أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - إليزابيث تسوركوف -سجينة- سياسة إسرائيلية خاصة















المزيد.....

إليزابيث تسوركوف -سجينة- سياسة إسرائيلية خاصة


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7683 - 2023 / 7 / 25 - 17:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم من إعلان العراق فتح تحقيق بشأن اختفاء الإسرائيلية - الروسية، إليزابيث تسوركوف، فإن جداراً سميكاً من الغموض ما زال يحيط بمصيرها، فيما تشير مصادر محلية و اقليمية ودولية متطابقة إلى ضغوط تُمارس من قبل بعض المتورطين معها في الداخل لمعرفة مصيرها .

وتحدثت مصادر من «الحشد الشعبي» والأمن الوطني وأعضاء برلمان ، عن أن اختفاء تسوركوف في بغداد ، ليس له صلة بإحياء مفاوضات متعثرة غير مباشرة لإطلاق محتجز إيراني لدى إسرائيل . لكن الأقوال تضاربت عن مكان وجودها، إذ أكد مصدر مقرب من الفصائل المسلحة، أن تسوركوف ليست موجودة مع كتائب «حزب الله» في العراق ، بينما زعمت مصادر أخرى أنه تم نقلها إلى إيران.

ونفت المصادر وجود اتصالات بين إيران وإسرائيل عبر طرف إقليمي ، بينما ردد البعض أن المحادثات «تتم بتدخل روسي، ربما ينجم عنه إطلاق تسوركوف في الأيام المقبلة ، مقابل إطلاق يوسف شهبازي عباسعلي لو الذي تحدثت إسرائيل عن خطفه من داخل إيران في يونيو (حزيران) الماضي بتهمة التخطيط لشن هجمات ضد إسرائيليين في قبرص. هذه الرواية نفتها طهران بالقول إن يوسف شهبازي عباسعلي لو الذي ظهر في فيديو يدلي باعترافات، كان غادر الجمهورية الاسلامية قبل هذا الموعود متوجهاً الى باكو.

ويربط الكثيرون من أنصار محور ايران ، بين التطورات المثيرة التي يشهدها العراق على صعيد إثارة أزمات تحرجه مع محيطه الدولي وبين قضية تسوركوف. فقد خففت التظاهرات الاخيرة والاعتداء على سفارة السويد في بغداد بعد حادثة حرق نسخة من المصحف الشريف في السويد من الجدل حول المستوطنة الاسرائيلية إليزابيث تسوركوف ، لكن هناك في وسائل الإعلام العبرية بشكل خاص فالجدل مستمر بالرغم من أن موسكو حسمت محاولات ربطها بالموضوع حبن أعلن سفير روسيا في العراق يوم الإثنين 10 يوليو تموز 2023 أنها تجهل فقدان أكاديمية "إسرائيلية" بجنسية روسية. ليس هذا وحسب بل نُقل عن مصادر ديبلوماسية روسية قولها : "لقد اختارت اليزابيث تسوركوف البلد الذي تعيش فيه(إسرائيل) ، وهذا هو الجواب على جميع الأسئلة".

وفقا لمكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو ، إليزابيث تسوركوف ، وهي روسية يهودية تحمل الجنسية "الإسرائيلية" ، رهن الاعتقال ، ويمكن أن هذا الاعتقال طويل الأمد خاصة و أن الجهة التي أتهمها مكتب نتنياهو أي كتائب حزب الله بالاعتقال لمحت الى أنها ليست ضالعة .
كانت المخابرات الأمريكية تستفسر عن تسوركوف منذ اختفائها في بغداد في آذار (مارس) الماضي. ومع ذلك ، يبدو أنه لا توجد مصلحة أمريكية شخصية في إطلاق سراحها بأي ثمن، و الأطراف الغربية الأخرى غير مهتمة بالعثور عليها في خضم محاولات إحياء الصفقة النووية مع ايران . في هذا الواقع ، كانت المفاوضات حول تسوركوف بطيئة ، حيث يبدو أن الطرفين المعنيين ليس في عجلة من أمرها للإفراج عنها بأي ثمن يطلبه الخاطفون . 

فجأة ظهر اعتقال تسوركوف على صدر وسائل الاعلام الغربية والعبرية والعربية الرديفة بعد وقت قصير من إعلان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أن كتائب حزب الله العراقية قد اختطفتها في مارس آذار . على الرغم من أنها ادعت في البداية أنها روسية وأنها وصلت إلى العراق بجواز سفر روسي ، إلا أن تسوركوف كشفت أنها خدمت في المخابرات العسكرية الإسرائيلية ، وتحديداً الوحدة 8200 ، المتخصصة في العمليات السرية والتنصت والتشفير وأمن البيانات. وبدا واضحاً أنها لم تتخذ أي احتياطات لإخفاء انتمائها الإسرائيلي أو أنها كانت تتعمد ذلك ، مما يثير تساؤلات عن سر تجاهل الأجهزة الأمنية التي تراقب أنشطتها وعدم وعيها الذاتي والصرامة في عملها الاستخباري السابق. 

