أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائف أمير اسماعيل - شياطين طالبان















المزيد.....

شياطين طالبان


رائف أمير اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 7697 - 2023 / 8 / 8 - 16:21
المحور: الادب والفن
    


كرر رئيس حركة طالبان هبة الله أخوند زادة التعوذ من الشيطان الرجيم عشرات المرّات قبل أن يؤم بقادة طالبان للصلاة، مما كان ينبئ لهم عن أهمية الخبر أو التعليمات التي سيتلوها عليهم بعد صلاة ظهر أرادها أن تكون جماعية طارئة للكل في القصر الرئاسي تحت حراسة مشددة، بعد أن كان يؤديها كل منهم في مكان عمله.
استغرب أحد الحراس الذي جيء به من مكان بعيد عن القصر لزيادة الحراسة وهو يتلقى التأكيد تلو التأكيد في اليقظة والحذر فسأل نفسه: لماذا هذا الخوف؟ أليس هؤلاء هم أولياء أمور المسلمين؟ أليسوا هم الأقرب إلى الله وهم تحت رحمته وينفذون أوامره وأحكامه التي انزلها في القرآن الكريم فكيف يخافون من البشر؟ بل حتى من أمريكا؟
بعد الصلاة دعا هبة الله صفوف المصلين أن يقتربوا منه جلوسا ليكملوا معه شكل دائرة ليقول لهم بصوت خافت بعد البسملة: أخبركم الآن عن أمر هو الأهم والأخطر منذ طرد الأمريكان وتسنمنا الحكم..أنتم تعلمون أن من الجن ماهو صالح، وهؤلاء بإمكانهم التواصل مع العبد المؤمن بأساليب شتى، منها التحدث معه وأخباره ما يريدون أثناء النوم.. هذه الحالة حدثت معي.. تكررت أياما حتى زال عندي أغلب الشك تجاهها البارحة، قبلها كنت أظنها أضغاث أحلام..الجني البارحة أتم ما كان يريد أن يخبرني به فقال لي انتبه، أنتم في خطر.. حركة طالبان في خطر، أفغانستان الاسلامية في خطر، مستقبل الأمة الاسلامية في العالم كله في خطر، فقد تغلغلت الشياطين بأعداد هائلة في نفوس الأفغان، خصوصا في المدن الكبيرة، وأكثرهم قربكم في كابل، والأفغان الذين صاروا شياطينا بوجوه مؤمنة جهزوا أنفسهم ليعدون العدة للانقضاض عليكم من حيث لا تدرون، ولم أستطع بجهودي الحثيثة من معرفة ماذا يخبئون من خطة.. هذه الشياطين بامكانها أن تتسلل من جسد لآخر، فلايمكن فهم نياتها، ولايمكن حصرها، لذا أمامكم حالة واحدة تدرأون الخطر بها بعد الاتكال على ألله علّه ينجيكم وهي: أن تقيموا صلاة موحدة لكل الأمة الافغانية بأقرب وقت ممكن على ألاّ يتعدى الشهر، بعد أن تغلقوا الحدود تماما، فتسبقوا الصلاة بالتعوذ من الشيطان الرجيم لمدة ساعة كاملة، عندها سيخرج الشياطين من الكل دفعة واحدة ولا يمكنها الهرب من جسد لآخر.
لذا يأخوتي في الإسلام والإيمان علينا أن نحدد يوما لهذه الصلاة المباركة التي أظنها يجب أن تكون مضافة إلى الصلوات الخمس.
ما أن انقطع عن الحديث وهو يتفرس الرد في الوجوه حتى انبرى له أحد القادة:
يا أمير المؤمنين، أنا أيضا قد حدث لي ما حدث لك وكنت أظن أنها أضغاث أحلام لكن الآن تأكد لي ما تأكد لك.
وبينما أجابه هبه الله: لقد تأكدت الآن أكثر وزال عني أصغر شك.. قاطعه قائد آخر: أنا أيضا تأكدت الآن من صدق الجني الذي تردد لي في النهار، كان يوسوس في أذني كلما أخلو مع نفسي.
فأكمل هبة الله: أنا كنت أريد الصلاة الموحدة رغم الشك صغير، قلت أن الاحتراز واجب، ولاضرر من اقامتها حتى لو كان ماحدث لي هو أضغاث أحلام، لكن الآن تأكدت وانتم تأكدتم أيضا، فلأسمع منكم الموعد... بسم الله الرحمن الرحيم .. وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله..
قاطعه أحد القادة: مولاي الأمير.. اسمح لي أعيد الآن ما اقترحته على جنابكم قبل تسنمنا الحكم حين كلمتك عن اعطاء فسحة من الديمقراطية، أظنه سيكون مساعدا للصلاة الكبرى..تكلم وهو ينظرإلى هبة الله نظرة ترجي بإكمال حديثه فسمح له، فأكمل وهو يحاول أن يقنع القادة هذه المرّة عسى أن يتم التصويت على رأيه بعدما أوعده هبة الله من قبل التسنم أنه سيناقش هذا مع القادة في الوقت المناسب:
