سميّة كرغار [ سجينة سياسيّة من إيران ] تتحدّث في مهرجان شمس إيران في باريس ، فرنسا

شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 7708 - 2023 / 8 / 19 - 15:03
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

)IEC أرسلته للجريدة الحملة الإستعجاليّة لتحرير السجناء السياسيّين الإيرانيّين الآن ! (
جريدة : الثورة " عدد 815 ، 14 أوت 2023
https://revcom.us/en/somayeh-kargar-speaks-festival-soleil--dir-an-paris-france

هنا ننشر الخطاب الذى ألقته سميّة كرغار حول وضع النساء ، في 29 جويلية 2023 . و سمّيّة كرغار سجينة سياسيّة سابقة في إيران تمّ إعتقالها في أكتوبر 2020 ( بالضبط قبل الذكرى الأولى لتمرّد نوفمبر 2019. و إتّهمت بتأسيس و تسيير جمعيّة نساء عصيان (1) (Osyan Women Collective)
و العمل لمصلحة الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – الينيني – الماوي ). و الشركاء الآخرون في التهمة معها كانوا ناهد تغافى و مهران رؤوف و بهارة سليماني . و قد أمضت شهورا في السجن الإنفرادي بأفين ثمّ وقع نقلها إلى سجن كرشاك . دفاع محاميها الحيويّ عنها و الأدلّة على أنّها لا تستطيع التحمّل الجسديّ للسجن نظرا لمرض حاد أصابها ، أدّيا إلى إطلاق سراحها و إغلاق ملفّ تتبّعها . أدناه تجدون خطابها و قد ترجمه و أعدّه للنشر متطوّعون من الحملة الإستعجاليّة العالميّة لتحرير السجناء السياسيّين الإيرانيّين الآن ! ( IEC ).
-----------------------------
الكثير منكم شاهدوا و ساندوا تمرّد من أجل " المرأة ، الحياة ، الحرّية " [ في إيران ] . لكن ربّما تفاجأتم و ربّما تساءلتم ما الذى يقف وراء إنخراط إيران بأسرها في النضال ضد الجمهوريّة الإسلاميّة و إجباريّة الحجاب بمثل هذا الغضب الشديد و هذه البطولة ؟
قادح تمرّد النساء ، الحياة ، الحرّية كان جريمة القتل التي إقترفتها الدولة في حقّ جينا آميني و ... حدث تغيّر . تحوّل الأمر إلى تمرّد ضد مسائل أشمل في المجتمع ، لا سيما إضطهاد النساء – و كذلك إضطهاد المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا و القوميّات غير الفارسيّة . كما عبّر هذا التمرّد عن صوت و كان جزءا من نضال الإنسانيّة ضد ظروف الإضطهاد و افستغلال التي فرضها عليها جميعا النظام الرأسمالي .
إنّ سير النظام الرأسمالي – الإمبريالي قد ربط معا حياة الناس عبر العالم قاطبة ، جاعلا عبيدا ليس فقط كافة البشر بل إستعبد أيضا بيئة كامل الكوكب ! إذا لم يلاحظ أحد بعدُ العلاقة بين الرأسماليّة و الإنسانيّة، فإنّه لم يستوعب تماما التحطيم و الدمار الذى يتسبّب فيه ذلك . و إلقاء نظرة على البيئة يتعيّن أن يوضّح هذا !
إذا نظرنا إليه و إستوعبناه بطريقة صحيحة ، سنلاحظ أنّ العولمة و تداخل الحياة الإجتماعيّة للبشر هي قوّتنا في النضال ضد هذا النظام . لكن للناس أوهام حول هذا – الناس في إيران كما في بقيّة العالم . و نحتاج إلى أن نقرّ بهذه الأوهام و أن نتخلّص منها .
