أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - من يقف وراء جريمة جنديرس، ولماذا؟















المزيد.....

من يقف وراء جريمة جنديرس، ولماذا؟


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7562 - 2023 / 3 / 26 - 09:16
المحور: القضية الكردية
    


شهداء جنديرس صفحة من صفحات الإجرام التي تمت بمخطط من الأنظمة المحتلة لكوردستان، نفذها حثالة من محاربي أحرار الشرقية، فيوم وجهوا فوهات رشاشاتهم إلى الشهداء، كانوا في عمقه يوجهونها نحو الشعب الكوردي وقضيتهم القومية، وثقافتهم، وعاداتهم، وتقاليدهم، وتاريخهم.
العائلة الشهيدة، التي كانت تجمع تاريخ نوروز في علبة، وتختصر ثورة الحرية في شعلة نار بسيطة، هي من ضمن سلسلة طويلة من الشهداء الذين سقطوا فوق تراب عفرين، سيستمر الإجرام بحق أهلنا هناك، ما دامت تركيا تحتلها والمنظمات التكفيرية موجودة لتنفيذ أجنداتها.
فمنذ اليوم الأول من الاحتلال، تبينت مدى كراهية المجموعات التي كانت تتقدم الدبابات التركية، وحقدهم تجاه الشعب الكوردي والذي لم يقف عند حدود المجال القومي، بل شملت إيمانهم وثقافتهم، فالتكفير كان حاضرا عند كل مواجهة، إلى درجة إصدار فتاوى بحل دماء الكورد وسبي النساء، وتدمير مقابر ومعابد الكورد الإيزيديين، ومن شبه المستحيل أن يخمد بمسرحية إلقاء القبض على المجرمين أو تقديم إلى المحاكمة. فمن سيحاكمهم؟ على الأرجح سيكونون من نفس الذهنية، ولا يستبعد أن يكون القضاة هم ذاتهم الذين خططوا لهم وأرسلوهم لتنفيذ الجريمة.
واجه شعبنا في عفرين منظمات تكفيرية فضلت محاربة الكورد على النظام، تحمل ذهنية الأنظمة المحتلة لكوردستان، وفي مقدمتهم حزب العدالة والتنمية، غذتها دولة قطر، العرابة الروحية لهم ولحركة الإخوان المسلمين، إلى أن أصبحوا ومعهم المعارضة السورية السياسية أخطر من النظام ومربعاته الأمنية على الكورد، لذلك من شبه المستحيل التعامل معهم ضمن سوريا القادمة.
ومن المحمود القول أن الله أنعم على الشعوب السورية على ألا تنتصر هذه المنظمات وهي بهذه الذهنية على النظام المجرم، فقد كان النظام يحصر عداءه للكورد في البعد القومي دون الديني المذهبي، أما هؤلاء فهم أوباش، تحولوا جلهم الى مرتزقة، وهم حثالة المجتمع السوري جلهم غارقون في الجهالة الدينية، يضعون الوطنية والإسلام والعروبة في كف والشعوب الأخرى وثقافتهم أي كانت أديانهم في الكفة المعادية، تم تلقينهم على أن الكورد أعداء في القومية والدين. ومسيرة احتلال تركيا للمناطق الكوردية وتحريض هذه المنظمات للعبث بعفرين ودفعهم للقيام بعمليات إجرامية بحق أهلنا فيها، تثبت هذه الحقيقة.
رغم أن الشعب الكوردي أثبت وطوال التاريخ على أنه أصدق وأنقى الشعوب في إيمانها، إن كانت في المعتقدات الروحية أي الأديان أن كانت الزردشتية أو اليهودية أو المسيحية أو في الإسلام، فكما نلاحظ أنه من النادر أن نجد يهودي أو مسيحي يقول أنه كوردي العرق، فهل فعلا لم تعتنق أية مجموعة ذوي عرق كوردي تلك الأديان؟ أم أن الإيمان المطلق يدفع بهم لتناسى أصولهم العرقية؟ ولهذا من النادر أن نجد يهودي أو مسيحي ينسب عرقه إلى الكوردية، والموجة هي ذاتها بين الكورد المسلمون، فبينهم من ينكر قوميته عند حضور الإسلام، ومن ينفي انتماءه كليا، وهناك من يعادي قوميته ومناسباته القومية ومن بينها عيد نوروز.
