أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - لماذا عارضت أمريكا خطة أردوغان الخامسة














المزيد.....

لماذا عارضت أمريكا خطة أردوغان الخامسة


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7706 - 2023 / 8 / 17 - 00:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الأرجح بدأ أردوغان يدرك بأنه خسر في مخططه الرابع في سوريا، لمحاربة الإدارة الذاتية وقوات قسد، والمتاجرة بالمعارضة السورية المسلحة، فلم يتمكن من جلب القوى المعنية بسوريا؛ كما يريده، إلى جانبه، وبدأت تظهر بوادر الفشل في مسيرة المصالحة مع الدول العربية، ومحاولات التطبيع مع نظام بشار الأسد، كما وتتبين أن روسيا بدأت تتخلى عن المشروع تدريجيا، إما لعدم خروج تركيا من الأراضي السورية المحتلة، أو لصرامة موقف النظام، والتي هي على قناعة أن تركيا لن تخرج ولن تتخلى عن المنظمات التكفيرية المسلحة إلا بعد دفعهم والنظام على محاربة الإدارة الذاتية وقوات قسد.
توضح موقف روسيا من خلال رفضها الوساطة التركية في عمليات إعادة إرسال شحنات القمح من الموانئ الأوكرانية، وتم تأجيل مؤتمرات القمة بين الدول الأربع، كما ولم يتمكن أردوغان رغم التغيير الواسع في تشكيلته الوزارية، من التأثير على الوجود الأمريكي في غربي كوردستان بالخطط الأربع السابقة، وإقناع الدول المعنية بالقضية لدعمه، ولذلك بدأ بوضع (الخطة الخامسة) وبها يقوم بتغيير التعامل الدبلوماسي، إلى محاولة أحياء خلق الفوضى العسكرية في سوريا، من خلال الإعلان عن القيام بمناورات عسكرية في المناطق التي يحتلها، والتي تسميها المعارضة السورية التابعة لتركيا بالمناطق المحررة، المناورة التي قد تكون دعما لعمليات القصف المتواصل على المنطقة والاغتيالات بالدرونات والتي لم تأتي بالنتائج المرجوة، ولم تؤثر على الوجود أو التعامل الأمريكي مع الإدارة الذاتية
لكن ردة الفعل الأمريكي كان حاسما وسريعا، منبها أن مثل هذه المناورات مرفوضة، وهي ستؤدي إلى زعزعة الاستقرار الجاري في المنطقة، كما وستؤثر على مسيرة محاربة دول التحالف لمنظمة داعش، وكان هناك موقف مشابه من قبل روسيا، بشكل مباشر وكذلك من خلال موقف النظام. ولترطيب هذه؛ ولئلا تنقطع العلاقات مع تركيا، خرجت روسيا بالدعاية الإعلامية على أن أمريكا لا تحارب خلايا داعش في المنطقة، بل تدعمهم وهي التي كانت خلف العملية التي جرت في محافظة دير الزور وقتل فيها عدد من جنود النظام، وهذه تحسب دعما لتركيا من خلال محاربة تشويه خلفيات الوجود الأمريكي في غربي كوردستان.
لا يستبعد أن أردوغان كان يدرك أن روسيا والنظام سيعترضون، لكن ربما لم يتوقع مثل هذا الرد من أمريكا، وعلى الأرجح توقع صمتا دبلوماسيا كما في المرات السابقة. الرد السريع هذا له دلالاته السياسية، قبل العسكرية، وهي أن الموقف الأمريكي، وخاصة إدارة جو بايدن، من تركيا يتشدد خاصة في منطقة الشرق الأوسط وبوابتها غربي كوردستان، حيث التواجد الأمريكي المهم لمحاربة المنظمة الإرهابية، والتي هي على رأس القائمة الأمريكية للمنظمات التي تشكل خطر على الداخل الأوروبي والأمريكي، خاصة وأنها بدأت ترسخ من وجودها أكثر ليس فقط لمواجهة محاولات التمدد الروسي، بل للحد من عمليات تهريب المخدرات، والحد من المافيا الدولية الصانعة والمروجة لحبوب كبتاكون، والتي تتوقع أن لروسيا ضلع فيها على الأقل بصمتها وهي على دراية تامة بمجريات التصنيع والترويج.
أردوغان لا يزال يملك قدرة المناورة، والتعامل مع دول المنطقة وكذلك مع روسيا ودول التحالف في منطقة الإدارة الذاتية وعلى رأسهم أمريكا، على خلفية الواقع العسكري والصراعات السياسية المحتدمة، بين الناتو وروسيا، والصراع الروسي الأمريكي على أوكرانيا ومحاولات الهيمنة على سوريا والشرق الأوسط. لكن رغم ذلك لا يزال يخسر في سوريا، حسب أطماعه، رغم كل الخطط والاعتداءات المتواصلة على غربي كوردستان، ومشاريع التهجير العكسي القسري للمهاجرين السوريين، ومحاولات التوطين للملايين في المناطق الكوردية والمأمول منها التغيير الديمغرافي، وهي من أخطر المخططات الجارية بحق الشعب الكوردي، تساهم فيها عدد من الدول المؤدية لأردوغان، وعلى رأسهم قطر، ولذلك نجح في بعضه. لكن مع ذلك تركيا لاتزال دون مستوى النجاح بالقضاء على الحضور الكوردي في قادم سوريا، ولا شك المصالح الأمريكية هي من بين أهم الأسس التي تضعضع مخططات أردوغان المتتالية، وهي التي تحافظ على أنه سيكون للكورد حضور مميز في سوريا القادمة، مهما كانت نوعية الدولة، لا مركزية، أو فيدرالية، أو حتى ولو قسمت إلى دويلات كما هي عليها الآن.
لا خلاف على أن الدول وبدون تعيين تبحث عن مصالحها، وفي السياسية لا صداقات دائمة، لكن الواقع الجاري في سوريا، تبين أن مصلحة أمريكا مع الحضور الكوردي، ووجود الإدارة الذاتية، إن كانت على ما هي عليه، أو بوجه كوردي أوضح، ترجح المصلحة الأمريكية أكثر من الثقل التركي في الناتو، وقد بينا أسباب الوجود الأمريكي في منطقة الإدارة الذاتية، الواضحة والمخفية، لأن المواقف التركية، ومحاولاتها الظهور كأحد دول الاستقطاب الكبرى في الناتو والعالم، بدأت تخلف السلبيات أكثر من الإيجابيات في الصراع بين روسيا والناتو وعلى رأسهم أمريكا. لذلك فالموقف الأمريكي السياسي والدبلوماسي المعارض والسريع ليس موجه فقط لإعلان تركيا القيام بمناورات عسكرية في المنطقة، بل للحد وإفشال المخطط الروسي – الإيراني - التركي في إخراج القوات الأمريكية من غربي كوردستان، الوجود الذي تحول من بعد تكتيكي إلى واقع استراتيجي مرتبط بهيمنتها على الشرق الأوسط وصراعها مع روسيا في حرب أوكرانيا.
ويظل السؤال: ماذا سيكون رد الفعل الأمريكي، والروسي-السوري من تركيا فيما لو لم ترضخ لضغوطاتهم واعتراضاتهم، وقامت بالمناورات العسكرية، والتي ربما ستشرك معها بعض الفصائل العسكرية من المنظمات التكفيرية السورية، والتي تسميهم بالجيش الوطني؟
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
16/8/2023



