أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مجموعة شهادات على سياج الضمير حمدي الكحلوت














المزيد.....

مجموعة شهادات على سياج الضمير حمدي الكحلوت


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7651 - 2023 / 6 / 23 - 09:49
المحور: الادب والفن
    


المجموعة مكونة من تسع عشرة قصة، تتراوح مواضيعها بين الوطني والاجتماعي، والسرد القصصي جاء من خلال أنا السارد/القاص، والسارد/القاص العليم، وبخصوص حجم القصص يتراوح ما بين الخمس صفحات إلى السبع صفحات باستثناء بعض القصص جاءت تتجاوز هذا العدد ألاول تقل عنه، وهذا ما يجعلها من القصص الكلاسيكية التي حافظت على حجم القصة ومكوناتها الفنية، وكذلك نجدها تحافظ على الطرح الطبقي الذي ينحاز للفقراء والكادحين، من هنا يمكننا اعتبار هذه المجموعة أفضل ما يمثل القصص التي تهتم بالمضمون وتحافظ على الفنية القصصية.
بداية ننوه إلى ما جاء في مقدمة المجموعة التي تنتمي لأب الأرض المحتلة، من هنا نجد مجموعة من القصص تتحدث عن مقاومة الاحتلال وعن العمليات الفدائية التي كانت تجري، من هنا نجد العديد من القصص تتحدث عن هذا الأمر مثل قصة "الحصاد" التي تتحدث عن الفلاح الذي يخفي سلاحه في الأرض التي يعمل بها مزارعا، فيها يبين القاص الطريقة التي عامل بها المحتل الفلسطيني: "عرافيم، وكل عربي أما "مخرب" أو مساعد "لمخرب" وليدفع الجميع الثمن" ص112، ثم يأخذنا إلى إجراءات الاحتلال على الأرض والتي تتمثل في "ممنوع التجوال، حتى إشعار آخر، من يخرج من بيته تطلق عليه النار فورا، جميع الرجال حتى سن الستين يخرجون إلى ساحة المدرسة.. وبعد يومين من التعذيب الجماعي لا بد من كبش فداء يزين صدر النشر الإخبارية" ص113، هذه الأفعال بالتأكيد سيكون لها تبعيات، فمن يتعرضون لهذا الإذلال لا بد أن يقاوموا ويواجهوا المحتل، من هنا كان العمل الفدائي هو الوسيلة للرد على المحتل:
"المكان مطوق.. الانسحاب إلى نقطة (ه)... الساعة عشرون .. الشكل مزارع...تحت شجرة زيتون كبيرة كانت الحفرة كافية لإخفاء كل شيء... في يمناه كانت الفأس تلوح الآن... وفي اليد اليسرى كان يقبض على أعشاب برية نضرة... ومن فمه تعالت صيحات غاضبة تطال من الجنود المتقدمين في الحقل ألا يدوسوا الزرع بأقدامهم فقد حفت يده من البرد طوال الليل وهو يحضر الأرض لحصاد يوم جديد" ص144و115، اللافت في هذه القصة أنها تجمع ما بين الواقعية والرمزية، فهي تعطي القارئ الحالتين معا، وهذه الفنية هي من منحت القصة لمسة جمالية، إضافة إلى مضمونها التقدمي/الوطني المقاوم، وبهذا يكون القاص قد ربط بين المضمون المقاوم وفنية الشكل الأدبي.
وعن معاناة الفلسطيني في السفر والتنقل يتحدث في قصة "طقوس للحب عبر الأبواب الحزينة" عن ممارسة الاحتلال وتضيقه على المسافر دون مراعاة لأي حقوق وطنية أو إنسانية: "بل من هذا الأرض التي تدوسها بحذاء أمريكي وتقف على أبوابها حارسا تحدد لي ساعات زيارتها" ص18، هذه البداية، فهناك غريب/ محتل موجود بإدارة غربية أمريكية تنغص على الناس حياتهم ويحدد لهم زيارة وطنهم، بيتهم، أرضهم.
