حصار الجاليوم والجرمانيوم

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7693 - 2023 / 8 / 4 - 14:26
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

لا علاقة للجرمانيوم بالحروب الجرمانية التي نشبت بين الرومان والعديد من القبائل الجرمانية للمدة من عام 113 قبل الميلاد وحتى عام 596 بعد الميلاد. فنحن نتحدث هنا عن معادن ثمينة ونادرة ومؤثرة على عصب الصناعات الدولية المتقدمة. والتي يحتمل ان تكون موجودة تحت اقدامك في الأرض التي تعيش عليها، لكن الصين انفردت وحدها في استخراجها وتنقيتها وبيعها وتصديرها. حتى جاء اليوم الذي اكتشفت فيه الصين انها تتحكم بكنوز الجرمانيوم والجاليوم، وانها قادرة على الحاق الضرر بخصومها كيفما تشاء. فتحركت بقوة هذه الأيام لتقييد صادرات الجاليوم والجرمانيوم إلى المعسكر الأمريكي، وهي تعلم علم اليقين ان هذه المواد من أساسيات تصنيع معدات الطاقة الشمسية وكابلات الألياف الضوئية، ورقائق الكمبيوتر عالية السرعة، وفي تصنيع المعدات العسكرية، مثل: نظارات الرؤية الليلية والأقمار الصناعية. وتعد أيضاً من أساسيات إنتاج الكثير من الأجهزة الإلكترونية: من آلات إعداد القهوة إلى السيارات الكهربائية والهواتف الذكية، إضافة إلى استخداماتها في مجال صناعة الأسلحة. .
وقد تسبب قرار الصين في تفاقم أزمات سلاسل التوريد على الصعيد العالمي، وفي إرتفاع أسعار تلك المواد بين ليلة وضحاها. .
فالجاليوم عنصرٌ كيميائي رمزه Ga وعدده الذرّي 31. اما الجرمانيوم ‏فهو أيضاً عنصر كيميائي شبه موصل رمزه Ge، وعدده الذري 32. ويمتلك خصائص مضادة للإشعاع تجعله مكوناً مهماً في الصناعات الفضائية. .
وبالمقابل باشرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بفرض قيود على الرقائق المتطورة ومعدات صناعتها والبرمجيات المستخدمة في الصين لإنتاج أشباه الموصلات، مبررة هذه الإجراءات بمخاوف تتعلق بالأمن القومي.
وترى الصين الساعية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعة أشباه الموصلات، أن إجراءات الولايات المتحدة هدفها تقييد نموها والحفاظ على تفوق واشنطن التقني في هذا المجال. .
تنتج الصين حوالي 60% من الجرمانيوم في العالم. ووصلت صادراتها منه إلى 43.7 طناً مترياً في العام الماضي. وتنتج حوالي 80% من الجاليوم، ووصلت صادراتها منه إلى 94 طناً مترياً في العام الماضي. وبلغت قيمة واردات الولايات المتحدة من رقائق معدن الجاليوم Ga، وزرنيخيد الجاليوم (GaAs) في العام الماضي حوالي 200 مليون دولار. .
وسبق للصين عام 2010 ان فرضت الحصار على تصدير هذه المواد إلى اليابان، الأمر الذي اضطر طوكيو إلى البحث عن مصادر أخرى لدعم صناعاتها المحلية. .
ختاماً: لقد استحوذت الصين في العام الماضي على طلبات التوريد العالمي بقيمة 180 مليار دولار في سوق أشباه الموصلات، أو ما يقرب من ثلث قيمة تجارة أشباه الموصلات العالمية. وبالتالي فان القيود التي فرضتها الصين سوف تؤثر كثيراً على إنتاج الشركات الأمريكية والأوربية. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات