أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - معبر سيمالكا والاحتماء وراء القائد















المزيد.....

معبر سيمالكا والاحتماء وراء القائد


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7616 - 2023 / 5 / 19 - 06:45
المحور: القضية الكردية
    


نتحدث عن الدولة، وإداراتها ومؤسساتها، عن حكومة ووزراء وموظفين، عن برلمان والكتل السياسية فيها، عن كوردستان الحاضرة والمستقبل، عن إدارة معبر سيمالكا في الطرفين ودور القوى الإقليمية فيها. وليس عن القائد أو الرئيس، ولا عن آل البرزاني الخالد، ولا عن آل الطالباني الكرام، ولا عن القائد أوجلان المعتقل لدى الأعداء.
مع ذلك يأبى البعض الارتقاء بالفكر للفصل بين الحالتين، أو التفكير والنقاش إلا من خلال التبعية للشخص دون الوطن، لا يتمكنون من التمييز بين دولة أو شبهها، لها مؤسسات قد تكون موبوءة بالفساد والعث، وقيادة تحاول بناء الوطن حسب منهجية سياسية يؤمن بها، لكنها دون الكمال، لها أخطاؤها ومطباتها وسلبياتها، ويجب أن تنقد، نحن نتحدث عن السمات الإنسانية.
شريحة لا يمكنها التفكير إلا من خلال وجود طوطم في حياتهم، لا يرون الوطن والقضية إلا من خلال القائد الإنسان - الإله. لا يدركون أنه بدفاعهم العشوائي وأحيانا الأعمى يلوثون سمعتهم، وينقصون من قيمهم وقيمتهم. يضعونهم في الواجهة، على أنهم الدولة والحكومة والبرلمان والمؤسسات، أي الطاغية والدكتاتور، والإله، ولا يدركون أنه بأساليبهم تلك، يلقون بكل الإشكاليات السلبية التي يمكن أن تحصل ضمن أية مؤسسة على القائد، أي هو المسؤول عنها وليس المدير أو رئيس المؤسسة أو الموظف.
نتحدث عن كل المستويات؛ من الفساد إلى الأخطاء إلى الخيانة، فنحن أمة، وشعب، أصبحنا نملك الإدارات، وحكومة مثلنا مثل جميع شعوب العالم نحتضن كل السمات، لسنا منزهين، ولا نملك الكمال الإلهي، وبالتالي لنا أخطاؤنا، وأخطاء القائد لها سويتها وينقد على قدرها، والمؤسسات والإدارات لها واجباتها وعثها، قد يكون المسؤول عنها فاسد أو جاهلا، أو يسخرها لمصالحه الشخصية بخباثة، وبالتالي سينقد من قبل المعانون منها، ولا تعني أن النقد موجه للقائد. لذا يجب عدم الدمج بين العموميات والجزئيات في جميع القضايا.
لذا كفى الإتجار بأسماء العائلات الكوردستانية الوطنية، وبالقادة الخالدين، كفى بيع الوطنيات من خلف أسمائهم وتحت أغطية الدفاع عنهم، كفى المقارنة كلما بدر نقد لخطأ حصل، ولمجريات أحداث تأذى منها الشعب. لم نعد نسمع بعد كل نقد لحراكنا الكوردستاني أو للإدارات الثلاث (أتأسف وأنا أقول الإدارات الثلاث، وكان يجب أن تكون واحدة أو اثنتين) إلا المقارنة، بين آل البرزاني والطالباني والأوجلانية، الكرام. وننسى أو نتناسى الحوار والنقاش على المفاهيم والمنهجية، والدبلوماسية، والعلاقات الدولية، والوطن والأبعاد القومية بروح ديمقراطية، أغلبية الحراك الثقافي أصبح ينأى الخوض في نقد الحراك الحزبي والسياسي بشكل مباشر، تجنبا لدخول حروب كلامية مع مجندين من قبل الأطراف الحزبية الكوردية والكوردستانية المتآذية، منتظرين أن ترقى المدارك إلى سوية تقبل الرأي الآخر.
إشكالية معبر سيمالكا، أي كانت الأسباب، عكست ما نوهنا إليه، وكل من كتب عنها لم يقف إلى جانب الشعب بقدر ما ساند إدارة ضد أخرى وحزب ضد أخر، وسخروا لذلك أسماء العائلات الوطنية والقادة.
لا خلاف على أن معظم الإشكاليات التي يعاني منها شعبنا والخلافات الجارية بين القوى الكوردستانية، هي من فعل القوى الإقليمية، تركيا وإيران تحديدا، والتي تسخر الإيديولوجية والمنهجية الحزبية الكوردستانية المتضاربة لمصالحها، يشتتون الحراك وتشتته تخلق الخلافات والخلافات تسهل تمرير الإملاءات، لذلك فالحجج الساذجة والاختلاف على من المسبب في إغلاق المعبر، والتي تم الاستناد عليها، لا تخرج من إطار الإملاءات الخارجية، ولكن الذي تأذى ويتآذى هو الشعب في الطرفين. وإدارتهما تتحمل المسؤولية، وبما أن إدارة معبر الإقليم هي البادية فهي على الأرجح تستطيع أن تحل الإشكالية وتعيد فتحها.
