أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائف أمير اسماعيل - بيضة النسر الكبير














المزيد.....

بيضة النسر الكبير


رائف أمير اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 5737 - 2017 / 12 / 24 - 04:25
المحور: الادب والفن
    


.. وقررت كل امم الارض ان تتساعد وتتكاتف جهودها لترسل مركبات فضائية الى الفضاء كي تدرك الحدث وتتداركه.
هذه المرة.. ولأول مرة يجتمع مجلس الامن كي يدافع عن الارض بأكملها .. كي يبقى كوكب الارض حرا ذا سيادة.
هذه المرة خرج القرار بترحاب من كل الاعضاء.. دون ان يفكر أحد ان يرفع اشارة (الفيتو) أو الاعتراض، لأن المشكلة ليست مشكلة أعضاء على تجاوز حدود، أو نوايا عدوان بين دول او جماعات، بل لنوايا عدوان على الارض بأكملها.. بل ان العدوان قد سبق بلمسته الاولى فيما يبدو .
فكل البشر (عدا العميان والسجناء تحت سقف) قد رأوا ذلك القفص.. نعم كلهم قد رأوا بأم اعينهم ، وبصور الاقمار الصناعية ان الأرض بأكملها قد وضعت داخل قفص.. قفص كبير يدور معها، ولايعرف احد بعد ماهيته ومن وضعه.. وماذا اريد به.
الكل(عدا المجانين طبعا) بات مذعورا مما قد يحدث.. عدا.. انها أكبر مفاجأة قد حلت بالارض منذ نشوئها.
فليست المفاجأة عمياء فيما يبدو هذه المرة.. ليست هي نيازك كبيرة شاءت عشوائية السير ان تنزل بعضها عليه، أو هزات أرضية تتخبط لتنطبق السقوف فوق اجساد بعض من البشر.. هذه المرة قفص بقضبان، مكعب الشكل، أبيض اللون مثل الاقفاص الجميلة التي تصمم لطيور الزينة أو للحيوانات المفترسة. ويسير معها دون ان تصطدم به، فيما بقي القمر خارجه.
علل العلماء عدم وجود ظلال لقضبانه على الارض لبعده عنها.. فيما طرح البعض فكرة ان تكون ظاهرة ضوئية ليس إلا. وللتأكد قررت الامم الاسراع بارسال المركبات الفضائية.
وسارت المركبات واقتربت، وأكدت، وارسلت الصور من هناك، ومعها اول تقرير يقول ان القفص (مصنوع ) من الحديد.
دحض هذا خيال وافتراء البعض من ان احدى الدول العظمى قد افتعلت ظاهرة ضوئية لتخيف الباقين.. فلقد اجمعت المركبات المختلفة من الدولة المختلفة القرار في قرارها هذه المرة، وكلها اعلنت حالة الطواريء القصوى.. كلها أصبحت تراقب.. كلها تشمر باسلحتها ..حتى النووية منها.. نعم .. حتى النووية.. فاذا كانت المعركة غير متكافئة فعلى الاقل تكون معركة كرامة.. عليَّ وعلى اعدائي.أو يختبيء بعض البشر في الملاجيء لعشرات من السنين، لحين أن تذهب الآثار النووية التي تكون قد فتكت بالمهاجمين والقسم الاخر من البشر(المضحين).
ومضت ايام .. الكل يشعر وكأنه مختنق ..الكل بدا مسالما ومتسامحا مع الغير.. نسوا مشاكلهم الاقليمية والتاريخية والشخصية.
انهارت اسهم مالية وصعدت اسهم أخرى دون اكتراث كبير.. وأي مال مهم في هذه الظروف؟ من سيساوموه بمالهم؟ فقد باتوا يدركون أكثر ان كوكبهم ماهو الا ظاهرة كونية صغيرة وتافهة ومن الممكن ان تزول في اي وقت.. أحسوا بالكون الهائل الحجم، وبالمجرة العظيمة التي هم بداخلها.. أحسوا بشعاع الشمس القادم كيف يقطع كل تلك المسافة حتى يصلهم، المتسبب من انفجارات نووية بداخلها ليس الا، وكأنه فرن خصص لشوائهم من بعيد على نار هادئة..أو كيف يُدفيء أرضهم لينتشروا فوقها مثل أي حشرات أخرى.. بل وكأنهم تجمعات لحشرات لذيذة، القى الصيادون فوقها شبك وحان جمعها.
هذه المرة لم يصدق الناس رجال الدين بسبب عدم تنبؤ نصوصهم الدينية بتفصيل كهذا، فيما صدقوا العلماء لانهم اعتقدوا بوجود كائنات حية خارج كوكب الارض. لكنهم وحتى العلماء باتوا يرددون دعوات رجال الدين من الله أن يمررها بسلام، ويتحرروا من القفص وما اريد به من شر.
وحدث أن ضربت بعض الشهب والنيازك الصغيرة الارض، فانطلقت الاشاعات باسرع منها تخبرعن بداية الهجوم..عن مركبات فضائية اطلقت نيرانها.. ليرتعد الكل في وضع الانبطاح.. أو في الملاجيء.. فيما كادت الرؤوس النووية ان تُقذف لولا حكمة الرؤساء.
.............. قال الكائن الحي الكبير لولده:
- اتركها يابني .. اسحب قفصك ودعنا نرحل فهي مازالت غير ناضجة.
- منذ خمسة مليارات سنة وهي تتحمى بضوء الشمس هذه ولم تنضج ؟.. أي بيضة هذه، ومتى تنضج؟
- تحتاج الى مليار سنة اخرى لتنضج .. انها بيضة طائر النسر الكبير.. سنأتي بعد مليار سنة، وقبل ان تفقس سنصيدها، فهي لذيذة وباطنها مليء بالحديد.. بل ان الحديد عندها سيغطي سطحها فتبدو حمراء اللون.
ثم سحب الصبي قفصه ورحلوا.. ليتركوا الارض لفترة تعيش بسلام .
22/12/2017



#رائف_أمير_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسامي الإنسان في فيلم (Transcendence)( التسامي)
- بارا .. بيوتي .. لوجي
- ميتا...كون
- محاضرة اختراق حاجز الموت
- كرة بيضاء
- يدُ الحياة
- عمر الانسان وتباطؤ الزمن - تفسير مبسط لمثالين في نظريتي النس ...
- ضوء أنثوي
- معادلات الزمن الصعب
- الفلسفة المطلقة
- يوم الحلم البشري
- جذور الجدل
- من غرائب (الكفر)
- أشقاؤنا في السماء
- بريء
- باراشيطانلوجي
- نظرية الأوتار الفائقة من منظور الفلسفة العلمية
- تفسير ظاهرة التنويم الايحائي(المغناطيسي)
- قنبلة الزمن الأسود
- تعويم الشعر العربي .. مقاربة بين ظاهرة الشعر و ظاهرة النقد ا ...


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائف أمير اسماعيل - بيضة النسر الكبير