أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - بوب أفاكيان : الأهمّية الحيويّة للقيادة ، القيادة مكثّفة كخطّ - مقتطف من الجزء الثاني من كتاب - الحزب الشيوعي الثوريّ – مقتطفات من أقوال ماركس وإنجلز ولينين وستالين وماو تسى تونغ؛ و نصوص لبوب أفاكيان -















المزيد.....


بوب أفاكيان : الأهمّية الحيويّة للقيادة ، القيادة مكثّفة كخطّ - مقتطف من الجزء الثاني من كتاب - الحزب الشيوعي الثوريّ – مقتطفات من أقوال ماركس وإنجلز ولينين وستالين وماو تسى تونغ؛ و نصوص لبوب أفاكيان -


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 7674 - 2023 / 7 / 16 - 23:31
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بوب أفاكيان : الأهمّية الحيويّة للقيادة ، القيادة مكثّفة كخطّ -
مقتطف من الجزء الثاني من كتاب " الحزب الشيوعي الثوريّ – مقتطفات من أقوال ماركس وإنجلز ولينين وستالين وماو تسى تونغ؛ و نصوص لبوب أفاكيان "
---------------------------------------------------------------
الماويّة : نظريّة و ممارسة
عدد 43 / ديسمبر 2022
شادي الشماوي
الحزب الشيوعي الثوريّ – مقتطفات من أقوال ماركس وإنجلز ولينين وستالين وماو تسى تونغ؛ و نصوص لبوب أفاكيان
-------------------------------------------------------

مقدّمة الكتاب 43
الحزب الشيوعي الثوريّ – مقتطفات من أقوال ماركس وإنجلز ولينين وستالين وماو تسى تونغ ؛ و نصوص لبوب أفاكيان

حينما صدر أوّل ما صدر سنة 2002 بالمكسيك ( Editorial La Chispa México, D.F., 2002 ) ، كان هذا الكتاب يحمل من العناوين عنوان " الحزب الشيوعي " لا غير . وقد أدخلنا تعديلات على العنوان مضيفين بداية نعت " الثوريّ " لتمييزه عن الأحزاب و المنظّمات التي لا تزال تطلق على نفسها صفة " الشيوعي زورا و بهتانا وهي في الواقع أحزاب و منظّمات تسعى إلى مناهضة الشيوعيّة الثوريّة على طول الخطّ فيما تتجلبب بجلباب " الشيوعيّة " ما يذكّرنا بعبارة إستخدمت كثيرا إبّان الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى في الصين الماويّة 1966 و 1976 حيث كان أعداء الماويّة ينشرون خطّا إيديوزلوجيّا و سياسيّا رجعيّا يهدف إلى إعادة تركيز الرأسماليّة بينما كانوا يقدّمونه على أنّه ماويّة و شيوعيّة إلخ فصحّ عليهم تعبير رفع الراية الحمراء من أجل إسقاطها . فاليوم حيثما وجّهنا نظرنا نلفى أحزابا و منظّمات تمثّل دولا رأسماليّة إمبرياليّة مثل الصين الراهنة أو تشارك في السلطة كما هو الحال في الهند أين يشارك الحزب الشيوعي الهندي و منظّمات و أحزاب إصلاحيّة أخرى في سلطة دولة الإستعمار الجديد هناك ، أو أحزابا و منظّمات في كافة القارات تزعم تبنّى الشيوعيّة و الشيوعيّة منها براء . و علاوة على ذلك يحيلنا نعت " الثوري "على السمة التي وسم بها فردريك أنجلز ، أحد مؤسّسي الماركسية / الشيوعيّة ، كارل ماركس في خطابه الذى ألقاه على قبر ماركس منبّها إلى أنّ ماركس أوّلا و قبل كلّ شيء و فوق كلّ شيء " ثوريّ" و من هنا من يحوّل الماركسيّة إلى فكر إصلاحيّ لا يمكن أن يكون ماركسيّا / شيوعيّا حقّا.
و إلى ذلك ، في العنوان عرضنا بإختصار مضمون الكتاب أي مقتطفات من أقوال ماركس و إنجلز و لينين و ستالين و ماو تسى تونغ و ربطا لتلك المقتطفات ببعض الدروس الإضافيّة المستخلصة من العقود الأخيرة من النضال الشيوعيّ و الصراع صلب الحركة الشيوعيّة العالميّة و منظّماتها و أحزابها ، ألحقنا بهذا الكتاب نصوصا لبوب أفاكيان تنقد أمراضا معاصرة تنخر جسم الأحزاب الشيوعيّة و نقصد الشوفينيّة و الإقتصاديّة / الإقتصادويّة و تشرح أهمّية القيادة الشيوعيّة و تأسيس الحزب الشيوعي الثوري الحقيقيّ و بنائه كأداة لا بدّ منها متى أردنا القيام بالثورة الشيوعيّة و تحرير الإنسانيّة .
و نلفت عناية القارئ و القارئة إلى كوننا سعينا جهدنا إلى إعتماد الترجمة العربيّة لكتب صادرة عن عدّة دور نشر ، لنصوص رموز الشيوعيّة الثوريّة كلّما كانت متوفّرة و أملى علينا غياب نصوص لم نعثر عليها باللغة العربيّة رغم قصارى الجهد المبذول في البحث عنها هنا و هناك ، إلى تعريبها بأنفسنا و ينسحب هذا بوجه خاص على بعض خطابات ماو تسى تونغ و كتاباته التي لم ترد ضمن الأربعة مجلّدات الأولى من " مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة " باللغة العربيّة لدار النشر باللغات الأجنبيّة ، بيكين .
و فضلا عن هذه المقدّمة المقتضبة ، محتويات هذا الكتاب 43 أو العدد 43 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " هي الآتي ذكرها :
الجزء الأوّل : الحزب الشيوعيّ
1- للقيام بالثورة البروليتاريّة ، لا بدّ من حزب شيوعي