اعترفت تسوركوف بأنها جزء من وحدة استخبارات إسرائيلية و أنها خدمت أثناء حرب تموز في عام 2006 أثناء العدوان على لبنان . كما ذكرت أن أختها الصغرى "إيما" تعمل حاليًا في وحدة ميكانيكية تابعة للجيش الإسرائيلي. كما ذكرت تسوركوف سابقاً على حسابها على تويتر أنها ترفض التفاوض على إطلاق سراحها لو خطفت أو إطلاق سراح مختطفين آخرين.

اللافت ، ورغم أنه يُحظر على عناصر وحدة المخابرات الإسرائيلية 8000 التعريف بأنفسهم على وسائل التواصل الاجتماعي . ومع ذلك ، فقد تحدت تسوركوف والعديد من أعضاء هذه الوحدة المفصولين والمتقاعدين هذه الأوامر ، فقد سعى الكثير منهم للتوظيف في القطاع الخاص الذي يقدم مزايا مالية ممتازة أكثر من الجيش "الإسرائيلي" . هذه بالتأكيد واحدة من أساليب ما يمكن تسميته بسيناريو الذئب الناعم لانقاذ جاسوسة الموساد.

كل هذه الحقائق لا يمكن إنكارها طالما أن "الإسرائيلية" الروسية - بخلفية معروفة مماثلة - تقدم نفسها في دولة معادية لإسرائيل . ومع ذلك ، فإن رحلات تسوركوف إلى سوريا والعديد من الرحلات إلى العراق ، بما في ذلك كردستان ومناطق أخرى ، أثارت الشكوك بين الأطراف التي تراقب السفر من وإلى هذه البلدان . 

وجود امرأة تحمل جواز سفر روسي وتتحدث العربية ، وتدعي أنها باحثة في جامعة برينستون ، وتعبر علانية عن العداء للحكومة السورية وروسيا وحزب الله وباقي فصائل المقاومة ، وتدعم مظاهرات تشرين وصلاة الجمعة وزعيم التيار الصدري ، وتكشف عن استخباراتها العسكرية ووضعها الحالي في الاحتياط ، بطبيعة الحال ، إثارة الشكوك بين العراقيين و السلطات الحكومية . من المعروف أن العراق منقسم بين الموالين للولايات المتحدة وأولئك الذين هم معادون بشدة. 

من خلال المغامرة بالانتقال من الاقليم الكردي إلى المدن الشيعية مع الجماعات المسلحة والفصائل المعارضة للوجود العسكري والاحتلال الأمريكي ، ربما تكون تسوركوف قد عرّضت نفسها طواعية للاختطاف المحتمل. بدلاً من ذلك ، يمكن أن تُعزى أفعالها إلى نقص في الذكاء أو الوعي الأمني المتوقع نظريًا من شخص لديه خبرته المهنية السابقة. 

وبحسب ما ورد سافرت تسوركوف إلى النجف مع أفراد مرتبطين بالتيار الصدري بقيادة السيد مقتدى الصدر بحجة إجراء بحث أكاديمي . ومع ذلك ، فمن غير المرجح أنها حصلت على أي معلومات مهمة خاصة أو حصرية ، حتى المسؤولين داخل التيار الصدري ليسوا على دراية بخطوات الحركة المستقبلية بما في ذلك السيد مقتدى نفسه ، ذلك أن أنشطة التيار معروفة ومتاحة للجميع لان العراق ليس لديه أسرار . 

تركت تسوركوف العديد من الآثار وعلامات الاستفهام ، مما جعل من المستحيل تقريبًا على أي وكالة أمنية تجاهلها أو الامتناع عن إجراء تحقيق شامل في وجودها في العراق . أدى ارتباطها السابق المكشوف بالمخابرات الإسرائيلية إلى زيادة الحاجة الملحة لتحديد مكانها ومراقبة اتصالاتها وتحركاتها عن كثب . ونتيجة لذلك ، قدمت تسوركوف نفسها على أنها جائزة ثمينة لـ "محور المقاومة" ، مثلها مثل العقيد الإسرائيلي السابق الحنان تانينباوم ، الذي أسره حزب الله اللبناني في ظروف مختلفة ثم تم استبداله بأسرى فلسطينيين ولبنانيين. 

