أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد طولست - لماذا كل هذا التحامل على الموتى من الفنانين؟ المغفور له الفقيد محمد الغاوي نموذجا.














المزيد.....

لماذا كل هذا التحامل على الموتى من الفنانين؟ المغفور له الفقيد محمد الغاوي نموذجا.


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 7516 - 2023 / 2 / 8 - 12:50
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مما عُرف عن إنسان المجتمعات المتقدمة أنه يفكّر أكثر مما يتكلم ، ويعمل أكثر مما يتحدث ، وينصت أكثر مما يهذر ، ويقتصد في ما هو مطلوب من الكلام ، ويقتصر فيه على الاختصاص، ويعود إلى الخبراء فيما لا خبرة له به فيه ، بينما ينهمك بشر المجتمعات المتخلفة ، في تعويض الفعل بالثرثرة، واستبدال التفكير بالهذيان، الذي يذهب فيه بعيدا عن عمق المفاهيم ، ويغرق في بحور الحذلقات اللغوية والرطانات اللفظية والمصطلحات الشعبوية والشعارات المفرَغة من أي مضمون ذوقي أو روحي أو أخلاقي و أي منجز حقيقي ملموس على الأرض ، الذي يعوضونه بشغف الكلام في كلِّ شيء وعن أي شيء ، حتى الذي لا يعرفون عنه في الغالب أي شيء ، أو الذي لا يعرفون منه غير الاسم أو العنوان ، والذي غالبًا ما يخطئون في التلفظ به، وخاصة حين يتعلق الأمر بالكلام عن الدين والفقه والتفسير ، الذي ساد الشغف به مجتمعنا المغربي وباقي المجتمعاتِ العربية والإسلامية ، إلى أن وصل عند بعض المتعالمين المتفيقهين بها حد الهذيان الذي يصور لهم أن الله سبحانه وتعالى فوّض لهم وحدهم التحدث باسمه لمختلف الناس ، وكأنهم أهل العلم والخبراء.
ربما يتعجب البعض من هذا الكلام الطبيعي والمسلم به ، لكن تعجبهم سرعان ما يزول بعد الإطلاع على ما تعرفه الساحة الإعلامية من تحامل وتهجم غير مقيد بضوابط الشرع أو الأخلاق ولا حتى الموضوعية على موتى الفنانين، وبعد الوقوف على سيل التعريض والتعرية الدافق الذي أطلقت فيه العديد لألسنة والأقلام المزيّفة للعديد من الحقائقة الدينية المتعلقة بالترحم على الفنانين والدعاء لهم بالرحمة والغفرة، والتي يحرمها المصابون بداء الثرثرة في الدين ،الذين قست قلوبهم وانهارت أرواحهم وفسدت أذواقهم وخرفت عقولهم ممن يسمون أنفسهم رجال دين أو إعلاميين ومثقفين ، بدعوى "أن عامة أهل الفن والتمثيل ، من أهل الفسق المغلظ ، والفجور في المعاصي" الحكم المتعارض مع السنة النبوية ، لما فيه من غيبة محرمة ومستفز لمشاعر الناس عامة ، وكشف وتشهير يلحق الأذية بأرحام من غيبه الموت من الفنانين ، والمنافي لما زخر به ديننا الحنيف من دعوات احترام الموتى ، والحث على الدعاء لهم و لكافة موتى المسلمين بالرحمة والمغفرة بدليل قوله تعالى :" واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات " وقول نبيه صلى الله عنه وسلم: "اذكروا محاسن موتاكم ، وكفُّوا عن مساويهم ".
وعليه فنحن مطالبون بالتبصر و الواقعية و تحكيم العقل الاحتراز قبل إطلاق الأحكام الغير المضبوطة لا شرعا ولا أخلاقا ، والتي تعتدي على ثوابت المجتمع وتزيّف حياة الناس وتقطع الأواصر بينهم وتشعل فيهم الفتن التي تقود إلى النفور من الدين ، وإننا مدعوون جميعا إلى حماية الأجيال الجديدة من الضجيج والهذيان والهذر باسم حرية دينية نارية، بلا حياة روحية نضجة ، ولا ضمير أخلاقي يقظ ، ولا مواقف صادقة .
وفي الختام أرجو الله العلي القدير -وضدا في المثرثرين فيما ليس لهم فيه من الدين-أن يشمل الفنان الأصيل صاحب القلب الطيب و الصدر الرحب الفقيد العزيز محمد الغاوي بالرحمة و المغفرة و الرضوان ،و أن يفسح له سبحانه و تعالى جنة الفردوس،كما نسأله تعالى أن يلهم أسرته و ذويه و أحبائه الصبر الجميل و السلوان المتواصل و إنا لله و إنا إليه راجعون.



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب يحتضن الموندياليتو في انتظار كأس إفريقيا للأمم.
- لا للتغاضي عن الأوضاع الصعبة التي تستوجب التصحيح !
- السيف لا تقارن بالعصا!
- من المفارقات المضحكة المبكية والمؤلمة؟
- رولندو من أسطورة رياضية إلى ماركة تجارية!
- شخصية العام 2022 وليد الركراكي.
- انصاف المنتخب المغربي ؟!
- استثنائية حفل استقبال وتكريم أسود الأطلس وأمهاتهم !
- على هامش مونديال قطر، مع من حشرنا الله في الجوار !
- لم يكن المنتخب المغربي مجرد كمبارس في تظاهرة كأس العالم !
- ما زالت الجماهير تثوق للفوز.
- متابعة مباريات المونديال في المقاهي لا تقل عن متابعتها بالمد ...
- مظاهر وأحداث مثيرة في كأس العالم 2022
- الجمهور الكروي المغربي يستحق رد التحية بأجمل منها.
- مؤامرة نفاذ تذاكر مباراة المغرب ضد اسبانيا !
- الفوزعلى اسبانيا ليس بالسهل وليس بالمستحيل !
- احداث ملفتة على هامش كأس العالم 2022
- في إنتظار حفل افتتاح كأس العالم !
- يا فرحة ما تمت*- على هامش قمة المناخ بشرم الشيخ.
- ما يكتب لا يموت!


المزيد.....




- الاتحاد الإنجليزي يمنع المتحولات جنسيا من المشاركة في منافسا ...
- استطلاع: تزايد مشاعر عدم الأمان لدى النساء المسلمات في بريط ...
- الضفة الغربية: انطلاق فعالية القدس عاصمة المرأة العربية
- اللبنانية حنين الصايغ: رواية -ميثاق النساء- رسالة محبة للمجت ...
- امرأة تتقدم بشكوى ضد رجل مزق حجابها في فرنسا
- المرأة المغربية ومسألة المناصفة
- إقرار قانون العمل المرن عن بُعد.. إنجاز تشريعي ينقصه صياغة إ ...
- الجامعة العربية تبحث خطة الانطلاق الرسمية لمرصد تنمية المرأة ...
- فرنسا: رجل خلع حجاب امرأة في الشارع وعمدة البلدية تصف الاعتد ...
- من -وحام- امرأة حامل إلى ضجة عالمية.. شوكولاتة دبي تتسبب بأز ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد طولست - لماذا كل هذا التحامل على الموتى من الفنانين؟ المغفور له الفقيد محمد الغاوي نموذجا.