أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - كاظم فنجان الحمامي - عيوب إدارية تستحق المعالجة














المزيد.....

عيوب إدارية تستحق المعالجة


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7688 - 2023 / 7 / 30 - 00:33
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


حينما يفقد المسؤول ضميره ويتخلى عن مبادئه، وحينما يتجرد مدير القسم الاداري عن أخلاقه الوظيفية، تصبح المهام التدقيقية والرقابية عبئاً ثقيلاً على العاملين في مؤسسات الدولة. وتتحول البلاغات الادارية إلى ألغام سريعة الانفجار تتناقلها المخاطبات الرسمية من قسم إلى آخر، ومن هيئة إلى أخرى تحت مظلة المحاصصات السياسية، التي تسببت في تفكيك الهياكل الادارية، وتقليصها إلى دكاكين ومقاطعات تقتصر اهتماماتها على تغطية الانتهاكات وتبرير الخروقات وتسريب البيانات وبيع الوثائق والمستندات. .
ولكي نتعمق في خبايا هذه الظاهرة، نفترض وجود موظف رقابي اسمه: (صابر)، ونفترض انه رفع مذكرة إلى مديره المباشر، وانه تناول فيها بعض الانتهاكات والخروقات والتجاوزات. فأن السياقات الصحيحة تقضي قيام المدير بدراسة المذكرة، والتأكد من صحة المعلومات، ومن ثم مخاطبة الجهات العليا بكتاب رسمي معزز بالأدلة من دون التعريض بالموظف (صابر)، ومن دون الاعلان عن اسمه حتى لا يكون هدفاً للضغط والتهديد. اما ما يجري الآن في معظم المؤسسات، فيتمثل بقيام مدير الشعبة بمخاطبة مديره الاعلى بصيغة يشير فيها إلى اسم الموظف (صابر) بانه هو الذي رصد الانتهاكات، وهو الذي شاهد الخروقات، وهو الذي اكتشف التجاوزات. وكأنه يوشي به، ويتركه فريسة للعصابات والمافيات التي ارتكبت تلك المخالفات. ثم يرفع الرئيس الاعلى مذكرة فورية إلى الوزير يقول فيها: ان (صابر) هو الذي شاهد الخلل، وهو الذي رصد الحالة، وهو الذي يتحمل تبعات هذا البلاغ. وغالبا ما تكون صيغة المخاطبة بالشكل التالي:-
(نو ان نعلم سيادتكم ان الموظف المدعو صابر المنسوب إلى القسم الرقابي الفلاني، هو الذي رصد هذه الحالة وشاهدها بنفسه، وهو الذي تابعها وسجلها وقام بتوثيقها). فيأتي الرد باخضاع (صابر) للتحقيق. في حين اصبحت جميع العصابات والمافيات على علم بما قام به (صابر)، بعد بضعة أيام يجد صابر نفسه منقولا إلى مكان آخر، بينما تنهال عليه الانتقادات من زملاءه في العمل. .
وعلى السياق نفسه هنالك مجاميع كبيرة من الموظفين الذين يعملون لحساب أصحاب النفوذ، تكاد تنحصر مهامهم بتصوير المستندات بعدسات هواتفهم الذكية، وارسالها إلى جهات خارج الوسط الاداري، وغالبا ما تكون شركات أو مستثمرين. .
والمشكلة الاخرى ان بعض الموظفين يعملون لحساب بعض النواب، وينقلون لهم أدق التفاصيل اليومية. فيقوم النائب بنشرها على صفحته في الفيسبوك بهدف التشهير. .
أذكر ان احدى النائبات نشرت كتابا يتضمن معلومات على درجة من الحساسية قبل خروج الكتاب من مقر الوزارة. فسألتها: كيف وصلك الكتاب ؟. فقالت: نحن نعرف شغلنا يا استاذ. فقلت لها: وهل يمنحك وضعك البرلماني حق اختراق مؤسسات السلطة التنفيذية والتجسس عليها ؟. فسكتت ولم تنبس بكلمة. .
اذكر ان احد النواب، وكان رئيسا للجنة نيابية، قال: نحن نعلم بفحوى الكتب الرسمية قبل خروجها من مكتب الوزير. فما بالك بما يحصل عليه كبار المستثمرين الذين يحملون الاموال اللازمة لشراء ذمم الموظفين. .
وما أكثر الموظفين الذين يعملون بلا ضمير وبلا ذمة. . .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بزنس المقابر: مدافن ترد الروح
- نادي القيم الرياضية المفقودة
- مهندس بحري من كوكب أورانوس
- اقلبوا المعادلة حتى يفهمها شوبير
- سيدي السياسي: أصلح نفسك أولاً
- تداعيات التهور الكروي في مصر
- سمعة الكرة المصرية على المحك
- المنظمات الدولية ليست ملكاً للعراق
- كائنات عدوانية هوايتها الرجم
- خناجر غادرة وحناجر تحريضية
- أوراق امتحانية متطايرة
- سري وفوري: العصفور في القفص
- هل سيفقد المحيط الهادئ هدوءه ؟
- مشايخ الفتنة وحماسهم التحريضي
- لغات دخيلة بلا قواعد
- تجدد أزمة الحبوب الأوكرانية
- أسرار دولية تسربت بالخطأ
- أجيبوني إن كنتم تعلمون
- حرب القوارب المسيرة
- خروقات من أدنى إلى فوق


المزيد.....




- لماذا قللت أمريكا من أهمية اعتزام بريطانيا وفرنسا وكندا الاع ...
- ويتكوف يزور غزة الجمعة.. وحماس تشترط -وقف التجويع- لاستئناف ...
- سرايا القدس تبثّ -رسالة أخيرة- لأسير إسرائيلي في غزة: -أموت ...
- تحريك أول دعوى جنائية بحق شخصيات بارزة في نظام بشار الأسد
- مفاوضات سوريا وإسرائيل: خلاصة الأخطاء والدروس
- مسرح أوروبا الدموي يعود من جديد
- مصر تعتبر المظاهرات أمام سفاراتها لا تدعم القضية الفلسطينية ...
- مصدر: إسرائيل وأمريكا قد تغيران استراتيجيتهما بشأن غزة بعد ا ...
- بوتين يستقبل وزير الخارجية السوري في الكرملين.. ودمشق تعتبر ...
- واشنطن وعشر دول حليفة تتهم إيران بتنفيذ سياسة -اغتيالات وعمل ...


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - كاظم فنجان الحمامي - عيوب إدارية تستحق المعالجة