أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - -هذه ليست حرية تعبير..-














المزيد.....

-هذه ليست حرية تعبير..-


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7661 - 2023 / 7 / 3 - 09:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السويد ، التي تدعي أنها بلد متحضر وتتباهى باحترامها للتعددية الدينية والثقافية ، سمحت لمعتوه بحرق نسخة من القرآن الكريم وتمزيقها وتدنيسها أمام أكبر مسجد في ستوكهولم ، وفي أقدس يوم للمسلمين وهو أول أيام عيد الأضحى ، مما وضع العديد من علامات الاستفهام على دور السويد . ويشتبه في أن السويد أخذت على عاتقها إثارة الكراهية والضغائن ضد الإسلام والمسلمين ، وإشعال الفتنة والاضطراب في الشرق الأوسط.

لم ننطلق من فراغ في حكمنا ، فالسلطات السويدية كانت على علم بما سيفعله المجرم المسمى سلوان موميكا ، وهي تدرك أيضًا مدى حرمة القرآن الكريم لأكثر من ملياري مسلم في العالم وهم يدركون حرمة عيد الأضحى للمسلمين ، ولذا فهو يدرك رمزية اليوم الذي ارتكبت فيه الجريمة ، ولكن رغم كل ذلك ، فقد وفرت الحراسة الصارمة والحماية لمرتكبها ، الذي كشف عن طريقته الشنيعة في تنفيذ الجريمة ، كالركل على نسخة من القرآن الكريم ، ووضع لحم الخنزير عليها ثم حرقها ، فهو بالتأكيد مريض عقلياً ،وأن السلطات التي جندته تسعى لتحقيق أهداف بالغة الخطورة تتجاوز بكثير ما قيل عن الترويج لظاهرة الإسلاموفوبيا في السويد والغرب.
 
وقد طالب بعض الذين كانوا يجهلون الأهداف الحقيقية للأطراف وراء هذه الجريمة بمحاكمة المجرم ، وتلقينه درسًا لن ينساه أبدًا ، وردع أمثاله ، لكن هذه الدعوة لم ولن تردع المجرم أو أمثاله ، حيث يوجد الكثير منهم في العالم ، ومعظمهم من المرضى العقليين ، الذين يتأثرون بغرائز حب المال والشهرة ، ويتلاعبون بالأفكار المنحرفة والعنصرية ، فهذا يكفي للسلطات في أي دولة لتزويدهم بالشروط اللازمة لارتكاب أبشع الجرائم ضد الإنسانية والشرائع السماوية ، لذلك من الضروري ردع الجهات التي تجندهم واستغلالهم لتحقيق أهدافهم وخططهم ، ومن بين هذه الأطراف هي السلطات السويد ، التي تختبئ وراء كذبة حرية التعبير ، لفرض ثقافتها ،تنشر شذوذها ، والأهم من كل هذا وذاك تحقيق أهدافها الخبيثة.
 
إن السويد لم ولن ترتدع إلا بالضغط عليها بشكل حقيقي وجدي من قبل الدول الإسلامية في العالم بوقف استيراد البضائع السويدية ، إضافة إلى سحب سفراء الدول الإسلامية من السويد ، وطرد سفراء هذا البلد من جميع العواصم الإسلامية ، وبهذا فقط تردع السويد وتحذف عبارة "حرية التعبير" من قاموسها السياسي ، فهي عبارة تثبت زيفها ، أمام كل صوت يندد بالشذوذ وأمام المشككين في الهولوكوست ومنتقدي جرائم الكيان الإسرائيلي الذي اغتصب فلسطين كلها و القدس.
 
أما الأهداف الحقيقية التي تسعى أطراف الجريمة النكراء إلى تحقيقها ، فيمكن تمييزها بسهولة من خلال هوية الجاني ، وإصرار السلطات السويدية على حماية جميع الجانحين والمصابين بأمراض عقلية الساعين إلى الشهرة والمال. هذه المرة اختارت السلطات السويدية مواطناً عراقياً مسيحياً لارتكاب الجريمة ، رغم أن المسيحيين في العراق وأماكن أخرى تبرئوا من فعله الشنيع ، لكن الجهات التي جندته كانت تعمل من خلال ذلك للعب على وتر الدين ، وضخ لهيب الكراهية والحروب الطائفية والدينية التي أشعلتها أمريكا في العراق وخارجه ، من خلال الجماعات التكفيرية وعلى رأسها تنظيم داعش الذي أخمده الشعب العراقي والمسلمون والمسيحيون وباقي أتباع الشرائع الأخرى والأقليات القومية.
 
