نادي القيم الرياضية المفقودة

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7687 - 2023 / 7 / 29 - 00:49
المحور: عالم الرياضة
    

دعوني أكتب للمرة الأخيرة عن تدني المستوى الأخلاقي لأقدم وأكبر وأشهر نادي عربي في ملاعب كرة القدم، وأعني به (النادي الأهلي المصري)، الذي اشتهر بإنه نادي المبادئ والقيم، ونادي الأخلاق الرياضية السامية. لكن واقعة (الشحات) واعتداءه السافر على اللاعب المسالم المؤدب (الشيبي) أظهرته على حقيقته، فقد جاءت ردود أفعال إدارة النادي والعاملين فيه من اعلاميين ومطبلين وموتورين ومهرجين متنافية مع أبسط المبادئ والأخلاق. وذلك على الرغم من تفاعل الشعب المصري الشقيق مع الواقعة، وإدانته لهذا التصرف المتهور من لاعب يتظاهر بالتدين الشكلي والدين منه براء. فلم نتوقع ظهور اللاعب القديم والاعلامي الفهيم (شوبير) في مشاهد منافقة حاول فيها تسويق الواقعة وطمطمتها والتغليس عليها. ثم ظهر القرقوز (إينو) معبراً عن فرحته الغامرة بانتصارات النادي على الضيف المغربي. ولكنني أصبت بدهشة عظيمة عندما استمعت للمعلق الرياضي (علاء صادق) المعروف بصوته الأنثوي الرقيق، وهو ينتصر للشحات المتحالف مع الوقاحة، ويصف الشيبي بالفأر المذعور والجرذ المقهور. كنت اتوقع ان أسمع كلمة الحق من هذا المتصابي الطاعن في السن، لكنه كان أسوأ من عبَّر عن تدهور أحوال النادي، وصار واضحاً ان هذا النادي تخلى تماماً عن كل القيم والمبادئ والاعراف والقوانين الرياضية، وهبط بمستواه إلى الحضيض، فأصبح أقرب إلى ضحالة
أبناء الأزقة والشوارع. .
ثم جاءت الصدمة الكبرى عندما تقدم نادي المبادئ المفقودة بشكوى قضائية ضد الشيبي متهما إياه بالتهور والعنف. .
والسؤال الذي يطرحه الجمهور العربي في المشرق والمغرب: هو كيف أختفى دور وزارة الرياضة والشباب في التصدي إلى الحادث الذي تحول إلى أزمة بين بلدين شقيقين ؟. أين دور القضاء ؟. وأين دور الإتحاد الإفريقي لكرة القدم ؟. .
كان من المفترض إصدار عقوبة حرمان نادي الشحاتين من اللعب في الدوري لعامين متتاليين. ويتعين على الاتحاد المغربي ان ينتصر لابناء جلدته ويمنعهم من التعاقد مع النوادي المصرية كي لا يتعرضوا للإهانة، وحتى إشعار آخر، أو حتى تستعيد الاندية المصرية وعيها وحتى تسترد عدالتها الضائعة. وسوف نلتزم الصمت ونعلن الحداد على فقدان المبادئ الكروية حتى يأتي اليوم الذي تعود فيه تلك النوادي إلى رشدها. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل