أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - عندما غاب مفهوم المواطنة سادت الفوضى في لبنان














المزيد.....

عندما غاب مفهوم المواطنة سادت الفوضى في لبنان


حسن احمد عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 7690 - 2023 / 8 / 1 - 22:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد 97 سنة على وضع اول دستور لبناني، يبدو المشهد الذي تنبأ به المفكر ميشال شيحا واقعا اليوم، في ظل الفوضى التي تعم البلاد جراء تمسك كل فريق بمواقفه التي هي في الاساس مواقف شخصية ومصلحة للقيمين على اطراف النزاع.
اذ حين انتهى رئيس لجنة وضع الدستور، ميشال شيحا، قال: "يا سادة هذا دستور لبنان المكتوب، أما دستوره الحقيقي غير المكتوب فهو إن لبنان لا يُحكم إلاّ بالتسويات وأنصاف الحلول".
وما اكد هذه القاعدة ان طوال نحو 30 ثلاثين سنة، بعد وضع الدستور موضع التنفيذ جرت اول هزة، او بالاحرى خضع البلد لامتحان عنف دموي، تمثل في ما عرف لاحقا بـ"ثورة 1958"، التي انتهت الى "لا غالب ولا مغلوب"، لان فعلا البلد لا يحكم الا بالتسويات.
وعندما وضع المفكر السياسي الهولندي أرنت ليبهارت نظرية "الديمقراطية التوافقية" في سبعينيات القرن الماضي، كانت بعض الدول في العالم تسير على هذا النسق، غير ان لبنان كان دائما يخرج على هذا المبدأ لان هناك من رأى في الانعزال فرصة له للهيمنة واعلاء شأن الخاص على العام، من خلال الاستحواذ الطائفي في مجتمع مركَبة متجانسة اجتماعيّاً، لكنه يختلف طائفيا، لهذا فان بحاجة الى العمل بمبدأ الوفاق والتنافس بين شرائح المجتمع المتعددة يقوم على مبدأ التكافؤ الاقتصادي والاجتماعي، وتحييد الطائفة عن السياسة، لان وفقا لميشال شيحا فان "كل ما تربحه الفكرة الطائفية تخسره الامة، وبالتالي لا يحكم لبنان إلا بالتوافق والتوازنات، لانهما هما يوطّدِان العيش المشترك بين اللبنانيين".
اليوم، وجراء فشل التيارات والاحزاب كافة في خلق قاسم مشترك يمكن ان يدفع باتجاه اعادة احياء المؤسسات والخروج من دائرة الافقار والجريمة، والتفلت الامني، لان الجميع اتجه الى الخارج لطلب المساعدة باستقواء على الاخر في الداخل، وهو وضع موروث منذ العام 1958، وتبلور في العام 1969 مع اول تنازل طوعي عن السيادة اللبنانية في ما سمي "اتفاق القاهرة"، وما تبعه من استنجاد بالعدو من اجل تغلب فئة على اخر، فكان اتفاق 17 ايار/ مايو 1983 العنوان الابرز للتغيرات الكبرى في لبنان، وما تبعه من ممارسات الاحتلال الاسرائيلي التي وسعت الهوة بين المكونات الاجتماعية، وهو ما اثر لاحقا على المجتمع الذي وجد نفسها يعيش انقساما عموديا، استمرت بتغذيته اطراف داخلية، ووصل الى حد المطالبة بالتقسيم.
صحيح ان هذا الامر كان موجودا في ادبيات بعض الاحزاب اللبنانية التي وصلت الى الحائط المسدود جراء المتغيرات الاقتصادية والجغرافية التي شهدها لبنان خلال الحرب الاهلية، لكنها حاولت تغييب هذه الفكرة، غير انها اليوم عادت اليها بسبب عدم وجود مشروع وطني جامع.
لهذا ما يشهده لبنان من فوضى، انما هي في الواقع نتيجة لغياب مشاريع وطنية حقيقية، لا تكون مغلفة بالشعارات الوطنية، انما مضمونها طائفي بحت، لهذا مثلا انقسم اللبنانيون في التعاطي مع العدو، ايا كان هذا العدو، لان وفقا لمقولة عبدالرحمن بن خلدون "الناس على دين ملوكها"، وكما في المثل اللبناني "نحن مع الامير بشير مش مع الباذنجان"، فما رسخ الاقطاع والزبائنية في المجتمع طغى على مفهوم المواطنة والدولة، ولهذا لاخلاص للبنان اليوم الا بالعودة الى ما قاله ميشال شيحا قبل 97 سنة، طالما ان الجميع يعمل بالمثل الشعبي "حسب السوق سوق"، وهذه طامة المجتمع التي تربى على الزبائنية، ولم بترب على المواطنة.



#حسن_احمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب اللبناني... يداوي وجعه بثرارة السياسيين
- لبنان... مسلسل الشواغر يفتك بالمؤسسات
- قانون ساكسونيا يحكم لبنان
- الخرق المستمر للدستور اللبناني ... ورش الملح على الجرح
- عندما تحكم السخافة دولة... لبنان مثالا
- حاكم مصرف لبنان وغرائبية محاكمته واسبابها
- التنظيف الاجتماعي... نظرية وحوش المال للبقاء
- ماذا يعني اصدار فئات عملة جديدة في لبنان؟
- لبنان ... والنحر المتعمد
- الفراغ الرئاسي في لبنان قديم يتجدد... وسيتجدد
- الفيدرالية في لبنان... احلام العصافير واقنعة وحوش المذاهب
- كابلات الانترنت بعد -نرود ستريم-... شدوا الاحزمة
- هل اصبحت الولايات المتحدة جمهورية موز؟
- ابالسة لبنان... لا شريف بينكم
- هل يكون هدف التصعيد النهائي تقسيم روسيا؟
- لعبة عض الاصابع في اوكرانيا
- مقالة
- التطرف وباء يهدد ديمقرطيات العالم... الولايات المتحدة نموذجا
- اقتحام مجلس الشيوخ... واسقاط الهيبة الاميركية
- اضمحلال الجمهورية في لبنان


المزيد.....




- في قائمته 4 خيارات فقط.. كشك تاكو صغير في المكسيك يحصد نجمة ...
- أوكرانيا تزعم إغراق بارجة روسية في البحر الأسود
- متظاهرون مطالبون برحيل نتنياهو يغلقون مدخل القدس بصندوق اقتر ...
- سيناريو مرعب.. دراسة تحذر ألمانيا من الخروج من الاتحاد الأور ...
- مشاركة عزاء للرفيق د.موسى العزب بوفاة عمه
- دراسة: علاج العقم يضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب بعد الولادة ...
- خبير روسي يشرح طرق مكافحة مقاتلات -إف – 16- الدنماركية الأمر ...
- ما سبب التقدم السريع للقوات الروسية في منطقة خاركوف؟
- هل تستطيع حملة بايدن استعادة الناخبين السود؟
- الجنرال بوبوف يذكر الأهداف الجديدة لصواريخ ATACMS الأميركية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - عندما غاب مفهوم المواطنة سادت الفوضى في لبنان