ومثلها في الإيديولوجيات المادية. مع ذلك تمكنت الأنظمة المحتلة لكوردستان نشر مفاهيم مرعبة بين شعوبها عن الإيمان الكوردي وعن معتقداتهم، وأخرجوهم كشعب مغاير لشعوب الأرض، ورسخوا في ذهنية أغلبية شعوبهم صور نمطية معادية لكل ما هو كوردي، ولثقافتهم، ومن بينها عيد نوروز، نشروها على أنه عبادة للنار، وليس رمز للحرية، وشعلة للثورة على الظلم والاستبداد، والذين أقدموا على الجريمة البشعة بحق العائلة الشهيدة في جنديرس كانوا يستندون على هذه الخلفية الفكرية، لذلك كان سهلا تحريكهم من قبل القوى التي تتربص بالكورد وقضيتهم.
المفاهيم ذاتها كانت مغروزة في ذهنية حثالات داعش الذين أجرموا بحق شعبنا الإيزيدي، لهذا أقدمت المنظمات المعارضة السورية التكفيرية أو المسماة جدلا بالجيش الوطني على جرائم مماثلة بأهلنا في منطقة عفرين عامة وبالإيزيديين ومعابدهم ومقدساتهم خاصة، وجريمة شهداء جنديرس تدرج، في البعد الروحي، ضمن هذه الخانة، أما في البعد السياسي والعسكري، فهم أدوات الأنظمة المحتلة لكوردستان يسخروهم بكل خباثة لتطبيق مخططهم ضد الكورد، قبل بدء مسيرة التطبيع ما بين النظام وحكومة أردوغان، ووضع المخطط النهائي لسوريا القادمة.
المجرمون الحقيقيون ليس فقط مجموعة الحثالة الذين نفذوا العملية، بل المسؤولين الكبار للمنظمات التي تعبث بالمنطقة، وقادة القوى التي تخطط لتغيير ديمغرافية المنطقة الكوردية، والقضاء على كل ما هو كوردي في سوريا، وهي من ضمن التمهيدات المستمرة قبل انعقاد مؤتمر وزراء خارجية الدول الأربعة(روسيا وتركيا وإيران وسوريا) في موسكو، وقبل مسيرة التطبيع، والتي ستتعرقل وستلاقي صعوبات جمة، ما دامت القضية الكوردية حية، والشعب الكوردي، إن كان لذاته أو بسند دولي، قادر على أن يضع قضيته على طاولة المفاوضات حول قادم سوريا.
تدرك الدول المحتلة لكوردستان، أن المنطقة الكوردية، من البعد السياسي-العسكري، رغم التغيرات الديمغرافية الكارثية وجدلية الأمة الديمقراطية، أصبحت تفرض ذاتها كإحدى أهم القضايا التي لم تتمكن الدول الثلاث عرابة القضية السورية من تجاوزها في جميع مؤتمراتها المنعقدة حول سوريا.
وبما أنهم الأن يخططون نحو دخول مرحلة جديدة، وانتقال حكومة أردوغان من منطقة العداوة الوهمية ضد نظام بشار الأسد، إلى إعادة العلاقات السياسية، والتي لها خلفيات دولية وصراع على المستوى العالمي، فكان لا بد من العبث بالمنطقة، وتصعيد الفوضى، التي خلفتها الحرب ومن ثم الزلزال، فدعوا بمجموعة من المجرمين، لمهاجمة الكورد في عيدهم القومي، وشهداء جنديرس هم ضحية بداية العملية الدولية، الذين لم يكن يتوقعون أن يصبح هؤلاء الشهداء شعلة للثورة مثلما كان قادة نوروز، ومن سبقوهم من الشهداء الذين سقطوا بيد جلاوزة النظام الأسدي قبل عقود في دمشق وقامشلو.
