أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عباس - كيف أتعامل مع المنتقدين














المزيد.....

كيف أتعامل مع المنتقدين


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7499 - 2023 / 1 / 22 - 12:21
المحور: الادب والفن
    


لا بد من تمييز منابعهم، وخلفياتهم، قبل غاياتهم، ومستويات تناولهم للمطروح من المفاهيم أو المواضيع، هل هي رؤى وتحليلات ذاتية أم هي مبنية على العداوة الشخصية أو القومية؟
1- إذا كانت صادرة من الأعداء، أتقبلها؛ لأنها المرآة التي أرى فيها ذاتي وسوية مضمون النص. يحفزني على المزيد، كلما كثر النقد حتى ولو كان مبتذلا، أو كان التهجم حادا، لأنها تعكس مدى تأثير الموضوع عليهم، وامتعاضهم دلالة على أن الرسالة وصلت، وأثرت، وبالتالي أخرجت البغض والكراهية الدفينة فيهم، وأشعرتهم ببشائع أعمالهم، من الخباثة السياسية إلى الجرائم بحق أمتنا. فردودهم إذا كانت تتضمن الحقد، تدفعني إلى ديمومة السير على المنهجية التي قدمت فيها المادة أو الموضوع. لا شك هناك دائما حثالة لا تستحق سوى رمي تهجمها إلى صندوق القمامة وإغلاقها، لقذارة مفاهيمهم ونقدهم، وليس لبعدهم الوطني كما يدعون. ظهرت أسماء من هذا النوع على الساحة السياسية – الثقافية في منطقتنا، غربي كوردستان.
أما الردود المبنية على قوة فكرية وجدلية منطقية، تحفزني للتنقيب بشكل أوسع، والبحث في الموضوع بشكل أعمق وأمتن، لترسيخ الحجة لإقناعهم أو ردعهم، حتى ولو كانت احتمالات الإقناع شبه معدومة، مع ذلك فلا بد منها لإثبات ما نحن بصدده أمام القراء والمحايدين في القضية.
أما إذا كان هناك الصمت، وعدمية الرد، فهي تعني إما أنني أتناول قضية ليست بذات الأهمية، هنا لا بد من تركها وتناول قضية أخرى، أو أنني تناولت الإشكالية بضحالة أو بطريقة لم تؤثر فيهم وعليهم، ولا على القراء، وبالتالي يجب دراسة هذه وذاك، إما إعادة النظر في المواضيع، أو أسلوب تناولها، ومن ثم معرفة مدى التأثير، أو النتائج المتوقعة.
2- أما النقد من المصادر الكوردية، حالة معاكسة، وهي ذات أوجه متنوعة.
- شريحة تفعلها لمجرد تبيان الذات، وحب الظهور، عادة ما تكون ضحلة لا تحتاج إلى تأويل أو رد، لأنها لن تجدي، فما بين تصحيح المفاهيم، أو تبيان الخطأ، وبين النقد والقول (أنا هنا) هوة يتواجد في وسطها حالة نفسية مرضية، والإتيان بالأفضل، أو رد النقد لن يؤثر ولن ينفع، ولن يكون دواء لمعالجته.
- ومجموعة حاقدة، أو حاسدة لسبب ما، أو تحمل موقف مسبقة، فحتى لو كانت المادة من صلب مفاهيمه، سيهاجمون لأنها خارجة من الجهة التي حسم الرأي فيه، وقد تكون انتقاداتهم مبينة على خلفية صور نمطية خاطئة غرست في ذهنهم لموقف ما، أو أثر في ذهنهم البعض لمجرد خلاف فكري أو سياسي، وهؤلاء لا يحتاجون إلى الرد أيضا، فهم دون منفعة لذاتهم ولا للمجتمع، وضررهم في حالة الرد أكثر من المتوقع.
- جهلاء ولا يدركون، في حالتي التأييد أو العكس، أضرارهم كارثية، خاصة المتأثرون بالمواقف الحزبية، الذين يزيدون من شرخ الخلافات، فالصمت خير الأساليب.
- الأكثر مدعاة إلى الأسى، هي الأقلام التي تكتب بإملاءات، ولا تتقيد بالمواضيع، ولا بمضمون النصوص ومفاهيمها، بل بما قيل لهم، وما يجب أن تكون عليه صيغة التهجم، وهم دون صبر لدراسة المطروح، يحكمون من العناوين أو من مقاطع عشوائية، وهؤلاء إلى جانب ضحالة تهجمهم، كثيرا ما يتجاوزون حدود الأدب، كالعبيد الذين كان يفرض عليهم محاربة الأخر كواجب مع منعهم من الإيمان بالأديان، وبالتالي يؤثرون سلبا في كل الأطراف، على الذات والقراء، وأنا أخر من يمكن أن يتأثر بمثل هذه الضحالة الفكرية. أستخدم معهم منطق غاندي، عندما قيل له لماذا لا ترد على من يهاجمك، فقال (هل تريدونني أن أعض من عضني).