2- الحزب الشيوعي هو الحزب السياسي ّ للطبقة العاملة . و الطبقة العاملة هي القوّة القياديّة و الفلاّحون هم حلفاؤها الأصلب
3- الغاية الوحيدة من وجود الحزب الشيوعي هي تحرير الإنسانيّة عن طريق الثورة البروليتاريّة ، الإشتراكية و الشيوعيّة
4- يجب على الحزب أن يمارس الأمميّة البروليتاريّة و يجب أن يُبنى كجزء من حركة البروليتاريّا العالميّة
5- المهمّة المركزيّة للحزب الشيوعي هي إطلاق حرب الشعب و قيادتها
6- يجب أن يقود الحزب كلّ شيء
7- وحده حزب يستوعب النظريّة الماركسيّة – اللينينيّة – الماويّة بوسعه أن ينهض بمهمّة الطليعة المناضلة
8- دمج النظريّة و الممارسة . دمج الحقيقة العالميّة للماركسيّة و الممارسة الملموسة للثورة في بلد معيّن
9- هناك حاجة إلى حزب طليعي يعرف كيف يرفع وعي الجماهير إلى مستوى فهم مصالح الطبقة البروليتاريّة
10- الجماهير تصنع التاريخ و من واجب الحزب أن ينصهر فيها و يتعلّم منها
11- النضال الثوريّ من أجل إفتكاك السلطة هو الرئيسيّ و النضال المطلبيّ متمّم ضروريّ
12- عندما لا يوجد حزب شيوعيّ ، المهمّة الأكثر إلحاحا على كاهل الشيوعيّين و الشيوعيّات هي تشكيله
13- صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي يحدّد كلّ شيء . و الحلقة المفتاح في تشكيل الحزب البروليتاري هي صياغة خطّ و برنامج صحيحين
14- يتطوّر الصحيح في نضاله مع الخاطئ عبر الجدال و صراع الخطّين
15- قبل أن نتوحّد و من أجل أن نتوحّد ، لا بدّ من تحديد الإختلافات تحديدا صارما و دقيقا
16- النضال ضد الإمبرياليّة خدعة دون النضال ضد الإنتهازيّة
17- لا بدّ من و يمكن تكوين قادة و ثوريّين محترفين
18- ممارسة النقد و النقد الذاتيّ
19- المركزيّة الديمقراطيّة هي المبدأ التنظيمي للبروليتاريا
20- ينبغي مواصلة الثورة في ظلّ الإشتراكيّة للإطاحة بالقادة السامين للحزب أتباع الطريق الرأسمالي
21- يضع الشيوعيّون و الشيوعيّات في المقام الأوّل مصالح الشعب و الثورة
الجزء الثاني : نصوص لبوب أفاكيان
(1)
بوب أفاكيان : لا بدّ من حزب ثوريّ إذا أردنا القيام بالثورة – الفصل الثاني : هل يمكن أن نستغني عن القيادة ؟
الديمقراطية التشاركيّة :
الفوضويّون :
مسألة فلسفيّة :
" الماويّون " :
الضرورة و الحرّية و الحزب :
الخيار الحقيقيّ الوحيد :

(2)
الأهمّية الحيويّة للقيادة ، القيادة مكثّفة كخطّ
الخطوط و القاعدة الإجتماعيّة – علاقة جدليّة :
ما هي القيادة الشيوعيّة ؟
(3)
خطّ ثوريّ فى تعارض مع " الإقتصاديّة " / الإقتصادويّة و الشوفينيّة
+ ملحق من إقتراح المترجم : الحركة رائعة ... لكنّها ليست كلّ شيء ... الشعب يحتاج إلى الثورة
(4)
كلّ ما نقوم به هدفه الثورة
" إثراء فكر ما العمل ؟ "
- التسريع بينما ننتظر – عدم الركوع للضرورة :
- الدور الثوري المحوري للجريدة الشيوعيّة :
- مقاومة " النزوع العفوى إلى كنف البرجوازية " :
عمل ثوري ذو مغزى
- نشر الثورة و الشيوعية بجرأة :
- ثقافة تقدير و ترويج و نشر شعبي :
- مقاومة السلطة و تغيير الناس ، من أجل الثورة :
- بناء الحزب :

ملحق الكتاب : فهارس كتب شادي الشماوي
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(2)
الأهمّية الحيويّة للقيادة ، القيادة مكثّفة كخطّ
مقتطف من خطاب لبوب أفاكيان سنة 2009 :
" تأمّلات و جدالات : حول أهمّية الماديّة الماركسية و الشيوعية كعلم و العمل الثوري ذو الدلالة وحياة لها مغزى "
جريدة " الثورة " عدد 162 ، 19 أفريل 2009
www.revcom.us

و يؤكّد كلّ ما سبق على الدور الحيوي للخطّ – و القيادة – في علاقة بمسألة أيّ نوع من التغيير سيحدث ، أيّ نوع من التحويل للمجتمع . و من الأكيد أنّ تغييرا سيتمّ . و على الدوام ، سيجدّ صنف أو آخر من التغيير و وُجدت و ستوجد مرّة أخرى تغييرات كبرى في العالم و في المجتمع الإنسانيّ . فالمجتمع ، ككلّ واقع ماديّ ، لا يمكن أن يظلّ كما هو و لا يظلّ كما هو . يشهد تغييرات بما في ذلك تغييرات في نقاط كبرى معيّنة ، حتّى تغييرات نوعيّة . لكن مسألة الخطّ و القيادة حيويّة في تحديد في نهاية المطاف ما هو نوع التغيير، ما هو نوع التحويل للمجتمع و أساسا ما هو نوع الثورة الذى سيكون ممكنا، حتّى إذا و متى تنهض الجماهير و تطالب بالتغيير الجذري و تقاتل من أجله .
الخطوط و القاعدة الإجتماعيّة – علاقة جدليّة :
و في إرتباط بهذا ، من المهمّ أن نعيد التشديد على نقطة تعرّضنا لها آنفا ألا وهي العلاقة الماديّة الجدليّة بين الخطوط و القاعدة الإجتماعيّة . و هذا يعنى من ناحية ، أنّ الخطوط تعكس بعض القواعد الإجتماعيّة . أو لنضع ذلك بطريقة أخرى، تمثّل طبقات معيّنة . و هذه نقطة لمستها من خلال الأمثلة المتنوّعة التي ناقشتها هنا و بطرق أخرى إلى الآن في هذا الخطاب. تركّز الخطوط المصالح و المطامح الأساسيّة لمختلف الطبقات ؛ و تمثّل الخطوط المختلفة قوى طبقيّة مختلفة . و مجدّدا – خاصة في المجتمع البرجوازي لكن حتّى في المجتمع الإشتراكي ، مصلحة طبقة لا يمكن تمثيلها ، على الأقلّ بأيّ معنى تام ، عفويّا ، هي مصلحة البروليتاريا التي تمثّل بالمعنى العام مصالح الجماهير المستغَلّة و المضطهَدَة بصورة عامة . و كلّ مصالح الطبقات الأخرى و الخطوط التي تمثّلها ، يمكن – في ظلّ هيمنة البرجوازيّة و إيديولوجيّتها و مع كامل تاريخ حكم الطبقة المستغلّة و تأثيره إيديولوجيّا الطبقات المستغِلّة – أن تنطوي على الكثير من العفويّة لكنّها تتطلّب قطيعة واعية مع العفويّة كيما يجرى تقديم خطّ و كيما تعترف الجماهير بخطّ وتتبنّاه ، خطّ يمثّل عمليّا مصالحها الجوهريّة كطبقات و جماهير شعبيّة مستغَلّة و مضطهَدَة .
لذا ، من ناحية ثانية ، تعكس الخطوط قواعدا إجتماعيّة أو طبقات مختلفة و متعارضة . و بالمعنى الجوهري و الأساسي – و إن لم يكن بشكل خطّي مستقيم و ليس الكلّ ضربة واحدة – الخطوط المختلفة تتقدّم بقواعد إجتماعيّة مختلفة . و سبب تشديدي على أنّ ذلك لا يجرى " بشكل خطّي مستقيم " و ليس الكلّ ضربة واحدة – يمكن ملاحظته مجدّدا في مثال الثورة الإيرانيّة . فمن الأشياء الحيويّة بشأن التمرّد الثوري – و هذا يتبيّن بالمثال السلبي في الثورة الإيرانيّة – هو أنّه بقدر ما تطوّرت و لم يُقطع الطريق أمامها بنوع من " الاتّفاق في القمّة " ، بقدر ما تمكّنت الجماهير من الوعي و من تجريب مختلف الخطوط و البرامج المرتبطة بها – مختلف المصالح و الطموحات المتركّزة في هذه الخطوط و البرامج .( بكلمات أخرى، في الحديث عن الخطوط أتحدّث عن النظرات إلى العالم و برامج التغيير الاجتماعي – أو لمعارضة التغيير الاجتماعي – المتناسبة مع نظرات هؤلاء إلى العالم ). في تمرّد إجتماعي حقيقيّ و خاصة تمرّد يتطوّر إلى أبعاد ثوريّة ، الناس المعنيّون مباشرة ، و الذين بصفة أوسع متأثّرين بصورة لها دلالتها يرتفع وعيهم و يختبرون مختلف الخطوط و البرامج ، و مع الزمن يحومون و تحوم الجماهير الشعبية أكثر فأكثر حول هذه الخطوط و البرامج التي أتت إلى رؤيتها كأساس في إنسجام مع ليس مصالحها الأعمق فحسب بل أيضا مع حاجياتها الأكثر مباشرة و الأتمّ و التي توفّر في الوقت نفسه وسيلة واقعيّة لتغيير الأشياء تغييرا جذريّا عندما يكون التغيير الجذريّ هو الذى تراه أعداد متنامية من الجماهير ضرورة .
و هذا مرتبط مباشرة بتأكيد ماو تسى تونغ بصيغة صحيحة جدّا و متجاهلة جدّا - و حتّى ضمن بعض الشيوعيّين المزعومين، مفترى عليها عادة – على أنّ صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي لطليعة شيوعيّة أمر حيويّ : ما إذا كان في نظريّته و برنامجه و إستراتيجيّته يمثّل حقّا مصالح البروليتاريا و الجماهير المستغّلّة و المضطهَدة ، و وسيلة للتغيير الراديكالي للمجتمع عبر الثورة للشروع في إجتثاث الإستغلال و الإضطهاد ، إلى جانب النضال عينه عبر العالم ؛ أو ما إذا كان يمثّل، بشكل أو آخر، تعزيز ( أو على الأقلّ تعديل بسيط من الداخل ) لتلك العلاقات الإستغلاليّة و الإضطهاديّة . و هذا ، بكلمات أساسيّة ، ما يعنيه مبدأ صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي هو المحدّد . و كما نعلم ، الثورات سيرورات معقّدة للغاية ، و لا وجود لإمكانيّة تغيير جذريّ للمجتمع في خدمة المصالح العمليّة لجماهير الشعب المضطهَد و المستغَلّ دون قيادة قوّة تملك – و تقاتل بإستمرار للحفاظ على و تطبيق و تطوير– خطّ إيديولوجي و سياسي صحيح . و هذا في الواقع حيويّ مهما كان قدر السخرية المنصبّ على هذا المفهوم الجوهريّ .
ما هي القيادة الشيوعيّة ؟
هناك قدر كبير من عدم الفهم و الإلتباس حول مسألة القيادة الشيوعيّة ، إلتباس مرتبط إلى درجة كبيرة بالأفكار الغالطة حول – و في بعض النواحى معارضة ل – مبادئ الثورة الشيوعيّة ذاتها و لأهدافها – القيادة – و بصورة خاصة القيادة الشيوعيّة – مثلما تحدّثت عن ذلك ، تتركّز في الخطّ . و هذا لا يعنى مجرّد الخطّ كتجريدات نظريّة رغم أنّ مثل هذه التجريدات ، لا سيما طالما أنّها تعكس بصورة صحيحة الواقع و حركته و تطوّره ، في منتهى الأهمّية . بل بالمعنى الشامل هو مسألة قيادة كما يُعبّر عنها في قدرة الصياغة الصحيحة في الأساس للتجريدات النظريّة بإستمرار ؛ و صياغة و تنفيذ و قيادة الآخرين لتبنّى و العمل إنطلاقا من – و في أن يقوموا هم ذاتهم بمبادرات في التنفيذ – النظرة و المنهج و الإستراتيجيا و البرنامج و السياسات الضروريّة لتغيير العالم تغييرا راديكاليّا عبر الثورة نحو الهدف النهائي للشيوعيّة . و من خلال هذه السيرورة تمكين الآخرين الذين يقودهم المرء بإستمرار من أنّ يطوّروا أنفسهم و قدراتهم بشكل تصاعديّ للقيام بكلّ هذا . هنا يكمن جوهر القيادة الشيوعيّة .
و ليس الأمر أن نكون حاضرين جسديّا ضمن هذه المجموعة أو تلك من الجماهير . فقد قرأت تقاريرا تسجّل كيف أنّ الناس يقولون : " كيف لنا أن نعرف أنّ كلّ كلامكم عن بوب أفاكيان ينطبق حقّا عليه ، إن لم يكن تماما بيننا هنا ؟ ". و ضمن أشياء أخرى ، يعكس هذا عدم فهم جوهريّ لما هي القيادة الشيوعيّة و للواقع العمليّ و كذلك للتوجّه الإستراتيجي المعنيّ في بناء حركة من أجل الثورة . نحن نهدف إلى بناء حركة ثوريّة للملايين ، بإتّجاه الهدف العمليّ لإفتكاك مقاليد المجتمع و تغييره تغييرا جذريّا ، عندما تتوفّر ظروف القيام بذلك . و مهما كانت عظيمة حقّا القدرة على الحديث إلى الجماهير و التعلّم منها و كذلك الصراع معها ، أيمكن تصوّر فعلا أنّ قائدا ( أو أيّ عدد من القادة ، بالمناسبة ) لمثل هذه السيرورة الثوريّة ، و للحزب القائد لهذه الثورة ، بمقدوره أن يتواجد شخصيّا مع كافة هذه الملايين من الناس الذين يجب في نهاية المطاف أن يشكّلوا الثورة و يتحدّث إليهم ؟ إن كنّا نفكّر ببساطة بمعنى الحلقات الضيّقة نوعا ما ، و لم نكن نفكّر حقيقة في تغيير المجتمع و في نهاية المطاف العالم ككلّ ، حسنا الآن ، قد يكون من الواقعيّ المطالبة بأن الأعداد الصغيرة من الناس الذين سينخرطون عندئذ في القدرة على عقد اللقاء الشخصيّ ( " وجها لوجه " ) مع قائد ذلك . في هذه الحال ، مع ذلك ، من يهتمّ – لن يكون لذلك أيّة علاقة بما نحن من المفترض أن نكون بصدده و حقيقة يجب أن نكون بصدده : القيام بالثورة و التقدّم نحو الهدف النهائي أي الشيوعية عبر العالم . إن كنّا نفكّر حقّا في ملايين الناس المعنيّين – و أجل ، قيادتهم و في الوقت نفسه التعلّم منهم و تلخيص كلّ هذا تلخيصا علميّا ، خدمة لنوع الثورة التي نحتاجها عمليّا ، فعلينا أن نفهم أنّ القيادة الشيوعيّة تعنى شيئا مغايرا جذريّا نسبة لمفاهيم العلاقة المباشرة واحد لواحد بين القيادة و كافة الجماهير الشعبيّة التي ينبغي أن تنخرط في هذا .
و التالى ( مقتطف من خطابي في السنة الماضية ، " الخروج إلى العالم – كطليعة للمستقبل " الذى نشر في المدّة الأخيرة في جريدة " الثورة " ) يلامس مظهرا هاما من هذا :
" أوّلا ، هدف كتاباتى و خطاباتي ، و بالفعل هدف كلّ ما أقوم به كقائد شيوعي ، هو تطبيق نظرة و منهج المادية الجدليّة لمواصلة تطوير فهم علمي للعالم وتوفير القيادة في تغييره تغييرا جذريّا بإتّجاه هدف الثورة والهدف النهائي للشيوعية : في إرتباط بهذا ، بينما يجب أن أبقى نفسي ، و أنا أفعل ذلك ، على مستوى عال جدّا من النزاهة و الصرامة الفكريّتين ، و بينما أحترم الذين يطبّقون بعض ذات المعايير في حقل العمل الأكاديمي ، هدفى و مقاربتى ليسا هدف و مقاربة ذات الأكاديميّين الذين لا ينهضون بدور قادة شيوعيّين . مسؤوليّتى ، لا سيما دوري القياديّ ، تقتضى ( و إن لم تكن منحصرة في ) معالجة التناقضات الأكثر جوهريّة و المشاكل الأكثر إلحاحا في علاقة بالقيام عمليّا بالثورة و التقدّم صوب الهدف النهائي للشيوعيّة ، و توفير القيادة للآخرين للقيام بذلك . و جانب من جوانب ذلك هو مواصلة إنجاز و نشر شعبيّا تحليل و تقييم " للمشهد السياسي " المتحرّك أبدا – الأوضاع الموضوعيّة و دور مختلف القوى السياسيّة و الإجتماعيّة في علاقة بتلك الظروف الموضوعيّة . و بُعد مفتاح آخر لذلك هو أن أتناول بالبحث المسائل التي تجول في أذهان البروليتاريّين و جماهير قاعديّة أخرى ، و كذلك أناس من فئات أخرى ، لا سيما في علاقة بأشياء يمكن أن تثقل عليهم و تضع حواجزا في ما يتّصل برؤيتهم لكلّ من ضرورة الثورة الشيوعيّة و إمكانيّتها ، و العمل على ذلك الفهم – وهي مسائل تجهلها بصفة واسعة غالبيّة الأكاديميّين و يجهلها صراحة الكثيرون . بالمعنى الأعمّ ، في ما يتعلّق بالنظريّة و العمل الفكريّ ، دوري الخاص ليس الإجتهاد لتلبية الحاجيات الملحيّة و العميقة في مجال تطوير النظريّة ، و الخطّ والتوجّه الإستراتيجي ، خدمة لهدف الثورة و الهدف الأسمى للشيوعية ، فحسب ، بل هو أيضا إلهام - و أجل إستفزاز - آخرين في هذا المضمار و بصفة أشمل بمعنى المبادرة في الإشتغال على الأفكار و الخوض في حقل النظريّة ، بشكل واسع ؛ للمساعدة المستمرّة على تعميق الأساس و تطوير إطار البحث عن تطبيق نظرة و منهج الشيوعيّة للإنخراط في العمل النظريّ و التحليليّ ، مغطّين مروحة كبيرة من الحقول ؛ و متحدّين آخرين ، أبعد من صفوف الشيوعيّين ، للتفاعل الجدّي مع مثل هذا المنهج و مثل هذه المقاربة الشيوعيّة و النظريّة و التحليل الناجمين عن تطبيق هذا المنهج و هذه المقاربة ."
( " دور القيادة الشيوعيّة وبعض المسائل الأساسيّة للتوجّه و المقاربة و المنهج "، جريدة " الثورة " عدد 156 ، 15 فيفري 2009 ، التشديد في النصّ الأصلي ).
---------------------------------------------------------------------------------------------------------



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ينبغي مواصلة الثورة في ظلّ الإشتراكيّة للإطاحة بالقادة السام ...
- يضع الشيوعيّون و الشيوعيّات في المقام الأوّل مصالح الشعب و ا ...
- ممارسة النقد و النقد الذاتيّ - مقتطف من الجزء الأوّل ( الفصل ...
- المركزيّة الديمقراطيّة هي المبدأ التنظيمي للبروليتاريا - مقت ...
- لا بدّ من و يمكن تكوين قادة و ثوريّين محترفين - مقتطف من الج ...
- يتطوّر الصحيح في نضاله مع الخاطئ عبر الجدال و صراع الخطّين - ...
- قبل أن نتّحد و من أجل أن نتّحد ، لا بدّ من تحديد الإختلافات ...
- صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي تحدّد كلّ شيء . ...
- عندما لا يوجد حزب شيوعيّ ، المهمّة الأكثر إلحاحا على كاهل ال ...
- الجماهير تصنع التاريخ و من واجب الحزب أن ينصهر فيها و يتعلّم ...
- النضال الثوريّ من أجل إفتكاك السلطة هو الرئيسيّ و النضال الم ...
- دمج النظريّة و الممارسة . دمج الحقيقة العالميّة للماركسيّة و ...
- هناك حاجة إلى حزب طليعي يعرف كيف يرفع وعي الجماهير إلى مستوى ...
- ردّا على تنديد باميلا بول الآليّ بالثورة الثقافيّة لماو ... ...
- - لا تخشوا الحرب النوويّة – إذا قامت واحدة فروسيا هي التي ست ...
- يجب أن يقود الحزب كلّ شيء - مقتطف من الجزء الأوّل ( الفصل 6 ...
- وحده حزب يستوعب النظريّة الماركسيّة – اللينينيّة – الماويّة ...
- المهمّة المركزيّة للحزب الشيوعي هي إطلاق حرب الشعب و قيادتها ...
- يجب على الحزب أن يمارس الأمميّة البروليتاريّة و يجب أن يُبنى ...
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) : من ...