بما أن رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو الذي كان أول من نشر الخبر قبل أي أحد أكد أن تسوركوف "بخير" ، فهذا يعني أن إبقاءها على قيد الحياة يخدم مصلحة أطراف عدة. ومع افتراض صحة الرواية الإسرائيلية بشأن هوية الطرف الذي اعتقلها ، فإن التأكيد على وحدة الساحات و "محور المقاومة" يعني الضغط لإطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين . ومع ذلك ، فإن الحكومة الإسرائيلية ، التي تضم متشددين يمينيين غير راغبين في التفاوض على إطلاق سراح الفلسطينيين ، قد لا تدعم الجهود المبذولة للحفاظ على التماسك داخل "محور المقاومة" وتعزيز القضية الفلسطينية. من المرجح أن ترفض المقاومة العراقية إطلاق سراحها {على فرض الرواية الإسرائيلية} دون تبادل الأسرى الفلسطينيين تضامناً مع القضية الرئيسية لتحرير فلسطين. 

هناك أمثلة عديدة تعرقل الافراج السريع عن تسوركوف لوكانت بالفعل معتقلة بالعراق.
مع استمرار احتجاز اثنين من المستوطنين من قبل حماس (أفيرا منغيستو وهشام السيد) وبقايا جنديين (أورون شاؤول وهادار غولدين) من حرب غزة عام 2014 في عهدة حماس ، لم تقبل إسرائيل بعد بشروط عودتهم. بالنظر إلى هذه العوامل ، من المحتمل جدًا أن يستمر غياب تسوركوف المفترض لفترة طويلة ، خاصة إذا لم يكن هناك ميل قوي من الحكومة الإسرائيلية لتأمين إطلاق سراحها . تسعى إسرائيل الآن إلى التدخل الروسي ، حتى مع دعمها لأوكرانيا بالسلاح والاستخبارات والدبلوماسية. لكن يبدو أن رغبة موسكو في مساعدة نتنياهو غير موجودة . يبدو أن تسوركوف ألقت بنفسها بتهور في عرين الأسد لتصبح " سجينة" سياسة إسرائيلية خاصة بعد أن نشر موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي أن قضية اختطاف تسوركوف في العراق لا علاقة لها بإسرائيل..!



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغييب العراق في النزاع على حقل غاز آرش/الدرّة يقلل من فرص ال ...
- العراق الحاضر الغائب في النزاع على حقل الدرة
- -هذه ليست حرية تعبير..-
- فرص السلام في اليمن بعد الانفراجة بين السعودية وإيران.
- إيران تدعم بوتين وتلقي باللوم على الغرب في تمرد فاغنر
- لماذا هوجمت منظمة -خلق- الإيرانية في أوروبا؟
- كيف ستسمح الولايات المتحدة للعراق بدفع ديونه البالغة 2.7 ملي ...
- ماذا يعني الإفراج عن نحو 3 مليارات دولار من أموال إيران المج ...
- العملية الجريئة التي نفذها جندي مصري تحطم أوهام إسرائيل الأم ...
- ‏الولايات المتحدة تعرب عن اهتمامها المتجدد بالدبلوماسية النو ...
- ماذا بعد عودة العرب الى سوريا ؟
- تعديل في الأمن القومي الإيراني لمواجهة تحديات الداخل وتفاقم ...
- قمة الأسد في جدة : هل تعود السياسات العربية إلى العقلانية ال ...
- الوحشية تعجل في انهيار الاحتلال
- قوات البيشمركة تشتبك مع مسلحي داعش في كردستان العراق
- الحاضر الدائم في تصاعد التوترات بين إيران وأذربيجان
- هل يمكن تحويل التطبيع السعودي الإيراني إلى نقطة انطلاق نحو ج ...
- إيران تلتزم قرار حزب الله.. والسعودية تخذل حلفاءها
- نعم! يحرقون بعضهم البعض أحياء ..!
- الخسارة الأمريكية الاسرائيلية من المصالحة الايرانية السعودية


المزيد.....




- لكم وركل وفوضى عارمة.. فيديو من الأرض يظهر اشتباكات عنيفة في ...
- كازاخستان.. قريبة نزارباييف تخضع لمحاكمة بقضية فساد
- القوات الجوية الأمريكية تستعد لتوسيع اتهاماتها لمسرب وثائق ا ...
- ماتفيينكو تؤكد ضرورة محاكمة المسؤولين عن مأساة أوديسا بعد ان ...
- غضب رسمي أردني من -اعتداء- إسرائيليين على قافلتي مساعدات إلى ...
- الولايات المتحدة تتهم روسيا باستخدام أسلحة كيميائية في أوكرا ...
- ترامب: من الممتع مشاهدة شرطة نيويورك وهي تفض اعتصاماً مناصرا ...
- زلزال يضرب شرق تايوان
- الخارجية الأمريكية تؤكد رفض بكين مواصلة المفاوضات مع واشنطن ...
- الخارجية السودانية تتهم بريطانيا بالتدخل والتواطؤ مع الدعم ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - إليزابيث تسوركوف -سجينة- سياسة إسرائيلية خاصة