أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - من الطقوس الرمضانية الكرنفالية !















المزيد.....

من الطقوس الرمضانية الكرنفالية !


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 7574 - 2023 / 4 / 7 - 15:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا جدال في أن الله سبحانه وتعالى شرع الصوم لمجاهدة النفس وتهذيبها وترويضها على مشاركة الآخرين شعورهم ما يعيشونه من حرمان ، والعمل على إظهار التعاطف والتكافل والإتيان بالأفعال والأقوال الفاضلة التي جبلت عليها النفوس الطيبة الرافضة لجميع المكروهات والممنوعات والمحرمات التي من بينها ،إن لم يكن على رأسها جميعها ، ما يقوم به بكل أسف بعضنا ، من تبرم من هذا الشهر الذي ينعتونه بالفضيل، وتحميله- دون وعي أو ربما بقصد وترصد - كل تبعات انفعالاتهم وإخفاقاتهم وكسلهم وتقاعسهم وعصبيتهم وباقي سلوكياتهم الهجينة الغير المبررة ، أو المبررة بشكل خاطئ بحجة الصيام ، الفريضة التي نظمتها الشريعة حسب أخلاق وقوانين ألزمت الصائم بالامتثال لها احتراما للذوق العام الذي يستدعي الحرص والحذر الشديدين من الوقوع في المهاترات والمشادات الكلامية المثيرة للغضب خلال التسوق أو أثناء الازدحام المروري العادي والمعتادة ، بدل مجاهدة النفس والابتعاد بها عن مواطن الزلل والوقوع في التجاوزات والمخالفات ، في نهارات أو ليالي هذا الشهر الموصوف "برمضان كريم "، العبارة التي ألفنا تكرارها مند الصغر وعلى مدى سنين ، دون التعامل معها بما يستوجبه ذلك الكرم من طاعات وصدقات وتلاوة للقرآن ، وغيرها من العبادات الرمضانية الجالبة للأجر والثواب ، والتي لو تحدث رمضان عنها وعن منظور أغلبية الناس لها وله ، لقال بكل أسف وحسرة : لقد حولتني وإياها الجهالة الجهلاء ، من شهر الرحمة والغفران، شهر التسامح والسلام، شهر المحبة التي لا تحتمل شروطاً ولا قوانين ، شهر كان ينتظرني العارفون بفضلي للجوء لله بشوق ومناجاته بلهفة والتضرع له بصدق ، شهر تدفعهم لانتظاره الرغبة في التطهر من الضغائن والأحقاد ، والغرف من أوقات بركاته واستجاباته للدعوات، نعم حولني الذين يعيشون ماديا في القرن الحادي والعشرين وذهنيا في القرون الخوالي ، إلى مجرد طقس اجتماعي بدون دلالة روحية ، بعد أن أفرغوني من محتواي الروحي الذي لا ينفصل عن بعدي المدني والأخلاقي، وجعلوا مني شهرا تسيطر على أيامه التدين المظهري بكل الطقوس الكرنفالية ، التي من أهم تجلياتها الإفراط في الاستهلاك – الذي لا أعتقد أنه من صفاتي ولا تعاليمي- الذي يعمق الحيف والاستبعاد الاجتماعي لصالح من له القدرة على الإنفاق، ويشدد الإحساس بالقهر والدونية لدى من لا يستطيع مواجهة عنف ذاك الاستهلاك الغير المبرر، الذي يجعل من مجريات أيامي الثلاثين حِملاً ثقيلاً يُفقد المحرومين توازنهم ويغرقهم في اغتراب شديد، ويجز بهم في فوضى تجعلهم هائمين على وجوههم لا يبحثون إلا عن الحرشة والملاوي والبطبوط و لبريوات والكيش والشباكية وسلو ، ليملأوا بها البطون كأنهم جياع مند عهد عاد ، ولا شك في أن "سيدنا رمضان" كما يحلوا للغالبية تسميته سيضيف في ختام قوله : متى سيقطع الناس مع الخرافات والأساطير التي تعشش في أذهانهم حول حقيقتي التراثية والدينية ، ويغيروا هذه الفوضى المفهومية التي ينظرون بها لي ، والتي تنعكس على واقعهم المعاش خلال أيامي .
وفي الختام يسعدني بهذه المناسبة أن أهنئ المسلمين بالشهر الفضيل وأتمنى أن يكون هم والبشرية جمعاء خلاله بألف خير وصحة وعافية وسلم وسلام .
[email protected]حميد طولست
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان .

لا جدال في أن الله سبحانه وتعالى شرع الصوم لمجاهدة النفس وتهذيبها وترويضها على مشاركة الآخرين شعورهم ما يعيشونه من حرمان ، والعمل على إظهار التعاطف والتكافل والإتيان بالأفعال والأقوال الفاضلة التي جبلت عليها النفوس الطيبة الرافضة لجميع المكروهات والممنوعات والمحرمات التي من بينها ،إن لم يكن على رأسها جميعها ، ما يقوم به بكل أسف بعضنا ، من تبرم من هذا الشهر الذي ينعتونه بالفضيل، وتحميله- دون وعي أو ربما بقصد وترصد - كل تبعات انفعالاتهم وإخفاقاتهم وكسلهم وتقاعسهم وعصبيتهم وباقي سلوكياتهم الهجينة الغير المبررة ، أو المبررة بشكل خاطئ بحجة الصيام ، الفريضة التي نظمتها الشريعة حسب أخلاق وقوانين ألزمت الصائم بالامتثال لها احتراما للذوق العام الذي يستدعي الحرص والحذر الشديدين من الوقوع في المهاترات والمشادات الكلامية المثيرة للغضب خلال التسوق أو أثناء الازدحام المروري العادي والمعتادة ، بدل مجاهدة النفس والابتعاد بها عن مواطن الزلل والوقوع في التجاوزات والمخالفات ، في نهارات أو ليالي هذا الشهر الموصوف "برمضان كريم "، العبارة التي ألفنا تكرارها مند الصغر وعلى مدى سنين ، دون التعامل معها بما يستوجبه ذلك الكرم من طاعات وصدقات وتلاوة للقرآن ، وغيرها من العبادات الرمضانية الجالبة للأجر والثواب ، والتي لو تحدث رمضان عنها وعن منظور أغلبية الناس لها وله ، لقال بكل أسف وحسرة : لقد حولتني وإياها الجهالة الجهلاء ، من شهر الرحمة والغفران، شهر التسامح والسلام، شهر المحبة التي لا تحتمل شروطاً ولا قوانين ، شهر كان ينتظرني العارفون بفضلي للجوء لله بشوق ومناجاته بلهفة والتضرع له بصدق ، شهر تدفعهم لانتظاره الرغبة في التطهر من الضغائن والأحقاد ، والغرف من أوقات بركاته واستجاباته للدعوات، نعم حولني الذين يعيشون ماديا في القرن الحادي والعشرين وذهنيا في القرون الخوالي ، إلى مجرد طقس اجتماعي بدون دلالة روحية ، بعد أن أفرغوني من محتواي الروحي الذي لا ينفصل عن بعدي المدني والأخلاقي، وجعلوا مني شهرا تسيطر على أيامه التدين المظهري بكل الطقوس الكرنفالية ، التي من أهم تجلياتها الإفراط في الاستهلاك – الذي لا أعتقد أنه من صفاتي ولا تعاليمي- الذي يعمق الحيف والاستبعاد الاجتماعي لصالح من له القدرة على الإنفاق، ويشدد الإحساس بالقهر والدونية لدى من لا يستطيع مواجهة عنف ذاك الاستهلاك الغير المبرر، الذي يجعل من مجريات أيامي الثلاثين حِملاً ثقيلاً يُفقد المحرومين توازنهم ويغرقهم في اغتراب شديد، ويجز بهم في فوضى تجعلهم هائمين على وجوههم لا يبحثون إلا عن الحرشة والملاوي والبطبوط و لبريوات والكيش والشباكية وسلو ، ليملأوا بها البطون كأنهم جياع مند عهد عاد ، ولا شك في أن "سيدنا رمضان" كما يحلوا للغالبية تسميته سيضيف في ختام قوله : متى سيقطع الناس مع الخرافات والأساطير التي تعشش في أذهانهم حول حقيقتي التراثية والدينية ، ويغيروا هذه الفوضى المفهومية التي ينظرون بها لي ، والتي تنعكس على واقعهم المعاش خلال أيامي .
وفي الختام يسعدني بهذه المناسبة أن أهنئ المسلمين بالشهر الفضيل وأتمنى أن يكون هم والبشرية جمعاء خلاله بألف خير وصحة وعافية وسلم وسلام .
[email protected]حميد طولست
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان .



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملة مدفوعة بأسباب طائفية !
- الفوز الذي لم يكن صدفة ولا ضربة حظ !
- ترشيح المغرب لتنظيم كأس العالم لسنة 2030
- حتى لا تتراجع وضعية -الواف- ويخفت بريقه أكثر !
- أخبار السوق على وجوه السواقة !
- الواقع يُفرز الحقيقة من الْوَهم !
- لماذا كل هذا التحامل على الموتى من الفنانين؟ المغفور له الفق ...
- المغرب يحتضن الموندياليتو في انتظار كأس إفريقيا للأمم.
- لا للتغاضي عن الأوضاع الصعبة التي تستوجب التصحيح !
- السيف لا تقارن بالعصا!
- من المفارقات المضحكة المبكية والمؤلمة؟
- رولندو من أسطورة رياضية إلى ماركة تجارية!
- شخصية العام 2022 وليد الركراكي.
- انصاف المنتخب المغربي ؟!
- استثنائية حفل استقبال وتكريم أسود الأطلس وأمهاتهم !
- على هامش مونديال قطر، مع من حشرنا الله في الجوار !
- لم يكن المنتخب المغربي مجرد كمبارس في تظاهرة كأس العالم !
- ما زالت الجماهير تثوق للفوز.
- متابعة مباريات المونديال في المقاهي لا تقل عن متابعتها بالمد ...
- مظاهر وأحداث مثيرة في كأس العالم 2022


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - من الطقوس الرمضانية الكرنفالية !