المزيد.....




- آيت بوكماز: دفاعا عن حق رئيس الجماعة المنتَخب في قيادة الاحت ...
- لماذا لا تحتج نساء الريف على قانون الأحوال الشخصية؟
- بين الحصانة والمطاردة: كيف تُشرعن السلطة الذكورية القمع وتكم ...
- م.م.ن.ص// فلسطين-غزة تحت الذبح: جريمة العصر تُواصل مسيرتها ...
- -رايتس ووتش- تتهم شرطة أنغولا باستخدام القوة المفرطة ضد متظا ...
- بيان حزب النهج الديمقراطي العمالي فرع صفرو
- العدد 613 من جريدة النهج الديمقراطي
- يوم عالمي لنيلسون مانديلا الذي قال -حريتنا منقوصة بدون حرية ...
- أعياد دينية وأحزاب يسارية
- جورج عبد الله يشيد بالدعم الذي أدى للإفراج عنه


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - بوب أفاكيان : الأهمّية الحيويّة للقيادة ، القيادة مكثّفة كخطّ - مقتطف من الجزء الثاني من كتاب - الحزب الشيوعي الثوريّ – مقتطفات من أقوال ماركس وإنجلز ولينين وستالين وماو تسى تونغ؛ و نصوص لبوب أفاكيان -