أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - نسخة تاريخية لغبي مُسيّر














المزيد.....

نسخة تاريخية لغبي مُسيّر


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 7345 - 2022 / 8 / 19 - 07:35
المحور: كتابات ساخرة
    


طالما تمنيتُ قراءة مقابلة صحافية مع قاتلين، لأتعرف على ما يدور في عقولهم وكيف تكونت فكرة اغتيال شخص في وجدانهم، خصوصاً المشهورين أو العظماء، ورغم بشاعة جريمة مدينة "كنيسة المسيح" التي راح ضحيتها خمسين مسلماً في نيوزيلندا، تمنيت فعلا قراءة مقابلة صحافية مع منفذها لمعرفة خلفياته النفسانية، لأنها الأولى من نوعها التي ترد على الإرهاب بإرهاب مثله، وعلى الفكر المتطرف برأي أشد تطرفاً، خصوصاً رأي القاتل عن الحضارة الغربية المترهلة أمام ضياع ممتلكاتها.
معظم قتلة المشهورين كانوا أغبياء أو مُسيّرين بدوافع غيرهم، وأشهر هؤلاء قاتل الرئيس الأميركي العظيم أبراهام لينكن (أو لينكولن كما يكتبون بالعربية)، ولعل أغرب مقابلة غير منشورة تمت مع قاتل هي ما أجراها البابا يوحنا بولس الثاني مع مَنْ حاول اغتياله، ولم يقل تفاصيلها، بل تمنى قبل حدوثها في السجن عدم وضع ميكروفونات في الزنزانة.
شخصية رائعة
"نيويورك بوست" التقت، حصرياً في مقابلة افتراضية بالفيديو من سجن مقاطعة تشوتاوكوا، هادي مطر الذي هاجم وطعن الروائي سلمان رشدي. افتتح مطر حديثه بالقول: "عندما سمعت أنه نجا، فوجئت". ربما كانت المفاجأة عدد الطعنات التي لم تقتل رشدي، وقوة الإيمان ويد الله التي أوهموه انه سيطعن بها ولابد أن تؤتي ثمارها.
وبناء على تحذيرات قانونية من محاميه تجنّب ذِكر فتوى الخوميني التي دعت إلى قتل رشدي سنة 1989، لكنه قال "أنا أحترم الخوميني وأعتقد أنه شخص رائع وهذا أكثر شيء استطيع أن أقوله".
والمؤكد لإرهابي متزمت مثله أن روعة الخوميني تنبع من تسببه مع الأحمق صدّام حسين في حرب قتلت أكثر من مليون شخص، ومهدّت لحروب أخرى نتج عنها الشرق الأوسط الذي نراه، والهجرات التي ستسبب سقوط الحضارة الغربية.
بضع صفحات
ومثله مثل أي جاهل سيق بأفكار غيره أشار مطر إلى أنه "قرأ فقط بضع صفحات "من رواية رشدي المثيرة للجدل". وهو جاهل لأنه ردد وصف الرواية بأنها مثيرة للجدل، ولم يضف حرف آخر.
نفى مطر عن نفسه تهمة تبني الإرهاب، بناء على نصيحة محاميه، ونفى اتصاله بالحرس الثوري، وقال إن ما دفعه للذهاب إلى نيويورك هي تغريدة لرشدي أعلن فيها عن زيارة للمدينة في وقت ما في الشتاء. وهذا كذب صريح واضح لأن الجريمة تمت في عز الصيف!
قال هادي مطر عن سلمان رشدي "أنا لا أحب هذا الشخص ولا أعتقد أنه شخص جيد جداً.. أنا لا أحبه كثيرا، إنه شخص هاجم الإسلام".
كيف يحكم انسان على آخر لم يشاهده على الأقل ولم يعش معه؟ أما الهجوم على الإسلام فتلفيق فضفاض جداً وحجة مكررة أصبحت سخيفة، فهناك فارق شاسع بين السخرية من الأديان والهجوم عليها، لأن رشدي لم يهاجم أي دين في رواياته كلها، لكنه سخر من لامعقولياتها التي يطلب رجل الدين من المؤمنين قبولها لأنها جزء من حكمة إلهية لا ندركها، أو يتطوع برتقها هو وغيره ما يخلق ترقيعات تحتاج إلى ترقيعات لرأب تناقضات المرقعين اللانهائية.