- يا أمير المؤمنين، أيها الأخوة، إن الله سمح لإبليس أن يبقى حيا وأن يوسوس في نفوس الناس لعصيان الله رغم أنه عصاه ليختبر الخلق، وأنا أرى بفسحة من الديمقراطية والحرية نستطيع أن نكشف الشر المتواري في نفوس بعض الناس، فنحددهم ونتحصن ضدهم، إما بتوعية الناس ضدهم سلميا فيبقون لحساب يوم القيامة دون أن يضروا غيرهم، أو أننا نقتلهم فيما بعد فيكون السماح مناورة منا، واذا سمحنا لهم ثم صلينا حولهم بشكل بؤر فإن ذلك سيكون سدا منيعا ضد الشياطين، وزيادة الاستغفار بالصوت العالي سيطرد الشياطين إلى حيث لا رجعة، وبذلك سيتحول هؤلاء إلى مؤمنين مثلنا.
لم يقتنع هبة الله بالفكرة.. على الأقل من الناحية العملية المكانية وأرجيء الحديث عنها إلى ما بعد الصلاة الموحدة. ثم قرر الأمير بعد التشاور أن يحدد يوم 30/ 11/ 2023 لإقامة الصلاة الموحدة ، وأن تتسارع الجهود، فلم يبقَ للخطر المحدق سوى ثلاثة أسابيع. وأن تغلق الحدود والمطارات ذلك اليوم.
بعد ثلاثة أيام دوى في كل آذان البشر خطابا للرئيس الأمريكي بايدن كان فحواه:
- إلى كل قادة العالم، إلى كل البشر في كل مكان، في البحر والبر وفي السماء.. ليس خطابي هذا سياسيا يتعلق بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية، بل هو مصيريا يتعلق بمصير البشرية كلها.. أنتم تعلمون أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الأولى معلوماتيا وتكنلوجيا، وهي المبادرة الأولى تجاه الاخطار الكبرى التي تحدق بالكوكب، ولنا شواهد كثيرة كان منها أننا أجرينا تجربة في حرف مسار كويكب بمركبة فضائية أطلقناها، وما زالت جهودنا متزايدة في هذا المجال لدرء خطر أي نيزك كبير قد يدمر الحياة على سطح الكوكب.
الآن عليكم أن تركزوا على ما أقول وتتفهموا ما اتخذت من قرار لارجعة فيه.. منذ فترة أشهر رصدت مجساتنا الفضائية والأرضية ومضات كثيرة لأشعة غير مرئية في أفغانستان، وكل يوم كانت تزداد وتتضاعف.. وبعد التحقق منها بتجسيمها تبين أنها مخلوقات غريبة قد دخلت أجساد البشر.. نعم هذه هي الحقيقة.
أقسم أن الأمر لا يتعلق بسياسة أيا كانت، أقسم أنه لا يتعلق بحركة طالبان وأنها صدفة لا أكثر.
لم نفهم مصدرها، هل جاءت من الفضاء أم من الأرض، لكن هذا ليس هو الأهم الآن وإنما الأهم هو أننا فهمنا أن هذه المخلوقات هي في حالة تستر الآن، وهي بعد 30/11/ 2023 ستظهر لتهاجم الجنس البشري كله، وقد تتمكن من إبادته خلال أشهر.
لذا قررت أننا، الولايات المتحدة الأمريكية سنضرب أكبر ثلاث مدن مكتظة بالسكان بأسلحتنا الصاروخية النووية، حيث تتركز هذه المخلوقات فيها الآن، أسلحة نووية خاصة سرية لا يعرف كنهها إلا صانعوها، يفترض بها لا تصب إلا تلك المخلوقات، لكننا غير متأكدين، هل ستضر بالأجساد البشرية التي تسكن بداخلها، وما هو حجم الضرر إذا حصل. ثم بعدها نتحقق مما سيحصل وما حجم الضرر الذي يلحق بتلك المخلوقات، وقد نضطر إلى زيادة عدد الضربات، وبذلك فإننا نرجو أن تغلق كل الحدود مع أفغانستان وعدم السماح لمطاراتها بالعمل.
نحن لانريد إيذاء أحدا قدر المستطاع ونتمنى أن يتعاون معنا الجميع قبل فوات الأوان.
صعق زعيم طالبان عند سماعه الخطاب، فظل حائرا بين الظن أن أحدا ما،أو تنصت أمريكي ما قد استمع لاجتماعه مع قادة حركته، قبل أن تفعّل قراراته فاستغلتها أمريكا كي تطيح بحكم الحركة مرة أخرى، أو أن أمريكا قد استطاعت فعلا أن تكتشف الشياطين فاسمتها بالمخلوقات الغريبة. والحيرة الأخرى هي ماذا سيفعل هو وحركته، إلى أين سيهربون أو يختبئون وماذا سيقول للشعب وبماذا سيوعده أو يطمئنه؟
