أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - التجاني بولعوالي - الجريمة الأخطر من حرق الكتب هي عدم قراءتها














المزيد.....

الجريمة الأخطر من حرق الكتب هي عدم قراءتها


التجاني بولعوالي
مفكر وباحث

(Tijani Boulaouali)


الحوار المتمدن-العدد: 7710 - 2023 / 8 / 21 - 13:52
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


بينما كنت أتمشى في شارع ليس بعيدا عن منزلي، إذا بي ألمح هذه كتبا وضعها هنا أصحاب المنزل المقابل لمن يرغب في أن يأخذها مجانا. ربما ليقرأها بدوره أو ليهديها لمن يريد قرأتها أو لمكتبة خاصة أو عامة.
وقفت هنيهة لأتصفح عناوين هذه الكتب، لكن وجدت أنها بعيدة عن تخصصي واهتمامي. بعضها أعمال روائية باللغة الهولندية تحت عنوان: "القارة السخية"، و"الانتصار"، و"قل لي من أنا"، و"مسرح الزنبق". وهي عناوين مثيرة تغري بالقراءة لمن له الوقت الكافي لذلك، وله أيضا مساحة كافية في المنزل لاستيعاب مزيد من الكتب التي لا تريد أن تنقضي، ولا يتوقف عاشقها عن شرائها ولو كلفته ميزانية إضافية على حساب مصاريف أخرى قد تكون ضرورية.
وقد حرصت على التقاط صورة لهذه اللحظة المهمة التي تنطوي على رسالة عميقة لمجتمعنا المسلم، الذي لم يعد يكترث بالقراءة ولا بالكتاب ولا بتقاسم المعرفة وتذليل الوسائل لنشرها وتحبيبها إلى النشء والأطفال والشباب.
أثناء العودة إلى المنزل سرحت بخاطري متأملا بتحسر وضعية القراءة والمعرفة في أمتنا التي كان يُنظر إليها في الماضي على أنها "أمة إقرأ". تذكرت كيف نقل القرآن الكريم عرب الجاهلية من ظلام الجهل إلى نور العلم، وكيف تعاطى المأمون في بيت الحكمة مع علوم الإغريق والفرس والسريان والأقباط، وكيف كان يدفع وزن الكتاب المترجم ذهبا، وكيف كان هارون الرشيد لا يقبل الجزية نقدا ومتاعا فقط، بل كتبا أيضا.
وتذكرت في مقابل ذلك كيف آلت إليه الأمور في حاضرنا، وكيف تُباع الكتب والجرائد والمجلات بأبخس ثمن لباعة التوابل والأعشاب والمكسرات لاستعمالها بدل الورق العادي الأغلى بكثير من كتب ومنشورات العلم والثقافة والأدب!
هناك حقا شريحة قارئة وعالمة في مجتمعنا تعشق الكتاب والمعرفة والعلم، لكنها قلة قليلة جدا جدا. وهناك أيضا شريحة أخرى، قد تكون أفرادا أو مؤسسات، تمتلك مكتبات هائلة لكنها لا تعدو أن تكون "إكسيسوارا" للزينة والتأثيث، وقلما تفتح الكتب للقراءة، أو على الأقل في وجه الطلبة والباحثين والمهتمين.
خلاف ذلك، لا يشتري أكثر الناس الكتاب في الغرب إلا ليقرؤوه ثم يتخلصون منه بعد ذلك، إما بإهدائه لصديق، أو لمكتبة، أو وضعه أمام أبواب المنازل لمن يرغب في أخذه مجانا. وإذا اضطر البعض لبيع الكتاب، فيبيعونه بثمن رمزي أقل من ثمنه في المكتبة بأضعاف مضاعفة، فالكتاب الذي يقدر ثمنه ب 25 يورو تشتريه في أسواق الكتب المستعملة أو عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بيورو واحد أو نصف يورو، وإذا كان في تخصص مهم ربما بثلاثة أو خمسة يوروهات.
ولعل قول جوزيف برودسكاي ينطبق إلى حد ما على هذه الظاهرة: "الجريمة الأخطر من حرق الكتب هي عدم قراءتها!"



#التجاني_بولعوالي (هاشتاغ)       Tijani_Boulaouali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمان الأوروبي.. ماذا عن انتهاك حقوق التعبير في أوروبا؟
- عقوبات مادية تهدد أولياء الأمور في التعليم الفلامانكي!
- المسلمون جيران وزملاء.. ومع ذلك لا نعرفهم جيدا!
- هزيمة بطعم النصر.. هزيمة لم تنزع الأسود البطولة!
- الإسلام في الغرب بين جدلية الذات والآخر
- درس في الوطنية.. إلى من يريد أن يجردنا من الوطنية!
- الحكومة.. بْغَاتْ اَتْكَحّلْهَا عْمَاتْهَا
- هكذا احتفت المستشرقة الإيطالية لورا فاليري بتسامح الإسلام
- -ميثاق مباديء- وجدل تدبير الشأن الديني في فرنسا
- خذ الكتاب بقوة.. كتب أهديت لي!
- الربيع العربي بين الأعلمة والأسلمة
- الكفاءة السياسية وراء تعيين وزراء من أصل أجنبي في الحكومة ال ...
- الحقيقة الغائبة في قضية -آيا صوفيا-
- ظهور المسيح.. قصة لاهوتية بطعم الفنتازيا
- هكذا أنصف تودوروف الإسلام والمسلمين!
- أي تفسير هو الأنسب لوباء كورونا؟
- أيها المسؤولون.. رفقا بإعلامنا المحلي؟
- درس -داعشي- عارم يبعثر أوراق الغرب بخصوص ظاهرة الإرهاب
- نحو مقاربة أخلاقية لظاهرة إهدار الغذاء
- مغاربة هولندا يعززون حضورهم في البرلمان الهولندي


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - التجاني بولعوالي - الجريمة الأخطر من حرق الكتب هي عدم قراءتها