أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائف أمير اسماعيل - تنويم مغناطيسي















المزيد.....

تنويم مغناطيسي


رائف أمير اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 6219 - 2019 / 5 / 3 - 17:47
المحور: الادب والفن
    


دعاه للتفاوض في منزله.
كان هو مستأجراً محلاً في خان قديم، ورث إستئجاره عن أبيه وأجداده ، مثلما ورث مهنة بائع الكتب والقرطاسية عنهم حتى باتت مكتبته يشار إليها على إنها مكتبة تراثية، فمازالت الكتب النفيسة القديمة منها مرففة للتفاخر بها دون أن يقبل أن يبيعها بأي ثمن.
وكان غريمه هو المليونير الذي اشترى الخان الذي يضم خمسين محلاً في واجهته الخارجية من ثلاثة جوانب منها تلك المكتبة.
وكان الخلاف بينهما أن المليونير قد وعد المستأجرين شفويا الإبقاء على وضع الإستئجار مثل كل الذين تناوبوا على شراء الخان منذ مئات السنين وسيكتفي أن يبني معملا في الجانب الرابع، الشاغر دون بناء، بل إنه سيحرص على أرزاق من يشغله لكونه ابن المحلة المحيط بالخان ونشأ وترعرع بين أهلها؛ لكنه نكث وعده بعد شهر من إتمام الشراء وطالبهم الإخلاء متذرعا أنه خسر في تجارة واضطر الاستدانة ولايمكنه تسديد ديونه إلاّ باستقراض مبلغا كبيرا من الدولة لبناء عمارة تجارية بطوابق، وإنه حينذاك سيقوم بتأجير بعض من محلاتها لهم. وبما أن المستأجرين قطعوا شكّهم هذه المرّة بأنه لن يفي بوعده، وعرفوا حقيقة خداعه لصاحب الخان السابق فقد اعترضوا وهددوا.
دخل المليونير البيت وهو يهدد بأنه يستطيع إخلاء المحلات بأمر قضائي إلى الشرطة، وبعد أن جلس في غرفة الاستقبال أضاف أنه سيمدد للمستأجرين شهراً أخر بدون أن يستوفي منهم بدلات إيجار، مساعدة منه، لأنهم أبناء محلته ، كي يتدبروا أمورهم خلاله. ثم وعده أن يستثنيه بأفضل من محل مكتبته السابق إذا وقف إلى جانبه ضدهم، فقال الكتبي:
- ياصاحبي، أنا لا أبالي على مكتبتي ورزقي، أنا أستطيع أن انتقل بسهولة إلى محل آخر خارج الخان رغم أن المكتبة حينها ستفقد الجانب التراثي الذي هو فخرا لكل أهل المحلة، لكن أنا يهمني الباقين، عوائل فقيرة تحصل بالكاد على رزقها من هذه المحلات ، وربما قد يتشرد بعض منهم، ويتشرد أطفالهم.
- لايهمني هذا، كل يدافع عن مصالحه، أنا مديون أيضا وقد اتشرد أنا أيضا.
أيقن الكتبي أن غريمه المليونير الذي كان يوما زميلاً له في مقاعد الدراسة لم ولن يتوقف عن كذبه وحيله، ولن يفيد موقف التشكي والدفاع تجاه إنسان ذاق هو نفسه التشرد ويريد أن يلحقه بغيره ؛ ولابد أن يهجم.
- كيف استطعت أقناع مالك الخان على بيعه بينما عرض أخرون شراءه وكان مصرّاَ على عدم البيع؟
- ولو أن هذه المسألة لاتخصك ولاتخصكم فانني مع ذلك أقول لك انا دفعت مبلغاً أكبر مما عُرض عليه.