تضامنكم مع البشر في إيران ، تضامن شعب فرنسا و شعوب العالم ، أمر قيّم و هام . بيد أنّه لا يجب أن يقتصر على التضامن فحسب . لا ينبغي أن تنظروا إلى تمرّد الشعب في إيران كما لو أنّه تمرّد أناس محرومين من حقوق تتمتّعون بها أنتم ، و أن تقدّموا لهم التعاطف . و كذلك ، الشعب في إيران لا ينبغي أن ينظر إلى الأمر كما لو أنّ الناس في أوروبا و أمريكا الشماليّة لهم نمط حياة و حقوق نتمنّى الحصول عليها . هذا الإزدهار و نمط الحياة لم يتمّ التوصّل غليه دون إستغلال و منتهى الإستغلال . عقد الأمل على و العمل على الحصول على حصّة من هذا لإندماج إيران في النظام الرأسمالي العالمي ليس غير ممكن فقط بل هو أيضا غير أخلاقيّ .
نحن مقاتلون في نضال مشترك ضد النظام الذى ولّد مثل هذه الفظائع ضدّنا و ضد كلّ الحياة على كوكب الأرض . ظروف حياة شعبنا في إيران على صلة مباشرة بوضعكم و نمط و ظروف حياتكم في أوروبا . و فقط بسبب الإستغلال و منتهى الإستغلال في جنوب الكوكب تتمكّن الحكومات الإمبرياليّة من توفير إزدهار نسبيّ و حقوق نسبيّة لمواطنيها . الإختلاف في ظروف حياة شعبنا في إيران و الشعب مثلا في أوروبا ليس أنّنا نعيش في عالمين مختلفين ، على كوكبين ؛ و إنّما هو نتيجة نظام مشترك . و تمرّد شعبنا من أجل النساء و الحياة و الحرّية جزء من النضال المشترك .
أثناء تمرّد النساء ، الحياة ، الحرّية ، قسم من المعارضة اليمينيّة للجمهوريّة الإسلاميّة أتى إلى فرنسا ليتوسّل ماكرون و الحكومة الفرنسيّة من أجل الحرذية و لإنقاذهم من الجمهوريّة الإسلاميّة . و أتمنّى أنّ الفظائع التي جدّت إبّان قتل نهال قد كشفت خواء ذلك للمكنوسين بذلك الإتّجاه . و هاجم ماكرون الإحتجاجات و أعلن أنّه كان ينوى إغلاق الأنترنت حتّى . (*)
معارضتنا للجمهوريّة الإسلاميّة ليست مثل معارضة أنصار النظام الملكي الذين يأملون أن تحلّ الملكيّة محلّ الجمهوريّة الإسلاميّة بمساعدة من إسرائيل و الولايات المتحدة ، و ليس مثل معارضة مجاهدي الشعب [ MEK ] الذين ركّزوا نظرهم على أشباه الفاشيّ مايك بانس . ما من حكومة أو سلطة في هذا العالم الرأسمالي تتعاطف معنا أو هي صديقة لنا و ليست لدينا أوهام بصددها . ما نعوّل عليه هو شعوب العالم و دعمها الأمميّ ضد هذا النظام . نحاول أن نكرّس مسؤوليّاتنا الأمميّة في إيران . و المساندة التي تأتينا من شعوب العالم يجب النظر إليها بذات الروح و في ذات الإطار من المعركة المشتركة ضد هذا النظام مصّاص الحياة الذى يحطّم حياة العديدين .
كم عدد الذين منكم كانت لهم تجارب مع أو سمعوا عن عديد و عديد الناس في المياه القاتلة للبحر الأبيض المتوسّط و غيره من الأماكن ، الذين خسروا حياتهم أو خاطروا بها لبلوغ أوروبا ؟ أو الذين وقع إيقافهم و نقلهم على يد بيروقراطية لا ترحم ، و حجزوا في مخيّمات حشد يائسة في أوروبا ، ليعلن فقط أنّهم لاجئون " غير مرغوب فيهم " ؟ هذه التنقّلات و هذه الجراح و هذا الموت ثمرة ذات النظم الرأسمالي – الإمبريالي الذى خلق الظروف التي أجبرت الناسعلى المخاطرة بحياتهم .
أثناء تمرّد جينا لم تقم الجمهورية الإسلاميّة بالقتل و الإعتقال و التعذيب لعديد الناس فحسب ، بل تسبّبت أيضا في عمى الكثيريرن الآخرين بإطلاق النار مباشرة على وجوه المحتجّين . و بعد ذلك ، و الناس يجمّعون بقيا الرصاص على الأرض لاحظوا أنّ الرصاص قد صُنع في بلجيكا أو في ألمانيا ، و لست متأكّدة إن كان أم لم يكن قد صنع كذلك في فرنسا .
يبيّن واقع العالم أنّنا لسنا مثل الجسد الواحد فقط ، بل إنّ مستغِلّونا و مضطهدونا و قامعونا هم أيضا جسد واحد . نحن في الجانب المعارض ، نحن ضدّهم . هذا هو واقع حياتنا و عالمنا . و إن لم ننظر على هذا النحو ، سنضلّ الطريق . و نفوّت فرصة و إمكانيّة وضع نهاية لهذا النظام ، بينما نوفّر لهم المزيد من الوقت لتحطيم حياة المزيد منّا حول العالم .
إنّ إجباريّة الحجاب من الركائز الإيديولوجيّة الأساسيّة للنظام التيوقراطي . ليست فقط الشعار الأبرز لإضطهاد الجمهوريّة الإسلاميّة للنساء ، إنّه جوهريّ للجمهوريّة الإسلاميّة . و هم يستخدمون إجباريّة الحجاب في آن معا لمأسسة العلاقات الإجتماعيّة حول مكانة أدنى ، و جنس من صنف ثاني هو النساء ، و لتنظيم كامل المجتمع حول طريقة التفكير هذه ، و لتشجيع علاقات السيّد – العبد عبر المجتمع .
و نضال النساء ضد الجمهوريّة الإسلاميّة و ضد إجباريّة الحجاب لا ينحصر في هذا التمرّد . فقد إبتدأ مع صعود الجمهوريّة الإسلاميّة إلى السلطة [ سنة 1979] . لكي يبقى النظام في السلطة ، لا بدّ لهم من فرض إجباريّة الحجاب . و دون ذلك ، إن أخفق ذلك ، فإنّ بقاء الحكم على قيد الحياة في شكله الراهن سيكون غير ممكن . إجباريّة الحجاب ليست مجرّد غطاء للرأس ، إنّها رمز لا يمكن الإخفاق في إدراكه ، رمز لعلاقات إجتماعيّة و علاقات سلطة في المجتمع ، وهو يوظّف لتعزيز هذه العلاقات .
نظرة أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة تلين بشأن الحجاب أو تقوم بإصلاحات ليس غير مجرّد أوهام . و نشر هذه الأوهام و الترويج لها على يد المثقّفين أو ممثّلين لنزعات سياسيّة متنوّعة ليس سوى تواطؤ مع الجمهوريّة الإسلاميّة . إنّه إنتهازيّة ، ضد الواقع ، و يضرّ بمصالح الشعب في التحرّر . لهذا ، ليس الحجاب مسألة حياديّة ، له مضمون سياسيّ و إجتماعي ،و لذلك ، نظرات أفراد و مجموعات مختلفين لإجباريّة الحجاب تعرب أيضا عن مضمون طبقي و إجتماعي .
وضع النساء و نضالهنّ في إيران يجب النظر إليهما في إطار الوضع العالمي . ففي إيران ، كما في بقيّة العالم ، النظام السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي غاية في الإضطراب و لم يعد يسير كما كان في السابق . و علامات هذا الإضطراب العالمي تشمل إحتدام النزاعات الإمبرياليّة كالنزاع بين الصين و الولايات المتّحدة و الحرب الأوكرانيّة و خطر الحرب النوويّة ، و الصعود الكبير لليمين إلى السلطة و خطر تعزيز الفاشيّة و الهجمات المنهجيّة ضد النساء و السود و أقلّيات أخرى و تصاعد أزمة البيئة .
لنلقى نظرة على فرنسا و لنشاهد كيف تقع معاملة المهاجرين ،حتّى المهاجرين من الجيل الثاني و الثالث. فالدولة تواجههم بحالة الطوارئ و القمع حين يحتجّون .
