أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير جمعة المالكي - أكاذيب صنعت ابطال مزيفين 2 – عمرو ابن العاص (ابن النابغة )















المزيد.....


أكاذيب صنعت ابطال مزيفين 2 – عمرو ابن العاص (ابن النابغة )


زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)


الحوار المتمدن-العدد: 7703 - 2023 / 8 / 14 - 08:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قالوا عنه عمرو ابن العاص رغم ان الله قال عن العاص ابن وائل انه (ابتر ) أي لا عقب له ، قالوا عنه من اغنياء مكه وهو كان يعمل جزارا والعاص الذي نسب اليه كان بيطارا للخيل( لاعيب في العمل ولكن العيب في الكذب ) ، قالوا عنه ابن العاص السهمي وقد اختلف فيه أربعة اشخاص تعاقبوا على امه المعروفه بانها كانت من ارخص ذوات الرايات وقع عليها أبو لهب واميه ابن خلف وهشام بن المغيرة وأبو سفيان ابن حرب والعاص ابن وائل فاختارت العاص ابن وائل لانه كان ينفق عليها . كذلك قالوا انه فتح مصر لنشر الإسلام بالرغم من انه هو يعترف بقوله عن مصر "و هي أكثر الأرض أموالا, و أعجزهم عن القتال " . قالوا انه بنى الجامع الكبير في القاهرة وسموه جامع عمرو ابن العاص بالرغم من انه سرق أعمدة الجامع من أعمدة الكنائس كما يروي المقريزي . قالوا عنه داهية ودهاؤه لم يظهر سوى في التحريض على عثمان ابن عفان حتى قتل كما يعترف هو اما شجاعته فيكفي شعر أبو فراس الحمداني (ولا خير في دفع الردى بمذلة ... كما ردها يوماً بسوءته عَمْرو ) فهذه الشخصية ستكون موضوع مقالنا اليوم للنظر كيف تحول جزار مكة ابن النابغة الى فاتح مصر .
عمرو بن العاص بن وائل القرشي السهمي هكذا قالوا في نسبه ولكن الله وصف (العاص ابن وائل السهمي ) بانه ابتر أي الذي لا عقب له " إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ" قال الطبري في تفسيره " حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ ) قال: هو العاص بن وائل" . وكانت ام عمرو تسمى النابغة أمة رجل من عنزة فسبيت ، فاشتراها عبد الله بن جدعان ، فكانت بغيا ثم عتقت . ووقع عليها أبو لهب ، وأمية بن خلف ، وهشام بن المغيرة ، وأبو سفيان بن حرب ، والعاص بن وائل ، في طهر واحد ، فولدت عمرا . فادعاه كلهم ، فحكمت فيه أمه فقالت : هو للعاص لأن العاص كان ينفق عليها . وقالوا : كان أشبه بأبي سفيان . وفي ذلك يقول أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب :أبوك أبو سفيان لا شك قد بت لنا فيك منه بينات الشمائل . (ربيع الأبرار ونصوص الأخيار تأليف أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري ، الجزء الرابع ، الصفحة 275 ، تحقيق عبد الأمير مهنا ، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات بيروت لبنان ) . روى أبو عبيدة معمر بن المثنى المتوفى 209 / 11 في كتاب " الأنساب " : إن عمرا اختصم فيه يوم ولادته رجلان : أبو سفيان، والعاص، فقيل : لتحكم أمه فقالت : إنه من العاص بن وائل . فقال أبو سفيان . أما إني لا أشك إنني وضعته في رحم أمه فأبت إلا العاص فقيل لها : أبو سفيان أشرف نسبا .فقالت : إن العاص بن وائل كثير النفقة علي وأبو سفيان شحيح .
يقول حسان بن ثابت يهجوه لما هجا رسول الله ( ص ) أعني يقول :
أما ابن نابغة أعني الهجين فقد انحيت فيه لسانا صارما ذكرا
ما بال أمك زاغت عن ذوي شرف إلى جذيمة لما عفت الأثرا
بانت بليل وملحان يعالجها عند الجحون فما ملا ولا فترا
وملحان مولى الخزاعة ، وكان أيضا يقع بالنابغة أم عمرو .
قالت أروى بنت الحارث بن عبد المطلب لما وفدت إلى معاوية " ومن أنت ؟ لا أم لك . قال : عمرو بن العاص . قالت يا بن اللخناء النابغة تتكلم وأمك كانت أشهر امرأة بمكة وآخذهن لأجرة، إربع على ظلعك (مثل يضرب لمن يتوعد . ربع في المكان أي أقام به . الظلع : العرج . يقال : ظلع البعير أي غمز في مشيته فالمعنى : لا تجاوز حدك في وعيدك، وأبصر نقصك وعجزك عنه) واعن بشأن نفسك فوالله ما أنت من قريش في اللباب من حسبها ولا كريم منصبها، ولقد إدعاك ستة (في العقد الفريد، وروض المناظر : خمسة) نفر من قريش كله يزعم أنه أبوك فسألت أمك عنهم فقالت : كلهم أتاني فانظروا أشبههم به فألحقوه به، فغلب عليك شبه العاص بن وائل فلحقت به، ولقد رأيت أمك أيام منى بمكة مع كل عبد عاهر، فأتم بهم فإنك بهم أشبه" (بلاغات النساء ص 27، العقد الفريد 1 ص 164، روض المناظر 8 ص 4، ثمرات الأوراق 1 ص 132، دايرة المعارف لفريد وجدي 1 ص 215، جمهرة الخطب 2 ص 363). وذكر القاضي نعمان بن محمد المغربي في كتابه المناقب والمثالب الصفحة 203 "قال هشام : كان من حديث النابغة أم عمرو بن العاص : أنها كانت بغيا من طوائف العرب ، فقدمت مكة ومعها بنات لها ، فوقع عليها نفر من قريش في الجاهليه فيهم : أبو لهب بن عبد المطلب ، وأمية بن خلف ، وهشام بن المغيرة المخزومي ، وأبو سفيان بن حرب بن أمية ، والعاص ابن وائل السهمي ، بطهر واحد فحملت فولدت عمرو ، واختصم القوم جميعا فيه كلهم يزعم أنه ابنه ، ثم ضرب عنه ثلاثة وأكب عليه اثنان العاص بن وائل وأبو سفيان . فقال أبو سفيان : أما والله إني وضعته في رحم أمه. فقال له العاص : ليس مما تقول شيء هو ابني . فحكما فيه أمه فقالت : هو للعاص . فقيل لها بعد ذلك : ويحك ما حملك على ما صنعت ، فو الله إن أبا سفيان لأشرف من العاص . قالت : إن العاص كان ينفق على بناتي ولو ألحقته بأبي سفيان لم ينفق علي العاص شيئا ، وخفت الضيعة " (المناقب والمثالب تاليف القاضي أبو حنيفة النعمان بن محمد التميمي المغربي ، تحقيق ماجد ابن احمد العطية ، منشورات مؤسسة الاعلمي للمطبوعات بيروت لبنان 2002 ).
اما في شبابه فقد غدر بصاحبه عمارة ابن الوليد وهما في طريقهما الى الحبشة لاعادة جعفر ابن ابي طالب ومن هاجر معه من المسلمين الى هناك فأما خبر عمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي أخي خالد بن الوليد مع عمرو بن العاص فقد ذكره ابن إسحاق في كتاب المغازي قال كان عمارة بن الوليد بن المغيرة و عمرو بن العاص بن وائل بعد مبعث رسول الله ص خرجا إلى أرض الحبشة على شركهما و كلاهما كان شاعرا عارما فاتكا . و كان عمارة بن الوليد رجلا جميلا وسيما تهواه النساء صاحب محادثة لهن فركبا البحر و مع عمرو بن العاص امرأته حتى إذا صاروا في البحر ليالي أصابا من خمر معهما فلما انتشى عمارة قال لامرأة عمرو بن العاص قبليني فقال لها عمرو قبلي ابن عمك فقبلته فهويها عمارة و جعل يراودها عن