- لا ياصاحبي، أنت اتفقت مع موظف في دائرة عقارات الدولة أن يخدعه، لابد أنك رشوت ذلك الموظف، لأنه جاء وأخبره أن المكان سينزل سعره، حيث أن دائرة الأوقاف ستنشأ محلات قريبة وستأجرها بسعر زهيد.. قاطعه المليونير:
- هذا غير صحيح، من قال لك ذلك؟ .. فأردف الكتبي:
- وفي الحقيقة أن ذلك الموظف أخبرك سراً أن الخان سيزيد سعره أضعاف سعر شرائه لأن الدولة قررت أن تفتح شارعا تجاريا من جانبه الأخر.
- هذا افتراء منك أو من الآخرين... وإذا كان صحيحا كيف لك أن علمت، هل من الممكن أن يفضح الموظف رِشاه؟
- لا طبعا، لكن انا أعلم مافي الأذهان ، وأنت أمامي الآن أنا أعلم ماهو مخزون في ذهنك.
- أها؟
- لابد أنك تعرف أن في مكتبتي كتباَ ورثتها عن أجدادي ولم أقبل أن ابيعها بأي سعر، ولا هم قبلوا بيعها، وكنت أحملها معي كل يوم إلى البيت وأضعها تحت فراشي حين أنام لئلا تسرق.
- نعم سمعت، ولكن مافائدتها ؟ الكتب هي من أخبرتك بالرشوة ؟ وإذا كانت هذه الكتب فيها سحر لهذه الدرجة فعلام أراك تعيش متوسط الحال مثل أبوك وأجدادك ولم يتمكن أحد منكم أن يصبح مثلي مليونيرا؟ .. وأنت تعلم أنا كافحت وبدأت من الصفر.
- أنت بدأت بالحيلة وخداع الآخرين منذ الصفر.
- رغم أنك تهينني في بيتك وأنا ضيف عندك فأنا اقبله منك، لأنني لاأنسى مساعداتك لي في فترة الزمالة.
- لا، انا كما عرفتني، انسان صريح وأحب أن أذكر الحقائق كما هي، وأريد أن أساعدك الآن أيضا، أريد أن تخرج من هذه الحالة دون أن تظلم الآخرين .. هل سمعت عني يوما أنني ظلمت أحدا ؟
- لا، لكن أنت ظلمت نفسك، أنت وعلمك وفهمك وكتبك النفيسة وتستدين أحيانا من الآخرين .. أنت لم تشغل مخك بالشكل الصحيح، تدوخ غيرك بالفلسفة للتباهي دون ان تستفيد منها حقا. ياعزيزي الحياة صراع والبقاء للأقوى، والمال أقوى من الفكر، لا تحكِ لي عن مثاليات فارغة لاتسمن ولاتشبع.
- لا، أنا مستفيد منها لكن انت وغيرك لايعرف.
- ماهي هذه الاستفادة؟
- قل لي، لنتكلم عن الاستفادة ، ماذا انت تستفيد من جمع المال؟ من الثروة ؟
- أشياء كثيرة .
- لنأت من الأخير ، أنت تستمتع مع النساء كل يوم، لكنهن نساء بائسات الجمال، هل استطعت الاستمتاع مع ممثلات عالميات مغريات معروفات؟.. أكيد لا، فهن حتى إذا وصلت إليهن سيطلبن مالاً كبيراً .. وسيجرنّك بعد أيام قليلة من التيم بهن إلى الإفلاس؟
- لا أفهم ماذا تريد بهذا الكلام، أنا مستمتع بما أنا عليه ومقتع ويكفيني تلكنّ البائسات.
- بينما أنا المتوسط الحال أستطيع أن استمتع مع أغلاهن وأجملهن دون أن أدفع فلساً واحداً ؟
- كيف ؟ ولم أسمع يوما أنك أو أحد من عائلتك أنه يحب الفواحش.
- نعم ، صحيح، نحن نمارس العلاقات السرية مع النساء دون فواحش، وهذا سر لم نعلنه لأحد.
- وكأنك هنا تفشيه لي؟
- إذا وعدتني بعدم افشاءه حتى وإن اختلفنا يوماً. وبالأحرى سأعلمك أياه وسأجعلك تستمتع مثلنا وبدون أجور ، لكن حذار أن تبوحه لأحد فقد ينقلب السرُّ عليك.
- أوعدك مادمت لن أخسر معهن شيئاً.
ذهب الكتبي فأخرج صورة ورقية لممثلة عالمية نصف عارية وقربها إليه سائلاً:
- أليست هذه جميلة ؟
- بل هي رائعة الجمال. لم أر هكذا جمال من قبل، وحتى الصورة لم أر هكذا وضوح من قبل وكأنها حقيقة.
- ركزْ على جسدها كم هو جميل، ركزْ على عينيها.
وقفت عينا المليونير وهي تستدق النظر في بؤبؤ عينيها، فمدّ الكتبي أصابعها لتنزل جفني المليونير.. فقد نام مغناطيسيا.
قال له الكتبي:
- أنت الآن على شاطي بحر وجاءتك هذه الممثلة عارية تماما فاستمتع معها كما يحلو لك.
كان الكتبي يعلم أن المليونير كان يفعل مافعله الأخرون مع أمه حين كانوا يستدرجونها للجنس مقابل ثمن كبير، ثم لاتحصل إلاّ القليل، كان يسمع شتائمها بعد أن يخرج الواحد منهم، فقد كانت تغفل حتى أن يسمع طفلها النائم من شدة حنقها. نعم كان يفعل ذلك انتقاما لأمه، مع النساء في الجنس، وانتقاما من الرجال ابناء محلته والمحلات الأخرى، وبخلاً يريد به الحصول على أكبر ثروة، انتقاما لماضيه واطمئنانا لحاضره، لم يثق في الغد ولا في الآخرين خصوصا بعدما ماتت أمه وتشرد، ذاق الجوع والفقر وهو يتنقل من مهنة إلى أخرى باجور قليلة عند غيره، نام في ذات الخان فترة حتى كان لايطيق رؤيته.
بعد دقائق أمر الكتبي المليونير بالاستيقاظ فاستيقظ فاتحا عينيه. فسأله الكتبي:
- هل تأكدت من كلامي ؟ هل استمتعت معها؟
- نعم، كأنه حقيقة، ما استمتعت في حياتي مع امرأة مثل ما استمتعت مع هذه.
- نعم، لأنك تستمتع باالمناطق العاطفية في الدماغ بشكل مباشر ومركز.
- صحيح، هل استطيع أن أأتي اليك كل يوم وافعل هذا ؟ أو كيف استطيع أن افعل وحدي، انت ربما تفعله وحدك كما فهمت منك.
- سأعلمك أياه ولو ان المسألة ليست سهلة وتحتاج تدريب طويل، لكن قل لي هل طلبت منك شيئا؟
- نعم طلبت مني دولاراَ وحداَ.
- وكيف أعطيتها الدولار؟
- قلت لها لا أحمل مالاً، وحين ألحّت وقعت لها صكأ بدولار.
- اها؟ حتى في هذا تكذب ياصاحبي، أنت قلت لها أطلبي ماتريدين، ثم وقعت لها صكاً بكل ثروتك، وكأنك كنت تعرف أنك في حلم ولاتبالي بخداعها.
- لا اتذكر الآن كل ماجرى، ولكن ما أهمية الصك هذا الآن؟ هو كان حلما ممتعا ليس إلاّ.
- لا أنت كنت تريد أن تخدعها مثلما تخدع الأخريات في الحقيقة، لكنها هي من خدعك.
- كيف يعني، ماذا تقصد؟
- هي خدعتك فوقعت صكاَ بكل ثروتك وطلبت مني أن أأتمن علي مبلغه عندي.. وهذا هو الصك باسمي.
فزع المليونير وهو يرى صكا بكامل ثروته وبتوقيعه في يد الكتبي فهجم عليه بسرعة والتقطه من يده وهو يلهث قائلا:
- أهكذا تخدع الأخرين ؟ هذه هي أخلاقك ومثلك؟.. قام ليخرج من البيت يتبعه الكتبي قائلا:
- لا، أنا لم أخدع أحداَ يوماَ، لكنك قلت أن الحياة صراع والبقاء للأقوى. فمن هو الأقوى الآن ؟
- أنا الأقوى الآن لأن الصك معي ولن يستطيع ضعيف مثلك أن ينتصر علي.
- طيب، انظر إلى الصك مرّة أخرى.
نظر المليونير إلى الصك وإذا به فارغ من الكتابة، فالتفت إليه قائلا:
- الصك فارغ، مامعنى هذا؟
- يعني نحن لم نتفاوض بعد.
- لن اتفاوض معك، وسأخرجكم كلكم من الخان خلال أيام. حتى بدون الشهر المجاني.
- وأنا أقول لك، أذا لم تُعِد بيع الخان إلى مالكه السابق خلال يومين ستفقد كل ثروتك.
- عرفت الاعيبك ولتذهب إلى الجحيم أنت وكل المستأجرين. قالها وهو يستقل سيارته الفاخرة خارج البيت . فتبعه الكتبي قائلا:
- ستأتي بعد ثلاثة أيام متوسلا تطلب التفاوض... شغّل المليونير سيارته وانطلق وهو يتمتم ويشتم مثل والدته.
بعد ثلاثة أيام وبعد أن ذهب المليونير في اليوم التالي إلى القضاء ليطلب إخلاء المحلات، ذهب الكتبي إلى القضاء مشتكيا على المليونير، معه صك بتوقيع المليونير بكل ثروته لحامله الكتبي. وأن الأول لايريد أن يعطي مبلغ الصك له.
كثيرا مايصاب التاجر بجلطة قلبية أو سكتة دماغية حين يخسر في تجارة تتغير فيها الأسعار، لأنه لايستطيع إعادتها، لكن الملونير هنا في حالته مع الكتبي يعلم مكان ثروته ويأمل في استعادتها، وحين تفاجأ بالصك الثاني وعلم أن الكتبي قد يخفي اشياءً أخرى أثناء تنويمه قد تهلكه عاد متوسلاً بالكتبي حتى قبَّل حذاءه معترفا أن الفكر هو أقوى من المال. لكن الكتبي قرر مع أصحاب المحلات وصاحب الخان أن يعيد المليونير البيع ويعيد كل المبالغ التي ضحك بها الآخرين ويرحل عن المدينة ، وحين تم التنفيذ قال الكتبي للمليونير الذي أصبح لايملك إلاّ القليل من المال:
- إذهب أنى شئت، وستبقى فضيلة الفكر وكتبها النفيسة تلاحقك.. والأفضل لك أن تبدأ من جديد مستقيم النفس والعمل.
1/5/ 2019



#رائف_أمير_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق الأول والأمل
- عطر سبينوزا
- الكون المريض
- ظاهرة الباراسيكولوجي بين الوهم والحقيقة
- جمهورية المطاط
- حضارة الكلاب
- حقيقةالأحلام - محاضرة القيتها في قاعة علي الوردي - المتنبي ي ...
- بيضة النسر الكبير
- تسامي الإنسان في فيلم (Transcendence)( التسامي)
- بارا .. بيوتي .. لوجي
- ميتا...كون
- محاضرة اختراق حاجز الموت
- كرة بيضاء
- يدُ الحياة
- عمر الانسان وتباطؤ الزمن - تفسير مبسط لمثالين في نظريتي النس ...
- ضوء أنثوي
- معادلات الزمن الصعب
- الفلسفة المطلقة
- يوم الحلم البشري
- جذور الجدل


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائف أمير اسماعيل - تنويم مغناطيسي