أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين ريكاني - هل كان غزو الكويت فخاً أمريكياً ؟















المزيد.....

هل كان غزو الكويت فخاً أمريكياً ؟


عزالدين ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 7698 - 2023 / 8 / 9 - 08:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أحد أيام صيف 1988 و بعد إنتهاء الحرب العراقية الايرانية دخلت مكتبة كلية الاداب في جامعة صلاح الدين و لفت إنتباهي و أنا أستطلع قسم المراجع الانكليزية مجلد أسود ضخم لا أذكر عنوانه و لا إسم مؤلفه ألان بعد مضي 35 عاماً لكنه عبارة عن دراسة إستراتيجية لدول الخليج حيث خصص الكاتب فصلا لكل دولة بما فيها العراق.
تناولت الكتاب من الرف و جلست إلى طاولة قريبة و بدأت أقرأ الفصل الخاص بالعراق و ما زلت أذكر أن الكاتب كانت يستعرض نتائج و تبعات الحرب و أثارها المدمرة للاقتصاد العراقي و توقع قيام صدام حسين بغزو الكويت و الاستيلاء على آبارها النفطية لتعويض الخسائر الهائلة التي ألحقتها الحرب بالعراق .
السؤال ألاول الذي يتبادر للذهن : هل كان هذا التوقع نتاج قراءة واقعية لتبعات و نتائج الحرب العراقية – ألايرانية ؟
فمن المعروف أن مراكز البحوث و الدراسات الستراتيجية تؤدي دورا بارزا في صياغة السياسة الخارجية للدول المتقدمة حيث تقوم بتحليل الواقع و تقدم رؤى مستقبلية تساهم في رسم اهداف و استراتيجيات تخدم مصالح تلك الدول وأمنها القومي.
السؤال الثاني : هل كان غزو الكويت فخاً أمريكياً سقط فيه صدام حسين ؟
ألامر الذي يبعث على الشك هو أنه حين كانت أزمة العراق مع الكويت على أشدها غادرت إپريل گلاسبي السفيرة الامريكية في العراق في إجازة ، وجاء سفر گلاسبي يوم 30 تموز بعد خمسة أيام من مقابلتها للرئيس العراقى صدام حسين، وقبل يومين من غزو العراق للكويت في 2 آب 1990،
مما أثار سؤالاً: هل أعطت الضوء الأخضر لصدام فى تلك المقابلة لغزو الكويت؟
يعلق هيكل في كتابه (حرب الخليج : أوهام القوة و النصر) أنه راجت أقاويل أن السفيرة قامت بعملية تضليل متعمدة للرئيس صدام، سواء فيما قالته فى اجتماعها به، أوعن طريق سفرها في ذروة الازمة، غير أن هيكل يرى أن الوثائق المتاحة لا تسمح بتأكيد مثل هذه الأقوال، فقد تصورت گلاسبي أن الأزمة فى طريقها للحل، لإن الملك حسين نقل ذلك للرئيس بوش فى اتصالين يومى 28 و30 تموز1990، كما كان هذا رأي الرئيس مبارك ، وكان رهان الجميع على اجتماع الشيخ سعد العبد الله وعزة إبراهيم في جدة.
لكن من جهة أخرى ، يؤكد هيكل أن أخطر ما قالته السفيرة لصدام فى ذلك اللقاء :
" إن الذى لا يتوفر لدينا رأى حوله هو الخلافات العربية العربية، ومنها مثلا خلافكم الحدودي مع الكويت، وأنا خدمت فى آواخر الستينيات فى سفارة أمريكا بالكويت، وكانت التوجيهات لنا فى تلك الفترة هى أننا لا ينبغى أن نبدي رأيا حول هذه القضية، ولا علاقة لأمريكا بها، ووجه جيمس بيكر وزير الخارجية لأن يعيد التأكيد على هذا التوجيه، ونتمنى أن تتمكنوا من حل هذه المشكلة بأى طريق مناسبة عن طريق القليبى (أمين عام الجامعة العربية) أوالرئيس مبارك .."
فهل فهم صدام من هذا الكلام أن أمريكا لن تتدخل فأقدم على قرار الغزو؟
بعد اجتياح الجيش العراقي لدولة الكويت، مثلت گلاسبي أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في واشنطن في آذار 1991. مجلس الشيوخ كان يريد معرفة ما إذا كانت گلاسبي قد تسببت بنقل إشارة خاطئة للحكومة العراقية، الأمر الذي شجعها على غزو جارتها الكويت.
گلاسبي أصرت وفقا لبروتكول الجلسة الذي تناقلته وسائل الإعلام وقتها أنها حذرت الرئيس العراقي مرارا من مغبة هجومه على الكويت، ولكن بلهجة دبلوماسية.
موقع ويكليكس نشر نصوص النسخة العراقية لمقابلة گلاسبي مع صدام حيث قالت:
"نرى أنكم نشرتم قوات ضخمة في الجنوب، عادة هذا أمر لا يخصنا، ولكن بربطه بتهديداتكم السابقة التي ذكرتموها أثناء الأعياد الوطنية، فمن المنطقي أن نشعر بالقلق، لهذا السبب تلقيت تعليمات بأن أسألك عن نواياك بروح الصداقة وليس بروح المواجهة ".
في كانون الثاني 2011 نشرت منصة ويكيليكس النص الأصلي لرسالة السفيرة الأمريكية السرية التي أرسلتها إلى واشنطن، حيث بينت الرسالة التي تحتوي على 32 فقرة كيف أن گلاسبي لم تعط الضوء الأخضر للغزو العراقي للكويت.
و بغض النظر عن الجدل حول كون غزو الكويت فخاً أمريكياً ، فإنه بلا شك قرار عراقي لتعويض الخسائر الهائلة الناجمة عن حرب الثمان سنوات بالاستفادة من الثروة النفطية الكويتية ، إذ تذكر گلاسبي أن المترجم العراقي و من حضروا مقابلتها مع صدام حسين بكوا من شدة التأثر حين تم عرض الواقع الاقتصادي المرير الذي كان العراق يعيشه بعد الحرب.
لكن هل تم إتخاذ قرار الغزو بشكل جماعي من القيادة العراقية أم كان قرارا فردياً لصدام حسين ؟
الوقائع التي كشفها كبار القادة العسكريون العراقيون تدعم ألاحتمال الثاني.
يذكر الفريق أياد الراوي ، قائد قوات الحرس الجمهوري ، في محاضرة بكلية الاركان في حزيران 1991 أن صدام حسين إستدعاه مرتين قبل الغزو ، المرة الاولى بشكل فردي حيث سأله هل يتابع الاخبار و ما يفعله الكويتيون من نكران جميل بعد أن حماهم العراق و دفع عنهم الشر فقال له "هل تأمرني بشئ فقال له ليس الان ". ثم أستدعاه للمرة الثانية بعد أسبوع مع قادة الجيش حيث إستفسر عن وضع الجيش و بعد مغادرة القادة ، طلب من الفريق أياد البقاء و قال له " سأطلعك على سر لا يعرفه سوى حسين كامل (صهر صدام ) و أنت الثالث و قال إن الكويتيون تمادوا و هم بحاجة ل (لقرصة أذن ) " فرد أياد : "هل أقوم بحشد القوات سيدي ؟" فقال له صدام "أنتظر ، سأطلعك لاحقاً" .
تم التحضير للغزو على أنه تمرين تعبوي قرب الحدود الكويتية ، وبعد ألانتهاء من التحضيرات أتصل به صدام عشية 2 آب و أمره بتنفيذ الغزو فجرا.
هذه الشهادة من أياد الراوي التي نشرها برنامج ( تلك ألايام) تؤكد ان القرار كان فرديا ، و ما يعزز هذا ألرأي هو شهادة الفريق نزار الخزرجي رئيس الاركان آنذاك في كتاب ( دفاتر الحاضر و الماضي) . ذكر الخزرجي أنه تم إستدعائه للقيادة العامة يوم الغزو لاخباره "لقد حررنا الكويت" و يقول أن وزير الدفاع (عبد الجبار شنشل ) حضر بعده بقليل ليتفاجأ هو الاخر بخبر الغزو ، و يقول أن صدام حسين أجتمع مع قادة الجيش بعد عدة أيام من الغزو وعلل عدم إطلاعهم على قرار الغزو بحجة كتمان ألامر و حفظ سريته !
و تعزز شهادة الفريق نزار كذلك إحتمالية عدم دراسة صدام حسين لقرار الغزو و عواقبه السياسية و الاقتصادية و العسكرية ، حيث يقول أن صدام طلب منه زيارة الكويت و إعداد تقرير عسكري مفصل و عرضه على القيادة العراقية . الخزرجي أخبر صدام :
" دخول الكويت سيحدث حرب عالمية صغيرة و سنخسر المعركة و سيتم تدمير الجيش ."
فطلب منه صدام عرض التقرير أمام القيادة العامة يوم 18 ايلول 1990.
يقول الخزرجي : قلت أن الامريكان سيبدأون بقصف جوي للبنى التحتية و مواقع الجيش لمدة شهر !
فقاطعني صدام : "وين أكو قصف شهر ، أبعد قصف لمدة أربعة أو خمسة أيام "، فقلت له أنا متأكد سيدي ، فنهض و قال لماذا لا تقول " لا أريد أن أحارب " و غادر غاضباً . يقول الفريق الخزرجي حينها شعرت بالرعب . في اليوم التالي وصل مبعوث من الرئيس و بيده رسالة تخبره بتغيير موقعه من رئاسة الاركان الى مستشار في ديوان الرئاسة .
ما هو الإستنتاج الذي ستتوصل له عزيزي القارئ بعد عرض هذه الوقائع و الشهادات ؟