نفسها فامتنعت منه ثم إن عمرا جلس على منجاف السفينة يبول فدفعه عمارة في البحر فلما وقع عمرو سبح حتى أخذ بمنجاف السفينة فقال له عمارة أما و الله لو علمت أنك سابح ما طرحتك و لكنني كنت أظن أنك لا تحسن السباحة فضغن عمرو عليه في نفسه و علم أنه كان أراد قتله و مضيا على وجههما ذلك حتى قدما أرض الحبشة فلما نزلاها كتب عمرو إلى أبيه العاص بن وائل أن اخلعني و تبرأ من جريرتي إلى بني المغيرة و سائر بني مخزوم و خشي على أبيه أن يتبغ بجريرته فلما قدم الكتاب على العاص بن وائل مشى إلى رجال بني المغيرة و بني مخزوم فقال إن هذين الرجلين قد خرجا حيث علمتم و كلاهما فاتك صاحب شر غير مأمونين على أنفسهما و لا أدري ما يكون منهما و إني أبرأ إليكم من عمرو و جريرته فقد خلعته فقال عند ذلك بنو المغيرة و بنو مخزوم و أنت تخاف عمرا على عمارة و نحن فقد خلعنا عمارة و تبرأنا إليك من جريرته فحل بين الرجلين قال قد فعلت فخلعوهما و برئ كل قوم من صاحبهم و ما يجري منه . قال فلما اطمأنا بأرض الحبشة لم يلبث عمارة بن الوليد أن دب لامرأة النجاشي و كان جميلا صبيحا وسيما فأدخلته فاختلف إليها و جعل إذا رجع من مدخله ذلك يخبر عمرا بما كان من أمره فيقول عمرو لا أصدقك أنك قدرت على هذا إن شأن هذه المرأة أرفع من ذلك فلما أكثر عليه عمارة بما كان يخبره و كان عمرو قد علم صدقه و عرف أنه دخل عليها و رأى من حاله و هيئته و ما تصنع المرأة به إذا كان معها و بيتوتته عندها حتى يأتي إليه مع السحر ما عرف به ذلك و كانا في منزل واحد و لكنه كان يريد أن يأتيه بشي‏ء لا يستطاع دفعه إن هو رفع شأنه إلى النجاشي فقال له في بعض ما يتذاكران من أمرها إن كنت صادقا فقل لها فلتدهنك بدهن النجاشي الذي لا يدهن به غيره فإني أعرفه و ائتني بشي‏ء منه حتى أصدقك قال أفعل . فجاء في بعض ما يدخل إليها فسألها ذلك فدهنته منه و أعطته شيئا في قارورة فلما شمه عمرو عرفه فقال أشهد أنك قد صدقت لقد أصبت شيئا ما أصاب أحد من العرب مثله قط و نلت من امرأة الملك شيئا ما سمعنا بمثل هذا و كانوا أهل جاهلية و شبانا و ذلك في أنفسهم فضل لمن أصابه و قدر عليه . ثم سكت عنه حتى اطمأن و دخل على النجاشي فقال أيها الملك إن معي سفيها من سفهاء قريش و قد خشيت أن يعرني عندك أمره و أردت أن أعلمك بشأنه و ألا أرفع ذلك إليك حتى استثبت أنه قد دخل على بعض نسائك فأكثر و هذا دهنك قد أعطته و ادهن به . فلما شم النجاشي الدهن قال صدقت هذا دهني الذي لا يكون إلا عند نسائي فلما أثبت أمره دعا بعمارة و دعا نسوة أخر فجردوه من ثيابه ثم أمرهن أن ينفخن في إحليله ثم خلى سبيله . فخرج هاربا في الوحش فلم يزل في أرض الحبشة
قال كمال الدين الدميري في كتابه (حياة الحيوان الكبرى ) الجزء الثاني الصفحة 251 تحقيق محمد عبد القادر الفاضلي منشورات المكتبة العصرية مايلي " كان العاص‌ بن وائل السهمي بيطارا يعالج الخيل، و كان ابنه عمرو بن العاص جزارا".
