أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - مستقبل النظام في سوريا














المزيد.....

مستقبل النظام في سوريا


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7691 - 2023 / 8 / 2 - 09:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحول نظام بشار الأسد في السنتين الأخيرتين من أحد أسوأ أنظمة الإجرام في العالم إلى دولة تديرها عصابات المافيا المنظمة على مستوى الكارتيلات، تشترك فيها إيران وحزب الله، إلى جانب هدفهم كسب المال وتأمين العملة الصعبة، تدمير دول المنطقة وخاصة الخليجية، أو إرضاخها لمساعدتها اقتصاديا، ومحاولة إقناع أمريكا وأوروبا لرفع الحصار الاقتصادي – السياسي عنها.
وبالأمل في رفع الحصار الاقتصادي، أصبح يهدد المجتمع الأوروبي مؤخرا، وربما الأمريكي، بالعمل على إيصال مخدراته إلى مجتمعاتهم، وذلك عن طريق محاولات فتح أقنية التعامل مع المافيات التركية، والأوروبية، وأمريكا اللاتينية، والمكسيكية. هذا التحول كان من نتائج عجز إيران وروسيا على استمرارية دعمه بالعملة الصعبة، وإنقاذه اقتصاديا مثلما كان يتم في السنوات السابقة.
وقد أصبح واضحا للجميع وفي مقدمتهم النظام ذاته، كيف أن الدمار ضمن هيكليته ينتشر بشكل متسارع وفي كل المجالات، بدءً من انهيار سعر العملة إلى التضخم المرعب في السوق، ونضوب مواد الطاقة، والعجز الكامل في إيقاف مسيرة الدمار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وغيره، المؤدي إلى تسارع التآكل الداخلي ضمن أروقة السلطة ذاتها في الفترة الأخيرة، وظهور صراع داخلي بين المجموعات المهيمنة على النظام الذين تم تسخيرهم في مجال المخدرات لإلهائهم بالمال الناتج من تجارة المخدرات.
يرى بعض المحللين أن غاية النظام ليس فقط إنقاذا الذات، بل تدمير المجتمعات المحيطة بسوريا بعدما تمكن من تدمير المجتمع السوري عن طريق الإجرام والعنف، والتي أستخدم فيها قرابة 340 هجوما بالأسلحة الكيمياوية وإسقاط أكثر من 82 ألف برميل متفجر، معظمها فجرت بين المدنيين وفي الأسواق العامة. ومن غرائب ذهنية النظام، هي تبرئة الذات، وتجريم أنظمة المجتمعات المحيطة على أنها السبب الرئيس فيما ألت إليه سوريا، وعلى خلفية هذه الجدلية رسمت إستراتيجية محاربة تلك الأنظمة عن طرق نشر المخدرات، متوقعا أن تؤمن له العملة الصعبة اللازمة لحماية ذاته من الزوال، العملة التي نضبت منها بنوك سوريا.
هذا الانتقال في سمات النظام، من دولة استبداد إلى دولة الإجرام إلى دولة المافيات، حسب رأي مجلة (فورين بوليسي) أدى ليس فقط إلى التدمير الكامل لبنية الدولة الاقتصادية، بل بلوغ النظام بكل مؤسساته إلى نهاية العجز التام في بناء المشاريع الاقتصادية أو حتى إعادة بناء جزء يسير من المدمر، فكان البديل، وهو التركيز على إنتاج المخدرات (حبوب الكبتاكون الرخيصة التكاليف والسهلة التوزيع) كمصدر شبه وحيد لجلب العملة الصعبة. وتتبين مقدار ما تحصل عليه من العملة الصعبة من خلال ما تم تدميره في شهر أيار وحزيران وتموز والتي بلغت قرابة مليار دولار، ومنذ بداية التحول من نظام الدولة إلى حكومة مافيات إي تقريبا ما بين عامي 2016 و2022 تم مصادرة مليار حبة كبتاغون، وبعملية حسابية، فيما إذا كانت الحبة الواحدة تباع بسعر 20 دولاراً تكون الدول المجاورة قد حجزت قرابة أربعين مليار دولار خلال السنوات الماضية. وبعملية في جنوب ألمانيا في الشهر الماضي تم تدمير بضاعة بلغت سعرها قرابة عشرين مليون دولار. كل هذا الإنتاج هي نتيجة تحويل مصانع الأسلحة الكيميائية التي تم تدميرها من قبل الأمم المتحدة، إلى معامل لإنتاج حبوب الكبتاغون، والتي تكلف الحبة منها أقل من عشرة سنتات، وتباع في أسواق الخليج، حسب بعض المصادر الدولية، بعشرين دولاراً.
وهذا ما أدى وحسب المصدر ذاته (مجلة فورين بوليسي) كما ذكرنا إلى سقوط سوريا في مستنقع العجز الاقتصادي الكامل، بل مدمرة بشكل تام وفي كل المجالات الاقتصادية، وهو ما أدى إلى تفاقم متسارع في الحالة المعيشية، وبالتالي زيادة نسبة الهجرة إلى الخارج إلى قرابة 150 بالمئة مقارنة بعام 2021م.
هذه الإستراتيجية المرعبة، جلبت أنتباه ليس فقط دول الخليج والتي تسارعت إلى عملية التطبيع مع النظام، واحتضان جامعة الدول العربية لأحد أسوأ مجرمي الحرب في التاريخ، بشار الأسد، بل دفعت بأمريكا والدول الأوروبية، على تكثيف المراقبة الجوية لأرض سوريا وحدودها ولتحرك الميليشيات الإيرانية ونشاطات عصابات المافيا النظامية، بالطائرات بدون طيار، وكرد فعل على هذه المراقبة والتوسع الأمريكي تدخلت روسيا وبدأت تصعد المواجهات بين طيرانها والطيران الأمريكي وخاصة ضد دروناتها، في سماء سوريا، ولا شك هي من ضمن استراتيجية الصراع على أوكرانيا والهيمنة الروسية أو الأمريكية على الشرق الأوسط، وأصبح الطرفين يدرجون عمليات مافيا النظام من ضمنها، أي عمليا يتم الصراع على بقاء أو تغيير النظام السوري أو إسقاطه، وهي التي تحدد الوجود الروسي والإيراني في سوريا أو عدمه.
ويظل السؤال: هل استراتيجية حرب المخدرات ستنقذ سلطة بشار الأسد؟ وهل ستتمكن روسيا وإيران من حماية النظام لسنوات قادمة؟ ألا يتبين على أن النظام بدأ ينهار من الداخل، بعدما فشلت المعارضة السورية السياسية والتكفيرية في ذلك فشلا زريعا؟ أم أن روسيا ستعمل بكل ما لديها من القوة للحفاظ عليه، كجزء من استراتيجية صراعها مع أمريكا وأوروبا في أوكرانيا، كما وهو السند القانوني لوجودها في سوريا والشرق الأوسط؟



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سينجح أردوغان في الخطة الرابعة؟
- انقذوا كوردستان
- كيف يحاربون القضية الكوردستانية بأحزابها
- الإخوة الأعزاء
- غاية تركيا من التطبيع مع نظام بشار الأسد
- تركيا تعيد إلى الحياة مخطط اجتياح البقية من منطقة عفرين
- لماذا استيقظ غير بيدرسون
- قادة شيعة بغداد يحاولون تقويض فيدرالية كوردستان
- كيف يحقق أردوغان النصر
- ماذا سيعني نجاح أردوغان
- هل حررت الإدارة الذاتية المرأة الكوردية
- معبر سيمالكا والاحتماء وراء القائد
- ما بين جامع الرحمن في شنكال ومسجد الضرار في المدينة
- لماذا بدأ العالم العربي يتنازل لنظام بشار الأسد
- حول زيارة الجنرال مارك ميلي الثانية لغربي كوردستان وتحليلات ...
- لنعترف
- ما بين قصف إسرائيل والقصف التركي لكوردستان
- الإتحاد العام للكتاب والصحفيين الكورد ما لها وما عليها
- الإسلام بكفره، الإيزيدي لا يعتنق الإسلام
- عن شهداء جنديرس وقدسية نوروز


المزيد.....




- المحكمة تؤجل نظر طلب عمال -الإسكندرية لتداول الحاويات- حل لج ...
- إسرائيل تطالب اليونفيل بالرحيل والاتحاد الأوروبي يصر على بقا ...
- دنيا القاني: -الجزائر خطيرة جدا-
- الولاية الثانية للرئيس سعيّد - أي آفاق تنتظر الشباب التونسي؟ ...
- -لحظة التفجير بالجيبات وإخلاء قتلى وجرحى-..-القسام- تعرض مشا ...
- نتنياهو خلال زيارة قاعدة جولاني: ندفع ثمنا مؤلما ونخوض حربا ...
- أردوغان: إسرائيل لن تكتفي باحتلال لبنان بل ستوسع حربها في كل ...
- -حزب الله-: استهدفنا 3 دبابات ميركافا بالصواريخ الموجهة في ج ...
- جسر جوي سعودي لمساعدة اللبنانيين
- تقدم روسي في القطاع الجنوبي لدونيتسك


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - مستقبل النظام في سوريا