#عزالدين_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجديد الخطاب الديني
- السياسيون حرقونا
- مقاول بأسم الدين و مقاول بأسم الوطن
- حين يستكمل ألاحفاد جرائم ألاجداد
- كرم ممثلي الشعب
- بمناسبة إنتهاء ألامتحانات
- هل کانت داعش تنوي تفجير قبر الرسول ؟
- كلام يشبه سجع الكهان في متعصب أسمه غسان يكره الكورد و الشيعة ...
- عن الفرس المجوس و السنة و الشيعة
- كوباني بين مطرقة داعش و سندان تركيا
- أين ثوار العشائر و فصائل المقاومة ؟


المزيد.....




- كوريا الشمالية تدين تزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS الأمريكية ...
- عالم آثار شهير يكشف ألاعيب إسرائيل لسرقة تاريخ الحضارة المصر ...
- البرلمان الليبي يكشف عن جاهزيته لإجراء انتخابات رئاسية قبل ن ...
- -القيادة المركزية- تعلن إسقاط 5 مسيرات فوق البحر الأحمر
- البهاق يحول كلبة من اللون الأسود إلى الأبيض
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /29.04.2024/ ...
- هل تنجح جامعات الضفة في تعويض طلاب غزة عن بُعد؟
- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين ريكاني - هل كان غزو الكويت فخاً أمريكياً ؟