بالنسبة لغزو مصر جاء في كتاب " حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة" ج1 الصفحة 106 ، المؤلف: الجلال السيوطي(كان عمرو بن العاص يرحل الى مصر للتجارة فيها و ذلك قبل الاسلام, فلمّا زار الخليفة عمر بن الخطّاب الشام لقسمة المواريث بعد طاعون عمواس, اختلى به عمرو و قال: ائذن لي ان اسير الى مصر, فانا ان فتحناها كانت قوّة للمسلمين و عونا لهم, و هي أكثر الأرض أموالا, و أعجزهم عن القتال) فهذا سبب الغزو ( المال ) و (السبايا ) واستغلال ضعف اهل البلاد واخذ الجزية التي يدعي البعض انها كانت ( مبلغ رمزي ) في حين ان السيوطي في نفس المصدر يذكر في الصفحة 159 (قدم صاحب أخنا على عمرو بن العاص رضي اللّه عنه فقال له : أخبرنا ما على أحدنا من الجزية فنصير لها. فقال عمرو، لو أعطيتني من الأرض إلى السقف ما أخبرتك ما عليك إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم، وإن خفف عنا خففنا عنكم) . اذن هو المال والسبايا وليس نشر الدين . قام ابن العاص باخذ اعمدة من الكنائس التى دمروها اثناء الغزو لبناء الجامع ذكر تلك الواقعه المؤرخ المسلم المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار البلاد التالية فى الجزء الأول 42 / 167ويعلق المقريزى فيقول وقد كان ابن الطحاويّ يصلي في جامع الفسطاط العتيق وبعض عمده أو أكثرها ورخامه من كنائس الإسكندرية وأرياف مصر. ونقراء فى كتاب محمد حسين باشا فى الفارق عمر ج2 ص 94-950 وكتاب الكاشف فى كتاب عبد العزيز مروان ص123 ان العرب هاجمو مدينة الفرما احرقو السفن وخربو الكنائس التى فيه .
كان ابن العاص ينظرإلى مصر من الناحية المالية على أنها بقرة حلوب وقعت تحت يديهلما هزم الله الروم أراد عثمان رضى الله عنه أن يكون عمرو ابن العاص على الحرب وعبد الله بن سعد على الخراج، فقال عمرو: أنا إذا كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها .( المقريزي الجزء الأول(8) صفحة (309 و 314 ) . وكان الغزاة يتحدثون عن مصر بكلمات يندى لها الجبين ذكر المقريزي في كتابه المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (الخطط المقريزية) 1-4 ج1 الصفحة 93 والصفحة 94 منشورات محمد علي بيضون دار الكتب العلمية بيروت . قال ابن عبد الحكم‏:‏-كان عمرو بن العاص يبعث إلى عمر بن الخطاب بالجزية بعد حبس ما كان يحتاج إليه وكانت فريضة مصر لحفر خلجها وإقامة جسورها وبناء قناطرها وقطع جزائرها مائة ألف وعشرين ألفًا معهم الطور والمساحي والأداة يعتقبون ذلك لا يدعون ذلك صيفًا ولا شتاءً ثم كتب إليه عمر بن الخطاب‏:‏- أن تختم في رقاب أهل الذمّة بالرصاص ويظهروا مناطقهم ويجزوا نواصيهم ويركبوا على الأكف عرضًا ولا يضربوا الجزية إلا على من جرت عليه الموسى ولا يضربوا على النساء ولا على الولدان ولا تدعهم يتشبهون بالمسلمين في ملبوسهم‏.‏

جمع ابن النابغة من فترتي حكمه لمصر في جمع ثروة كبيرة كما يقول المقريزي عن ثروة عمرو الذى كان يعمل جزارا قبل الخلافة، فكانت كما جاءت فى بعض الروايات مائة وأربعين إردبا، أو مائتين وعشرة قناطير، أى حوالى ثلاثة أطنان من الذهب، غير الفضة والضياع والقصور، ومنها ضيعة «الوهط» بالطائف يقول المقريزي "ترك عمرو بن العاص عند موته سبعين بهارا من الذهب، أي 210 قنطارا أو 140 اردبا من الذهب، واثناء موته عرض هذه الاموال علي اولاده فرفضوا وقالوا: حتي تعطي كل ذي حق حقه، أي اعتبروها سحتا، فلما مات عمرو صادر معاوية هذا المال وقال (نحن نأخذه بما فيه) أي بما فيه من سحت وظلم ( خطط المقريزي 1/ 140 ، 564 ) . وقد استخدم عمرو بن العاص هذا النفوذ فى جمع ثروته الطائلة ، حتى بعث الخليفة بن الخطاب يسأله عن مصدرها بقوله : " بلغنى أنك فشت لك فاشية من خيل وأبل ، فأكتب إلى من أين لك هذا المال؟" (القلقشندى : صبح الأعشى - الجزء السادس ص 386) . ورد الوالى عمرو بن العاص : " أتانى كتاب أمير المؤمنين يذكر فيه فاشية مال فشا لى وأنه يعرفنى قبل ذلك ولا مال لى ، وأنى أعلم أمير المؤمنين أنى ببلد السعر فيه رخيص وأنى أعالج من الزراعة ما يعالجه الناس ، وفى رزق أمير المؤمنين سعه" (صبح الأعشى في كتابة الإنشا المؤلف: القلقشندي؛ أحمد بن علي بن أحمد الفزاري القلقشندي ثم القاهري الناشر: دار الكتب المصرية سنة النشر: 1340 - 1922 الجزء السادس ص 477 ) .ولم يصدق عمر بن الخطاب حجج عمرو ، وبعث إليه محمد مسلمه يقاسمه أمواله ، ومعه رساله عنيفه يقول له فيها : " إنكم معاشر العمال قعدتم على عيون الأموال فجبيتم الحرام وأكلتم الحرام وأورثتم الحرام " ( أبن عبد الحكم - فتوح مصر وأخبارها ص 146) . قاسمه أبن مسلمه فى ممتلكاته ، فقال عمرو ساخطاً : " قبح الله يوماً صرت فيه لعمرو بن الخطاب واليا ، فلقد رأيت العاص بن وائل السهمى _ أبا عمرو - يلبس الديباج المزركش بالذهب ، والخطاب بن نفيل _ أبا الخليفة - ليحمل الحطب على حمار بمكة ( تعليق من الموقع : عمر بن الخطاب أسمه الذى كان يناديه به العرب عمر بن الحطاب) فرد عليه محمد : أبوك وأبوه فى النار ، ولولا اليوم الذى أصبحت تدم - يعنى لولا اليوم الذى عينك فيه عمر بن الخطاب واليا على مصر - لألقيت نفسك معتقلاً عنزاً يسؤك غرزها ويسؤك بكاؤها" ( أبن عبد الحكم - فتوح مصر وأخبارها ) . قام عمر باستدعاء ابن العاص للمدينة وجده " وقد صبغ رأسه ولحيته بسواد ، فقال عمر بن الخطاب من أنت ؟ فقال : أنا عمرو ابن العاص ، قال بن الخطاب : عهدى بك شيخاً وأنت اليوم شاب ، قد عزمت عليك إلا خرجت فغسلت هذا " ( أبن السعيد الأندلسى : المغرب فى حلى المغرب ص 48)
" خلف عمرو بن العاص من العين ثلثمائة ألف دينار وخمسة وعشرين ألف دينار ، ومن الورق ألف درهم وغلة مائتى ألف دينار بمصر ، وضيعته المعروفة بالوهط قيمتها عشرة ألاف درهم - حوالى مليون درهم سعودى" ( السعودى : مروج الذهب ومعادن الجوهر - الجزء الثالث ص 23 وفاة عمرو بن العاص) . فى كتاب سيرة أعلام النبلاء أن عمرو بن العاص أمتلك بستاناً بالطائف يسمى تعريش الوهط ألف ألف عمود كل عود بدرهم. ورث أبنه عبد الله - وهو أحد ابنيه – قناطر مقنطرة من الذهب المصرى ، فكان عبد الله من ملوك الصحابة ، ونجد فى كتاب " المغرب فى حلى المغرب " أن عبد الله امتلك قرية عسقلان بكل ما فيها وما عليها ، وهى من حبس عمرو لولده.
