|
مارك ميلي في غربي كوردستان
محمود عباس
الحوار المتمدن-العدد: 7543 - 2023 / 3 / 7 - 07:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال (مارك ميلي) يعد الشخصية الثانية في البنتاغون بعد وزير الدفاع، بل وفي البعد العسكري الثاني بعد الرئيس الذي يعتبر القائد العام للجيش والقوات المسلحة. لولا زيارته إلى إسرائيل قبل القاعدة الأمريكية في شمال شرقي سوريا، وتزامنها مع تصريح مسؤول الوزارة الخارجية عن غربي كوردستان من مدينة هولير، والذي حدد أهداف الوجود الأمريكي بأربع نقاط في شمال شرق سوريا، إلى جانب جولة وزير دفاعها في المنطقة، لكانت الزيارة مجرد روتين عسكري وتفقد لجاهزية قواعدها، ودعم لمعنويات جنوده الذين تعرضوا لهجوم من قبل درونات يقال أنها إيرانية. لكن تتبين وعلى خلفية التركيز الإعلامي الروسي والإيراني والنظام السوري، والتصريحات الحادة لمسؤوليهم حول زيارته لمنطقة الإدارة الذاتية في سوريا بشكل خاص، على أنها تحمل سلسلة متداخلة من الرسائل ذات أبعاد إستراتيجية، تمس: 1- الصراع على أوكرانيا، على أنه صراع يشمل كل الجغرافيات التي تتواجد فيها روسيا. 2- الخطر الإيراني النووي، بغض النظر فيما إذا كانت هناك تحضيرات إسرائيلية-أمريكية لضرب منشآتها النووية أم لا، فيما لو لم تقبل إيران بشروط وكالة الطاقة النووية، القضية التي يثيرها بشكل خاص المحللين السياسيين العرب وإعلام دول الخليج، وهو تهديد لإيران باللغة العسكرية. 3- قادة العرب ومسيرة التطبيع مع نظام بشار الأسد؛ وخاصة للمنحى الذي يساق من قبل روسيا-وإيران المعادي للوجود الأمريكي في المنطقة وبشكل خاص في غربي كوردستان والتي تعتبر حاجز إستراتيجي ما بين المد الإيراني وإسرائيل. 4- الوجود الأمريكي في المنطقة الكوردية، قد تكون الزيارة مؤشرا على أن أمريكا ستزيد من قواتها وقواعدها في المنطقة الكوردية، وسترفع سوية العلاقة مع القوى الكوردية إلى المستوى الإستراتيجي، وهذه الرسالة معنونة لتركيا أيضا، المتجهة وتحت الرغبة الروسية إلى التطبيع مع نظام بشار الأسد، والابتعاد عن الناتو. كما وكان تأكيدا على أن الموقف الأمريكي من نظام بشار الأسد لن يتغير ويجب أن يعزل ويحاكم، والمطالبة بالحل السياسي لسوريا يتضمن هذين البعدين. القوى الكوردية ليست على مستوى الصراع الدولي في المنطقة، لكنها رغم ذلك وعند الضرورة تستخدم كطرف مهم، رغم ما يتم التعتيم عليهم من قبل الدول العربية والتي تعمل على حصر أسباب الزيارة في المنشآت النووية الإيرانية، كأسلوب غير مباشر لحماية الذات من خطر التمدد الشيعي، علما أن روسيا وتركيا لم يعيرا القضية الإسرائيلية-الإيرانية وطموحها نحو صنع القنبلة النووية أهمية، بقدر ما ركزا على الوجود الأمريكي في المنطقة الكوردية. الأول يطعن في شرعية وجودها، والثاني في علاقاتها مع قوات قسد الكوردية ودعمها للإدارة الذاتية. وفي الوقت الذي يحاول نظام بشار الأسد تسخير الوجود الأمريكي لتبرئة الذات من المجاعة والكوارث التي أحل بالشعب السوري، متهما الكورد وأمريكا على أنهما يسرقان النفط السوري. (بالمناسبة، ثلث الكمية المستخرجة من قبل الإدارة الذاتية والتي لا تزيد عن مئة ألف برميل يوميا ترسل إلى منطقة النظام، والذي كان يعاني حتى قبل الثورة السورية من دمار اقتصادي في الفترة التي كانت فيها كميات النفط المستخرج تقدر ما بين 400 إلى 700 ألف برميل، النسبة التي لم يصرح عنها النظام طوال العقدين الأخيرين قبل الثورة، للتغطية على عمليات التهريب والفساد، وبالتالي فتهمة سرقة النفط من قبل الكورد مطعون فيه من قبل نظام عنصري غارق في الفساد والإجرام). تتبين من خلال الزيارات الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط على أنها عادت إلى الواجهة السياسية والإعلامية ثانية، بعدما غطت عليها الصراع الروسي-الأوكراني، والتي كانت مؤشراتها مرعبة إلى حدود استخدام الأسلحة الفتاكة، واحتمالات حرب عالمية ثالثة، وبأنه وبعد مرور سنة، وديمومة الصراع المذهبي والقومي والسياسي بين شعوب الشرق الأوسط، بين إسرائيل وإيران، والكورد وتركيا، والعرب، وإيران، وتركيا، أن أي صراع عالمي لن يكون بمعزل عن المنطقة ذات الثقل الاقتصادي الهائل، والتي تطفو كفتها على العديد من المناطق الساخنة في العالم، ولها تأثير مباشر على مسيرة الأحداث المرتبطة بالحرب الأوكرانية، إن كانت عن طريق منابع الطاقة، أو الثقل السياسي. لذلك لكل طرف في الصراعات الشرق أوسطية دور وثقل على استراتيجية الصراع بين أمريكا وروسيا، وعليه فالزيارة لها تبعاتها، حتى ولم لم تظهر حاليا لكنها عملية رسم جديد لمخططات الاستراتيجية العسكرية-السياسية الأمريكية. وهو ما أدى إلى التصعيد الإعلامي من قبل كل القوى المعنية في المنطقة. وهنا ورغم شبه انعدام للدور الكوردي مقارنة بالقوى الإقليمية ضمن الصراع الإستراتيجي، يظل له مكانته من حيث مركزه الجغرافي في المنطقة، وديمغرافيته، ودوره الواسع في القضاء على داعش، والتي تزيد من احتمالية تصعيد الاعتماد عليهم، وهو ما قد يؤدي إلى رفع مكانتهم العسكرية والسياسية في المنطقة، خاصة بعدما قلت ثقة أمريكا والناتو بتركيا. وهنا لا بد من التذكير والعودة إلى العامل الداخلي الكوردستاني والذي يجب أن يكون متهيئا لكل الاحتمالات، لئلا يعاد تكرار الخطأ الذي تم قبل قرن من الزمن بعد معاهدة سيفر.
#محمود_عباس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من المستفيد من الحرب الروسية-الأوكرانية
-
حول مساعدات الإدارة الذاتية والمجلس الوطني الكوردي
-
القوى السياسية المسيطرة على مناطق زلزال كهرمان مرعش دفعونا ل
...
-
أمتنا الكوردية تنزف وثمة شريحة ساذجة لا تزال تعبث
-
لا رهبة من الموت
-
أسئلة كوردية - 2
-
أسئلة كوردية - 1
-
قضايا كوردية قابلة للحوار - 6
-
قضايا كوردية قابلة للحوار - 5
-
كيف أتعامل مع المنتقدين
-
قضايا كوردية قابلة للحوار - 4
-
التعنت وجه من أوجه الجهالة
-
قضايا كوردية قابلة للحوار - 3
-
لماذا يتم الأن قصف مناطق مخيمات إدلب؟
-
قضايا كوردية قابلة للحوار- 2
-
قضايا كوردية قابلة للحوار- 1
-
حرية المرأة في كوردستان
-
اجتماع موسكو
-
هل ستكون كوردستان بديل تركيا وإيران
-
احذروا من مسرحية أردوغان القادمة
المزيد.....
-
مصادر تكشف لـCNN عن معلومات استخباراتية جديدة بشأن أهداف بوت
...
-
المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية -فوجئت- بخبر تعيين روبيو مس
...
-
تحقيق في البنتاغون بشأن مشاركة وزير الدفاع أسرار ضرب الحوثي
...
-
إسرائيل تعلن شن غارة قرب القصر الرئاسي في دمشق.. ونتنياهو يع
...
-
ما حاجة الكوريين إلى المشاركة في عملية روسيا العسكرية الخاصة
...
-
لماذا يرفض زيلينسكي وقف إطلاق النار في عيد النصر؟
-
الجيش الإسرائيلي يغير قرب القصر الرئاسي في دمشق ونتنياهو يوج
...
-
طبيبة: الجلد -الرخامي- قد يكون أحد أعراض ورم الغدة الكظرية
-
اكتشاف -إلهة الفجر- مخفية على أعتاب درب التبانة!
-
هل أوكرانيا جاهزة لإجراء الانتخابات؟
المزيد.....
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|