لو لم يكن الشهداء في جنديرس، لدفعوا بأدواتهم القيام بعمليات إجرامية مماثلة، في ناحية أو مدينة كوردية أخرى من منطقة عفرين، والمخطط هو أن تكون العملية الإجرامية ذات أوجه، وتحقق عدة غايات، ويتمكنون من عرض تبريرات لها، يحصرونها في عملية فردية، يقطعون خطوط التواصل ما بين مخططيها والأدوات التي أقدمت على تنفيذ الجريمة بدءً من المنظمة وهي أحرار الشرقية إلى العناصر الذين تلقوا الأوامر، فالمكلفون القيام بها أوسع بكثير من مفرزة عسكرية أو بعض الحثالات من دير الزور، المدينة التي تحتضن مجتمع له تاريخ أسود غارق في الحقد والكراهية، فهؤلاء ليسوا سوى مجموعات من الإرهابيين المرتزقة، الذين تم تكليف الألاف من أمثالهم في المعارك الدموية ضمن سوريا وخارجها، وهم مجموعات دربت لتنفيذ أقذر المهمات في منطقة عفرين وغيرها من المناطق غرب كوردستان.
والوجه الآخر للجريمة، هي أن يتم التأويل لهيئة تحرير الشام، وتقليص عدد المنظمات في منطقة عفرين وإدلب، ليتمكنوا من التحكم بهم عند بدء المفاوضات مع النظام، ولهذا يلاحظ الموجة الغريبة في المنطقة وهي الالتجاء إلى هيئة تحرير الشام وزعيمها الجولاني المتمكن من القصاص وتحقيق العدالة، وكمنقذ للشعب الكوردي في عفرين، في الوقت الذي بإمكانهم توجيه نفس النداء للقوة الكوردية حليفة المعارضة وأحد أقطاب الائتلاف السوري المعارض.
لن تتم العدالة ولن يحصل الشهداء على حقوقهم، وستظل عفرين وجنديرس شهيدة ما دامت الأنظمة التي دفعت بهؤلاء المجرمين القيام بجريمتهم، يحتلون المناطق الكوردية، وما دام هؤلاء يتحكمون بمصير شعبنا في عفرين وجنديرس وغيرها من المناطق الكوردية، وما دام بيوت شهداء جنديرس تحت رحمة المنظمات التكفيرية، وإن خرجت أحرار الشام فالقادم على نفس الشاكلة، جلهم ينهلون من الثقافة الموبوءة ذاتها ومترسخة في أدمغتهم الصور النمطية العدائية نفسها تجاه الشعب الكوردي وقضيتهم، فالكورد لدى الجميع هم الإسرائيل الثانية.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
25/3/2023م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما سر موجات التطبيع بين دول الشرق الأوسط
- موسكو مقبرة المعارضة السورية
- ما سر حب قادة العرب للمجرمين؟
- مارك ميلي في غربي كوردستان
- من المستفيد من الحرب الروسية-الأوكرانية
- حول مساعدات الإدارة الذاتية والمجلس الوطني الكوردي
- القوى السياسية المسيطرة على مناطق زلزال كهرمان مرعش دفعونا ل ...
- أمتنا الكوردية تنزف وثمة شريحة ساذجة لا تزال تعبث
- لا رهبة من الموت
- أسئلة كوردية - 2
- أسئلة كوردية - 1
- قضايا كوردية قابلة للحوار - 6
- قضايا كوردية قابلة للحوار - 5
- كيف أتعامل مع المنتقدين
- قضايا كوردية قابلة للحوار - 4
- التعنت وجه من أوجه الجهالة
- قضايا كوردية قابلة للحوار - 3
- لماذا يتم الأن قصف مناطق مخيمات إدلب؟
- قضايا كوردية قابلة للحوار- 2
- قضايا كوردية قابلة للحوار- 1


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - من يقف وراء جريمة جنديرس، ولماذا؟