أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - تعقيب على كشف المستور في -الفكر الحر-















المزيد.....

تعقيب على كشف المستور في -الفكر الحر-


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 7681 - 2023 / 7 / 23 - 07:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شاهدت على القناة اليوتوبية "الفكر الحر" حلقة "كشف المستور"، التي ورد فيها أسماء بعض الدعاة المستفيدين من الاسلام، وما يملكون من أموال وعقارات وحسابات بنكية وسيارات وزوجات، ناهيك عن ملايين العقول التي ملكوها بعد تخدير أصحابها بالوعيد والخوف من عذاب من لا يسمع كلامهم.
تسويق وضمير
وضمن حملة ولي العهد محمد بن سلمان باتجاه تنوير المجتمع السعودي، نشرت "العربية" خبراً عن تخرج ابن داعية مصري من الجامعة في لندن، بينما الداعية نفسه يُدفع له ليروّج كتب السيرة والأحاديث ويبيع أكاذيب عذاب القبر وأوهام الطب النبوي ويجند الشباب للجهاد.
لم يبع الداعية المودرن صاحب الملايين هذه المرويات لإبنه، ولم يحثه على قراءة ابن تيمية والترمذي والصحيحين، لأنه يعلم تماما أن كل ما ورد فيها مرويات وترقيعات مضيعة للوقت وللطاقة إذا لم يرتزق الإنسان منها، كما انها لا تستند إلى أي واقع أو علم أو منطق، وقد نجح هو في ايجاد وسيلة اقتبسها من الدعاة المشركيين في أميركا للإرتزاق منها، ويبدو أن ضميره لم يسمح له بفناء عمر ابنه في دراسة أكاذيب ربما تؤدي إلى مرضه، أو تفجير جسده في عملية انتحارية يقبع العدم بعدها.
انفصام الشخصية
انفصام الشخصية سمة أساسية عند بائعي الدنيا بالآخرة، لأنهم يعلمون تماما انها غير موجودة، والله نفسه حسب سياق ظهور الأديان تاريخياً مقتبس من حضارتي مصر والعراق القديمتين، ثم تطور بعدما سأل بطليموس اليهود ما هو شكل إلههم وأين يوجد، فقالوا تهرباً من الورطة: في السماء ولا يمكن لأحد رؤيته. تهربوا من الورطة أمام بطليموس، وأوقعوا كل شعوب البحر المتوسط في ورطة أعظم، ومشاحنات عقيمة أسوأ من نفايات السفسطه.
انفصام شخصية لأنهم شخصياً لا يلتزمون بما يقولون، ما يعني انهم غير مؤمنين به، كما انهم يتربحون ويملكون العقارات كوظيفة من تخدير الشعوب لحساب الحكام. كلٌ حسب تخصصه أو المساحة التي تحتاجها الأمة للتخدير؛ ماورائيات.. سياسة.. علوم.. طب.. عطارة.. نكاح.. عدم الخروج على الحاكم أو الخروج عليه... نادي الاقتصاد الإسلامي.. نكاح البهائم..
من يُشفى من هذه المشكلة العقلية ويبرأ من ازدواجية سلوكه قد يبدأ في تنوير الناس كما نرى على بعض القنوات اليوتوبية، لكن بعضهم يبدأ في التطاول والسب مع التنوير، كما الإمام هشام المصري السلفي السابق، لأنهم لا يستطيعون هضم الخديعة التي تعرضوا لها ولا عمرهم الذي قضوه في دراسة الأساطير على انها حقائق ثابتة لا تقبل الشك. إن دعاك عقلك على التشكيك بها فضعه تحت حذائك، كما قال داعية فضائي.
ما خفى كان أعظم
حلقة "كشف المستور" كانت صادمة لمن يعرف هذه الامور لأول مرة، لأن هناك تسريبات كثيرة تحدثَتْ عما ورد فيها وأكثر، وعن متولي الشعراوي المليونير، وفق معايير وقته، الذي كان يتربح بالتمويل المباشر من المنابع، وأيضا بالترويج لشركات توظيف الأموال الإسلامية؛ من يستثمر ماله فيها فقد استثمر مع الله.قال إمام الدعاة.
روّج الشعراوي للشركات التي نصبت على فقراء مصر ومغتربيها، لكنهم سامحوه، ولم يسامحوا شركة توظيف الأموال، لأن من اجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر. المتجر به السموم والدواء على الرف نفسه.
وكان الشيخ داعية متفنناً ذرب اللسان في كراهية الآخر، وراديكالي عظيم يفتخر بأنه لم يقرأ سوى كتاب واحد في حياته. كان يخدّر الناس بواسطة "دينغون" (كلمة تمزج بين الدين والكبتاغون) وفي الوقت نفسه يزور لندن ليرفه عن نفسه في حي "سوهو" مع الغلمان المرد وشرب المُنكر وارتداء الزي الإفرنجي.
وقائع مؤرشفة بصور موجودة في وزارة الداخلية المصرية، علاوة على واقعة لواطه في مصر الواردة في محضر شرطة مصرية، وتنتظر فرعون بحجم حورمحب ليشكف مستورها وما خفي عن العامة الذين روّج بعضهم انهم شاهدوا ملائكة تحمل نعش الرجل.
صحوة الموت
"كشف المستور" وما سيُكشف بعده يحتاج إلى الباقي من هذا القرن، حتى يُشفى المصابون من الإدمان الذي أصاب جهازهم العصبي، وجعلهم يؤمنون بالسراب على انه واقع، والخرافات والأساطير المسروقة من حضارات البحر المتوسط على انها سماوية.
طوال خمسين سنة من عمر صحوة الموت الإسلامية، عمل الدعاة على وضع أغطية أخروية على عقل المسلم حتى لا يرى دنياه، أو يصبر على تخلف دولته أو ظلم حاكمه طمعا في مكان أفضل بعد الحياة الفانية.
هذه الأغطية الأخروية قيود تنمو مع الوقت وتكبل المسلم ولا تعينه. الوضوء أهم من الصلاة عند المسلم اليوم. التأكد من تغطية شعر المرأة أهم من صلاتها. حجابها يستر عوراتها، ومن لا تلبسه لا تصل إلى وظائف عُليا ولا يتقدم أحد لزواجها. الطقوس وأصوات الميكروفونات المزعجة التي تنادي للصلاة، بينما كل هاتف خلوي به ساعة، صراخ الذين يقفون على منبر الجمعة عوضاً عن الهدوء والتأمل والخشوع.
الأذكي والأدهى
باع الكهنة المسيحيون صكوك غفران لدخول الجنة، لكن الداعية المسلم أذكى وأخبث لأنه باع صكوك غفران لكل شيء: الصحة والمرض والسياسة والحاكم وعلاقة الرجل بزوجته وعمليات التجميل واستعمال المساحيق ومضاجعة الدواب والتبرز والبنوك وعضوية مجالس الشعب والختان... كل نشاطات الحياة.
صك الغفران الإسلامي هو الفتوى، وهي تُباع حتى في أكشاك في مترو الانفاق في القاهرة.
علوم المشركين
الداعية الذي لم يقرأ سوى كتب التفاسير ويتهم الغرب بالإنحلال، يجعل ابنه يدرس الكيمياء أو الفيزياء عند المشركين. الإمام الأكبر الذي يروّج للطب النبوي يذهب إلى ألمانيا للعلاج ويمسك بيده كتاب "سقوط الحضارة الغربية" ليصوره الأعلام، لأنه هكذا يبعد عقل المسلم عن التفكير في علاجه، لتبدأ أعصابه بالاستنفار ضد الغرب وليس ضد ازدواجية شخصيته. الداعية الذي يفتي بعدم زرع الأعضاء لتسريع المقابلة مع الله ما زال لقاء الحبيب والمجتبى هما المبتغى، يذهب إلى لندن لزراعة كلية. الداعية الذي ينصح بالحبة السوداء كعلاج ناجع لأي مرض، يذهب إلى باريس لمعالجة السكري.. وهكذا.
ما الذي يجعل المسلم العادي لا يرى حقيقة هذه الأمور المنظورة لأي عينين غير مغمضتين؟ أغطية الآخرة وعذاب القبر وجهنم وحجاب المرأة والحجاب العقلي الذي يبدأ وضعه على الجميع منذ الطفولة. علاوة على هذه الأغطية هناك المنافع الشخصية والجبن اللذان يمنعان معظم الناس من قول الحقيقة.
سباق التتابع
التنويريون ومنهم"قناة الفكر الحر" في سباق تتابع، وهم سيسلمون عصى السباق لجيل تالي، والسباق لابد أن ينتهي في آخر هذا القرن أو إلا قليلا، حتى يفنى الجيل الذي أدمن تعاطي"دينغون"، ويبدأ جيل آخر في عدم تعاطيه ويتسلم زمام الأمور، ويبعد حكم المؤسسات والدساتير والقانون شرعية وجود حاكم بصك غفران من رجل دين، ورجل دين يحتاج حاكم لتخدير الناس ويبعدهم عن التفكير في التخلف والفقر والجهل.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بانوراما مختصرة لنكبة لبنان
- بروڤة انفصال عن الجمهورية
- الولايات المتحدة الإخوانية
- ضائع بين القانون والشريعة
- الفضاء بعد المونديال
- سيد مكاوي يؤخر نشرة الأخبار
- قرار السيسي للطفل شنوده
- نيّرة رمز الانعتاق من البداوة
- هل تصالح الفاتيكان مع لاهوت التحرير؟
- البطريرك يتحدث إلى دُمى
- اغتصبوهن لكي لا يدخلن الجنة !
- سمعنا بوتشيللي فتنصرّنا
- مزيد من ليبرالية الفوضى
- رئيس على قد الجمهورية الإسلامية الكبرى
- أنا الفوضى
- جمعيات حقوق المجرمين
- كوميديا محاكم السودان
- الديانات الإلكترونية والديانات الإبراهيمية
- نسخة تاريخية لغبي مُسيّر
- الموت لكاتبها وناشرها ومترجمها


المزيد.....




- نزلها عندك.. نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على الأقما ...
- شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل ...
- سيدة بريطانية يهودية تفضح محاولات وسائل الإعلام والسياسيين ف ...
- تونس: قرض بقيمة 1.2 مليار دولار من المؤسسة الدولية الإسلامية ...
- تونس تقترض 1.2 مليار دولار من -المؤسسة الدولية الإسلامية-
- مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية
- -لم توفر بيئة آمنة للطلاب اليهود-.. دعوى قضائية على جامعة كو ...
- البنك الاسلامي للتنمية وافق على اقتراح ايران حول التمويلات ب ...
- استباحة كاملة دون مكاسب جوهرية.. هكذا مرّ عيد الفصح على المس ...
- قائد الثورة الاسلامية سيستقبل حشدا من المعلمين 


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - تعقيب على كشف المستور في -الفكر الحر-