روى أبو جعفر الطبري في التاريخ 334 الجزء الرابع أنّ عمرو بن العاص كان ممّن يحرض على عثمان و يغرى به و لقد خطب عثمان يوما في أواخر خلافته فصاح به عمرو بن العاص اتق اللّه يا عثمان فإنك قد ركبت نهابير و ركبناها معك فتب إلى اللّه نتب فناداه عثمان و إنّك ههنا يا ابن النابغة قملت و اللّه جبّتك منذ تركتك من العمل فنودى من ناحية اخرى تب إلى اللّه و نودى من اخرى مثل ذلك و أظهر التوبة يكف النّاس عنك قال : فرفع عثمان يديه مدا و استقبل القبلة فقال : اللهم اني أول تائب إليك و رجع منزله و خرج عمرو بن العاص حتى نزل منزله بفلسطين فكان يقول : و اللّه إن كنت لألقى الراعى فاحرّضه عليه . و كذا نقل تأليبه على عثمان على التفصيل و التطويل في ص .و في ص 356 منه : كان عمرو بن العاص على مصر عاملا لعثمان فعزله عن الخراج و استعمله على الصّلاة و استعمل عبد اللّه بن سعد على الخراج ثمّ جمعهما لعبد اللّه بن سعد فلما قدم عمرو بن العاص المدينة جعل يطعن على عثمان فأرسل إليه يوما عثمان خاليا به فقال : يا ابن النابغة ما أسرع ما قمل جرّبان جبّتك إنّما عهدك بالعمل عاما أوّل أتطعن عليّ ؟ و تأتيني بوجه و تذهب عني بآخر و اللّه لو لا أكلة ما فعلت ذلك .فقال عمرو : إنّ كثيرا ممّا يقول النّاس و ينقلون إلى ولاتهم باطل فاتق اللّه يا أمير المؤمنين في رعيتك ، فقال عثمان : و اللّه لقد استعملتك على ظلعك و كثرة القالة فيك ، فقال عمرو : قد كنت عاملا لعمر بن الخطّاب ففارقني و هو عني راض فقال عثمان : و أنا و اللّه لو آخذتك بما آخذك به عمر لاستصمت و لكنّي لنت عليك فاجترأت علىّ أما و اللّه لأنا أعز منك نفرا في الجاهلية و قبل أن ألى هذا السلطان فقال عمرو : دع عنك هذا فالحمد للّه الذي أكرمنا بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله و هذانا به قد رأيت العاص بن وائل و رأيت أباك عفان فو اللّه للعاص كان أشرف من أبيك ، فانكسر عثمان و قال : ما لنا و لذكر الجاهلية ، و خرج عمرو و دخل مروان فقال : يا أمير المؤمنين و قد بلغت مبلغا يذكر عمرو بن العاص أباك ؟ فقال عثمان : دع هذا عنك من ذكر آباء الرجال ذكروا أباه .فخرج عمرو من عند عثمان و هو محتقد عليه يأتي عليّا مرة فيؤلّبه على عثمان و يأتى الزّبير مرة فيؤلبه على عثمان و يأتى طلحة مرة فيؤلّبه على عثمان و يعترض الحاج فيخبرهم بما أحدث عثمان ، فلمّا كان حصر عثمان الأوّل خرج من المدينة حتّى انتهى إلى أرض له بفلسطين يقال لها السبع فنزل في قصر له يقال له العجلان و هو يقول العجب ما يأتينا عن ابن عفان فبينا هو جالس في قصره ذلك و معه ابناه محمّد و عبد اللّه و سلامة بن روح الجذامي إذ مرّ بهم راكب فناداه عمرو من أين قدم الرّجل ؟ فقال : من المدينة قال : ما فعل الرّجل ؟ يعني عثمان ، قال :تركته محصورا شديد الحصار ، قال عمرو : أنا أبو عبد اللّه قد يضرط العير و المكواة في النّار فلم يبرح مجلسه ذلك حتّى مرّ به راكب آخر فناداه عميعني عثمان ، قال : قتل ، قال : أنا أبو عبد اللّه إذا حككت قرحة نكأتها ان كنت لأحرّض عليه حتّى أني لأحرّض عليه الراعي في غنمه في رأس الجبل . فقال سلامة بن روح : يا معشر قريش إنّه كان بينكم و بين العرب باب وثيق فكسرتموه فما حملكم على ذلك ؟ فقال : أردنا أن نخرج الحق من حافرة الباطل و أن يكون النّاس في الحق شرعا سواء .و كانت عند عمرو اخت عثمان لأمّه ام كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ففارقها حين عزله
يروي ابن كثير في كتابه البداية والنهاية الجزء السابع الصفحة 264 "أن علياً حمل على عمرو بن العاص يوماً فضربه بالرمح ، فألقاه إلى الأرض فبدت سوءته فرجع علي عنه ، فقال له أصحابه : مالك يا أمير المؤمنين رجعت عنه ؟ ، فقال : أتدرون من هو ؟ ، قالوا : لا ، قال : هو عمرو بن العاص ، وإنه تلقاني بسوءته فذكرني بالرحم فرجعت عنه ، فلما رجع عمرو إلى معاوية قال له : إحمد الله ، واحمد أستك." كذلك يروي المسعودي في مروج الذهب – الجزء : ( 2 ) – رقم الصفحة : ( 25 ) "…. إن معاوية أقسم على عمرو لما أشار عليه بالبراز إلى أن يبرز إلى علي فلم يجد عمرو من ذلك بداً فبرز ، فلما التقيا عرفه علي وشال السيف ليضربه به فكشف عمرو عن عورته ، وقال : مكره أخوك لأبطل ، فحول علي وجهه وقال : قبحت ، ورجع عمرو إلى مصافه. ويروي إبن قتيبة الدينوري – الإمامة والسياسة – الجزء : (1 ) – رقم الصفحة : (91 ) "أن عمراً قال لمعاوية : أتجبن عن علي وتتهمني في نصيحتي إليك ، والله لأبارزن علياً ولو مت ألف موتة ، في أول لقائه ، فبارزه عمرو فطعنه علي فصرعه ، فاتقاه بعورته فانصرف عنه علي وولى بوجهه دونه ، وكان علي (ر) لم ينظر قط إلى عورة أحد حياءً وتكرماً وتنزهاً عما لا يحل ، ولا يجل بمثله كرم الله وجهه."