وصعق الشعب الأفغاني للخبر، خصوصا المدن الأكبر الثلاث، كابل، قندهار، هرات، فقرروا الهرب دون أن يلتفتوا لخطاب رئيس الدولة، الزعيم الديني والدنيوي الذي طمأنهم أنها ليست سوى مؤامرة أمريكية سيتصدى لها المؤمنون ذلك اليوم بصلاة كبرى موحدة وأنهم سينتصرون على أمريكا التي هي الشيطان الأكبر مع كل الشياطين.
هم لم يهتموا لخطاب أمير المؤمنين لأن الإشاعات وردت بسرعة أن هبة الله وكل قادة طالبان قد هربوا من كابل مثلما هرب من قبل أمير المؤمنين السابق الملا عمر بموتورسيكل.
وخلال أيام فرغت المدن الكبرى الثلاث من ساكنيها رغم أن موعد الضربة مازال بعيدا، علَّ الفارون يجدون مأوً ملائما لهم، بعد أن شاهدوا الرئيس الأمريكي وهو يطلع قادة العالم في الأمم المتحدة على صور تلك المخلوقات.
توزع الفارون في البداية على المدن الأخرى، فرحب أقرباؤهم وأصدقائهم بهم، لكن بعدها سرت إشاعات أن المدن التي ستكون أكثر اكتظاظا بالسكان هي من ستكون مستهدفة وليست المدن التي فرغت.
وهكذا بين إشاعة وأخرى، بين طرد الفارين وعدم الترحاب بهم لئلا يزيد عددهم، وبين أن مدينتهم أو قريتهم قد صارت هي الأكبر اكتظاظا فرغت كل المدن والقرى حتى سكن الشعب الأفغاني المسلم في العراء. واختفت حركة طالبان بين خوف من الضربات النووية، وبين خوف من انتقام الشعب.
وبدلا من يوم الصلاة الموحدة الكبرى الموعود حدثت الضربات النووية الثلاث.. ضُربت الأماكن التي أظهرت الصور الفضائية الأخيرة أماكن تواجد المخلوقات الغريبة فيها.. ثم ضربت صواريخ أخرى أماكن أخرى، حتى توقفت الضربات بعد عشرين يوما، كان الأفغان خلالها يسمعون دوي الانفجارات النووية الهائلة وألوان جميلة تصعد إلى السماء دون أن يسمعوا عن دمار أو يشاهدوه.
ثم سمع العالم كله الرئيس بايدن وهو يعلن أن الضربات النووية قد أنهت كل وجود لتلك المخلوقات.
بعد أيام عرف الشعب الأفغاني والعالم أن حركة طالبان هي من استهدفت وتم قتلهم جميعا، فسَرَت نظرية مؤامرة بسرعة بأن الولايات المتحدة قد افتعلت ذلك للتخلص من حركة طالبان، بينما ظهر الرئيس الأمريكي مرّة أخرى في التلفاز وهو يقول ويده على الصور الفضائية: ماذا نفعل إذا تلبست هذه المخلوقات أجساد حركة طالبان.. هل نتركها تدمر العالم؟
وهكذا جلس الأفغان مرّة أخرى ليهيئوا لانتخابات ديمقراطية أخرى بأشراف الأمم المتحدة، متعظين هذه المرّة أنهم لن ينتخبوا إلاّ النزيه.
7/8/ 2023



#رائف_أمير_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسس فسلجة الضحك
- هنا العراق
- وداعا أيها الموت
- تسلل الإيمان - قصة قصيرة جدا
- رماد هندوسي بارد
- رسل - قصة قصيرة جدا
- أحب القصور الملكية (مصححة)
- أفكار في فهم الوجود من منظور فلسفة الفيزياء - افتراض جديد لل ...
- معنى كلمة أدب بصياغة جديدة
- أحب القصور الملكية
- الشاعرة رند الربيعي .. وأقشر قصائدي فيك
- لماذا يحب الأطفال أفلام الكارتون
- ما الجمال ؟..الجواب الجمالي
- تحديد مفهوم الله فلسفيا
- افتراضات لحل لغز الذاكرة - مسودة أولى
- صدق
- التسلسل الافتراضي لسيطرة الوعي على الكون (المسودة الأولى)
- تفسير ظاهرة الاقتراب من الموت
- فهم الوجود من منظور فلسفة الفيزياء- افتراض جديد للأبعاد الإح ...
- فهم الوجود من منظور فلسفة الفيزياء - افتراض جديد للأبعاد الإ ...


المزيد.....




- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم -
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم .
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائف أمير اسماعيل - شياطين طالبان