لاغراض سياسية لان القومية في ايران تتقدم على الدين، والشواهد كثيرة على ذلك من خلال انحيازها الى ارمينيا المسيحية ضد اذربيجان الشيعية، وايضاً لا يمكن نسيان صفقة السلاح مع اسرائيل المعروفة بايران كونترا او ايران كيت خلال الحرب العراقية الايرانية وهذا دليل على انها دولة قومية قدمت مصلحتها الفارسية على الدين والمذهب، فضلا عن ما تسرب من معلومات بتوقفها عن ارسال الاسلحة الى الحوثيين في اليمن .. مما يعني ليس فقط تخلي ملالي ايران عن المعتقدات الدينية وانما بإمكانهم التخلى عن اتباعهم عندما تتطلب المصلحة ذلك، لذلك لا غرابة من الاتفاق مع السعودية واعادة العلاقات الدبلوماسية وتجاوز الخلافات المذهبية والثوابت المبدئية .. بالرغم من ان الاتفاق نال صخب أعلامي اكثر من ما هو عمق استراتيجي لحل الخلافات بشكل جذري بين البلدين، لان المشاكل اعمق من ان تكون اجراءات شكلية ومراسم احتفالية وانما تكمن في كيفية بقاء الاتفاق حي والبناء عليه في علاقات اكثر تطوراً من اجل تخطي العقابات الكبرى التي تهدد استمرار الاتفاق واستقرار المنطقة لان سلوك ايران كما هو معروف يفتقر الى المصداقية والالتزام بالعهود والمواثيق لذلك يصعب التكهن باستمرار الاتفاق والنجاح في حل أهم معضلتين اولها مشكلة اليمن التي يفتقر الاتفاق المبهم الى وجود خطوات جادة في حلها، والثانية مشكلة الميليشيات المحيطة بالسعودية والمتواجدة من العراق وسوريا ولبنان واليمن التي لم يرد في الاتفاق ماهو واضح لانهاء نفوذ تلك الميليشيات .. لهذا أعتقد كثير من المراقبين ان الاتفاق مرحلي ولا يعدو سوى هدنة سياسية قد تنتهي بانتهاء الاسباب الموجبة وتعود الخلافات الى ما هي اعمق مما كانت علية في مرحلة الحملات السياسية والاعلامية التي بلغت ذروتها وادت الى القطيعة الدبلوماسية بين الطرفين لان سلوك ايران المراوغ اعطى انطباع على استحالة التخلي عن طموحاتها وتمددها في دول المنطقة الذي تعتبره ورقة للمساومات الاقليمية والدولية .



#طلال_بركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظومة الكهرباء احد القطاعات التي جعلت العراق رهينة القبضة ا ...
- ما المطلوب من الرئيس اردوغان بعد الفوز
- ما موقف العرب من الانتخابات التركية
- الحروب العبثية في المنطقة
- الجامعة العربية تكافئ قاتل الشعب السوري
- مشكلة اليمن أهم المخاطر التي تهدد الاتفاق الايراني السعودي
- من المستهدف في النزاع العسكري الحاصل في السودان
- المؤشرات الموضوعية لتقييم الاتفاق السعودي الايراني
- معايير الربح والخسارة لكل من السعودية وايران جراء الاتفاق ال ...
- الاتفاق السعودي الايراني جعل قنبلة ايران النووية في الملعب ا ...
- ما حقيقة تقاطر الوفود البرلمانية الى سوريا
- ماذا تعني زيارة الرئيس بايدن الى كييف
- الاسراء والمعراج في دائرة العلم
- الضربات على ايران .. هل هي استراتيجية ردع أم رسالة تحذير
- انتهت الفرحة وعدنا الى المعانات
- سيرة المرحوم الدكتور رياض القيسي السياسية والقانونية
- عرس خليجي عربي في البصرة اثار حفيضة الفرس
- هل اقتراب العرب من الصين يعني الابتعاد عن امريكا
- مباحثات الاتفاق النووي وفق مستجدات الانتفاضة في ايران
- مخرجات الانتفاضة في ايران والنفاق الدولي


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية ترفض دعوى نيكاراغوا لاتخاذ تدابير ضد تصد ...
- نتنياهو لعائلات الرهائن: قواتنا ستدخل رفح بـ-صفقة أو دونها- ...
- -دون إعلان رسمي-.. هل غيّرت قيادة -حماس- مكان إقامتها من قطر ...
- تعليق الشرطة الإسرائيلية على تصفية السائح التركي الذي طعن عن ...
- محامون يوجهون رسالة إلى بايدن لحثه على وقف توريد الأسلحة لإس ...
- -هل تؤمن بالله-.. مشاهد من عملية الطعن في لندن واستبعاد علاق ...
- مدرعة M88A1 الأمريكية ??في معرض غنائم الجيش الروسي في موسكو ...
- كمائن القسام المفخخة تثير إعجاب المغردين
- شاهد.. شرطة لندن تعتقل رجلا نفذ هجوما بسيف
- انتقادات أممية لتوعد جامعة كولومبيا بفصل طلابها المناصرين لف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - ايران تخطت الثوابت العقائدية في اعادتها العلاقات الدبلوماسية مع السعودية