أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - أضواء على ما يحدث في كربلاء -1














المزيد.....

أضواء على ما يحدث في كربلاء -1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7688 - 2023 / 7 / 30 - 14:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من أساسيات الفكرة الإيمانية عندي كما هي عند الكثير ممن يؤمنون أن الدين قيم وأخلاقيات ومثل رافعة للسلوك البشري ومثمرة في صنع وعي تفاعلي أرتقائي، ينقل الإنسان من دائرة اللا هوية والوعي المشوش إلى دائرة الوعي بما يحمل من قيم إيمانية ووضوح الرؤيا وبيان الطريق، فالدين ليس في الفرض أو التصور والممارسة فوضى وسلوك غير منضبط إبتداعي وتطوري مع رغبات مبتكرة أو تصورات تعبيرية عن حالات فردية أو جمعية، لذلك فالدين حرص منذ البدء أن يبين كل شيء وبالتفصيل وبحدد شروط وطرق عملية للممارسة أو السلوك العبادي، وسمى كل شيء باسمه مناسك عبادات فروض طاعات وواجبات ونوافل وإلى غيره، حتى لا يلتبس على أحد أمر ما فيتيه أو يضطر لأنشاء بديلا عما لا يعلم، أو ينشيء من نفسه طقسا أو شعيرة ما لأنها تعبر عن مكنونه الخاص.
هناك حقائق لا يختلف عليها عاقلان أبدا ولا يمكن أن نتجاوزهما مهما كانت الأسباب والمبررات والعلل، منها أن الله هو من شرع الدين وهو صاحب الحق الفريد والحصري في التعبير عما يريد منا، النقطة الأخرى الملزمة عقلا ومنطقا وهي أننا طالما أمنا بالدين فعلينا الألتزام بما مطلوب منا وتأدية الواجب بأحسن ما يمكن ومستطاع، النقطة الثالثة والمهمة هنا أن دين الله المرسوم باق مع بقاء الله وبقاء الوجود حتى يأذن الله بغيره أو يعدله أو يبدله وكل ذلك في الكتاب مسطورا، النقطة الرابعة والمهمة أيضا لا يجوز لكائن من يكون لا نبي مرسل ولا ملاك مبعث ولا راغب بشيء أن يغير أو يبدل دين الله وطقوسه وشعائره ويفسرها على هواه إن كانت تتعارض مع أصل الدين وروحه وجوهره، لا حبا بأحد ولا كراهية لأحد ولا أنتماء لحالة ولا عن خروج عن طور أو سلوك بشري، هنا أقفل الله الأبواب عن البدع والخرافات والهوى النفسي في أن تكون طريقا لعبادة الله.
إلى هنا هذه مبادئ متفق عليها بين العقلاء حتى الذين لا يؤمنون بدين أو لا يتخذون منهج الإيمان منطلقا لهم في حياتهم، يعتبرون ذلك من أسس الوعي بما نؤمن به فكرا أو إيمانا أو معرفة، لذا فلا خلاف أصلا على هذه المنطلقات الأساسية، الخلاف يبدأ من المسميات والخلاف يبدأ من التوصيف والخلاف يبدأ من التعليل والتبرير، إذا نحن نختلف في القراءات ولكن لا نختلف بالمبادئ والأصول والمنطلقات الأساسية، وهذا ينتج نوعين من الرأي والرأي المعارض، الرأي الأول يقول أن كل ما نفعله طالما لا نرتكب به مخالفة للشريعة ولدين الله فهو لا يتعارض مع الإيمان بالله ودينه، وما نفعله مجرد تعبير عاطفي وحسي وشعوري عن حدث هز وجدان المؤمن، لأن المؤمن الحقيقي حساس ومتفاعل مع الإنسانية المظلومة، الرأي الأخر يقول نعم لا ضير إن كانت بعنوان تعبير وشعور وإحساس فردي حقيقي لا أن نجعله جزء من العقيدة الملزمة ومن نصوص الدين، ولكن أيضا لا يمكن أن نجعل منها بديلا كاملا عن الإيمان وشعائره وطقوسه، فلم ولن تتحول الخرافة في يوم الأيام إلى دين يؤمن به الناس، ولكن كثيرا من جوانب الدين تحولت إلى خرافات بفعل الجهل والكهنته.