مما تقدم ينبين حجم الأكاذيب التي أحاط بها المتاسلمون شخصية ابن النابغة فحولوه من دعي قريش ابن الابتر وابن النابغة صاحبة الراية الذي غدر بصاحبه والذي غدر بعثمان وغدر بعلي وسرق أعمدة الكنائس وابتز أموال سكان مصر الأصليين والذي لم يتورع عن كشف سؤوته من اجل النجاة حولوه الى بطل فاتح .



#زهير_جمعة_المالكي (هاشتاغ)       Zuhair_Al-maliki#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكاذيب صنعت ابطال مزيفين 1- يوسف ابن أيوب (صلاح الدين )
- خرافات المتأسلمين 58 - خرافة بلقيس ملكة سبأ
- خرافات المتأسلمين 57- خرافة يأجوج ومأجوج
- خرافات المتاسلمين 56 – خرافة نجاة موسى من فرعون في العاشر من ...
- خرافات المتاسلمين 55-خرافة البراق
- خرافات المتأسلمين 54- خرافة عذاب القبر
- نهايات قادة جيوش (الفتوحات)
- خرافات المتأسلمين 53 - ضحايا محاكم التفتيش (الاسلامية)
- خرافات المتأسلمين 51- خرافة كتاب الام للشافعي
- خرافات المتاسلمين 51- خرافة مسند احمد
- خرافات المتأسلمين 50 – خرافة عناوين البخاري و تراجمه
- خرافات المتأسلمين 49 - خرافة شرط الشيخين وشرط البخاري وشرط م ...
- خرافات المتأسلمين 48 - خرافة موطاء مالك
- خرافات المتاسلمين 47 - خرافة صحيح مسلم
- خرافات المتأسلمين 46 – خرافة كتاب البخاري كيف ظهرت ولماذا تم ...
- خرافات المتأسلمين 45 - خرافة مذبحة بني قريظة
- خرافات المتاسلمين 44 - خرافة تواتر القراءات العشر
- خرافات المتأسلمين 43 - خرافة الاحرف السبعة
- خرافات المتأسلمين 42 - خرافة احداث يوم السقيفة
- خرافات المتأسلمين 42- خرافة احداث السقيفة


المزيد.....




- هيئات فلسطينية تعلن استشهاد رئيس قسم العظام بمستشفى الشفاء ف ...
- الجهاد الاسلامي وحماس تدينان قتل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ...
- ماذا نعرف عن -المقاومة الإسلامية في البحرين- التي أعلنت مسؤو ...
- مالي تعلن مقتل قيادي بارز في تنظيم الدولة الإسلامية
- لأول مرة.. -المقاومة الإسلامية في البحرين- تعلن ضرب هدف داخل ...
- إسرائيل تمدد المهلة الحكومية لخطة تجنيد اليهود المتزمتين
- عدد يهود العالم أقل مما كان عليه عشية الحرب العالمية الثانية ...
- كاتب يهودي يسخر من تصوير ترامب ولايته الرئاسية المقبلة بأنها ...
- المقاومة الإسلامية: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات وهدفا حيويا ...
- “ثبتها فورًا للعيال” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد لمتابعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير جمعة المالكي - أكاذيب صنعت ابطال مزيفين 2 – عمرو ابن العاص (ابن النابغة )