أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - موسكو مقبرة المعارضة السورية















المزيد.....

موسكو مقبرة المعارضة السورية


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7550 - 2023 / 3 / 14 - 21:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مؤتمر موسكو بين وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا وسوريا، فيما إذا عقد، ستكون حلقة من السلسلة الحديثة، التي بدأت من مؤتمر طهران قبل سنة، لتسويق المعارضة السورية بالشكل المهين الذي درجوا عليه طوال السنوات الماضية، والتي تكررت من على طاولة المؤتمرات العديدة بين الدول المذكورة، والتي لم تنتهي هناك، مثلما لن تكون موسكو الحلقة الأخيرة، ولن تكتفي تركيا بصفقاتها التجارية بعد كل مؤتمر، والتي عرضت فيهم المعارضة كبضاعة قابل للشراء والبيع، ودفعتهم إلى ساحات الهزائم والانتكاسات طوال سنوات العشر الماضية، في الوقت الذي كانت فيها روسيا وإيران يرفعون من شأن النظام المجرم ويثبتون أركانه. فبعد كل مؤتمر شاهدت الشعوب السورية كيف انتصر فيها النظام بمساعدة الميليشيات الإيرانية والطيران الروسي، وبالمقابل سوقت تركيا الأكاذيب للبقية الباقية من المعارضة التكفيرية لإقناعهم على أنها الراعية الأصدق، وأفضل من يحمي القضية السورية. المفهوم الذي روجته وبسند روسي إيراني غير مباشر، ليستمر تأثيرها ليس فقط على المعارضة العربية التكفيرية، بل وعلى شريحة من الكورد.
لا شك صرفت تركيا جهد في هذا المجال، لأنها كانت بحاجة إليها كأداة لتمرير أهدافها، وعملت على إقناع منظماتها على أنها عرابة القضية السورية، وفي الواقع صراعها في البدايات مع روسيا والنظام كانت خدع سياسية خططت على المستويات الإستراتيجية بين تركيا وإيران وروسيا، وعلى بنيتها تلاعبوا بقضية الشعب السوري، وأوصلوهم إلى هذا الدمار الكارثي لئلا تفكر شعوبهم بمسيرة مشابهة. واليوم عندما يصر النظام وبتخطيط مشترك بين الدول الأربع، بسحب تركيا قواعدها من الأراضي السورية، ليست سوى حلقة من ضمن سلسلة الخدع التي دمروا بها الشعوب السورية وقضيتهم، والمسألة في حقيقتها منتهية، وقد تم الاتفاق على منطقة إدلب، فقط يحتاجون إلى الطريقة التي يجب أن يتم فيها تقرير مصير المنظمات التي سيتم التفاوض عليهم في مؤتمر موسكو القادم.
والصمت التركي ليس نابع من منطق الرفض، بل لأنها لا تزال بحاجة إلى بعض المنظمات التكفيرية، وتسخيرها بوجه مغاير، ليس كما كان يدفع بها إلى معارك التدمير، ومن ثم التهجير، بل لمحاربة الحراك الكوردي وقوى الإدارة الذاتية.
ففي النهاية تركيا ستقنع النظام، مثلما عملت مع إيران، على أن وجود المعارضة التكفيرية في عفرين وكري سبي وسري كانيه، مهمة في المستقبل ليس لمحاربة النظام، بل للصراع مع الكورد، وضرب قضيتهم، إلى جانب استعمالهم كورقة ضغط على القوات الأمريكية ووجودهم في غرب كوردستان، ولتحقيق جزء من هذا الهدف، ستبدأ تركيا بحفر قبر المعارضة السياسية في إحدى أروقة الكرملين، وبشهادة إيران، والعسكرية في منطقة إدلب في المنطقة ذاتها، سيتم تذويبهم مخلفاتهم مع الزمن، وستضم بعضهم إلى أدواتها في المناطق الكوردية، لأنها ستحتفظ بعفرين وكري سبي وسري كانيه، فلهما خصوصياتهما المرتبطة بالقضية الكوردية والتي هي من عمق الإستراتيجية التركية القومية، وستظل هناك إلى أن تتأكد على أنه لن تتجه سوريا نحو النظام الفيدرالي، والتي كان مخططا دوليا، أي لئلا تصبح المنطقة الكوردية؛ فيدرالية بخصوصية سورية مع حدود جغرافية تطل على البحر الأبيض المتوسط.
مؤتمر موسكو ستكون المنصة التي سيتم فيها تقرير مصير إدلب، تنفيذها مرتبط بعوامل داخلية ودولية. فبعدما بدأت الظروف الدولية تفرض على تركيا البدء بالتطبيع مع نظام بشار الأسد، كسباق مع الدول العربية، تسارعت في تسخير المعارضة هناك كمرتزقة؛ عسكرية وسياسية، لبلوغ مآربها الأوسع من جغرافية سوريا، خاصة في مواجهة الدول العربية التي تريد تضييق خلافاتها مع إيران، ولكنها الأن وحيث التقارب مع بعض الدول لم تعد بحاجة إلى بعضهم خاصة المدرجة دوليا ضمن قائمة الإرهاب، والتي تمكنت مع النظام من القضاء على قسم واسع منهم، وخسرتهم نصف جغرافية سوريا.
نتذكر كيف أنها وبعد دخول روسيا على الخط السوري دفعت بذاتها لتكون عرابة المعارضة السورية، وحاربت الدول العربية، وتمكنت من تهميش المنصات التي تشكلت في مصر والسعودية، فعلتها ليس حبا بالمعارضة السورية أو دفاعا عن قضية الشعب السوري، بقدر ما وجدتهم أدوات تساعدها لاحتلال المنطقة، ومن ثم التقرب من روسيا كحليف مستقبلي لمواجهة الهيمنة الأمريكية-الأوروبية، لذلك وبعد مؤتمرات الأستانة وسوتشي وغيرهما من المؤتمرات الاستثنائية، وحصوله على المساعدات الهائلة من قطر وبعض الدول الأوروبية، أصبحت حمايتها لهم من ضرورياتها، رغم وجودهم ضمن قائمة الإرهاب لدى روسيا وأمريكا وأوروبا. والأن المرحلة انتهت، نفس الأدوات بدأت تعيق ما تطمح إليه، وبالتالي لا بد من الإتجار بها كما تاجرت بهم في السابق.
لا شك ما تملكه قوات قسد وقوات الـ ي ب ك والـ ي ب ج، من الركائز والدعم الدولي لا تملكه قوات المعارضة العسكرية السورية، وبعكس ما قدمته أمريكا للمنطقة الكوردية، حولتهم تركيا وقطر من قوات معارضة ضد النظام المجرم إلى مرتزقة وأدوات لتحقيق مصالحهما، وهو ما دفع بأردوغان، وتحت غطاء العمق الإسلامي، استخدامهم كبضاعة قابلة للربح والخسارة، وليس كقوات تحمل مبدأ الدفاع عن حقوق الشعب السوري، الحقيقة التي جعلتها مكروهة من قبل حاضنتها الشعبية، وأصبحت على مقاس النظام من قبل أغلبية الشعب العربي السوري ليس فقط في الداخل بل بين المهاجرين في دول الجوار و الشتات.
على صدى هذه التوقعات من مؤتمر موسكو، وبعد 18 مؤتمرا تمت فيها الصفقات على حساب المعارضة، واخرجتهم من درعا والغوطة والزبداني وحلب وحماه وغيرها إلى أن تم حصرهم في إدلب، واستخدامهم لقتال الكورد بدل النظام، واحتلال الباب وجرابلس وعفرين وغيرها، نرى أنه سوف تضع الدول المعنية القوى المسيطرة على منطقة إدلب، أمام أمرين: إما قبول التذويب أو محاربة الكورد بدل النظام. وإلا فإنهم سيدفعون بقواعدها إلى القضاء على قياداتها قبل كل شيء والتي هي أدوات بيد قطر وتركيا، ومن ثم تغيير مواقفها ومنهجيتها، ومن ثم نقلهم إلى المناطق الكوردية.
محاربة الكورد هي الطريقة الوحيدة الممكنة التحرر من الصفقة التركية النظام، ومصالحها تدفع بها لتعادي ليس فقط الحراك الكوردي بل والشعب الكوردي تحت أغطية محاربة قوات قسد والإدارة الذاتية. وهذا ما سيبعدهم من العودة إلى حاضنتهم، وهو الشعب العربي السوري المعارض، والذي لا يزال شعار إسقاط النظام له صدى في وجدانهم. ولإنقاذ الذات من الخيانة الوطنية والقومية، عليهم العودة إلى الحاضنة الوطنية، ليس بدعم الميثاق التركي الملي، أو فتح الأبواب لتمرير مشروع العودة العثمانية الإسلامية، بل التصالح مع القوى والحراك الكوردي والعمل على إعادة عفرين والمناطق الكوردية الأخرى إلى أصحابها.
التصالح والتحالف مع القوات الكوردية وطلب المساعدة من دول التحالف وخاصة أمريكا، لطرد المنظمات التابعة للقوات التركية، ومن ثم تسليمها لأهاليها، لإدارة منطقتهم، هو الطريق الأصوب وربما الأوحد لإنقاذ الذات، وإلا فالصفقة التجارية بين الدول الأربع جارية، وستبدأ مسيرة دفنها سياسيا في موسكو وعسكريا ضمن جغرافية إدلب، أو ستتحول من منظمات عسكرية سورية إلى مجموعات مرتزقة مشابهة لقوات (فاغنر( الروسية، التي تحارب اليوم القوات الأوكرانية، أو سيقبعون في سجون النظام، أو سيشردون في الشتات.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
11/3/2023م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما سر حب قادة العرب للمجرمين؟
- مارك ميلي في غربي كوردستان
- من المستفيد من الحرب الروسية-الأوكرانية
- حول مساعدات الإدارة الذاتية والمجلس الوطني الكوردي
- القوى السياسية المسيطرة على مناطق زلزال كهرمان مرعش دفعونا ل ...
- أمتنا الكوردية تنزف وثمة شريحة ساذجة لا تزال تعبث
- لا رهبة من الموت
- أسئلة كوردية - 2
- أسئلة كوردية - 1
- قضايا كوردية قابلة للحوار - 6
- قضايا كوردية قابلة للحوار - 5
- كيف أتعامل مع المنتقدين
- قضايا كوردية قابلة للحوار - 4
- التعنت وجه من أوجه الجهالة
- قضايا كوردية قابلة للحوار - 3
- لماذا يتم الأن قصف مناطق مخيمات إدلب؟
- قضايا كوردية قابلة للحوار- 2
- قضايا كوردية قابلة للحوار- 1
- حرية المرأة في كوردستان
- اجتماع موسكو


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - موسكو مقبرة المعارضة السورية