أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - الفضاء بعد المونديال














المزيد.....

الفضاء بعد المونديال


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 7597 - 2023 / 4 / 30 - 02:53
المحور: كتابات ساخرة
    


تحلق محطة الفضاء الدولية منذ أكثر من 20 سنة في فضاء الأرض بسرعة 27 ألف كيلومتر في الساعة على ارتفاع 400 كيلومتر، وعلاوة على كونها منصة لمراقبة المناخ والأرض من الفضاء، تحتوي على مختبر فضائي متطور يجري أحدث الأبحاث العلمية، وهذه المحطة هي المكان المثالي الوحيد لإجراء تجارب علمية لا يمكن إجراؤها على الأرض بسبب الجاذبية.
افساح المجال
انبثقت فكرة إنشاء برنامج محطة الفضاء الدولية من مشروعين، أولهما مشروع "ناسا"Space Station Freedom الذي صُمم سنة 1984 بهدف بناء محطة تتحرك في مُدار حول الأرض مأهولة بشكل دائم. المشروع الثاني الذي اتكأ عليه مشروع "ناسا" هو "مير" السوفيتي/الروسي الذي اقُترح سنة 1976 بالأهداف نفسها، وتُحدد ملكية واستخدام المحطة الفضائية بموجب المعاهدات والاتفاقيات الحكومية الدولية، وتتم تجارب المحطة ضمن جهود مشتركة بين الوكالات الفضائية المختلفة في الولايات المتحدة وكندا وروسيا واليابان والاتحاد الأوروبي، وغيرها من دول العالم.
كانت زيارة الرواد لمحطة الفضاء قاصرة على الدول المؤسسة، لكن في الفترة الأخيرة ارادت وكالات الفضاء اشراك جنسيات أخرى، فوقع الاختيار على الامارات التي بدأت تستثمر في هذا المجال من خلال "مركز محمد بن راشد للفضاء".
تستثمر الامارات حتى اليوم بنقودها وليس بعلومها، لأنها لا تملك واقعيا العلم المتطور وسجل التعامل مع الفضاء والرحلات فيه، وبناء على افساح المجال سافر الإماراتي سلطان النيادي مع ستيفن بويد من "ناسا" لإداء مهام أساسية يتم العمل بها في المحطة بشكل دوري.
علمية وعَلمانية
لم تقل أي وكالة فضاء من قبل أن أميركي مسيحي قد سافر للفضاء، أو سوفياتي ملحد، أو ياباني بوذي أو ياباني شنتو، لأن المحطة مهامها علمية بحتة، لكن بعد الرحلة الأخيرة رقم 69 انتشى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فكتب على "تويتر" إن النيادي أول إماراتي... أول عربي... أول مسلم... يسير في الفضاء الخارجي... فخورون بذلك". "يقولون بأن ثلثي نجوم السماء تحمل أسماءً عربية... العرب قادرون.. العرب قادمون... العرب مبدعون إذا قررنا التركيز على العلم... والاستثمار في الشباب... والابتعاد عن الخلافات".
لم تزل النعرة القبائلية الدينية مسيطرة على عقل المسلم. العرب قادمون. صيحة زهو في إطار "الظاهرة الصوتية" إياها، أطلقها الشيخ لمجرد ذهاب إماراتي كمساعد لرائد فضاء من "ناسا"، فلا يُعقل علمياً أن يكون الأميركي من "ناسا" هو مساعد الإماراتي.
مَن قال للشيخ أن ثلثي نجوم السماء تحمل أسماء عربية. معظم النجوم تحمل أرقام أو رموز مثل A17-W، وهكذا، وواضح أن الشيخ لم يطلب من أحد مساعديه سؤال "غوغل" عن هذه المعلومة. كما انه لم يستشر استاذ لغة عربية ليقول له الفعل المناسب بدلا من "أول مسلم يسير في الفضاء الخارجي". الرواد لا يسيرون في الفضاء.
فخر.. فخر.. فخر.. يجعلنا انفعاليين ملتصقين باللغة الإيقاعية الحماسية التي تخدّر العقل، وتبعد الإنسان عن الوقائع والحقائق والمعلومات.
إيلون ماسك
ماذا يُتوقع أن يُقال من الشيخ إذا كانت بلاده هي من أطلق وموّل هذه الرحلة وهي مهمة "كرو6" لشركة الصواريخ "سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك، حيث أقلعت المركبة التي تتكون من صاروخ "فالكون9" تعلوه كبسولة من طراز "كرو دراغون" ذاتية العمل أُطلق عليها اسم "إنديفور"، من مركز كنيدي للفضاء التابع لوكالة "ناسا" في ولاية فلوريدا الأميركية في مارس/آذار الماضي.
إذا كان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قال ما قاله، فماذا يُتوقع أن يقول ثرثارو الصحوة عن الرحلة نفسها؟
المطلوب ليس تغيير الخطاب الديني، فهذا كلام عقيم غير مثمر لا معنى له يردده الحكام الخائفين من العفريت الذين أطلقوه من القمقم لإضفاء الشرعية على حكمهم، لأن القائمين على الخطاب الديني يرددون ما ورد في الدين نفسه، ويستشهدون بمن ذبح أخاه أو سجن أباه أو اغتال صحابي من أجل السلطة، باعتباره اسوة يُحتذى بها.
المطلوب تغيير طريقة التفكير وتمويل من يشبه محمد محمود طه ليقول أفكاره بدون تكفيره ثم محاكمته فإعدامه، وإفساح المجال ليتولى القادرون إدارياً منهم وزارات التعليم في الدول الناطقة بالعربية.
هذه الطريقة الوحيدة لتأسيس برنامج فضائي.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيد مكاوي يؤخر نشرة الأخبار
- قرار السيسي للطفل شنوده
- نيّرة رمز الانعتاق من البداوة
- هل تصالح الفاتيكان مع لاهوت التحرير؟
- البطريرك يتحدث إلى دُمى
- اغتصبوهن لكي لا يدخلن الجنة !
- سمعنا بوتشيللي فتنصرّنا
- مزيد من ليبرالية الفوضى
- رئيس على قد الجمهورية الإسلامية الكبرى
- أنا الفوضى
- جمعيات حقوق المجرمين
- كوميديا محاكم السودان
- الديانات الإلكترونية والديانات الإبراهيمية
- نسخة تاريخية لغبي مُسيّر
- الموت لكاتبها وناشرها ومترجمها
- في انتظار غودو سياسي
- سبعينية انقلاب يوليو وصحوته
- نيّرة تتمرد على امبراطورية الخيام
- خواطر حول -تغطية المسلمين- بجزئيه
- هل سيرمم الغرب ثغرات ديموقراطيته؟


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - الفضاء بعد المونديال