أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مسيرة آلام الفلسطيني في قصة -أم محمود أم الشهداء-














المزيد.....

مسيرة آلام الفلسطيني في قصة -أم محمود أم الشهداء-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7684 - 2023 / 7 / 26 - 00:16
المحور: الادب والفن
    


مسيرة آلام الفلسطيني في قصة
"أم محمود أم الشهداء"
قبل تناول القصة ننوه إلى أن القاص استخدم صيغة القص الخارجي، مما يجعله (بعيداً) عن الأحداث، لكنه عندما سمى القصة "أم محمود" ربط نفسه بالأحداث، فهناك العديد من الروايات والقصص كان بطلها "محمود" وهذا يشير إلى وجود شيء من القاص/الكتاب في أعماله، من هنا يمكن أخذ التشابك بين الواقع المتخيل، إلى واقع الكاتب، وإلى واقع السارد، فالقصة تجمع الكيانين معا، كيان الكاتب وكيان السارد، وهذا يعطي القصة منحى مزدوج، الشخصي الواقعي، والغيري المتخيل.
ينطلق القاص من المخيم فهو مكان انطلاقة "أم محمود" في البحث عن أولادها الذي تفرقوا في أكثر من مكان، وما أن تصل حتى تجدهم قد رحلوا شهداء، ونجدها في كل رحلة تحمل معها صفيحتي زيت وزيتون، ودقيق، وزعتر" وهذا يأخذنا إلى فلسطين، فرغم أنها انطلقت من مخيم، إلا أنه موجود في فلسطين وليس خارجها، فالقاص بهذا أقرن فلسطينيتها وأكدها من خلال مال تحمله معها في رحلتها.
ونلاحظ فلسطينيتها من خلال اللغة التي تستخدمها، فاللهجة الفلسطينية حاضرة من بداية القصة حتى نهايتها: "أنا أجوع عنكم يمه، أنا أحفى أنا أعرى، أنا أبرد، أن أموت عنكم يمه بس الله ما يحرمني من شوفة عيونك وعيون ابنك ورفاقك" ص135و136.
إذن هناك اكثر من مؤشر على فلسطينية القصة، المكان/المخيم، اللهجة، الأحداث، والأحداث هي مركز القصة ومحورها، فالقاص يأخذنا إلى بداية النضال الفلسطيني وحتى أخر معركة خاضها في لبنان، تبدأ "أم محمود" بالحديث عن زوجها الذي استشهد في معركة القسطل عام 1948: "الله يرحمك يا أبو محمود ويجمعني معك في الجنة! والله ما بنسى اليوم إلي أجو فيه بجثتك محمولة على الكفوف بعد معركة القسطل" ص137، كان "أبو محمود" قد أوصى أن يكمل أولاده من بعده ما بدأه هو، فكان "محمود" بكره أول من استشهد من الأبناء، يتحدث أحد الشهود عما جرى ل"محمود" بقوله: " كان اليهود يجمعوا كل يوم مئات الشباب، ويوخذوهم إلى أماكن مجهولة يا خالتي، ...صاحب هذه الساق واحد من الألف والثمانمية" ص139، إذن "محمود" استشهد في فلسطين كوالده، بينما "علي" استشهد في الأردن في معركة الكرمة: "وبس عرفوا الشباب إني أم رفيقهم علي حطوني بعيونهم يا أبو محمود، وأخذوني لعند أبو عمار ، قال: علي كان الشهامة، كان النخوة والكرامة، علي كان بطل معركة الكرامة. بزنده دمر خمس دبابات، وأعطب ست مصفحات، ويومن شحت الذخيرة، عمل من جسمه لغم، وقفز من فوق رجم في برج دبابة" ص142، نلاحظ أن أحداث الاستشهاد يرويها آخرون، بينما يقتصر دور "أم محمود" على مخاطبة زوجها الشهيد "أبو محمود" وكأنه حاضر رغم غيابه، وإبداء مشاعرها تجاه أولادها الشهداء.
ثم ينقلنا القاص إلى "حسن" الذي استشهد في أحراش جرش بعد أحداث أيلول: "حسن بطل يا أم محمود، وظل يدافع عن جثمان القائد أبو علي حتى استشهد جنبه" ص144، بعدها يأخذنا إلى "شاهين" الذي قاتل في حرب 1973 ثم انتقل إلى لبنان ليستشهد في مخيم تل الزعتر: "ثلاثة آلاف شهيد كانوا ضحايا تل الزعتر يا أبو محمود... حكوا عن بطولة شاهين، وحكوا لي عن تل الزعتر ما يشيب رؤوس الأطفال يا أبو محمود" " ص146و148، أما "إسحاق" فقد استشهد عام 1982 رغم مشاركته في أكثر من حرب، 1987 وحرب 1980 لكن معركة بيروت وما تلاها من مجازر أخذت "إسحاق" معها: "صارت مجزرة يا أبو محمود، قام فيها اليهود وزلامهم بعد ما خلت المخيمات من المدافعين عنها" ص150، أما "عقبة" فقتل في حرب المخيمات: "المخيمات محاصرة يا خالة، عصفور ما فيه يدخل عليها" ص154، وعن ما جرى في مخيمات بيروت من وحشية، يقول رفيق "عقبة" "قبل ما يستشهد يا أماه، أوصانا أن.. أوصانا أن ..نأكل.. لحمه! أوصانا أن نأكل لحمه، كي لا نموت جوعا!! وكي نصمد في وجه الحصار!" ص161.
بعدها تخر أم محمود على الأرض وتسلم الروح، فالعائلة كلها استشهدت ولم يبق أحد منها، وإذا ما توقفنا عند الأحداث سنجد أن من تقتله العرب من العائلة اكثر ممن قتله الصهاينة، وهذا يشير إلى دور النظام
الرسمي العربي فيما آلت إليه أحوال الفلسطيني، فالقاص من خلال "أم الشهداء" قدم للقارئ أحداث تاريخية وما وقع للفلسطيني من مآس إن كانت على يد المحتل، أم على يد الأخوة والأشقاء، وبهذا ينكشف ما هو مخفي وتظهر حقيقة ما جرى. واستشهاد أم محمود بعد أبنائها الستة يشير إلى نهاية مرحلة في الثورة الفلسطينية وبداية مرحلة جديدة توجت بأوسلو..
المجموعة من منشورات دار الفاروق للثقافة والنشر، الطبعة الأولى 2022.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجموعة أم الشهداء الحالة النفسية في قصة -جسدي بين صبرا وبسمة ...
- الجديد في كتاب -غسان كنفاني، جذور العبقرية وتجلياتها الإبداع ...
- تمجيد الله في ومضة -أسقيتني- مأمون السعد
- ومضة -سقيتني- مأمون السعد
- مناقشة ديوان على حافة الشعر ثمة عشق وثمة موت- للشاعر الفلسطي ...
- طبيعة الصراع الفلسطيني الصهيوني في -رواية بيت للرجم بيت للصل ...
- المعاصرة والتراث في رواية -الحلاج يأتي في الليل- عزت الغزاوي
- لغة الشاعر في ديوان -منازل أهلي- حبيب الزيودي
- تقديم الألم في قصيدة -يا شيخ اثًقَلكَ السراب منير إبراهيم
- ديوان معلقة جلجامش على أبواب أوراك شاكر مطلق
- تحقيق الذات في رواية -لكي فعلت- إكرام ظاهرة عودة
- الرد على كتاب -الحجار تتكلم- جون إلدر
- الواقعية والرمز في رواية أم سعد لغسان كنفاني
- حقيقة المعري في كتاب -أبو العلاء المعري- زوبعة الدهور مارون ...
- الحركة في ديوان -هزات ارتدادية- سامر كحل
- المرأة والمجتمع الذكوري في رواية -رادا- إسراء عبوشي
- مجموعة شهادات على سياج الضمير حمدي الكحلوت
- طبيعة دولة الاحتلال في كتاب -العقلية الصهيونية ولاهوت الإباد ...
- نصب تذكاري حافظ أبو عبادية ومحمد البيروتي
- الغربة في رواية -على الجانب الآخر من الشرق- مفيد نحلة


المزيد.....




- أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024 ...
- منصة إلكترونية أردنية لدحض الرواية الإسرائيلية في الغرب.. تع ...
- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...
- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -
- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مسيرة آلام الفلسطيني في قصة -أم محمود أم الشهداء-