|
لبؤات الأطلس يبهرن العالم رغم البداية المتعثرة !
حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 7695 - 2023 / 8 / 6 - 14:06
المحور:
عالم الرياضة
الجميع يؤمن بأن الرياضة بشتى أنواعها -بما فيها كرة القدم ، ذكورية كانت أم نسائية – هي هواية وفن ، فوق أرجوحة الفوز أو الخسارة وما تخلقه من مشاكل تعصب رياضي ، سببه سوء ممارسة التشجيع ،الذي تعاني جل الرياضات التنافسية ولاعبيها من التغول الكبير لعدم فهم معاني "الفوز والخسارة" الذي أصبحت معهما أحوال الرياضيين النفسية مرهونة بردود الأفعال الإيجابية أو السلبية التي يتلقونها من الجماهير المشجعة الغاضبة على خسارة فرقها ،أو تلك السعيدة بفوز أنديتها ، والتي لا تدرك غالبيتها ، بأن الرياضة أكبر بكثير من الفوز والخسارة ، اللذان هما نتيجتان حتميتان لأي مباراة تنافسية في أي رياضة ، وعلى رأسها كرة القدم ، التي تشكل فيها التنافسية -أكثر من مثيلاتها من أنواع الرياضات الأخرى- قيمة رياضية أساسية ، لا يعلو فوقها أي شيء آخر ، وعنصرا مكملا لجوانب الإثارة والمتعة في البطولات الرياضية المعتمدة على الشد والجذب ، الذي ينعكس سلبا أو إيجابا على المتنافسين في حال الفوز أو الخسران الرياضي ،الذي يمنح الأفضلية لأحد المتنافسين ، كالذي حدث مع المنتخب الألماني الذي لم يستطع الحفاظ على فوزه الثمين الذي حصل عليه بهزم سيدات المغربي في أول مواجهة لهما وبحصة ثقيلة جدا ،والذي انطبقت عليه المقولة الدائعة :"ليس المهم أن يفوز الإنسان ولكن المهم أن يحتفظ بفوزه ، لأنه يقال من السهل أن تفوز، ولكن من الصعب أن تحتفظ بالفوز" ، بخلاف "لبؤات الأطلس" اللواتي تقبلن الخسارة ، رغم قساوتها، وفهمن معنىاها وجعلن منها نقطة بداية لتصحيح أخطائهن وإعادة ترتيب أوراقهن والنهوض من جديد ، أكثر قوة وثقة وعزم وإصرار على تحقيق النجاحات ، يحدوهن الأمل والطموح والتحد النابع من إيمانهن الراسخ بأن:" العيب ليس في السقوط ، بل في البقاء ساقطا في مستنقع الفشل ، واعتقادهن المتواصل والمتمدد ، بأنه بإمكانهن النهوض مجددا . فما أعظمهن من بطلات ، لم يستسلمن للفشل ، وعاودن النهوض المشرف لصورة الكرة المغربية ، ضدا في كل ردود الأفعال السلبية ، والتصاريح النارية التي تلقينها نتيجة الخسارة ، والتي لا يمر يوم دون أن تصدر مئآت التعليقات المتعصبة وآلاف التصريحات النارية الحاقدة ، التي تنم بشكل أو بآخر عن العقلية المرضية لأشباه الإعلاميين الذين لا يعرفون أو يتجاهلون المعنى الحقيقي لمفهوم الروح الرياضة ، أهم المبادئ التي تسمو بالرياضات فوق تفاهات التعصب والخلافات ، والذين لم يشفع لسيدات المغرب لديهم ، ما بدلنه من لا مجهودات الجبارة في مواجهة خصم عنيد من حجم المنتخب الألماني المحتل للمركز الثاني في التصنيف العالمي ، والمتربع على عرش المونديال النسوي لمرتين . ولم يشفع لهن عندهم ،شرف تمثيلهن للكرة النسوية الوطنية والمغاربية والعربية والإفريقية ، بمشاركتهن في المونديال النسوي . ولم يشفع لهن عندهم ، حفاظهن على توازنهن النفسي والفكري ونهوضهن من جديد رغم الهزيمة الثقيلة 