الصورة الجميلة التي رسمتها قوات الحشد الشعبي وحزب الله وفصائل المقاومة والجيشان العراقي والسوري دفاعاً عن أتباع الشرائع الأخرى كالمسيحيين واليزيديين و ... ، والتي عززت الروابط الإنسانية والوطنية بين الناس و الشعبين في العراق وسوريا لم يرضي الأطراف التي جندت «داعش». وقد فشل ذلك في إحداث شرخ بين أبناء البلد الواحد ، فعمدت هذه الأطراف الى تجنيد شخص معتوه مرتبط زوراً بالمسيحيين ، وله سجل إجرامي معروف في العراق ، لارتكاب الجريمة النكراء ، معتقدةً أنها سترتكب الجريمة النكراء، و تنجح في إثارة الغرائز الطائفية والعنصرية في العراق ، في نفوس من هم على غرار المجرم سلوان موميكا في العراق وغيره ممن يتبعون شرائع أخرى ،
 
الهدف الرئيسي الآخر من تكرار مثل هذه الجرائم في الغرب ، وخاصة السويد ، يتضح شيئًا فشيئًا ونحن نشاهد الهجوم الصهيوني على المسجد الأقصى من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين. يحاول أعداء نبي الإسلام (عليه الصلاة والسلام وعلى آله) قياس رد فعل المسلمين في حال نفذ الاحتلال الإسرائيلي خطته الإجرامية لهدم المسجد الأقصى.
 
لذلك يجب أخذ رد فعل المسلمين بعين الاعتبار ، بدءًا بمقاطعة المنتجات السويدية وليس التعامل مع الشركات السويدية ، ومرورًا بتقديم شكوى على مستوى مجلس الأمن والأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية ، من أجل الحصول على قرار يجرم كل من يحاول خلق الكراهية والبغضاء والفتنة والاضطراب في العالم ، من خلال إهانة الرموز الدينية للأمم والشعوب ، ويجب توحيد موقف المسلمين في هذا الصدد ، ليكونوا أكثر نفوذا للغرب الذي لم ولن يرضخ ، إلا إذا رأى أن مصالحه معرضة للخطر ، وبالتالي يرسل المسلمون رسالة واضحة للكيان الإسرائيلي ، مفادها أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي في حالة وقوع هجوم على المسجد الأقصى أو تعرض لأدنى تهديد. .

عموماً ، يتنافى حرق المصحف مع حرية التعبير والمادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تكفل حماية الأديان وعدم انتهاك حرمتها.
وتنص تلك المادة على أن "لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه أو معتقده، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة"، حسب "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".


*
لمتابعته على تويتر @najahmalii



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرص السلام في اليمن بعد الانفراجة بين السعودية وإيران.
- إيران تدعم بوتين وتلقي باللوم على الغرب في تمرد فاغنر
- لماذا هوجمت منظمة -خلق- الإيرانية في أوروبا؟
- كيف ستسمح الولايات المتحدة للعراق بدفع ديونه البالغة 2.7 ملي ...
- ماذا يعني الإفراج عن نحو 3 مليارات دولار من أموال إيران المج ...
- العملية الجريئة التي نفذها جندي مصري تحطم أوهام إسرائيل الأم ...
- ‏الولايات المتحدة تعرب عن اهتمامها المتجدد بالدبلوماسية النو ...
- ماذا بعد عودة العرب الى سوريا ؟
- تعديل في الأمن القومي الإيراني لمواجهة تحديات الداخل وتفاقم ...
- قمة الأسد في جدة : هل تعود السياسات العربية إلى العقلانية ال ...
- الوحشية تعجل في انهيار الاحتلال
- قوات البيشمركة تشتبك مع مسلحي داعش في كردستان العراق
- الحاضر الدائم في تصاعد التوترات بين إيران وأذربيجان
- هل يمكن تحويل التطبيع السعودي الإيراني إلى نقطة انطلاق نحو ج ...
- إيران تلتزم قرار حزب الله.. والسعودية تخذل حلفاءها
- نعم! يحرقون بعضهم البعض أحياء ..!
- الخسارة الأمريكية الاسرائيلية من المصالحة الايرانية السعودية
- التوترات الإيرانية الأمريكية في سوريا ..تشريح سياسي
- لعنة سليماني تلاحق امريكا و”اسرائيل”
- ايران والولايات المتحدة..التوتر المحمود في سوريا


المزيد.....




- تتمتع بمهبط هليكوبتر وحانة.. عرض جزيرة في ساحل اسكتلندا للبي ...
- خبير الزلازل الهولندي الشهير يحذر من ظاهرة على سواحل المتوسط ...
- فيديو.. الشرطة الأميركية تباشر بتفكيك احتجاج مؤيد للفلسطينيي ...
- مزيد من التضييق على الحراك الطلابي؟ مجلس النواب الأمريكي يقر ...
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 34596 قتيلا ...
- الجيش الأوكراني يحقق في أسباب خسائر كبيرة للواء رقم 67 في تش ...
- مسافر يهاجم أفراد طاقم طائرة تابعة لشركة -إلعال- الإسرائيلية ...
- الكرملين يعلق على مزاعم استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية ضد ...
- بالفيديو.. طائرات عسكرية تزين سماء موسكو بألوان العلم الروسي ...
- مصر.. -جريمة مروعة وتفاصيل صادمة-.. أب يقتل ابنته ويقطع جثته ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - -هذه ليست حرية تعبير..-