أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائف أمير اسماعيل - معنى كلمة أدب بصياغة جديدة














المزيد.....

معنى كلمة أدب بصياغة جديدة


رائف أمير اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 7402 - 2022 / 10 / 15 - 00:35
المحور: الادب والفن
    


دغدغت حفل توقيع كتاباتي القصصية، ملحمة اشنونا واتصال غرب سبراتلي في قاعة علي الوردي – بغداد – 5/10/ 2018 بهذا النص:
قبل ستة آلاف عام نزح الى مكاننا هذا أد .. وزوجته دَب .... بعد أن انفردا عن قبيلتهم الناتاشي .. والديار
كان المكان مخضوضرا بالعشب والأشجار .. ملوّنا بالورود والأزهار
ونهر دجلا لتو كان صافي الماء ... لاتدخله روافد المجاري والنفايات ... لاتجري فيه سوى مياه الأمطار
فبنى الإثنان مسكنا من الخشب دون إجازة بناء ... يسرحان ويمرحان .. دون أن يقول لهم أحدٌ (امين جيت او وين رايح) .. ولم تكن حينها قد أنشأت: لا النهضة ولا العلاوي .. ولا المطار
يأكلان مما يرزق الله البر ... من طيور وأثمار
ويوما شاهدت دب طيرا غريب الأطوار ....
له جسم جميل وعنق طويل . ملون بكل( ألوان الطيف العراقي) .. فانبهرا به . كل الانبهار
أسرعت دَب لتصطاده بسهمها بعد حط على شجرة فطار
ذهب الى الجهة الأخرى من النهر .. بعيدا صار
قال أد سأجلبه لك ... مهما ابتعد ومهما طار أو سار
قالت دَب له: لاتذهب .... فهناك وحوش واشرار
سبق سهم أد وانطلاقه كلام دَب وتوسلاتها ... فقد سبق السيف العذل ، والإصرار
سبح أد ... عبر دجلالتو ... وغاب عن الأنظار
غاب أياما كثار
بكت لغيابه دَب ... حتى غدت دموعها أنهار
عاشت الوحشة والخوف ... حتى غدت كل أيامها بثوانيها انتظار
هناك ... في الضفة الاخرى أسرت قبيلة السناتشي أد ... وأجبرته أن يعاشر نساءها ... لانها في عوز للرجال .. بل في حالة شح وافتقار
لكنه بقي قلقا على زوجته ... يحن اليها ... يشتاق الى صوتها ... ليل نهار
حتى استطاع أن يغرب عن أنظار آسريه ولاذ بالفرار
عاد الى دَب .. وجدها تنتظره على الشاطئ ... تناجي السماء والطيور الأخيار
احتضنها وهويبكي ... ويتلكأ في كلامه ... لايعرف كيف يعبر عن فرحته .. بكلمات أو أشعار
بينما فاجأته دَب بكلام منظم جميل ... أخبرته فيه كيف عانت وكيف شكت الى الشمس والنجوم والأقمار
أحبا ثنائيتهما أكثر ... وأحب أد أن يعاد كلام دَب الجميل كل يوم ... دون ملل من تكرار
وأصبحت دَب كل يوم تضيف لكلامها كلاما جديدا .. تصيغه مثل قلادة ذهب فيها حبات كثار
وبعد أشهر رزقا بطفل جميل ... فقرر الإثنان أن يسموه باسم مشتق من اسميهما ... فاسمياه .. أد.. دَب ... أدب ... فأحسنا الاختيار والقرار
قال أد بعد أن بلغ الطفل سنينا: دَب ... علميه الكلام الحلو مثل ماتقولين وتنسجين .. علميه كيف يحس بالجمال .. وكيف يصفه .. كيف ينقل الأخبار .
ففعلت دَب مع أدب كل يوم حتى صار أدب يفاجؤها بالجديد الحلو .. بل تخطاها ليحكي لها حكايات خيالية عن حيوانات البر والنهر .. عن العشق والهيام ... وعن السمر والسمار
وحين مات أد وماتت دَب شعر أدب بوحشة شديدة وأراد ان يذهب الى قبيلته ليجد زوجة جميلة ... يحكي لها قصصه التي صارت أمتار ..
وهو في الطريق صار يبحث عن الجمال ... في العشب والدروب .. في أفرع الأشجار وسواقي الأنهار ... في قفزات الأرانب والأيائل ... في عيون المها ... في انحدارات البراري و ارتفاعات الربى ... كي ينسج من جديد مايقنع إحدى بنات الناتاشي الجميلات وشيوخها الأبرار .
وهكذا تزوج أدب من الجمال ... من الجمال بجسد أنثى ... كل يوم يتحسس به أكثر .. لحمه .. وانحناءاته وحتى الأظفار
وبعد أن كبر وهرم أدب ... وعرف أن جمال جسده قد ولى عنه الجمال وصار يشبه التراب .. ووجهه تجعد مثل ورقة يابسة يشوبها اصفرار
فهم أن خلوده لا يكمن في جسده ... بل في مانظمه من حكايات وأشعار
فغدى ينشر لسانه على القبائل ... فتردده الالسن ويقولون هذا كلام أدب ... يزيدون عليه وينقصون منه ... يجرون عليه في مجالسهم فحوصا واختبار
حتى إن مات أدب نسل منه آدابا كثيرة... أدب في كل مجلس ... في كل البلدان والأقطار
صار كل أدب جديد يصف ويروي من موقعه ... حتى وصفت الأرض والسماء والبحار
حتى وصفت الشعوب والبيوت ... الثورات والتكنلوجيا .. والأزدهار
وبعد آلاف من السنين صرنا هنا نجلس في مكان أدب لنحكي الأدب في مركزنا الثقافي هذا ... لنعي أن أدب والأدب سيبقى خالدا .. مهما طالت الدهور ... سيبقى ناصعا مثل فجر النهار.



#رائف_أمير_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحب القصور الملكية
- الشاعرة رند الربيعي .. وأقشر قصائدي فيك
- لماذا يحب الأطفال أفلام الكارتون
- ما الجمال ؟..الجواب الجمالي
- تحديد مفهوم الله فلسفيا
- افتراضات لحل لغز الذاكرة - مسودة أولى
- صدق
- التسلسل الافتراضي لسيطرة الوعي على الكون (المسودة الأولى)
- تفسير ظاهرة الاقتراب من الموت
- فهم الوجود من منظور فلسفة الفيزياء- افتراض جديد للأبعاد الإح ...
- فهم الوجود من منظور فلسفة الفيزياء - افتراض جديد للأبعاد الإ ...
- افتراض جديد للأبعاد الإحدى عشر لنظرية الأوتار الفائقة (مسودة ...
- افتراض جديد للأبعاد الإحدى عشر لنظرية الأوتار الفائقة ( مسود ...
- تكنو حي
- تنويم مغناطيسي
- عراق الأول والأمل
- عطر سبينوزا
- الكون المريض
- ظاهرة الباراسيكولوجي بين الوهم والحقيقة
- جمهورية المطاط


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائف أمير اسماعيل - معنى كلمة أدب بصياغة جديدة