أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - التجاني بولعوالي - البرلمان الأوروبي.. ماذا عن انتهاك حقوق التعبير في أوروبا؟














المزيد.....

البرلمان الأوروبي.. ماذا عن انتهاك حقوق التعبير في أوروبا؟


التجاني بولعوالي
مفكر وباحث

(Tijani Boulaouali)


الحوار المتمدن-العدد: 7507 - 2023 / 1 / 30 - 14:07
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


لقد استغربت في الحقيقة كثيرا لقرار البرلمان الأوروبي الأخير (19 يناير 2023) حول حرية الصحافة والتعبير في المغرب، حيث صوت 365 عضوا في البرلمان الأوروبي ضد وضعية الصحافة "المتدهورة" خلال العقد الأخير في المغرب. ومرد هذا الاستغراب إلى أن هذا القرار جاء في ظرفية دبلوماسية وجيو- سياسية دقيقة تشهد تناقضات وتشنجات وتصفية حسابات أمنية وسياسية واقتصادية على مختلف الأصعدة، وبين شتى الأطراف الأوروبية والمغاربية والإفريقية والعربية. حتى إنه ليكاد يبدو لمتابع مجريات هذه النازلة وكأن هذا القرار تمت حياكته في كواليس السياسة أو دُبر بليل! أو على الأقل أن الأسباب التي أدت إلى نتائجه "غير المتوقعة" تم إعدادها منذ زمان بعيد على نار هادئة لكسر شوكة المغرب، الذي لم يعد كما في الماضي شريكا خاضعا وخانعا لأوروبا الآمرة والناهية، بل أصبح شريكا ندّا ومشاكسا وجريئا.
وهناك من قد يشكك في هذا الرأي المُستغرِب بدعوى أن حقوق الصحافة والتعبير، أو بالأحرى بعضها مهضوم إلى حد ما في المغرب، وهكذا لا يمكن حجب الشمس بالغربال، كما اعتدنا أن نردد أمام كل من ينكر الحقيقة أو الواقع. لذلك فإن المقام يستوجب منا توضيح المقال، ليستقيم مقصود الكلام.
أولا: يتذرع السياسيون الأوروبيون والغربيون دوما بوضعية الشعوب المضطهدة للنيل من الدول التي تتحداهم سياسيا (كوبا، فنزويلا) أو اقتصاديا (الصين) أو عسكريا (روسيا، إيران، كوريا الشمالية) أو حتى أخلاقيا (تركيا، بعض البلدان العربية). لذلك فهي تتخذ انتهاك حقوق الإنسان وحرية التعبير والمعتقد مطية لتشويه الخصوم ليس عبر وسائل الإعلام فقط، بل عبر قطع العلاقات الدبلوماسية وسن القوانين والعقوبات الاقتصادية. وينطبق هذا بشكل نسبي على حالة المغرب الذي اعتمد في السنوات الأخيرة سياسة المواجهة العقلانية ضد بعض الدول الأوروبية كإسبانيا وألمانيا وفرنسا، وقد أثار ذلك الكثير من ردود الفعل السياسية والدبلوماسية والإعلامية الأوروبية ضد المواقف المغربية. ورغم عودة المياه السياسية إلى مجاريها الطبيعية مع إسبانيا وألمانيا، غير أن صورة المغرب تظل تنغص بعض الجهات الأوروبية المؤدلجة، التي لم تدرك بعد أن المغرب شريك استراتيجي وسياسي واقتصادي لا يمكن الاستهانة به أو الاستغناء عنه.
ثانيا: إن انتهاك حرية الرأي والتعبير ليس "ماركة مغربية مسجلة"، بل ظاهرة عالمية تحضر بشكل أو بآخر في مختلف السياقات والمجتمعات الإنسانية، حتى التي تدعي أنها متحضرة وغيرها برابرة! من الأكيد أن هناك مساجين ومعتقلين يقبعون في بعض السجون المغربية، وبغض النظر عن ملابسات اعتقالهم نتمنى أن يحظوا بالمحاكمات العادلة والعفو الشامل وجبر الضرر لمن لحق به أي ظلم. لكن ماذا عن السجون الفرنسية والبريطانية والأمريكية والروسية والصينية السرية؟ ماذا عن منفذي العمليات الإرهابية الذين يعاملون بشكل همجي ويعذبون بأقسى العقوبات النفسية؟
ثالثا: المفارقة الغريبة أن المؤسسات السياسية الأوروبية، بما فيها البرلمان الأوروبي، تجهد في وضع المغرب تحت مجهر المراقبة، وتشكك في كل ما حققه من مكاسب اجتماعية واقتصادية وتنموية أفضل بكثير مما حققته العديد من دول المنطقة المغاربية والإفريقية، دون أن تنبس ببنت شفة فيما يتعلق بحقوق الإنسان المهدورة في مختلف البلدان المجاورة. وقد تساءل أحد البرلمانيين الأوروبيين مستغربا حول عدم انتقاد دولة مجاورة للمغرب رغم أن حقوق الإنسان وحرية الصحافة تُنتهك فيها إلى أقصى الحدود!
رابعا: يعامل البرلمان الأوروبي المغرب بتناقض عجيب وغريب، فهو ينتقده بشدة فيما يتعلق بحرية التعبير دون انتقاد غيره من الدول بالشدة نفسها، غير أنه في الوقت نفسه يعتبر المغرب حليفا استراتيجيا كبيرا في المنطقة، لا يمكن الاستغناء عنه. من الأكيد أن المغرب بشكل حليفا استراتيجيا رغم أنف البرلمان الأوروبي والسياسيين المغرضين والصحافيين المؤدلجين، وهكذا ظل عبر مختلف الأحقاب التاريخية، وسوف يستمر حضوره وتأثيره في المنطقة، بل وتزداد حاجة أوروبا وإفريقيا والمنطقة العربية إلى التحالف والتعاون معه في المستقبل. لكن المروءة تقتضي أن يُعامل الصديق والحليف والشريك بما يناسب مقامه، فحقوق الإنسان والتعبير بدولة إفريقية لا تحتاج إلى أن تناقش في برلمان أوروبي خاص بالبلدان الأوروبية، بل عبر آليات دبلوماسية وحقوقية وقانونية بينية، فلو كان المغرب عضوا في البرلمان الأوروبي لاستوعبنا المسألة، وقلنا أن أوروبا تحب أن تعم العدالة كل المجتمعات والدول التي تنضوي تحت رايتها، بما فيها المغرب "الأوروبي"!
خامسا: عندما أسندت الأمور إلى غير أهلها من بعض اللوبيات السياسية المؤثرة أصبحنا نرى السياسيين الأوروبيين يحشرون أنفهم في شؤون البلدان الأخرى، ويغضون الطرف عما يحدث داخل أوروبا نفسها من انتهاكات لحقوق الإنسان والرأي والمعتقد. ليس بعيدا عن مبنى البرلمان الأوروبي يفترش آلاف اللاجئين العرب والأفارقة الأرض في هذا البرد القارس، بينما يُستقبل اللاجئون الأوكرانيون بالورد والياسمين. في عاصمة الأنوار تُنتهك حرمات المسلمات الأبيات ويجرد بعضهن من الحجاب، بينما يُسمح للشواذ بالتعري أمام الناس والكاميرات دون احترام للأعراف والأخلاق والأذواق. في السويد يحرق القرآن الكريم على مرآى من العالم، بينما مراكز ومؤسسات الحوار تتلقى الميزانيات الهائلة للتقريب المزيف بين الأديان والفلسفات.



#التجاني_بولعوالي (هاشتاغ)       Tijani_Boulaouali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقوبات مادية تهدد أولياء الأمور في التعليم الفلامانكي!
- المسلمون جيران وزملاء.. ومع ذلك لا نعرفهم جيدا!
- هزيمة بطعم النصر.. هزيمة لم تنزع الأسود البطولة!
- الإسلام في الغرب بين جدلية الذات والآخر
- درس في الوطنية.. إلى من يريد أن يجردنا من الوطنية!
- الحكومة.. بْغَاتْ اَتْكَحّلْهَا عْمَاتْهَا
- هكذا احتفت المستشرقة الإيطالية لورا فاليري بتسامح الإسلام
- -ميثاق مباديء- وجدل تدبير الشأن الديني في فرنسا
- خذ الكتاب بقوة.. كتب أهديت لي!
- الربيع العربي بين الأعلمة والأسلمة
- الكفاءة السياسية وراء تعيين وزراء من أصل أجنبي في الحكومة ال ...
- الحقيقة الغائبة في قضية -آيا صوفيا-
- ظهور المسيح.. قصة لاهوتية بطعم الفنتازيا
- هكذا أنصف تودوروف الإسلام والمسلمين!
- أي تفسير هو الأنسب لوباء كورونا؟
- أيها المسؤولون.. رفقا بإعلامنا المحلي؟
- درس -داعشي- عارم يبعثر أوراق الغرب بخصوص ظاهرة الإرهاب
- نحو مقاربة أخلاقية لظاهرة إهدار الغذاء
- مغاربة هولندا يعززون حضورهم في البرلمان الهولندي
- الحكومة المغربية بين غموض الأداء ومنطق الإرضاء


المزيد.....




- الأمير هاري: أود المصالحة مع عائلتي ولا جدوى من الاستمرار في ...
- -مستر بيست- سيشارك بحفل افتتاح -موسم الرياض- السادس
- الإفراج عن راسل براند بكفالة في أولى جلسات محاكمته بتهم الاع ...
- أوكرانيا: زيلينسكي يشيد باتفاق -منصف- مع الولايات المتحدة وإ ...
- إعلام مصري: الرياض عرضت إقامة قواعد أمريكية بتيران وصنافير، ...
- ترامب يفاجئ نتنياهو بالمباحثات مع إيران: هل تصل المفاوضات ال ...
- -إصابة عدة أشخاص- إثر اصطدام سيارة بحشد في شتوتغارت الألماني ...
- بيان من جامعة الدول العربية تعليقا على قصف محيط القصر الرئاس ...
- روبيو يعتبر تصنيف حزب -البديل من أجل ألمانيا- كيانا متطرفا - ...
- مصر تحذر مواطنيها من رحلات -حج غير رسمية- بعد أزمة العام الم ...


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - التجاني بولعوالي - البرلمان الأوروبي.. ماذا عن انتهاك حقوق التعبير في أوروبا؟