سمات شخصية
تأمل صورة هادي مطر فور القبض عليه تشير إلى قاتل عقائدي من الدرجة الأولى؛ ملامح أداء الواجب والتشفي، ولا وجود لأي ندم أو خوف. ومثل أي متزمت في أي عقيدة لا وجود في نواقله العصبية سوى للمشاعر السلبية للآخر مهما كان لديه إيجابيات.
وبناء على العدالة المدنية الأميركية، قال مطر أنه غير مذنب في تهم الشروع في القتل والاعتداء، وهو ما كان يجب على قاتل عقائدي متزمت التفوه به، لأن هدفه دخول الجنة، وهي مكان يُفترض عدم وجود للكذابين فيها.
وكأي مصاب بانفصام الشخصية، يحتقر شخصية منها، فقد ارتدى زي السجن ووضع قناعاً أبيض من القماش على وجهه حتى لا يراه الناس، ولا يرى نفسه على الشاشة، وكان أثناء حديثه ينظر إلى الأسفل أحياناً لأنه يخاف مواجهة أكاذيبه وما لُقن في الكاميرا، ويتحدث بنبرة خافتة أحياناً حتى يتجنب سماع أكاذيبه بوضوح.
خداع متأصل
مطر لم يقرأ روايات سلمان رشدي، لكنه شاهد مقاطع فيديو له على "يوتيوب"، و"شاهد الكثير من محاضراته. وخرج مهنا برأي مُسبق "أنا لا أحب الناس المخادعين مثل هذا". لم يشرح كيف خدع رشدي جمهور مثقف على وعي بالأحداث، وكيف خدعه وهو جاهل كما اعترف.
مظلومية أخرى أضافها مطر إلى مظلومياته التاريخية رغم وجوده في سجن يحترم آدمية المسجونين، عندما اشتكى من ظروف السجن المحلي، وقال بتلفيق واضح لكي يقنع الناس أن السجون الأميركية تقدم فقط لحم الخنزير ومنتجاته للنزلاء "الكثير من الطعام الذي قدموه لي غير مسموح بتناوله في ديني".
لم يرد مطر على أسئلة حول رحلته سنة 2018 إلى لبنان، فقد تم تجنيده على الأرجح في هذه الفترة، ويُفهم من حديثه أنه عاطل عن العمل أغلب الوقت، ومدمن على التكنولوجيا: "استخدم الإنترنت، وألعب ألعاب الفيديو، وأشاهد نتفليكس، وأشياء من هذا القبيل". لم يقل جملة واحدة تفيد أنه قرأ كتاباً في حياته.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت لكاتبها وناشرها ومترجمها
- في انتظار غودو سياسي
- سبعينية انقلاب يوليو وصحوته
- نيّرة تتمرد على امبراطورية الخيام
- خواطر حول -تغطية المسلمين- بجزئيه
- هل سيرمم الغرب ثغرات ديموقراطيته؟
- قيمة الفنان سمير صبري
- الإلهيون يخسرون مقاعداً في لبنان أيضا
- اقطاعيات المحتالين ورعاياها
- هل قام المسيح أو رُفع؟
- لماذا هم معتوهون؟
- التجديد سيتم معرفياً
- تم تنبيهنا لهذه المخاوف ونبحث فيها
- منتصف الليل في القاهرة
- العنصر المأساوي في تدهور الغرب
- عكس ما اشتهته سفن الصحوة
- إلاّ مخططنا ومصارفنا!
- فخامة الرئيس الدستوري اللبناني* (5)
- الواقعية السحرية في فيلم ريش
- الوكلاء الحصريون لله على الكوكب


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - نسخة تاريخية لغبي مُسيّر