6 0 ، كمنتخب مغربي متماسك ورائع. ولم يشفع لهن عندهم ، نجاحهن في تغيير نظرة الجمهور الواسع إلى كرة القدم النسائية ، وفرض احترام ممارِساتِها وعدم الإساءة إليهن أو التحرش بهن . ولم يشفع لهن عندهم ، انتصارهن على أنصار الفكر الظلامي ، والبلادة الفكرية والسياسية ، والثقافة الذكورية السائدة ونخبها الرجعية المتخاذلة ، العدو المجتمعي التاريخي الذي يحط من قيمة المرأة ويحرم رياضاتها النسوية وممارساتها. فرفقا بلبؤات المنتخب المغربي اللواتي أبهرن المغاربة والعالم بفوزهن التاريخي – رغم البداية المتعثرة أمام منتخب ألمانيا-على كوريا الجنوبية (1-0) وعلى كولومبيا بنفس النتيجة ، وتحقيقهن التأهل عن جدارة واستحقاق ، "الأمر الذي فتح شهية محبي ومشجعي المنخب النسوي المغربي للمزيد من الإنتصارات ،التي لا شك أن اللبؤات سيبهرن العالم بها في المباريات المقبلة ،ويدخلن التاريخ من خلال الظفر باللقب العالمي للسيدات ، فالدعم كل الدعم للمنتخب الوطني النسوي، الذي مازال في بداية مشواه ، فهذه ليست سوى البداية.
#حميد_طولست (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفشل يتيم والنجاح له ألف أب.
-
كرة القدم ، لعبة أيديولوجية واقتصادية أكثر منها رياضية !
-
المنتخب الوطني المغربي النسوي في نهائيات كأس العالم للسيدات
-
-تاجر الصنف لا يتعاطاه-!
-
لا أحد في مأمن من نوائب الزمان !
-
تمغريبيت
-
لقاء الود في حضرة حقوق الإنسان
-
عيد لا يُحتفى فيه إلا بالبطون !
-
لا تيأس ، فالحياة مزيج من الدموع والابتسامات. !
-
الحياة ليست عادلة، فلنعوّد أنفسنا على ظلمها !
-
الذكاء الاصطناعي أخطر الثورات التقنية !
-
دين الله لا تنصره سجود نجوم كرة قدم حتى لو كان رولدو أو ميسي
...
-
ليس المشكل في التعرف على الظواهر، لكن في معالجتها !2.
-
لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة ؟
-
الفساد أنواع وإن اختلفت الأسماء !
-
موروثات انشغالنا عنها بما لا يشبهها من الممارسات
-
ليس المشكل في التعرف على الظواهر، لكن في معالجتها. !
-
الإنسان لا يعيش حاضره منفصلاً عن ماضيه.
-
ليس المغاربة وحدهم هم من وينتقدون الأعمال الدرامية الرمضانية
...
-
في انتظار تظاهرة فاتح ماي في مصر.
المزيد.....
-
مانشستر يونايتد يدفع 87 مليون دولار لضم هداف برينتفورد
-
غربلة في تشلسي.. 10 لاعبين يستعدون لمغادرة ستامفورد بريدج
-
برشلونة يتخلى عن خطته للعودة إلى ملعب -كامب نو-
-
سرّ تألق مودريتش واستمراره بالملاعب
-
تقارير: عرض سعودي للتعاقد مع فينيسيوس مقابل 350 مليون يورو
-
بلاتيني ضحية عملية سطو وسرقة جوائزه وميدالياته
-
المغني الشهير سنوب دوغ يستثمر في كرة القدم
-
ريال مدريد يعلن عن تكلفة تجديد ملعب سانتياغو برنابيو
-
هل يتغير قانون ركلة الجزاء قبل كأس العالم 2026؟
-
على رأسهم أبو علي.. الأهلي يستبعد 6 لاعبين من معسكر تونس
المزيد.....
-
مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم
/ ميكايل كوريا
-
العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء
/ إدريس ولد القابلة
المزيد.....
|