الرأي الثاني والذي يرى أن ما يجري من أستبدال لقواعد دينية وأسس إيمانية ببدائل بشرية انفعالية موضوعة لا أساس لها في دين ولا منهج ولا شرعية تشريعية جريمة بحق الإنسان أولا قبل الدين وقبل الله، وذلك بأعتبار أن البعض يبرر لها بأنها تسد الخلل والتقصير الديني عند الناس، والحقيقة هذا تزييف وتحريف وتضليل يمارسه كهنة معبديون يريدون تحريف الكلم عن مواقعه، أما بتخطيط مبرمج ومعتمد ومقصود بذاته ولذلك يوصف بانه سوء نية، أو بجهل وغرور وعدم التحرز من الشركيات والكفر والخروج عن أدنى مستويات الإيمان، يقابله أيضا رأي معارض وهو أن الله رب قلوب وليس رب حامد وهو يعرف ومطلع على النوايا وهو يعلم أيضا ان ما يفعله الناس ليس شركا به، بل حبا لوليه ومن ثم هو بالنتيجة حبا وعبادة لله بذاته لذاته.
في كلا الحالين والوجهتين في النظر فإننا لم نقرب أصلا من أصل الإشكالية ولم نجد لها طريق حل، المبررات مهما غلفناها بالمقدس لا تلغي الواجبات الأساسية، والأعذار مهما كانت عاطفية وشعورية وحتى صادقة فهي لا تغني عن التقصير والتخلف عن أداء الواجب، وحتى لو أعتبرنا ما يجري في كربلاء من طراز أو من سنخ المستحبات، أو حتى أذا أعتبرناها من النوافل التي يراد بها وجه الله، فذلك لا يغني عن حتمية الألتزام بالقواعد والضوابط الأصولية التي منها تبدأ حقائق الإيمان وإليها تنتهي في كل مرة، الواجب أولا ثم المستحب والفرض أولا ثم النوفله، أليس هذا منطق العقل والدين ويا ليت قومي يعلمون.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى العاشر من محرم
- الهدم الفكري ضرورة للبدء في البناء الجديد
- عصر الملا شيخ دبس
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 14
- عقيدة العصمة بين النص والأفتراض ج 6
- عقيدة العصمة بين النص والأفتراض ج 5
- عقيدة العصمة بين النص والأفتراض ج3
- عنوان الموضوع: عقيدة العصمة بين النص والأفتراض ج4
- عقيدة العصمة بين النص والأفتراض ج2
- عقيدة العصمة بين النص والأفتراض ج1
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 13
- من حصاد المعصوم والمقدس
- خطوة للموت ... خطوة للحياة
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 12
- صورة الله في الأديان كمثل صورة حامل الدين
- دائرة الوعي... أم دائرة الوهم...
- المشروع التنويري ومهمات التأسيس التجديدي للفكر الديني
- الدين بين القيم الوجودية وزعم روح المثالية
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 11
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 10


المزيد.....




- بالتزامن مع ذكرى النكبة: مجموعات متطرفة تهدد برفع علم الاحتل ...
- المسجد الأقصى على موعد مع استفزاز إسرائيلي جديد من نوعه في ذ ...
- رئيس وزراء اليونان إلى تركيا.. ويفتح ملف -الكنيسة التي تحولت ...
- متى يكون المسلمون أغلبية في أوروبا؟
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
- فيديو خاص: نداء عاجل من طلاب موريتانيا إلى الأمة الإسلامية؟ ...
- خطة مدغشقر.. يوم قررت ألمانيا النازية ترحيل اليهود إلى مستعم ...
- بالفيديو.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تسهدف قاعدة -رام ...
- “ابسطي طفلك” تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات وعرب س ...
- اجعل أطفالك يمرحون… اضبطها الآن || تردد قناة طيور الجنة الجد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - أضواء على ما يحدث في كربلاء -1