ومن المؤسف القول أن لغة بيان إدارة معبر الإقليم ومضمونه على سبيل المثال، يعكس مدى عدم الوعي، وبعض الحقد، والبعد عن الوطنية، وعدم الإحساس بآلام الشعب المعاني من الجسر الذي بناه السيد الرئيس مسعود برزاني في عام 2013 لخدمة الشعب، وما يجري الأن هي بعيدة كل البعد عن صفات ووطنية السادة الرؤساء من آل البرزاني، وبشكل خاص السيد الرئيس مسعود برزاني الكريم، حتى من خلال الصيغة الكلامية، والمصطلحات، كتسمية غربي كوردستان بكوردستان سوريا، لذا يتوجب من الجميع نأي سيادة الرئيس عن هذه الإشكالية، والضغط على إدارة سيمالكا لفتح المعبر، والعمل على إبعاد مصالح الشعب عن الخلافات السياسية وضغوطات القوى الإقليمية، وتلاعب تجار الحرب، وإنهاء دور المستفيدين من إغلاقه.
ونأمل من سيادة الرئيس مسعود برزاني الفاضل إنهاء هذه المأساة بأساليبه الوطنية المعروفة، ليستمر الإنجاز الذي قدمه لشعبنا في غربي كوردستان، وينضم إلى ما قدمه ويقدمه من خدمات لأهلنا في عفرين وجنديرس.
لنعد إلى البيان الذي أصدره إدارة مؤسسة إقليم كوردستان الفيدرالي، وليتهم لم يصدروه، فهو بصيغته ولهجته، عكس سمة سلبية لسياسة الإقليم تجاه الشعب، وهي ليست من منهجية قيادة الإقليم الكوردستاني، وهو ليس برد منطقي على سياسية الإدارة الذاتية الذي يعاني منها أغلبية الشعب الكوردي ومن منهجيتها طوال العقد الماضي، كما ولا علاقة له بالخلافات الحزبية الجارية.
كما وأن مضمونه يعكس الفرق بين معاملة الإدارتين للعابرين، والتي هي أصبحت معروفة للجميع وخاصة الذين عبروها مرة أو أكثر، والتمسوا الفرق بين الطرفين، من حيث فترة الانتظار، والمعاملة، والضريبة، وتفتيش الحقائب، وغيرها من الإشكاليات، رغم وجود الأجهزة الإلكترونية التي بإمكانها أن تختصر الزمن والتفتيش لولا البيروقراطية والفساد، ولا شك للدول المحتلة لكوردستان وخاصة سوريا والعراق دور في سياسة التعامل على المعبر، لكن وعلى خلفية ضعف هيمنتهما كان بإمكان الإدارتين تسهيل المرور بينهما، وتحسين الخدمات، ففي الواقع ليس النظام الدولي يفرض هنا شروطه بل الانتماءات الإقليمية قبل إملاءاتهم على الإدارتين، وهي حقيقة أكثر من معروفة، أغلبه مبني على المصالح الذاتية لشريحة مهيمنة على التجارة والجمارك، ولا علة فيما لو كانت المصالح على مستوى الدولة من البعد السياسي والدبلوماسي، واقتصاد الدولة، فيما لو لم تكن على حساب الطرف الكوردستاني الأخر.
الجميع متفق على أن إدارة سيمالكا في جنوب كوردستان، من المطار وحتى بوابة الخروج من المعبر، تتعامل مع الناس بفظاظة، وبيروقراطية وعنجهية، أكثر من طرف الإدارة الذاتية، تحت حجة الحماية والأمن، وهذه ليس للقائد ولا للحكومة دور فيه، بل إنها من مسؤولية رؤساء الدوائر الذين وكأية هيئة دولية، يتحملون تبعات مجريات الأحداث، كما ولا يعني هذا أن الجانب الأخر بدون أخطاء، لكنه على الأقل أقل بيروقراطية، وانتظارا، ومعاملة في التفتيش، وبضرائب أقل بكثير يقال ما بين 100 دولار في الإقليم الكوردستاني إلى 10 دولارات لدى الإدارة الذاتية، للفرد الواحد.
أتمنى ألا يناقشني أحد هنا ويعيدنا إلى الخلافات الإيديولوجية والمنهجية الفكرية، والوطنية، والأبعاد الكوردستانية، فقد أصبحنا نسمع أن الفساد الذي بدأ يستشري في مؤسسات غربي كوردستان أصبحت مثلها مثل جنوبه، وألا يحدثني أحد عن عدم بناء غربي كوردستان، والأموال التي هدرت في مشاريع ساذجة كالأنفاق وترك ترميم شبكات الكهرباء وتعمير الطرقات، وتصليح مجمل البنية التحتية، فهناك الكثير مثله في الجنوب رغم الأموال الهائلة، إلى جانب القضايا الوطنية والقومية، وما يتبعهما.
رجاؤنا، من قيادة الإدارتين حل الإشكالية وفتح المعبر وتسهيل الخدمات للشعب، ويضعوا حدا لتجار الحرب والمسؤولين الفاسدين. وأملنا كبير بسيادة الرئيس مسعود برزاني الفاضل، في معالجة القضية بروحه الوطنية، ومن خلال حرصه على الشعب.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
18/5/2023



