أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عادل صوما - مزيد من ليبرالية الفوضى














المزيد.....

مزيد من ليبرالية الفوضى


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 7457 - 2022 / 12 / 9 - 12:01
المحور: حقوق الانسان
    


يعلم المثليون تماماً أن ممارساتهم غير طبيعية وكانت تُجرّم في الماضي، وأي متخصص أو باحث في علم السلوك يؤكد أن ممارسات المثليين غير طبيعية، وأن الاتجاه المثلي عند بعض الناس يمكن تقويمه، ما لم يكن هناك سبب عضوي يمنعه، لكن تطور مفاهيم حقوق الانسان فرض على المجتمعات تقبلهم كما هم، وعدم ممارسة التمييز ضدهم بدءاً من فرص العمل حتى عدم ايذائهم، ثم بدأ اتجاه آخر في الغرب غير حقوق الإنسان إنتهى إلى الاعتراف بزواجهم أو زواجهن في بعض الدول.
كان من المفترض أن يتم عدم التمييز ضد المثليين بعيداً عن السياسة والتسييس والرؤساء والحكومات، وفي نطاق الانسانية، لكن التمادي السياسي الغربي الواضح بمحاولة تأنيب أو شيطنة الدول أو الناس الذين لا تتماشى قيمهم مع المثلية، فاق حدود العقل وأصبح ينذر بترهل سيهدم المجتمعات وثقافاتها على المدى الطويل.
غير ديبلوماسي
قبل عصر الترهل الغربي الذي نعيشه، كانت الدول تستدعي سفيراً فيها لأسباب سياسية، لكن كندا، ربما تكون قد دشنت سابقة، استدعت السفير الروسي أوليغ ستيبانوف لديها، للتعبير عن قلقها (هو في الواقع قلق جاستن ترودو رئيس الوزراء وزعيم الحزب الليبرالي أو الفوضوي كما أراه) بعدما تبني البرلمان الروسي قانونا حول حظر الدعاية والترويج للمثلية الجنسية.
قال ستيبانوف في بيان يعبر عن الايمان بالإنسان كما هو وكما خلقته الطبيعة: " إن نائبة وزير الخارجية الكندية ساندرا ماكارديل أعربت عن قلق كندا إزاء مبادراتنا التشريعية لحماية الجيل الشاب من الدعاية غير التقليدية التي يعتبرونها متناقضة مع حقوق الإنسان الأساسية".
الحق والميل
غير مفهوم كيف أقنع الفوضويون الناس أن المثلية حق من حقوق الانسان بينما هي أساساً رغبة أو ميل؟
لم يذكر المشرّعون أو فقهاء القانون منذ حمورابي مروراً بالماغنا كارتا فكتّاب التنوير حتى الحقوقيين اليوم أن المثلية حق من الحقوق مثل حق العبادة أو التصويت أو التعبير أو الحرية، فهل يريد الفوضويون تصحيح تاريخ وحاضر ومستقبل التشريع ومفهوم القيم؟
في سنة 1952 قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن يكون هناك ميثاقان أو عهدان، أحدهما يعالج حقوق الإنسان السياسية والمدنية، والآخر حقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهذه الحقوق عامة لكل البشر، وتعهدت كل دولة صدقت على العهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية بحماية شعبها عن طريق القانون من المعاملة القاسية أو غير الإنسانية والمهينة، وثمار هذا العهد كان الاعتراف بوجود المثليين كفئة وعدم التعرض لهم.
لم تذكر الجمعية العامة الحقوق المثلية في ميثاقيّها، فهل يريد الفوضويون تعميم حقوق المثليين كحق عام، بينما هم أقلية في المجتمع لها ميول خاصة، وتتمتع بحق المعاملة الإنسانية وعدم التمييز.
القيم عيب
أشار ستيبانوف إلى معارضة الوزيرة الكندية لمنشورات السفارة الروسية على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن "حماية القيم التقليدية"، ولفت إلى اختلافات كبيرة في مواقف روسيا وكندا من هذه القضية: "نحن لا نفرض عاداتنا وتقاليدنا عليهم، ونتوقع من الغرب ونطالبه بعدم فرض قيمه الزائفة علينا. وعندئذ سنعيش بالصداقة، حيث سيعيش كل واحد في بلاده وفقا لما يفضله ومبادئه".
وأكد ستيبانوف أنه ردّ على انتقادات كندا والحكومات الغربية لروسيا، معتبراً إياها "تدخلا في الشؤون الروسية الداخلية ومحاولة للتأثير على العملية التشريعية المستقلة في دولة ذات سيادة".
توقيت الاحتجاج
الاحتجاج الكندي جاء بعد اعتماد مجلس النواب الروسي، قانوناً يقضي بفرض غرامات مالية على الدعاية والترويج للمثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية وإعادة تحديد الجنس، والاعتداء الجنسي على الأطفال.
مجلس الدوما محق تماماً في قراره، فمن يعيشون في الغرب يرون الترهل الذي بدأ يصيب المجتمعات بصدوع لا علاج لها، وبعض الناس بأمراض سلوكية خطيرة، وفي بعض ولايات أميركا يرون أحياناً سيدة تسير مع ابنها وهو يرتدي ثياباً معينة في سوبر ماركت احتفالا بتصحيح جنسه إلى فتاة.
قامت الدول الحديثة على قيم معينة وشرعة حقوق الانسان وليس ميوله، فهل تمهد الاحزاب الفوضوية لسقوط الغرب أمام مَن لم يصنع حضارته الحداثية بعد تفريغه من كل عناصر قوته وقيمه بعدما فرغته من الإيمان؟



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس على قد الجمهورية الإسلامية الكبرى
- أنا الفوضى
- جمعيات حقوق المجرمين
- كوميديا محاكم السودان
- الديانات الإلكترونية والديانات الإبراهيمية
- نسخة تاريخية لغبي مُسيّر
- الموت لكاتبها وناشرها ومترجمها
- في انتظار غودو سياسي
- سبعينية انقلاب يوليو وصحوته
- نيّرة تتمرد على امبراطورية الخيام
- خواطر حول -تغطية المسلمين- بجزئيه
- هل سيرمم الغرب ثغرات ديموقراطيته؟
- قيمة الفنان سمير صبري
- الإلهيون يخسرون مقاعداً في لبنان أيضا
- اقطاعيات المحتالين ورعاياها
- هل قام المسيح أو رُفع؟
- لماذا هم معتوهون؟
- التجديد سيتم معرفياً
- تم تنبيهنا لهذه المخاوف ونبحث فيها
- منتصف الليل في القاهرة


المزيد.....




- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...
- ترحيب عربي وإسلامي بقرار للجمعية العامة يدعم عضوية فلسطين با ...
- سفير فلسطين بالقاهرة: تمزيق مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة ميث ...
- هل تعاقب واشنطن الأمم المتحدة لاعتمادها قرار -عضوية فلسطين-؟ ...
- صورة السنوار وتمزيق الميثاق.. ماذا فعل مندوب إسرائيل خلال جل ...
- فيديو.. مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة بعد الاعتراف ...
- فيديو.. السفير الإسرائيلي يمزق ميثاق الأمم المتحدة
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: قرار الجمعية العام ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عادل صوما - مزيد من ليبرالية الفوضى