وعن الإجراءات والإذلال يقول: "ثمن العبور كبير... تدخل حافيا عاريا... من باب كتب عليه "إيها المواطن الكريم" وتخرج من باب الأحذية المعادة، الجسد تطوف به حمى من نوع آخر" ص19، وعن الفحص الأمني والتحقيق يقول: "لمن هذه الصورة؟.. هذا الرقم.. أعطنا الكتب.. كل شيء يجب أن يفحص... لا شيء يهم إلا الأمن" ص20، هذا حال الفلسطيني على نقاط العبور والخروج، منذ أن وجد الاحتلال وحتى كتابة هذه المداخلة.
هذا على صعيد إجراءات الاحتلال والعمل الفدائي، لكن هناك قصص اجتماعية تتحدث عن هموم الناس الفقراء وكيف أن ضيق الحال يحرمهم ممن يحبون/ يرغبون/ يريدون، في قصة "الوصية" يتناول القاص قصة حب تنشأ بين "سعيد" الفقير وفتاة، لكن والدها يرفض تزويجه بها لضيق الحال: "شاب في العقد الثالث.. لا يملك في الدنيا سوى راتب متواضع وبيت قديم" ص108، ورغم رفض والدها يبقى متعلقا بها، إلى أن يتوفى، وهنا يشعر "سعيد" أن الأبواب فتحت أمامه، لكن يفاجأ بهذا الأمر: "فقد كانت آخر كلمات والدها قبل أن يموت هي أن تكون زوجة لصديقه التاجر الحاج عبد الرحمن وقد أعطاه وعدا بذلك وليس لنا مفر من قبل تلك الوصية وتنفيذها...وأما .. أنت ف... ولم ينتظر سعيد بقية الحديث فقد أحس بدوار ولم يفق إلا وهو يضرب في الشارع على غير هدى" ص110و111، نلاحظ أن القاص لا يدخل في التفاصيل، مكتفيا بإعطاء إشارات للقارئ، وهذا ينم عن احترامه لعقلية المتلقي الذي سيصل إلى المضمون بعد أن يتوقف عند مجرى الأحداث.
المجموعة صادرة عن دار الشرق، عمان، الأردن، الطبعة الأولى عام 1984.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبيعة دولة الاحتلال في كتاب -العقلية الصهيونية ولاهوت الإباد ...
- نصب تذكاري حافظ أبو عبادية ومحمد البيروتي
- الغربة في رواية -على الجانب الآخر من الشرق- مفيد نحلة
- مواجهة الانتهازية والرسمي العربي في ديوان -رمل الذاكر- منير ...
- لفلسطيني في رواية “لقاء البحر” للدكتور محمود السلمان
- التشرد والموت كتاب -الفهرس السوري- علي سفر
- أوسلو والصراع في رواية -معبد الغريب- رائد الشافعي
- على هامش اختراق حدود فلسطين المحتلة
- الشاعر الحضاري في قصيدة -من أي معدن أنا- سامي البيتجالي
- ديوان -هناك حيث أنت- أحمد الخطيب
- التمرد في ديوان-مقام البياض- للشاعر جواد العقاد
- ما بين الأسود والأبيض همام طوباسي
- العقل الباطن في -اسمي وشم ذاكرة- عبد السلام عطاري
- الصراع الصهيوني الفلسطيني في رواية قناع بلون السماء باسم خند ...
- النكبة في الرواية الفلسطينية
- رواية المرافعة حسام الديك
- السواد والغضب في ديوان -ركاب الرحيل- نائلة أبو طاحون
- ذرة تراب على جبين عاشق شخصيات عربية فلسطينية، سير ذاتية، الج ...
- التنوع والتعدد في رسائل أسامة الأشقر
- الكتابة والسجن


المزيد.....




- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مجموعة شهادات على سياج الضمير حمدي الكحلوت