أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر بولس - الوطنيّة والمواطنة، مشروع تدجين طوعي (12)














المزيد.....

الوطنيّة والمواطنة، مشروع تدجين طوعي (12)


زاهر بولس

الحوار المتمدن-العدد: 7702 - 2023 / 8 / 13 - 23:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في باب التماهي مع القاهر ينتقد عودة هذه الظاهرة التي، بحسب عودة: "لا تملك إلا الاعجاب بابن خلدون الذي كان، منذ التاريخ الوسيط أوّل من التفت إلى هذه الظاهرة العميقة حين كتب في المقدمة: المغلوب مولع أبدًا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيّه ونحلته وسائر أحواله وعوائده". وينبّه إلى الكلمتين: مولع أبدًا! ويضيف عودة: "هذه الظاهرة خطيرة آنيًا واستراتيجيًا لأنّها تجعل العربي تبعيًا ومقلّدًا في العلاقة بين الشعبين. قد لا يرضى بالفتات، ولكنه يرضى بفوقيّة المواطن اليهودي وبأولويته على مستوى الحياة اليوميّة، مكان العمل، وعلى مستوى مبنى الدولة".
يبدو أنّ عودة لم يقرأ سوى النّص ولم يفقه روح النّص التي تحدّث بها ابن خلدون، فجاءنا مستخدمًا النّص كي يدعو للأسرلة جهارًا! ففيها: "أبعاد مدنيّة مثل العمل، التعليم، الصحة، المؤسسات الرسميّة، وأن تكون جزءًا من المجتمع في اسرائيل". بمعنى أنّه يتشبّث بنص ابن خلدون مشدّدًا على كلمتي"مولع أبدًا" ليقول لنا بأن لا مفر من الأسرلة فهي قدر محتوم بدلالة نص ابن خلدون! صفحة 175 من كتابه. وهذا ما يشدد عليه نظير مجلي بدوره في كتاب "مسؤوليّة الأقليّة" حين يقول أمّا "التخلي عن المواطنة الإسرائيليّة أو العقلية الإسرائيليّة أو الكينونة الإسرائيليّة فغير وارد بالحسبان"! صفحة 204.
لكن إذا ما رجعنا إلى النّص في مقدمة ابن خلدون فهو يشرح لماذا هذا الولع أبذًا وكيفيّة التحرّر منه، وهذا ما يسقطه عودة أو لم يستطع سبر غور النّص وإدراك بواطنه. فيقول ابن خلدون: "والسبب في ذلك أنّ النفس أبدًا تعتقد الكمال فيمن غلبها وانقادت إليه: إمّا لنظرهِ بالكمال بما وَقَرَ عندها من تعظيمه، أو لما تُغالط به من أنّ انقيادها ليس لغَلَبٍ طبيعيّ إنما هو لكمال الغالب، فإذا غَالَطَتْ بذلك واتَّصل لها حَصَلَ اعتقادًا فانْتَحَلَتْ جميع مذاهب الغالب وتشبّهتْ به، وذلك هو الإقتداء... والسبب في ذلك، والله أعلم، ما يحصُلُ في النفوس من التكاسل إذا مُلك أمرها عليها وصارت بالاستعباد آلة لسواها وعالة عليهم، فيقصُرُ الأمل ويضعف التناسل، والاعتِمار إنّما هو عن جِدّة الأمل وما يحدث عنه من النّشاط في القِوى الحيوانيّة. فإذا ذهب الأمل بالتكاسل... تلاشت مكاسبهم". وأنا بدوري أنبّه أيمن لمقولة: "إذا ذهب الأمل تلاشت المكاسب" ليضعها نُصب عينيه. فما هو دور القائد غير المُستكتب إذًنْ إن لم يكن إعطاء الأمل لشعبه وبث روح الثقة بالنفس الجمعيّة؟ إن الرّوح التي يبثّها الكتابان تركيعيّة دونيّة، تطالب الشعب العربي الفلسطيني بالتأسرل أمام اللا شيء، فاليهود مجموعة قوميّات لدين غير متجانس بصيغته العصريّة بعد التحوّلات التي أعملت يدها في التوراة نصًّا وفهمًا، واللغة العبريّة ليست بلغة إنما لهجة من لهجات العرب، حتّى لَكْنَة الرّاء/غين الأشكنازيّة تبيّن لي أنّها مسلوبة من المركز الحضاري الموصلي في العراق، وهم بدون ثقافة أدبيّة يهوديّة، بل مجاميع ثقافات أنتجت ثقافة وهميّة متدنّية شبيهة ببرنامج "الأخ الكبير" التلفزيوني!، وطعامهم طعام العرب الفلسطينين، وملبسهم ملبس الغرب، وموسيقاهم خليط من عرب وغرب، دون أدنى حد من الجمالية إلا ما صيغ بروح عربيّة كما فعل الملحنان العربيان يهوديي الديانة صالح وداوود الكويتي اللذان حلّقا في عالم الموسيقى العربيّة حينما عاشا في وطنهم العراق وماتا جوعًا في دولة الكيان، وحتّى تفوّقهم العسكري الآني فهو بسلاح الغرب.. والقائمة تطول، فبودّي أن يشرح لي أيمن ونظير سرّ دعوة التأسرل وفي خدمة من، مادامت حضارتنا أرقى حضارات العالم، وأقولها بتواضع وقناعة لا عن عصبيّة؟ وكيف سيتعاملا مع انهيار الولايات المتحدة الأمريكيّة وتشظّي هيمنتها وصعود قوى اقليميّة بقواها الذاتية؟ فهل سيدعيا العرب للدفاع عن مواطنتهم أم التماشي مع وطنيتهم اذا ما الميزان يومًا مال؟
وكيف نسي أيمن عودة أن من واجبه كشخص يتربّع على مقعد قيادي هام، وهنالك فارق بين أن يكون الإنسان قائدًا او أن يُنتخب ليتربّع على مقعد القيادة، بأنّ على عاتقه تقع جِدَّة الأمل وحثّ النفوس لاستبعاد التكاسل من أجل إحقاق الحقوق، غِلابا. أو فليعلن عن فشل المشروع السياسي الذي قاده مدى سنوات، وهذا عمليّا معنى مشروعه الجديد، وليتنحّ جانبًا، لا أن يورطنا بمزيد من الأسرلة والدونيّة!
(يتبع)