و يزداد الوضع سوءا و يحتاج إلى المعالجة . و المعالجة المعتدلة و الإصلاحيّة لا تجدى نفعا . و سيكون المستقبل مختلفا راديكاليّا – سواء رجعيّا راديكاليّا أم ثوريّا راديكاليّا . لو تُركت الأمور على حالها ستسوء أكثر . لكن ضمن هذا الواقع الموضوعي هناك أيضا إمكانيّة حصول تغيير ثوريّ . و هنا يأتي دور القوى الواعية المنظّمة وهو دور حيويّ – الإشتغال على التناقضات للمضيّ بالوضع نحو الثورة و التغيير الجوهريّ. و كجزء من شعوب العالم ، هذه مسؤوليّتنا جميعا .
زيادة سوء وضع النساء في إيران و عبر العالم أمر مترابط . و الأصوليّة الدينيّة ، سواء منها الإسلاميّة و اليهوديّة و المسيحيّة و البوذيّة ، تشنّ هجمات على النساء في جميع الأماكن . أنظروا إلى الإنقلاب على حقّ الإجهاض في الولايات المتّحدة . و لئن حدث تغيير إيجابي في الوضع في إيران فلن يؤثّر على إيران و حسب و إنّما قد تكون له تأثيرات إيجابيّة على تغيير في هيمنة السلطات العالميّة و يمكن أن يؤثّر مباشرة على حياة الناس عبر العالم .
في إيران و أفغانستان ، حياة النساء و الشعب عامة أسيرة قوّتين رجعيّتين فات أوانهما . فمن جهة الإمبرياليّة هي السبب الرئيسيّ للتدمير الذى يطال كافة العالم بما في ذلك في إيران و الشرق الأوسط . و من الجهة الأخرى ، توجد الأصوليّة الدينيّة التي تمثّل ردّا رجعيّا ظهر بفعل دينميكيّة الرأسماليّة – الإمبرياليّة ،و إنقلب عليها . مثل هذه القوى تاريخيّا و إجتماعيّا فات تاريخ صلوحيّتها و يمكن و يجب كنسها . و تقديم المساندة لأيّ من هتين القوّتين أو عقد الآمال على إحداهما لا يفعل سوى تعزيز كليهما ، و يمكن أن يؤدّي إلى المزيد من الإضطهاد و الإستغلال و تدمير البيئة . لأجيال ، حياة الناس في أغانستان قد تلاعب بها الإمبرياليّون و الأصوليّون . طالبان و لحضور الأمريكي لم يجلبا سوى الحرب و الدمار و الهجرة لشعب أفغانستان .
نحن سكّان كوكب واحد يواجه خطرا جدّيا ، خطر القضاء عليه . و ليس لدينا الوقت لنضيّعه في عقد الآمال على قوى رجعيّة . أن نبقي تركيزنا على مصالحنا الخاصة أو أن نحاول الإبقاء على أفستقرار في حياتنا الخاصة سيكون ثمنه تحطيم حياة الآخرين . و فضلا عن ذلك ، حين نكون وسط أزمات و ظروف عالميّة تزداد سوءا ، حتّى مفهوم إيجاد إستقرار لا معنى له .
الآن ، نحن منخرطون في حرب طبقيّة . و حان الآن وقت الإختيار الواعي . إلى جانب من نقف ؟ ما الذى نساهم فيه ؟ من نخدمه ؟ لا معنى لإتّخاذ موقف الوسط . فالبقاء في الوسط في نهاية المطاف ينتهى إلى خدمة الرجعيّة . نحن محظوظون لأنّ لدينا فرصة [ تجاوز كلّ هذا ] . نحن شعوب العالم التي لديها مصلحة في إنقاذ العالم و إنقاذ أنفسنا من هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي .
-(*) Osyan عصيان تعنى تمرّد في اللغة الفارسيّة . إنّها مجموعة من النساء الإيرانيّات و الأفغانيّات اللواتي تمثّلن صوتتمرّد النساء للتعبير عن التصميم على النضال و لخدمة النضال ضد جمهوريّة إيران الإسلاميّة و ضد طالبان .
- Powerful Uprising Against Police Murder and Racist Oppression Rocks France for Six Days, Defying Massive State Repression and Fascist Menace | revcom.us

#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات