أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - مقتطف من رواية صنارة وانهار














المزيد.....

مقتطف من رواية صنارة وانهار


كاظم حسن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7694 - 2023 / 8 / 5 - 16:23
المحور: الادب والفن
    


كانت قيادة العربة نزهة منعشة بين صفوف النخيل الشاهقة المثمرة . ... بين الظلال الوفيرة والترع المخضرة الزاخرة بالاسماك والظليلة , بين طوفتين او اسلاك او اسيجة بساتين من القصب والجذوع والبواري وكان القيصر يغني وهو يسوط الحمار برفق ( امك على البير وامي على البير )... ذات يوم عصى الحمار ولم يتحرك .. ضربه مرات بالسوط فتحمل ولم يخط .. اتى قريبه واعتلى العربة وقال وهو يضحك ( اعطني السوط وسترى 0) , ومن ضربتين قاسيتين بالسوط تغلغلت عميقا في عموده الفقري ,تقطر الدم ,فجرى الحمار مسرعا ..فقال وهو يضحك .
بصران ابيض البشرة حيوي الجسد يتعهد بستان اجداده الذي لا يبعد كثيرا عن حقل ابو ناصر ..مر عليه القيصر بعد ان استدعاه احد اقربائه لتشييد غرفة من الطوب ..فيما كلف بصران بانشاء غرفة من السد الطيني له .. كان صبران يرمي بالسماد الحيواني في حوض ويحركه بالكرك فيما تقوم ماكنة السقي بنشره الى جذور الشجيرات والنخيل والمخضرات ..وترى في السوباط القصبي القريب عدته : المراود والمناجل والحصران المتهرئة والزبلان والجلل ونصفيات التمور وبراميل الخل المعتق والمسحاة والمعاول وقد علق في الاخصاص اكياس قماش تحفظ البذور .
كما كان يفعل اجداده حفر مع اخيه المراهق الصامت حفرة واسعة وانهال فيها التراب ثم اغرقاها بالما ء واضافا اليها التبن ومضيا قبيل الاذان .و بقي القيصر يشيد غرفة من الطوب الثقيل فلما انتصف النهار رمت الصبايا انفسهن في النهر وهن يتضاحكن وخرجن يقطر من ثيابهن الماء .. كان صدر (ضحى) قد بدأ بسورة الانتفاض لكنه كان بحجم تفاحتين صغيرتين يشقان طريقهما نحو اغواء الانوثة . كانت مع اخواتها الصغيرات يعجن الجص بصفيحة صدئة ,تشتبك فيها الايدي ويشترك معهن القيصر احيانا ,
ومع توالي الايام كانت جدران الغرفة الطينية ترتفع بيد (صبران) الماهرة بمساعدة اخيه, فيما يتصاعد بناء غرفة الطوب التي يشيدها القيصر على بعد امتار منها .
ذات يوم اتى اصدقاء فقال القيصر لهم (لقد صنع صبران اساسا متينا للغرفة ) , فاجابه احدهم وهو ينظر لفتى مائع صغير مبتسما ( طبعا الاساس هو الاهم ... يحتاج خلفة ماهرا!! ).
قريبا منهم على ضفة نهير وصلت امراة ثلاثينية قصيرة بيضاء تتلفع بعباءة حائلة , نظرت لاحفادها شبه العراة وقالت (صخّم الله وجهك نحمد الله انهم اولاد والا لكانت فضيحة , لا احد منهم يرتدي لباسا داخلي)..كانت تعني بنتها التي هجرت زوجها من شدة الفقر وسكنت معها ..لا يبعد بيت الفتاة عن اهلها كثيرا .. البيت الذي يرشح منه الماء تحت طرقات المطر ويطفح بسلع من بقايا مزبلة .. اغلب صغارها حبلت بهم بعد نومات مع زوجها في الترع الجافة على بساط عتيق في ليالي الصيف الجنوبية وكلما عادت لبيت زوجها حاصرها الجوع فتعود متسارعة الى الترع المتحجرة القاع حيث تتدفق النشوة تحت ارتعاش السعفات .. ولم يكن زوجها يعاني ان هجرت منزل اهله فالجسد الغض طوع يده وفم الاطفال تتكفله الام الصابرة في ظلمة الليالي وصوت الكلاب ..ربما يرى بالتصاقه بزوجته الفتية في تلك الترعة لذة المغامر بالاكتشاف ..ولا يمكن ان ينسى فزعه في تلك الليلة , فبعد ان تمدد البياض الذي لا يراه في خفوت القمر , على بساط عتيق ضاع لونه الرماني وخيوطه المتقطعة , وأنّت تحت جسده الحديدي ,احس بحجر يتحرك تحت يده فنهض وطوى البساط , كانت سلحفاة قد تسللت قبلهما وتحركت .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الريكان : مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج16
- الجدار الطيني
- هل تتحول بعض النساء لخطوط حمراء
- ديوان (مجوهرات روحية )
- من اجل معجم يواكب المستجدات
- ديوان (اله المسخ )
- ديوان (البصيلة الزجاجية)
- التماثيل في البصرة فقر كمي وتراجع فني
- كتاب المعجم العربي الجديد لهادي العلوي
- ديوان (تصديع القوقعة)
- ديوان (الانوثة في مرجل الروح)
- الكراجات نقد
- المادة 272 والاساءة للرموز والمعتقدات الدينية
- بصرياثا : انجاز مؤسسة بجهد فردي
- الروائي النوبلي ماريو يوسا ورواية الرياح
- تثقيب القوقعة ج8 الروائي ميلان كونديرا
- تثقيب القوقعة ج 7 وفاة الروائي باسكال مورسييه
- حجر كريم
- جميل جمال العراقي الذي شارك بانقلاب الحكم باليمن
- تثقيب القوقعة ج6 الروائية كولين هوفر


المزيد.....




- هل أول أيام العيد حزين على المصريين؟.. توقعات ليلى عبداللطيف ...
- ملك الأردن يؤكد أهمية ترجمة مخرجات مؤتمر الاستجابة الإنسانية ...
- الحلقة 164 من مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 مترجمة المؤسس عثم ...
- Salah Addin 28 عرض مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 28 مترجمة ...
- أقوى أفلام كرتون مدبلجة .. تنزيل تردد قناة سبونج بوب نايل سا ...
- -القلب يعشق كل جميل-: أم كلثوم تغنّي فرحة الحج بلغة البسطاء ...
- ظهور خاص لبيلا حديد في كليب فنان عربي (فيديو)
- وفاة الملحن المصري الشاب أمير جادو
- -فنان العرب- يظهر في عيد ميلاده.. -روتانا- تحتفل به وآمال م ...
- فنانة لبنانية ترقص وتغني على المسرح في أشهر متقدمة من الحمل ...


المزيد.....

- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - مقتطف من رواية صنارة وانهار