أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - لنعترف














المزيد.....

لنعترف


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7590 - 2023 / 4 / 23 - 09:46
المحور: القضية الكردية
    


عند مراجعة ماضينا والتمعن في سماتنا وقدراتنا، نلاحظ أننا نحن الشعب الكوردي نملك أغرب السمات في التكوين البشري، تظهر وكأنها مورثات ذات طفرة مختلفة عن غيرنا من الشعوب، صفات عجيبة لا يدركها حتى علماء النفس والوراثة. بعضها على تناقض رهيب كتداخل الدراية مع البلاهة، والعبقرية مع الجهالة، والتي لا تجتمع بعضها في شخصية واحدة إلا عندنا نحن الكورد.
فبالتمعن لشخصيتنا أن كانت على مستوى الأفراد، أو المنظمات والتي تقاد من قبل شريحة، نلاحظ أننا جهلاء ضمن بيئتنا الكوردية، وعباقرة في البيئة الخارجية، كما وأننا نبدع في خلق الحجج المنطقية من العدم، عندما يتعلق الأمر بتبرير الطعن في الكوردي الأخر، إلى درجة نتمكن فيها من جعل حتى الأعداء يصدقون ما نقوله عن بعضنا، من تشويه السمعة، إلى التهم، إلى التخوين وهلمجرا، ترافقها البلاهة في معرفة ما قد سينجم عن أفعالنا تلك.
عباقرة في نشر الأفكار الساذجة والمفاهيم الطوباوية، وجهلاء في معرفة ما ستؤول إليه ثقافتنا على متن المعروض الضحل بين المجتمع.
عباقرة في تمييع ما أستخدمه الأعداء من الأساليب والأفكار لبلوغ أهدافهم، وجهلاء في كيفية الاستفادة من سياستهم الخبيثة التي أوصلتهم إلى ما هم عليه من السيادة على جغرافيتنا.
جهلاء في إقناع الدول الكبرى والإقليمية ومن بيهم الأعداء بعدالة قضيتنا، أو تغيير منهجيتهم تجاه أمتنا، وهي لا تختلف عن جهالتنا في عدم القدرة على تعلم السياسة، وإيجاد بيئة للتفاهم وتذويب الخلافات الداخلية، على الأقل إلى أن ينتهي صراعنا مع الأعداء، وهذا ما أدى إلى استمرارية النظرة الدونية لمعظم دول العالم تجاه قضيتنا وإمكانياتنا كشعب، في الوقت الذي نبدي العبقرية في إقناع مجتمعنا على أن القوى الكوردية الأخرى تعادي القضية، وتعمل للقضاء على قادم الأمة.
عباقرة في إقناع الذات على أن الكوردي الآخر هو العدو الأخطر، وعرض الأسباب المؤدية إلى الإيمان بهذه وبحجج تكاد تكون دامغة، وجهلاء في معرفة العدو الحقيقي والذي يبدع في ديمومة الاحتلال.
مبدعون نحن في عرض التحليلات والتدوير والاتهامات، والعمل بدقة في شرخ المجتمع وخلق مجموعات من المريدين وجبهة مؤيدة لما نستند عليه من أراء، ومن الغرابة إننا نحن الكورد ننجح في عمليات الفصل وخلق الخلافات، وتشكيل جبهات متضاربة، وتنقصنا الحنكة والوعي في مسيرات التآلف والخروج بنتائج سليمة من الحوارات.
معظم الذين يقودون الأمة يملكون السمتين بأوضح صورها، ومن يقول أنهما لا يلتقيان في الإنسان الكوردي فليدرس تاريخه وشخصيته وصفاته.
الجهالة جعلتنا لا نعرف كيف نوحد القوة الفكرية والمادية التي يمتلكها شعبنا، فسهلت للأعداء إسقاط القضية والتحكم بقدرنا، طوال القرون الماضية، وألقوهما في مستنقع التناسي. ونحن بدورنا نتناسى خباثة الأعداء ونلقي باللوم على البعض، في عدم قدرتنا على المواجهة، بل وفي الكوارث التي حلت بنا من قبل الأعداء.
فالطفرات الاستثنائية تبعدنا عن إدراك الحقائق، ودون التحرر منها وتنمية الدراية لا يمكن إنقاذ الأمة، ودون التكاتف على الأبعاد السياسية، والتعامل مع الخلافات الداخلية على أنها مركز قوة وليس ضعف، لا يمكن قهر المتربصين بنا.
فرغم المكتسبات التي حصل عليها الحراك الكوردي والكوردستاني داخليا وخارجيا والتي أوصلتها إلى المستويات الدولية، والنمو الواضح للوعي الثقافي-السياسي لشعبنا. نلاحظ أنه لا يزال دون مستوى المواجهة الإستراتيجية لأبسط مخططات الدول المحتلة لكوردستان، والقدرة على حمل القضية بثقلها، فأي حدث، كعملية مطار السليمانية، وجرائم المحتل التركي عن طريق أدواته في عفرين وجنديرس، والتغيير الديموغرافي لغرب كوردستان، وغيرها من المصائب، تبين مدى عجزه، وتعري ضحالة وعيه وقدراته، وتزيد من التشتت ضمن المجتمع الكوردي قبل حراكه.
فعوضا عن التلاحم، في مثل تلك الحالات، وعند مواجهة الأعداء، يتسع الشرخ، وتنقطع الحوارات وتصعب التفاهمات، وتتفاقم الإشكاليات في البعد السياسي، وتتوضح كيف أن المصالح الحزبية أو الشخصية تعوم فوق الخلافات الفكرية والسياسية، وكل ذلك يؤدي إلى سهولة تحكم الأعداء بنا وبعلاقاتنا الدولية.
فعدم قدرة الحراك حاليا على إقناع الدول الكبرى للبحث في قضيتنا بالشكل المناسب، وديمومة عدم القدرة على تأجيل أو تخفيف الخلافات الداخلية وتناقض المواقف، هي من ترسبات القرن الماضي حيث ظروف التبعية وسهولة الرضوخ لسيادة الأعداء، وفي المراحل التي تم فيها تدمير إمكانيات قادة أمتنا، من رؤساء القبائل إلى قادة الثورات طوال القرون السابقة، والتي تفاقمت عند إدراكهم للقضية من البعد القومي، والإحساس بالذات كأمة مختلفة عن القوى والإمبراطوريات التي تحتل جغرافيتنا.
فالمعاناة من الإشكاليات وعدم القدرة على حمل القضية، مترسخة منذ قرون، تحسنها مقارنة بالقوى المحتلة لكوردستان، لا تتجاوز الشكليات رغم ملائمة الظروف، لذلك لا يصح معاتبة مجموعة دون أخر، فكل الأطراف الحزبية والثقافية تتحمل ما يعانيه شعبنا ومسؤولون عن غياب كوردستان، وتقسيمها، قبل العامل الموضوعي.
علينا أن ندرس سماتنا الثقافية والسياسية والاجتماعية بموضوعية، لنتمكن من وضع الحلول المناسبة، فبدون التخلص منها؛ والتحرر من الأوبئة التي غرزتها الظروف والثقافات الشاذة في ثقافتنا، لا يمكن مواجهة المتربصين بنا، واستخدام إمكانياتنا الخام الهائلة التي نملكها.
دونها سنظل أمة محتلة بجغرافية مقسمة بين الدول، وشعب موالي لأنظمة شريرة.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
17/4/2023م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين قصف إسرائيل والقصف التركي لكوردستان
- الإتحاد العام للكتاب والصحفيين الكورد ما لها وما عليها
- الإسلام بكفره، الإيزيدي لا يعتنق الإسلام
- عن شهداء جنديرس وقدسية نوروز
- من يقف وراء جريمة جنديرس، ولماذا؟
- ما سر موجات التطبيع بين دول الشرق الأوسط
- موسكو مقبرة المعارضة السورية
- ما سر حب قادة العرب للمجرمين؟
- مارك ميلي في غربي كوردستان
- من المستفيد من الحرب الروسية-الأوكرانية
- حول مساعدات الإدارة الذاتية والمجلس الوطني الكوردي
- القوى السياسية المسيطرة على مناطق زلزال كهرمان مرعش دفعونا ل ...
- أمتنا الكوردية تنزف وثمة شريحة ساذجة لا تزال تعبث
- لا رهبة من الموت
- أسئلة كوردية - 2
- أسئلة كوردية - 1
- قضايا كوردية قابلة للحوار - 6
- قضايا كوردية قابلة للحوار - 5
- كيف أتعامل مع المنتقدين
- قضايا كوردية قابلة للحوار - 4


المزيد.....




- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - لنعترف