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب الكوردي أبدي الوجود
- مستقبل النظام في سوريا
- هل سينجح أردوغان في الخطة الرابعة؟
- انقذوا كوردستان
- كيف يحاربون القضية الكوردستانية بأحزابها
- الإخوة الأعزاء
- غاية تركيا من التطبيع مع نظام بشار الأسد
- تركيا تعيد إلى الحياة مخطط اجتياح البقية من منطقة عفرين
- لماذا استيقظ غير بيدرسون
- قادة شيعة بغداد يحاولون تقويض فيدرالية كوردستان
- كيف يحقق أردوغان النصر
- ماذا سيعني نجاح أردوغان
- هل حررت الإدارة الذاتية المرأة الكوردية
- معبر سيمالكا والاحتماء وراء القائد
- ما بين جامع الرحمن في شنكال ومسجد الضرار في المدينة
- لماذا بدأ العالم العربي يتنازل لنظام بشار الأسد
- حول زيارة الجنرال مارك ميلي الثانية لغربي كوردستان وتحليلات ...
- لنعترف
- ما بين قصف إسرائيل والقصف التركي لكوردستان
- الإتحاد العام للكتاب والصحفيين الكورد ما لها وما عليها


المزيد.....




- قطر.. حمد بن جاسم ينشر صورة أرشيفية للأمير مع رئيس إيران الأ ...
- ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟
- ملف الذاكرة بين فرنسا والجزائر: بين -غياب الجرأة- و-رفض تقدي ...
- -دور السعودية باقتحام مصر خط بارليف في حرب 1973-.. تفاعل بال ...
- مراسلتنا: مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في بلدة بافليه جنوبي ...
- حرب غزة| قصف متواصل وبايدن يحذر: -لن نقدم أسلحة جديدة لإسرائ ...
- بايدن يحذر تل أبيب.. أمريكا ستتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلح ...
- كيف ردت كيم كارداشيان على متظاهرة هتفت -الحرية لفلسطين-؟
- -المشي في المتاهة-: نشاط قديم يساعد في الحد من التوتر والقلق ...
- غزةـ صدى الاحتجاجات يتجاوز الجامعات الأمريكية في عام انتخابي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - لماذا عارضت أمريكا خطة أردوغان الخامسة