رنين الذاكرة

عماد الطيب
كاتب

الحوار المتمدن-العدد: 7711 - 2023 / 8 / 22 - 02:14
المحور: الادب والفن
    

سمعت عبارة صوتية تقول .. افضل شخص بحياتك .. هو الشخص الذي يأتي اولا في ذهنك .. وكنت اول شخص مر بخيالي .. حين يترسخ الشخص في ذاكرتك اعلم انه لايفارقك الى نهاية حياتك .. مهما كانت الظروف والتحديات .. بعض الاشخاص يتشربون في دمائنا . حتى تغدو صورتهم في ذاكرتك كبيرة لا تتسع لصور الاخرين .. ويصبح اسلوب حياتك مطعم برائحة وصورة ذلك الشخص .. تتقصى اخباره .. تسأل عنه القريب والبعيد .. وتقرأ في وجوهم قبل كلامهم احواله .. بل تهتم بأصغر التفاصيل عنه .. واذا تحدث لاتنسى كلامه لسنين . مرة قالت لي عبارات نطقتها قبل سنين وتذكرني بها .. ياللذاكرة الذهبية التي لاتصدأ . يقول احدهم نعيش نصف حياة ونصفها الآخر نعيشها في الذاكرة .. هكذا نحن .. نجتر احاديثنا واحداثنا من الذاكرة .. نغوص في اعماق انفسنا لنخرج جواهر سطرتها الذاكرة عن اشخاص احدثوا اثرا جميلا في ايامنا .. يقولون ان الموت الرمزي حين يعيش الإنسان رهينة لذاكرة ماضوية . . هل نحن اموات جراء ذاكرتنا ؟ ويدعو الفلاسفة الى اهمية النسيان لافراغ الذاكرة وتحشيدها بالجديد .. واقول اي جديد مادام ماضينا اجمل من حاضرنا . احد الشعراء لايستحضرني اسمه قال عن الذاكرة .. شاحبة شمس النسيان، يا قمر الذاكرة .. ماذا تحمل في أعماق أماكنك الصماء؟ .. ويضيف بشكل جميل .. لكن مع الكثير من النسيان كيف تصنع وردة .. مع الكثير من الرحلات كيف يصنع الرجوع . هكذا هي الذاكرة لها حضورها الفاعل في حياة الانسان . لولاها لما كنا نبدع ونشتاق ويعترينا الحنين . فيكون الشعر والادب بكل معانيه من الذاكرة .. لولا الذاكرة لما استطعت من كتابة سطر . فالتاريخ له هيبته وسطوته في ذاكرة الانسان . لولا الذاكرة في حياتنا لما ابتسمنا وضحكنا . وقد نحزن ونبكي .. انها نصف حياتنا .. فلايمكن اغفال هذا النصف الشفاف اذا كان يحمل ذاكرة جميلة لاشخاص اجمل . فالقلب يعشق الذاكرة . حين تكون بحجم حبي اليك .

#عماد_الطيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل