أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين رشيد - الخوف من حقبة الأسئلة














المزيد.....

الخوف من حقبة الأسئلة


حسين رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 7705 - 2023 / 8 / 16 - 16:32
المحور: الادب والفن
    


يبدو أن مسار السرد والرواية تحديدا بات يعود للتاريخ ومحاولة الكتابة بالمسار معه، وهناك من يكتب ليمس التاريخ، في بعض محطاته التي يقصدها السارد، إذ تكون تلك القصدية وفق مفاهيم محددة أو فكرة في رأس السارد، وربما محاولة منه لكشف بعض خفايا تلك المرحلة من التاريخ، وقد يأتي ذلك المساس بالمصادفة ما يدفع السارد إلى البحث والتقصي، أو الاكتفاء بإشارة عابرة قد تدفع القارئ إلى تفحّص تلك المرحلة أو الحقبة، وهنا يكون التفحّص مزاجيا أو سطحيا، أو يمكن أن يسلط الضوء على أوجه تلك المرحلة وما ذكره السارد من خلال المتابعات الصحفية للعمل السردي الروائي أو المقالات والدراسات النقدية والبحثية، وهما الآن في شحّ وإن وجِدا فهما من دون المستوى المراد.
الذي يظهر أن ثمة تجنّبا عن الخوض في مرحلة مهمة من تاريخ البلاد، متمثلة بثمانينات القرن الماضي، هذا التجنّب يثير أكثر من علامة استفهام وتساؤل، أولا لماذا التجنّب، ويتبعه، هل المرحلة لا تستحق الخوض بتفاصيل سرديَّة؟ أم مخاوف من فتح نوافذ يراد لها أن تبقى مغلقة، أم بسببٍ أيديولوجي وبوجه الخصوص من الأدباء الساردين الذي يُحسبون على الجيل الثمانيني حسب التوصيفات المتداولة في الوسط الثقافي، والأمر هنا يشمل القصة أيضا، ويلوح إلى المشهد الشعري أيضا، وأهمية فتح مغاليقه، فالثقافة العراقية يتقدمها الشعر في كل المراحل، حتى وإن كان في مستوى متواضع قياسا بالسرد، وأعتقد أن النصف الثاني من مرحلة التغيير النيساني 2003 توضح ذلك بشكل جلي.
أرى أن مرحلة أو حقبة الثمانينات مهمة، بل ويمكن أن تمثل حقبة الأسئلة غير المطروحة وغير المتداولة، التي يبدو أنها تحمل جنبات عدة، هي حقبة التصفيات السياسيّة والحزبيّة والاعدامات والتغييب والتهجير، ونشأة الدكتاتورية، وبداية دخول البلاد في النفق المظلم، وهي حقبة الحرب التي ما يزال كثير من خفاياها غير معلنة، هي حقبة التحول من المدنية الناشئة إلى الترييف الأول وإعادة العشائرية والأنساب، وهي مرحلة الاغتيالات والصراعات عائلة وعشيرة من يمسكون بالسلطة، وهي حقبة البداية للتدهور الاقتصادي، إلى بقية تفاصيل وإشكالات تلك المرحلة أو الحقبة الزمنية التي يتذكرها بعضهم ويصفها بالزمن الجميل أو جيل الطيبين وهما وصفان بإمكان السرد تفحصهما من جوانب عدة.
هذا لا يعني أنه ليس هناك أية كتابات حول أحداث الثمانينات السياسية والاجتماعية، هناك روايات وقصص بعضها كتبَ اعتمادا على الذاكرة وهو في الغالب مأخوذ من حياة الكاتب أو قريب من سيرته، وآخر حاول أن يوثق لتلك المرحلة عن طريق الشفرة والترميز، للهروب من بطش السلطة، ما بعد نيسان 2003 كنا نتوقع فيضاً من الروايات والقصص عما كان يدور في تلك المرحلة إلا أن الأمر اقتصر على أعمال قليلة، عدد منها تناول ما كان يحدث في دهاليز وسجون السلطة، وهو أمر يؤشر إلى ورطة السارد الذي عاصر تلك المرحلة أو الحقبة وتبنى وجهة نظر السلطة في كل ما ارتكبته بحق الوطن، والشعب، ومن كان يعارضها، وهو بذلك يدس رأسه في جب التاريخ الذي عاشه وعاصر كل الأحداث لكنه لم يتحلَّ بالشجاعة.



#حسين_رشيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إثراء طبقي وإفقار مجتمعي
- رموز ومرجعيات ثقافيَّة
- التربية والعمل
- التغير المناخي يدق جرس الإنذار .. هل سيغير الحال والأحوال؟
- قوانين متحالفة
- حكومة الخدمة
- محنة البلاد والاستثمار!
- احترام المواطن .. احترام الدولة
- النقد المجتمعي
- النشيد الوطني العراقي
- الحكم غيابيا هل يكفي؟
- نهضة بغداد !
- خدمات وأرباح الشركات الأجنبية
- كلنا فاسدون!
- الكابوس الأسود.. عالم بلا نفط
- فخ الأسماء السرديَّة
- أثرياء الفساد
- السجناء السياسيون وتدوين التأريخ
- عار الامتيازات وحق التأمينات
- توطين رواتب الموظفين ؟!


المزيد.....




- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي
- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين رشيد - الخوف من حقبة الأسئلة