أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صلاح الدين محسن - كينو و جِدته الحبوبة














المزيد.....

كينو و جِدته الحبوبة


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 7692 - 2023 / 8 / 3 - 19:51
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من مدونتي July 01, 2015

منقولة من الواقع
أغلب الوافدين لكندا من الدول الناطقة بالعربية . تجدهم متمسكين وبشدة , بنفس العقائد والتقاليد والعادات التي بسببها هجروا بلادهم المتخلفة والعصية علي النهوض والتقدم .. وأغلبهم يعتزون بتلك
التقاليد , والديانات بصفة خاصة .
فهم يجبرون أولادوهم الذين ولدوا في كندا . أو جاءوا اليه وهم أطفال صغار . علي العيش في مجتمع غربي حر , بأجسادهم فقط .. أما عقولهم وسلوكياتهم فعليهم ألا يشغلونها الا حسب عادات ومعتقدات الشرق , بكل ما فيها ... !!
فيفرضون علي البنت ألا تكون مثل زميلاتها في المجتمع الكندي الحر , في المدرسة أو الجامعة . او في مكان العمل . بل تكون مثل بنات دول شرقية لم يعشن فيها الا أعوام قليلة من طفولتهن , وربما لم يولدن بها أصىلاً , ولا زرن تلك الدول من قبل أبداً . !..

فمن الضروري ان شاءت البنت الزواج ,, ألا تتزوج الا بمشورة أهلها وبرضاهم .. وأن يكون طالب الزواج . من نفس ديانتها ...
بعكس زميلات الابنة . الكنديات .. لهن حرية اختيار الزوج أو الشريك - البوي فريند - دون الاهتمام برأي الأهل الذين لا يتدخلون - كعادتهم - في الحرية الشخصية لبناتهم - ببلوغهن سن 18 سنة من العمر - ..

انتظرَت الشابة الشرقية - من احدي دول الشرق الأوسط - لحين تجد عريساً علي هوي الأهل .. وانتظرت وانتظرت .. حتي وجدت نفسها علي عتبة العنوسة . لم يعد باقياً لها سوي عام واحد أو عام وبضعة شهور وتنقطع الدورة الشهرية عنها . وتجد نفسها محرومة من الأمومة طوال الباقي من عمرها .....
هنا نفذ صبرها .. فسارعت قبل ان يفوتها قطار الأمومة الذي لن يمر عليها بعد ذلك .. .. ومالت علي زميل لها في العمل .. وسيم , مهذب , فيه صفات تحبها , ولكنه لن يتزوجها .. فله صديقة أخري .. همست في أذنه وهي تبتسم في وجهه .. وبصيغة بين المزاح و الجد . وقالت : أريد ان انجب منك طفلة أو طفل جميل مثلك ..
ضحك زميلها الكندي - الأوربي الأصل - بسرور .. ورحب بالفكرة ..
........ ...... .........
حملت منه . وأنجبت طفلاً جميلاً .. أسمته " كينو " ..
وضعت حملها بالمستشفي .. وعندما علم الاهل .. والمعارف من الجالية من نفس بلادها وبلاد أخري شرق أوسطية .. راحوا يتقولون ويتهامسون : انه طفل زنا .. هذا ابن زنا .... ولكن قانون البلاد معها , في صفها , مع حريتها الشخصية ..
لم تعرهم أي أهتمام .. كانت فرحة جداً بطفلها وباستقبالها للأمومة ..
شاركتها الفرحة دون اكتراث بأقاويل الناس . أمها ...
أمها وابوها .. ما بين أواخر السبعينيات أو أوائل الثمانينيات من العمر .. صحهتهما جيدة . حالتهما المالية جيدة .. لهما غيرها أولاد وبنات وأحفاد .. لهما سيارة خاصة . يذهبان بها يوميا الي مجمع تجاري كبير - يمارسان المشي بداخل طرقاته الطويلة العريضة الواسعة .. ثم يشتريان حاجتهما ويعودان بسيارتهما الي شقتهما الفسيحة التي تشرف علي موقع صحي وجميل ..

برغم من أن الجدة لها أحفاد آخرين غير " كينو " الا انها فرحت به كما لو كان هو الحفيد الأول ...
اذا كان زواج ابنتها قد تأخر جداً .. وصارت علي مقربة من الدخول في ظلام ليل العنوسة .. مما شكل للأم هماً كبيراً وحزناً دفيناً , و انزاح من فوق صدرها ...

