أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - هل حقا الديمقراطية تحقق النجاح؟














المزيد.....

هل حقا الديمقراطية تحقق النجاح؟


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7696 - 2023 / 8 / 7 - 00:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في قمة مجموعة السبع لهذا العام في هيروشيما باليابان، لخص الرئيس الأمريكي جو بايدن مذهبه في السياسة الخارجية في ثلاث كلمات “الديمقراطيات تحقق النجاح”. كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يجلس قباله في الطاولة المتقاربة التي تجمع زعماء السبع الكبار، لكنني لا أستطيع أن أخمن أو أقرأ إشارات الجسد عند ماكرون، عندما نفكر بنجاح الديمقراطية التي أرادها بايدن.
وعند اقتراح إجابة لسؤال هذا المقال، سنجد الكثير مما يمكن أن يقال عندما يتعلق الأمر بفرنسا وماكرون تحديدا، بعد أن خرجت الجماهير نفسها التي دفعت بماكرون وحكومته للسلطة وفق صناديق الديمقراطية التي أدعى بايدن بأنها تحقق النجاح! ففي الولايات المتحدة نفسها فإن الديمقراطية مريضة في عهد دونالد ترامب أو بعده، ويرفض المشرعون الأمريكيون إدخالها إلى المصحة.
لكن في فرنسا سنحصل على إجابات كثيرة، بعد أن رفضت “الجماهير الديمقراطية” كبح جماحها وخرج نازع التدمير من دواخلها وفق نظيرة غوستاف لوبون عن سيكولوجية الجماهير التي كتبها في فرنسا قبل أكثر من مائة عام.
في واقع الأمر، لا يتعلق الحال بفرنسا وحدها، والأنظمة الديمقراطية تدرك ذلك، لنجرب أن ندع لندن على سبيل المثال أو برلين أو روما “وكلها عواصم ديمقراطية” لساعات قليلة من دون رجال الشرطة؟ ما الذي سيحصل فيها؟
أثناء سنوات الحكومة الائتلافية لحزب المحافظين والديمقراطيين الأحرار عام 2010 في بريطانيا، حدث في لندن ما يمكن أن يكون صورة طبق الأصل مما حصل في باريس خلال الأيام الماضية.
شعر الشباب بالغيض والاستياء والتذمر والتهميش، صعدت قوة التدمير في دواخلهم، فحطموا واجهات المتاجر واستولوا على كل ما يحصلون عليه من زجاجات المشروب والأطعمة حتى أجهزة التلفزيون، لماذا؟
لم تزعم الحكومة البريطانية آنذاك بأن هؤلاء من المسلمين الذين يعانون من الغبن والعنصرية، فهذا الكلام خارج الحقيقية، وهو نصف الحقيقة في فرنسا اليوم.
قطع عمدة لندن آنذاك بوريس جونسون إجازته الصيفية وعاد من أجل أن يرمم ما حصل للمدينة، نتيجة ثورة الشباب الغاضب.
وتساءل رئيس الحكومة آنذاك ديفيد كاميرون، لماذا تحتجون، ولماذا تسرقون المتاجر؟ وأجاب على سؤاله بتبسيط يدور على هامش الحقيقة “اعملوا ووفروا الأموال ويمكن أن تشتروا جهاز تلفزيون حديث بدلا من كسر الواجهات وسرقته”! بينما قال نائبه نيك كليغ زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار آنذاك “يشغل حاليا منصب بمثابة وزير خارجية شركة فيسبوك” “هؤلاء جميعا ليس لديهم أي قضية ليدافعوا عنها”.
هل هذا الكلام ينطبق أيضا على ما حصل في فرنسا؟
يجيب عالم الاجتماع الفرنسي أوليفييه غالان الباحث لدى المركز الوطني للبحث العلمي CNRS)) بالقول “على غرار ما حصل العام 2005، يعبر مثيرو أعمال الشغب عن كراهية حيال الشرطة وعن شعور قوي بأنهم منبوذون، لا سيما الشباب المنحدرون من أصول أجنبية ومن الديانة المسلمة”.
ذلك يعني أن الأمر لا يقتصر على المسلمين وحدهم، مثلما حصل في دورة التدمير في بريطانيا أبان حكومة كاميرون عندما أُتهم السود بالوقوف خلفها ولم يجرؤ أشد العنصريين البريطانيين باتهام المسلمين في المشاركة بالاحتجاجات. “هناك 3.3 مليون مسلم في بريطانيا مقابل ستة ملايين في فرنسا”.
بالنسبة لفرنسا تأتي الإجابة واضحة بتساؤل مشروع أمام حصر الأمر بالجالية المسلمة، ماذا عن الاحتجاجات المليونية ضد إصلاح المعاشات التقاعدية وأعمال شغب السترات الصفراء قبل خمس سنوات؟
سنجد مقابل ذلك كلاما أخرق من قبل الشرطة الفرنسية كما لو أنها أرادت إثبات العنف المتعمد في المجتمعات متعددة الأعراق، وأصدرت نقابات الشرطة الفرنسية بيانا يصف مثيري الشغب بأنهم “حشرات” و “جحافل متوحشة” وحذرت من أن البلاد كانت في وسط حرب أهلية.
واقترح ماكرون بغباء ديمقراطي فكرة فرض غرامات مالية على أهالي الأولاد الذين يضبطون وهم يقومون بأعمال تخريب أو سرقة كجزء من رد الحكومة على أعمال الشغب.
كتبت بعدها صحيفة “الإندبندنت” البريطانية ما يشبه الاعتراف بالقول “إذا اعتقدنا نحن البريطانيين أن شرطتنا لديها مشاكل مع المواقف العنصرية، فإن الوضع في فرنسا أسوأ. وإن مشكلة التماسك الاجتماعي أسوأ أيضا، حيث تميل أعداد كبيرة من المواطنين الفرنسيين من أصل شمال أفريقي إلى التركيز في المدن الكبرى، حيث يجدون تعامل الشرطة معهم كتعامل احتلال”.
صحيح أن محدثي الشغب يلحقون الضرر في الغالب بأحيائهم، ويشعلون النيران في المتاجر التي تستخدمها عائلاتهم ويدمرون عربات القطار والحافلات التي تعتمد عليها مجتمعاتهم. لكن كل ذلك لا يمكن حصره بالمسلمين وحدهم، إذا أردنا أن نتحدث عن ديمقراطية التهميش والغضب.
ولا يكفي بيان منتخب كرة القدم الفرنسي، الذي ولد معظم أعضائه في نفس الضواحي، وهو يطلق نداء إلى المحتجين من أجل الهدوء، لأن المشاغبين منخرطون في “عملية تدمير ذاتي حقيقية”.
في كل الأحوال يبقى النصف الأهم من الحقيقة غائبا عندما يقتصر تحميل ما حصل في فرنسا من تدمير إلى الجالية المسلمة وحدها. فالديمقراطية ليست في أتم ص



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بورخس قارئ رقمي!
- العنصري في غربته يبيع الماضي
- إيلون ومارك كالحلوى بمذاق مر
- يكذبون علينا ونكذب عليهم!
- يا لوجع مي من دون رافع
- متى نستعيد أمل خضير
- لا أسعد من ذوي الياقات الزرقاء
- ساعة تسديد الحساب الوطني
- رومانسية اقتصادية بين واشنطن ولندن
- إيكاروس بغداد بمذاق تمر مر
- بايدن أم ترامب: ذعر الخفافيش العمياء
- فائق حسن وصدام حسين
- عمار الحكيم زعيم العروض الصوتية الزائفة
- عودة إلى سوينتون والصائغ
- ومتى كانت كرة القدم عادلة؟
- ما ينتظر الحكومات…
- مرة أخرى، الإعلام الغربي أطلق النار على قدميه!
- تويتر مشتاق لدورسي
- سعادة السوداني بغياب الدرس الصحفي عن عرّاف وقرداحي
- الموت حائر أمام أغاني عبدالكريم عبدالقادر


المزيد.....




- -حبت تكون زي أي صبية تنتظر مولودها-.. الأميرة رجوة تثير تفاع ...
- النيران تلتهم شاحنة على طريق سريع والسائقة عالقة فيها.. كامي ...
- مسؤول: روسيا تستهدف البنية التحتية للطاقة في لفيف غرب أوكران ...
- أفضل مدن العالم لتناول الطعام في عام 2024.. بحسب مجلة تايم آ ...
- ردا على مقترح بايدن.. نتنياهو يؤكد: شروط إنهاء حرب غزة -لم ت ...
- تعرف على المرأتين اللتين تتنافسان على منصب الرئاسة في الانتخ ...
- مجلس الدوما ينظر في منع نشاط مؤسسة كلوني في روسيا
- بوتين يهنئ باشينيان بعيد ميلاده
- الخارجية اللبنانية ترحب بخطاب بايدن عن غزة: حان الوقت لانسحا ...
- تونس.. الحكم على قيادي في حركة النهضة متهم بـ-مقتل رجل أعمال ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - هل حقا الديمقراطية تحقق النجاح؟