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين جامع الرحمن في شنكال ومسجد الضرار في المدينة
- لماذا بدأ العالم العربي يتنازل لنظام بشار الأسد
- حول زيارة الجنرال مارك ميلي الثانية لغربي كوردستان وتحليلات ...
- لنعترف
- ما بين قصف إسرائيل والقصف التركي لكوردستان
- الإتحاد العام للكتاب والصحفيين الكورد ما لها وما عليها
- الإسلام بكفره، الإيزيدي لا يعتنق الإسلام
- عن شهداء جنديرس وقدسية نوروز
- من يقف وراء جريمة جنديرس، ولماذا؟
- ما سر موجات التطبيع بين دول الشرق الأوسط
- موسكو مقبرة المعارضة السورية
- ما سر حب قادة العرب للمجرمين؟
- مارك ميلي في غربي كوردستان
- من المستفيد من الحرب الروسية-الأوكرانية
- حول مساعدات الإدارة الذاتية والمجلس الوطني الكوردي
- القوى السياسية المسيطرة على مناطق زلزال كهرمان مرعش دفعونا ل ...
- أمتنا الكوردية تنزف وثمة شريحة ساذجة لا تزال تعبث
- لا رهبة من الموت
- أسئلة كوردية - 2
- أسئلة كوردية - 1


المزيد.....




- رئيس البرلمان التونسي: الادعاءات بالتعامل غير الإنساني مع ال ...
- أزمة مياه الشرب تزيد محنة النازحين في القضارف السودانية
- الأمم المتحدة: غوتيريش سيوجه رسالة إلى بوتين بشأن تنصيبه
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: إسرائيل غير راغبة ...
- تحقيق لبي بي سي يكشف شبكة عالمية لتعذيب القرود
- -كرّمها بلينكن-.. القضاء التونسي يأذن بالاحتفاظ برئيسة جمعية ...
- الأمم المتحدة: مخزونات الغذاء بغزة تغطي الاحتياجات من يوم إل ...
- كاميرا العالم تنقل جانبا من معاناة النازحين الفلسطينيين في ر ...
- اعتقال اثنين من ضباط حرس الدولة الأوكراني.. كييف تعلن إحباط ...
- العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - معبر سيمالكا والاحتماء وراء القائد