#زاهر_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطنيّة والمواطنة ومسؤوليّة الأقليّة: مشروع تدجين طوعي (11)
- الوطنيّة والمواطنة ومسؤوليّة الأقليّة: مشروع تدجين طوعي (10)
- الوطنيّة والمواطنة ومسؤوليّة الأقليّة: مشروع تدجين طوعي (9)
- الوطنيّة والمواطنة ومسؤوليّة الأقليّة: مشروع تدجين طوعي (8)
- الوطنيّة والمواطنة ومسؤوليّة الأقليّة: مشروع تدجين طوعي (7)
- الوطنيّة والمواطنة ومسؤوليّة الأقليّة: مشروع تدجين طوعي (6)
- الوطنيّة والمواطنة ومسؤوليّة الأقليّة: مشروع تدجين طوعي (5)
- الوطنيّة والمواطنة ومسؤوليّة الأقليّة: مشروع تدجين طوعي (4)
- الوطنيّة والمواطنة ومسؤوليّة الأقليّة: مشروع تدجين طوعي (2)+ ...
- الوطنيّة والمواطنة ومسؤوليّة الأقليّة: مشروع تدجين طوعي (1)
- وَنَبِيْذِي سَيَّالٌ عَلَى جِيْدٍ تَقِيْ
- مَزَّقَ فُؤَادِي جِنٌ عَاشِقٌ
- السويد وحرق المصحف/ مفاهيم غربيّة مشوّهة
- بِخِنْجَرِي
- كَانَ أَمْرٌ قَدْ طَرَأْ
- يَا رَاقِيَةَ المَقَام
- إِلَهُ قَمَرٍ
- زرقاءُ الدَّمْعِ
- أَيْقُوْنَةٌ وَحَجَرْ
- وَهَلْ يَخْفَىْ الحَجَرْ!


المزيد.....




- لمحبي الطعام.. يجب أن تكون هذه وجهتك القادمة في أمريكا اللات ...
- اغتصبها ملثما لكن فمه فضحه.. شاهد كيف كشفت فتاة رجلا اعتدى ع ...
- إيران: الرئيس السابق أحمدي نجاد يقدم أوراق ترشحه للانتخابات ...
- خلفا لإبراهيم رئيسي.. محمود أحمدي نجاد يتقدم لانتخابات الرئا ...
- الصين تعلن هبوط المسبار -تشانغ-6- بنجاح على الجانب البعيد من ...
- زيلينسكي من سنغافورة: دعم الصين لروسيا سيؤدي إلى استمرار الح ...
- مراسلتنا: إطلاق رشقة صاروخية كبيرة من جنوب لبنان باتجاه الجل ...
- إعلان مخيم جباليا شمال غزة -منطقة منكوبة- وسط دعوات لتدخل دو ...
- زيلينسكي يوجه اتهاما للصين بشأن -مؤتمر السلام- في سويسرا
- مسلسل إيريك: كيف تصبح حياتك لو تبخر طفلك فجأة؟


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر بولس - الوطنيّة والمواطنة، مشروع تدجين طوعي (12)