أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين رشيد - السلوك الاجتماعي














المزيد.....

السلوك الاجتماعي


حسين رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 7710 - 2023 / 8 / 21 - 16:16
المحور: المجتمع المدني
    


تنشأ المجتمعات وتتطور وفق تقاليد وأعراف عائلية محكمة، تأخذ بنظر الاعتبار عدم التعرض للآخر والإساءة إليه، وتؤكد عدم ممارسة الفعل المخجل أو المشين للفرد والعائلة، تأخذ هذه الأعراف والتقاليد طريقهاإلى المجتمع، وتتحولإلى ممارسة اجتماعية عامة، يؤشر فيهاإلى أي خلل أو شواذ عن قاعدة تلك الأعراف والتقاليد المجتمعية، التي لا تقتصر على شريحة دون أخرى، أو طبقة دون غيرها، أو مدينة دون الريف، بل يكون سلوكاً اجتماعياً عاما، يضع مفاهيم (العيب) قبل كل شيء، ما يجعل الفرد يخضع نفسه لأقصى درجات الانضباط القيمي والاخلاقي، في أداء عمله والالتزام التام بالقانون، وتعامله مع محيطه الاجتماعي.
يخضع السلوك الاجتماعي للمتغيرات السياسية والاقتصادية، وإذا ما عدناإلى السلوك في السبعينيات، نجد ثمة التزاما وانضباطا أخلاقيا، رغم مسحة الحياة المدنية التي انتجتها الشرائح المجتمعية مع وجود حلقة الربط بين الطبقات متمثلة بالطبقة الوسطى، التي تأخذ دور المعلم المجتمعي للطبقات الأدنى، والمقوّم لسلوك الطبقات الأعلى منها، في الثمانينيات أصاب الطبقة الوسطى بعض الضرر السياسي والاقتصادي ومع استمرار الحرب لسنوات ثمان، استطاع الناس المحافظة على بعض الأعراف والتقاليد، لكن الهزة جاءت مع سنوات الحصار التسعينية التي أودت بحياة الطبقة الوسطى، وعززت نمو طفيليات طبقية تعتاش على الغلاء والسرقة والغش، وأصاب السلوك الاجتماعي أمراضا عدّة بعضها بات مستعصيا على العلاج.
ومع انطلاق ما يسمى “الحملة الإيمانية” في زمن النظام السابق، أخذ الناس يبتعدون عن مفاهيم (العيب)، ويحتكمون أو يتصرفون وفق مفاهيم أخرى، وصار من السهل الاحتيال عليها وإعطاؤها أي صبغة أرادوها، أو تسييرها وفق الأهواء لكل فرد، أو حسبما يراد فعله، إذ يضعون العذر قبل الفعل، وبذلك تزعزع السلوك الاجتماعي وشاعت تصرفات بعيدة عن الحياة العراقية، ونمت عادات جديدة، وتنوعت الأفعال المخجلة والمعيبة خاصة كانت لكل فرد أو عامة، ولم يعد هناك أي رادع اجتماعي لتلك السلوكيات، التي وجدت البنية الملائمة لانتشارها، الفقر، العوز، المرض، الغلاء، الغش، الاحتيال، شح الدواء، الجريمة، الانحلال الأسري، انحدار التعليم وتفشي الرشوة، وغياب الخدمات العامة.
ومع كل ما سبق جاءت الهزات الأكبر والأعنف في السلوك الاجتماعي بعد نيسان 2003 ودخلت سلوكيات جديدة تجذرت في البنية الاجتماعية الانتماء الطائفي، الحزبية، المناطقية، تشظت العائلة، وانقسم المجتمع أفقيا وعموديا، وسمحت الظروف المتشابكة بظهور أسياد جدد للمجتمع، أفراد يصفون نفسهم بالقادة، وجهات عدة تريد تنظيم الحياة الاجتماعية وفق ما تراه، وتعمق كل ما شاع في التسعينيات، فعم الفساد والافساد، وانحدر السلوك الاجتماعيإلى أدنى الدرجات حتى بات الاعتداء على الآخرين بطولة، وتجاوز القانون مفخرة، وسرقة الأموال شجاعة، والاستيلاء على الأملاك العامة استعادة حقوق، وأشياء أخرى كثيرة تحتاجإلى تقويم وتعديل وإعادة بناء السلوك الاجتماعي قبل الخوض في تفاصيل النوع الاجتماعي.



#حسين_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف من حقبة الأسئلة
- إثراء طبقي وإفقار مجتمعي
- رموز ومرجعيات ثقافيَّة
- التربية والعمل
- التغير المناخي يدق جرس الإنذار .. هل سيغير الحال والأحوال؟
- قوانين متحالفة
- حكومة الخدمة
- محنة البلاد والاستثمار!
- احترام المواطن .. احترام الدولة
- النقد المجتمعي
- النشيد الوطني العراقي
- الحكم غيابيا هل يكفي؟
- نهضة بغداد !
- خدمات وأرباح الشركات الأجنبية
- كلنا فاسدون!
- الكابوس الأسود.. عالم بلا نفط
- فخ الأسماء السرديَّة
- أثرياء الفساد
- السجناء السياسيون وتدوين التأريخ
- عار الامتيازات وحق التأمينات


المزيد.....




- اقتحامات واعتقالات بالضفة وأهالي بيتا يتصدَّون للمستوطنين
- المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تبرر عدم حسمها الدعاوى بخصوص ...
- أكسيوس: أعضاء بالكونغرس يبحثون مع الجنائية الدولية مذكرات اع ...
- في يومها العالمي.. السياسة والحروب تقلص حرية الصحافة حول الع ...
- جائزة حرية الصحافة للفلسطينيين وتراجع استقلال الإعلام عالميا ...
- الخارجية الروسية: الغرب الجماعي ينتهك حرية التعبير
- استشهاد دكتور فلسطيني و-الاحتلال- يرفض كشف معلومات عن بقية ا ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة - مخاطر تحيط بصحفيي السودان
- كوريا الشمالية تسلط الضوء على سياساتها التعليمية لذوي الاحتي ...
- مستوطنون يهاجمون بلدة جنوب نابلس والقوات الإسرائيلية تشن حمل ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين رشيد - السلوك الاجتماعي