- أما الذين ينقدونني ونقدوني عن خلفية ثقافية أو سياسية مع خلاف فكري، أو حول مادة رأوها لا تصيب. أدرسها وأرد بإسهاب وبعمق قدر ما أتمكن منه، وكثيرا ما قدمت لهم الشكر، حتى ولو كنا على نقيض، لأنهم يقدمون خدمة لي بتنوير جوانب من الموضوع أو التحليل ربما غابت عني، وخدمة للمجتمع بالحوار المؤدي إلى توعيته، وللقراء بتبيان المستويات التي يجب أن نكون عليه في النقد حتى ولو كنا على خلاف، ولا يهم هنا إن كنت على صواب أو رأيت خطأ في رؤيته أو تحليله، بل التقدير على ما قدمه من حوار ونقد.
ما بيننا نحن الكورد، حواجز مرعبة، بنيت على مدى عقود طويلة، جلها بيد الأعداء، ساهمت فيها جهالتنا، والضحالة المعرفية، أصبحت شبه ثقافة نبتذلها نظريا ونطبقها عمليا، فرغم حاجتنا الماسة إلى التوافق حتى ولو كان مؤقتا، نستمر ببناء نقدنا للأخر على خلفية إلغاءه أو تقزيمه لا تصحيحه أو تنويره، وأحيانا تتضمن نوع من الفوقية، فتكون النتائج الكارثية على الطرفين.
ومن غرائبنا، فرغم معرفتنا لما نحن عليه من الخطأ، نستمر بالسير على الدروب ذاتها، وننقد بعضنا لا للتصحيح، بل للتدمير، رغم تغير الظروف، ونهلنا من الحضارة.
ألم يحن الوقت بعد، لنعيد النظر في مداركنا، ومعرفة أن السلبيات في ذاتنا يمكن أن تحتضن إيجابية فيما لو تناولناها بدون حقد وكراهية، وأنه قد حان الانتقال من خانة التهجم إلى النقد التنويري، وهي إحدى الدروب إلى النجاح.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
18/1/2023م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضايا كوردية قابلة للحوار - 4
- التعنت وجه من أوجه الجهالة
- قضايا كوردية قابلة للحوار - 3
- لماذا يتم الأن قصف مناطق مخيمات إدلب؟
- قضايا كوردية قابلة للحوار- 2
- قضايا كوردية قابلة للحوار- 1
- حرية المرأة في كوردستان
- اجتماع موسكو
- هل ستكون كوردستان بديل تركيا وإيران
- احذروا من مسرحية أردوغان القادمة
- ما هي صلة الوصل بين الكاتب الآشوري والإعلامي البعثي-2
- ما هي صلة الوصل بين الكاتب الآشوري والبعثي-1
- عندما يتيه الكاتب الكوردي بين النقد والابتذال
- عندما يكون المنحط قويا، تركيا وإيران مثالا
- أسباب رفض بشار الأسد اللقاء بأردوغان
- أمريكا وروسيا وتركيا وجدلية انعدام الثقة
- لماذا لا ترد أمريكا على الجرائم التركية
- مصالح أمريكا تعارضت مع عقد مؤتمر المجلس الوطني الكوردي
- أين تتجه الإمبراطوريات الحالية
- أين تتجه الحضارة الحالية 1/2


المزيد.....




- المخرج طارق صالح - حبّ مصر الذي تحوّل إلى سينما بثمن باهظ
- -إنّما يُجنى الهدى من صُحبة الخِلّ الأمين-.. الصداقة الافترا ...
- مؤسس -هاغينغ فيس-: نحن في فقاعة النماذج اللغوية لا الذكاء ال ...
- مسرحية -عيشة ومش عيشة-: قراءة أنثروبولوجية في اليومي الاجتما ...
- محمد إقبال: الشاعر والمفكر الهندي الذي غنت له أم كلثوم
- مصر: رصد حالات مصابة بالحمى القلاعية بين الماشية.. و-الزراعة ...
- موسم الدرعية يطلق برنامج -هَل القصور- في حيّ الطريف
- المدينة والضوء الداخلي: تأملات في شعر مروان ياسين الدليمي
- مكان لا يشبهنا كثيراً
- لقطات تكشف عن مشاهد القتال في فيلم -خالد بن الوليد- المرتقب ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عباس - كيف أتعامل مع المنتقدين