" كينو " محظوظ بهذه الحبوبة - الجدة .. وهو الاسم الذي يطلقه أهل السودان علي الجدة " الحبوبة " - اذ تلقفته من أمه , الي حضنها , لتجدد به أمومتها .. وغمرته بكل أنواع الهدايا .. وما ان كبر وصار قادراً علي المشي .. اصطحبته معها في زيارتها الي بلدها الأصلي بالشرق الأوسط ..

اسم الطفل من الواضح انه أجنبي , ولكن الجدة كانت تقدمه لأقاربها وأحبائها ومعارفها , بسرور وبتلقائية بالغة : كينو .. ولد ابنتي فلانة ..
فرحة الجدة بحفيدها الجديد .. وفرحتها لأجل ابنتها التي ظفرت بالأمومة في الوقت الضائع من مباراة عمرها الأنثوي .. وفرحة أم كينو .. بطفلها " كينو " وسعادتها بفرح أمها بذاك الطفل , ولأجل فرحة ابنتها .. وفرحة " كينو " بجدته الحبوبة الحنون .. وفرحته بحب أمه له , كطفل لن تجب غيره بعد , لا ولد ولا بنت .. فرح الثلاثة ببعضهم .. كان أكبر بكثير من كل الطنين الذي يصدر من وقت لأخر حولهم ...
وكل يوم ,, أكثر من مرة .. اذا كان " كينو " مع جدته " تتصل الأم لتسأل : كيف كينو .... ؟ أريد أن أسمع صوته ...
يفرح كينو وهو يلتقط االتليفون ليكلم أمه .. بما يمكنه من الكلمات أو الأصوات .. التي تطرب لها الأم ..
فان كان " كينو " مع أمه .. تتصل الجدة عدة مرات .. لتسأل : كيف كينو ..؟! دعيه يكلم تيتة ..
الثلاثة سعداء فرحون .. ولا وقت عندهم ليتساءلوا : ما بال الآخرين غاضبون حانقون ...؟!
الثلاثة سعداء لأنهم يعيشون بأقصي غرب الكرة الأرضية - كندا ..
بعيداً عن الموطن الأصلي للأم والجدة ,, حيث لا تزال هناك بالشرق , شعوب تعيش كل
يوم قصة " شفيقة ومتولي " ... الشابة المصرية الصعيدية , التي قتلها شقيقها لأنها حملت من شاب تحبه .....
======



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آراء ورؤي وتعليقات -1
- الزعيمة درية شفيق .. لأنها لم تكن راقصة ... !
- قضايا بلا حلول و الجدل حولها لاينتهي - الحلقة العاشرة والاخي ...
- بيان هام من السماء التاسعة والعشرين - كلاكيت
- فهامة مجانية في الأمور العربفونية
- قضايا بلا حلول و الجدل حولها لاينتهي - ج 9 / الزعيم عبد الكر ...
- الكتاب المحروق الذي شغلوا العالم به وشغلوا هيئة الأمم المتحد ...
- منوعات من هنا وهناك
- كٌتاب وقراء 3-3
- المحتجون ضد السويد وحكاية حرق القرآن
- السياسيون العشاق لا يتوبون !
- من الحوارات مع القراء
- قضايا بلا حلول , والجدل حولها لا ينتهي - 8
- قُراء وقِراءات , ومنوّعات
- قضايا بلا حلول , والجدل حولها لا ينتهي - 7
- سنباطيات السنباطي - مطربات رفعهن لمستوي أم كلثوم
- عنتريات علي الحدود تضر بأضعاف ما تفيد , وهل تفيد !؟
- قضايا بلا حلول , والجدل حولها لا ينتهي - 6
- أسيادنا وستاتنا !
- كتابات أخري .. لناس غير العادة


المزيد.....




- هل يؤثّر منح اللجوء للنساء الأفغانيات على معدّلات الهجرة في ...
- هل تسقط حصانة جيرار ديبارديو أخيرًا ويحاسب على اعتداءاته؟
- الناشطات مناهل العتيبي وبشرى بلحاج وجميلة بن طويس بمواجهة ته ...
- مركز أبوظبي للغة العربية يُخلّد منجزات المرأة في كتاب «مئة م ...
- بينهم -تيك توكر- شهير.. ضبط عصابة لاغتصاب الأطفال في لبنان
- قطب صناعة السينما هارفي وينستاين يعود إلى المحكمة بعد إلغاء ...
- -نظام الملالي- والمرأة.. موجة قمع جديدة ضد النساء في إيران
- 1 May 2024
- لبنان.. تقارير تشير إلى اغتصاب 30 طفلا من قبل -تيك توكر- شهي ...
- جندي إسرائيلي سابق يكسر الصمت: استهدفنا النساء والأطفال في غ ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صلاح الدين محسن - كينو و جِدته الحبوبة