أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - لماذا هم معتوهون؟














المزيد.....

لماذا هم معتوهون؟


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 7215 - 2022 / 4 / 11 - 18:05
المحور: كتابات ساخرة
    


طُعن أرسانيوس وديد كاهن كنيسة العذراء بمنطقة محرم بك في الإسكندرية الإسبوع الماضي، ولفظ أنفاسه الأخيرة بعد وصوله المستشفى مباشرة. الحادث وقع أثناء خروجه من الشاطئ برفقة مجموعة من الشباب، كانوا في رحلة ترفيهية، وعند توجهه إلى باص كان ينتظرهم فوجئ الجميع بتعدي شخص عليه بسكين وطعنه في الرقبة، وتمكن المتواجدون من شل حركة القاتل والإمساك به حتى وصول الشرطة.
ليس مهما ذكر اسم القاتل، بل المهم أن ظروف وأد أي اعتداء ديني تحتم على الجهات المسؤولة في معظم الاحوال، وصف أي معتد على مواطن مسيحي أو كاهن أو ناسف كنيسة بأنه مختل عقلياً أو معتوه.
وهذا الوصف يتناسب تماماً مع الاستسلام التام لما يحدث، لأن قوة أقوى من المجتمع تحمي المختلين عقلياً، فزوجة الكاهن تاسوني مرثا قالت لتلفزيون (CTS) "ارادة ربنا ياخد اكليل الشهادة". وهي تعني أن ارادة الله شاءت هذا الحادث المخجل لقيم الانسانية لنال زوجها به شرف الاستشهاد.
الأهم من كل ذلك أن هذا المعتوه وغيره من المختلين عقلياً، يضربون ضربات في منتهى الاحترافية سواء بالقتل أو النسف. سرايا مدربة نتيجة حتمية لثقافة الازدحام ونسبة البطالة المرتفعة وميكروفونات المساجد التي تزلزل المدن بأصواتها العالية وعظاتها التحريضية، وتمنع العقل من التفكير أو السكينة، ناهيك عن القنوات الإعلامية التي تلعن الآخر وتصفه بالكافر ين أو الضالين، وتبرير ذلك دائماً: هذا ليس من سماحة الدين في شيء.
الرجل فعلا معتوه هو وأمثاله من المعتدين إذا لم يكن فعلياً مختلا، حسب شهادة (غير مفبركة) أي مستشفى للأمراض العقلية.
هو فعلا معتوه لأنه لا يفهم أن الله (إذا وُجد) خلق الثنائية في الحياة. معتوه لأنه لا يدرك أهمية وجود الآخر لكي تبتكر وتنتج الإنسانية وتتنوع وتسير، ولا تكون كعالم الحيوان كل عضو فيه نسخة مطابقة للعضو الآخر.
معتوه لأنه لُقن أن الآخر عدوه، وأن هذا العدو حلال غزوه وسبيه وبيعه في سوق النخاسة، أو قتله إذا لم يذعن.
معتوه لأن المفسرين المرتزقين لم يطالعوا تاريخ الأديان، وبالتالي لم يقولوا له أن الله اختراع إنساني، بدأ منذ ألاف السنين بأساطير الآلهة خالقة الحياة، وانتهت بالتوحيد عندما أرجع العقل كل شيء إلى مصدر واحد ونبذ الأساطير، ثم جاء التوحيد الإبراهيمي وابتكر فكرة انتصار يهوه على كل الآلهة، وأوجد الشيطان لكي تسير ثنائية الحياة، ويجد الإنسان في الوقت نفسه مبررا لشره وجرائمه وظلمه؛ الشيطان أوعز لي وحرضني.
هكذا يخلق الجهل معاتيه مقولبة كالقطيع متشابهة، لا تفكر بل تخاف من العقاب كالأطفال الصغار، وتتوجس من الآخر أو تكفره، وقد يتجاوز بعضهم ما يدور في نفسه تجاه اصلاح خلل وجود الآخر في الحياة باستعمال السيف أو الحزام الناسف، والامر المثير للإنتباه هو توقيت هذه الأعمال الذي يتم عادة قبل المناسبات الدينية أو خلالها.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجديد سيتم معرفياً
- تم تنبيهنا لهذه المخاوف ونبحث فيها
- منتصف الليل في القاهرة
- العنصر المأساوي في تدهور الغرب
- عكس ما اشتهته سفن الصحوة
- إلاّ مخططنا ومصارفنا!
- فخامة الرئيس الدستوري اللبناني* (5)
- الواقعية السحرية في فيلم ريش
- الوكلاء الحصريون لله على الكوكب
- إرجع يا ولد أنا مش حيسبك
- سادة الكوكب الجدد
- هل أنا سكران؟
- أنا ومراتي وكورونا
- تجليات علي جمعة لسد النهضة
- برهان الخواقين والأمر الواقع
- التنمّر بالدين والتسوّل بالانسانية
- السيدة التي هزمت الشيخ البذيء
- الأساطير التي ترسم المستقبل
- الأحمقرور
- فخامة الرئيس الدستوري اللبناني (4)


المزيد.....




- غسان زقطان: آبائي هم أبناء جيلي ولا أثر لـ-الرواد- فيما أكتب ...
- وفاة الفنانة العراقية إقبال نعيم
- دربونة العوادين.. زقاق الموسيقى الذي عبر منه كبار الطرب العر ...
- مخرج فيلم -سوبرمان- يقول إنه وجد -أعظم نجم في العالم-
- “متوفر قريباً” موعد إعلان تنسيق الدبلومات الفنية 2025 جميع ا ...
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور صدورها عبر ...
- صناع سينما وثائقية: أنظارنا تتجه نحو غزة ولن نتوقف عن التوثي ...
- أفريقيا تحظى بأهمية متزايدة لدى اليونسكو بعد تهميش طويل
- تامر حسني مُعلقًا على حريق سنترال رمسيس: -فيلم ريستارت يتحقق ...
- رابط رسمي نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول عقب ظهورها ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - لماذا هم معتوهون؟