لافتات على طريق الإصلاح

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7689 - 2023 / 7 / 31 - 00:17
المحور: الفساد الإداري والمالي
    

كل خطوات الإصلاح تبدأ بتشييد المبادئ الاساسية، وكل مراحل الانهيار تبدأ بتهديم تلك المبادئ والتخلي عنها. وبالتالي فان الخطوة الأولى تبدأ بإصلاح أخلاق الفرد وتهذيب طباعه، فاصلاح الحقل و نثر البذور و إرواء الأرض تجعل من الإنسان حكيماً، وتمنحه وقفة للتأمل يشاهد فيها مراحل ولادة الخير ونموه. فإصلاح الرعية بإصلاح الراعي، وإصلاح المجتمع بإصلاح الفرد. فالفساد يهبط من اعلى إلى أدنى، و الإصلاح يصعد من أدنى إلى أعلى. وما أكثر الذين يلوحون بشعارات إصلاح الناس وينسون إصلاح أنفسهم. .
فالاصلاح الحقيقي يبدأ من الذات، وتتمثل بسلوكك وتصرفاتك في السر والعلن، وبينك وبين نفسك. ولا يمكن ان يُقاس الاصلاح بالمظاهر والمناظر.
ومن الأقوال المأثورة: أصلح نفسك يصلح لك الناس. .
فاذا كنت تستخدم المزيد من المناديل الورقية أو الصابون في المطعم أو في الفندق أكثر مما تفعل في بيتك، فأعلم انك تمتلك الاستعداد للاختلاس من هنا يتعين عليك ان تصلح نفسك. واذا كنت تفرط في التهام الطعام في الولائم والمناسبات فهذا دليل على انك تمتلك الاستعداد لنهب المال العام فاصلح نفسك ولا تكن جشعاً. وإذا كنت مدعوا إلى وليمة ووضعت كمية من السكر في الشاي أكثر مما تفعل في منزلك فأن لديك استعدادا للفساد، فاصلح سلوكك ولا تفعل ذلك. واذا كنت تتجاوز طوابير المنتظرين وتتقدمهم عنوة فهذا دليل على قدرتك على الصعود فوق أكتاف الناس وتسلق السلم الوظيفي بطرق ملتوية. فأصلح نفسك ولا تكن وصولياً. اذا اعتقدت ان الاموال التي قد تجدها في الطريق هي حقك فلديك بوادر لصوصية، ويتعين عليك ان تردها إلى أصحابها. وإذا على استعداد لتجاهل تحذيرات اشارات المرور فانت على استعداد لتقبل كل الانتهاكات ولو راح ضحيتها الأبرياء. وإذا كنت تبحث عن ألقاب الناس ودياناتهم فأنت عنصري وطائفي من الطراز الأول، وأعلم ان الناس إثنان اما اخ لك في الدين، أو شبيه لك في الخلق.

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل