أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياحة والرحلات - حميد طولست - الإنسان لا يعيش حاضره منفصلاً عن ماضيه.














المزيد.....

الإنسان لا يعيش حاضره منفصلاً عن ماضيه.


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 7607 - 2023 / 5 / 10 - 14:22
المحور: السياحة والرحلات
    


تمثال "سركت" إلاهة الترحاب القابع بمطار القاهرة نموذجا.
تعتبر المَعالِم الأثريّةِ إرثاً وطنيّاً هامّاً وحسّاساً يميز بين الأمم ، ويكشف الكثير من معالم عيشها وقيمها وطريقة حياتها وحياة الأقوام المُندَثِرَة ، ويُعرف العالم على تاريخ حضاراتها ، وكيف قامت وكيف ازدهرت، وكيف ولماذا انتهت؟ إلى جانب ما تلعبه كموروث تاريخي وحضاري -خلفه الأجداد للأجيال اللاحقة -من أدوار اجتماعية واقتصادية حيوية ومهمة في تكوين هوية المواطن ، وتقريبه من تاريخ وطنه، و تعزيز قيمه الوطنية، وزيادة انتمائه لحضارته ، وترسيخ اعتزازه بها ، وتحسين ظروفه المعيشية عن طريق الجذب السياحي الذي يشكّل له ولمجتمعه مصدر دخل مهمّ وحيويّ وفعّال في تنشيط الحركة الاقتصاديّة بما يضَخّه بخزائن بلاده من أموال كثيرة وبالعملة الصعبة .
ربما يتساءل متسائل عن مناسبة هذا السرد الممل لكل هذه المسلمات العادية ، وتلك المعلومات البسيطة التي يعرفها العادي والبادي ، فأجيب بان الدافع لذلك هو اهتمام المسؤولين المصريين بآثار بلادهم وبكل ما يعكس حضارتهم الأصيلة ويوطد ربط ماضيها بحاضرهم والمستقبل، عملا بقاعدة أن :"الإنسان لا يعيش حاضره منفصلاً عن ماضيه" والمتمثل في ما يمكن لكل زائر لمصر ملاحظته من خلال الصور والمجسمات الأثرية الرائعة التي تزين بها ساحات وميادين جل المدن المصرية ، خاصة مدينة القاهرة ، كما هو حال مطارها الدولي ،الذي ازدان بتمثال لـ"سلكت" إلهة الخصوبة والطبيعة والحيوانات والطب والسحر والشفاء من اللسعات السامة في الديانة المصرية القديمة ، الذي نصب بفضاء الباحة الفسيح لاستقبال الزوار ودعوتهم لرُؤية عظمة تراث الأقوام والحضاراتِ المُندَثِرَة ، في البناء، والدّقّة في التّصميم، والأفكار الخلّاقَة التي تشخصها المَعالِم الأثريّةِ المهمّةِ والكثيرة والمتنوعة ، والتي على رأسها الأهرامات و"أبو الهول"التي قيل فيهما ةعنهما، أن من يزر مصر ولم يعرج على أهراماتها العظيمة، ولم يقف عند قدم "أبو الهول"، فكأنه لم يزر مصر، وهو كمن يسافر إلى باريس ولا يشاهد أشهر معالمها ، قوس النصر و"برج إيفل" و"نوتردام دي باري" ، أو كذاك الذي يذهب إلى لندن ولا يرى جسرها العتيق London Bridge وساعتها العظيمة "بج بن" Big Ben"، أو كالذي يقصد روما للسياحة ولا يتوقف عند نافورتها الشهيرة "فونتانا دي تريفي"، ولا يأخذ صورا تذكارية ب "بياتزا ذي اسبانيا"، المعروف بـ Spanish Steps، ولا يزور كاتدرائيتها "سيستين".
فعلى من يتوق لزيارة القاهرة ، والتجوال في ساحاتها ، ومشاهدة متاحفها ، وقصورها ومقاهيها ، بكل أبعادها الثلاثية والرباعية ، ويرغب في التعرف على أحيائها العتيقة ، كـ"الحسين" و"السيدة زينب" و"العجوز" وخان الخليلي" -الذي لا ينازعه أيُ سوق آخر في شهرته وتاريخه ومعروضاته- و ميدان التحرير ومكتبة الحاج مدبولي الشهيرة ، فما عليه إلا أن يركب سيارة أجرة ، تجوب بك شوارع القاهرة ، وتغوص في أعماق معالمها التاريخية والحضارية الجميلة التي لا تكتمل زيارة مصر إلا بزيارتها والوقوف على أعمال مفكريها ومثقفيها ومبدعيها وفنانيها .

التجربة الشيقة التي عشتها ،قبل أكثر من عشر سنوات ، أثناء زيارتي الأولى لعروس النيل وجوهرة أم الدنيا ومحروستها "القاهرة" ، والتي لازلت أكررها عند كل زيارة، حيث أنه كلما استقلت سيارة أجرة ، إلا وجدتني أمام سائق بشخصية كاملة الاستعداد لخدمة زبائنه ، والذي ما أن يُفتح بابُ للحديث حتى ينطلق ، في أدب عالم وخفة ظل شاعر، في وصف أدق تفاصيل مصره التي يعشقها حد الجنون، مفتخرا بسر أمومتها للدنيا ، وكونها منطلق رحلة بناء الحضارات البشرية ، وبزوغ نور الله الحق على أرضها ، وتجلي المولى عز وجل لنبيه وكليمه موسى بن عمران فيها ، وأنها كانت بلاد أجمل الخلق يوسف بن يعقوب، وخليل الله إبراهيم ، وملك الملوك أخناتون( أمنحوتب الرابع)، وملكة الحب كليوبترا .. وأنها كانت مربع ومنبع رفاعة الطهطاوي ، ومحمد عبده ، وطه حسين ، وسعد زغلول ، ونجيب محفوظ … ومن ربوعها انطلق الأدب والصحافة والنضال والثورات والحب و الموسيقى والفن والدين.

حميد طولست [email protected]


مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان .



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس المغاربة وحدهم هم من وينتقدون الأعمال الدرامية الرمضانية ...
- في انتظار تظاهرة فاتح ماي في مصر.
- -كاينة ظروف-والمعلومات المغلوطة المفسدة لعقول.
- مسلسل -كاينة ظروف- والتبرع بالأعضاء !
- ما قدهم المذاهب الموجودة زيدهم المذهب المغامسي !
- مسلسلات رمضانية بنكهة نسائية
- من الطقوس الرمضانية الكرنفالية !
- حملة مدفوعة بأسباب طائفية !
- الفوز الذي لم يكن صدفة ولا ضربة حظ !
- ترشيح المغرب لتنظيم كأس العالم لسنة 2030
- حتى لا تتراجع وضعية -الواف- ويخفت بريقه أكثر !
- أخبار السوق على وجوه السواقة !
- الواقع يُفرز الحقيقة من الْوَهم !
- لماذا كل هذا التحامل على الموتى من الفنانين؟ المغفور له الفق ...
- المغرب يحتضن الموندياليتو في انتظار كأس إفريقيا للأمم.
- لا للتغاضي عن الأوضاع الصعبة التي تستوجب التصحيح !
- السيف لا تقارن بالعصا!
- من المفارقات المضحكة المبكية والمؤلمة؟
- رولندو من أسطورة رياضية إلى ماركة تجارية!
- شخصية العام 2022 وليد الركراكي.


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- قلعة الكهف / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياحة والرحلات - حميد طولست - الإنسان لا يعيش حاضره منفصلاً عن ماضيه.