أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عادل صوما - قرار السيسي للطفل شنوده














المزيد.....

قرار السيسي للطفل شنوده


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 7557 - 2023 / 3 / 21 - 08:07
المحور: حقوق الانسان
    


في بدايات السبعينات تجسست المواطنة المصرية انشراح على مرسي لحساب إسرائيل، وقُبض عليها وعلى زوجها المتعاون معها وحُكم عليهما بالإعدام، لكن الالتماس الذي قُدم للرئيس السادات من أولادهما، جعل الرئيس يعفي عنهما بقرار جمهوري، رغم تقديمهما معلومات في منتهى الأهمية عن استعدادات مصر لحرب أكتوبر.
تجاوز الرئيس قرار المحكمة بالاعدام، واتخذ قراراً انسانياً بشأن أسرة مصرية ستواجه خطر التفكك، فقد رأى الرئيس أنور السادات أن اعدام زوج وزوجته سيؤدي إلى تدمير أسرة، يمكن أن تربحها مصر وتستفيد منها لاحقا كمواطنين صالحين سيخدمون البلد بشكل أو بآخر.
محاكمة ضبابية
هذه الوقائع الحقيقية الموّثقة مُقَدَمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، ليتجاوز ضبابية هيئة المحكمة ومماطلاتها، ويتخذ قراراً بشأن الطفل شنوده، أو يوسف عبد الله محمد، كما أطلقوا عليه في دار الأيتام الذي يعيش فيه، خصوصاً أن هيئة المحكمة دفعت بعدم اختصاصها بالنظر في القضية، بعد مماطلات استمرت أكثر من سنة، ما يُشكل إهانة بالغة لقضاء مصر، لأن القاضي اكتشف بعد سنة أن محكمته غير مختصة بقضية تبني طفل.
مجاملة وواقع
ليس كافياً أن يحضر السيسي قداس الميلاد ويشارك مسيحيي مصر هذه المناسبة. صحيح أن هذه مجاملة لم يفعلها أي رئيس مصري، لكن المطلوب منه في بازار مأساة الطفل شنوده، اتخاذ قرار يترفع عن المماحكات الدينية لأن "العدد في اللمون"، كما يقول المثل في مصر، والطفل شنوده كرقم لن يضيف إلى المليار ونصف مسلم أي قيمة.
"العدد في اللمون" لأن هذا المليار ونصف يعيشون عالة على الحضارة الغربية ونمور آسيا الاقتصادية، ولا ينتجون ويصدّرون سنوياً أكبر نسبة مهاجرين، وفيهم أكبر نسبة ارهابيين، ويشجعهم الفقهاء على تقبّل هذه النكبة الحضارية بترديد "الله سخّرهم لخدمتنا ولنا الجنة ولهم النار!".
دفعة معنوية
قرار السيسي سيكون لصالح الطفل شنوده نفسه، الضائع ما بين ما تربى عليه في أسرته المسيحية، وما بين ما يسمعه في الدار المحجوز فيها حتى صدور قرار المحكمة، التي لا يبدو أنها مستعدة لاتخاذ أي قرار.
قرار السيسي سيكون لصالح أسرة الطفل شنوده، وسيعطي دفعة معنوية لأكثر من خمسة عشرة مليون مسيحي مصري، يتعرضون للتمييز الديني في وسائل التواصل الاجتماعي والحياة والوظائف، بشهادة كل عقلاء المسلمين البعيدين عن هلاوس التشدد والتعامل مع الآخر بأنه ذمّي.
دولة المواطنة
القرار سيعطي دفعة معنوية هائلة لدولة المواطنة التي أعلنها السيسي، وسيجعل مصر تربح احترام الدنيا، لأنها تحترم حقوق الانسان.
يسعى البعض لتدويل قضية الطفل شنوده، وهذا الأمر معيب في حق مصر لو تم، فالطفل وضعته أمه داخل كنيسة وهو رضيع وهربت، لأنها زنت في مجتمع لا يرحم الزانية، رغم أن المسيح رحمها في موقف إنساني سجله التاريخ له، لكن المظلة الفلكلورية الاسلامية التي يعيش تحتها مسيحيو مصر دفعت هذه الأم للتخلص من رضيعها ووضعته في كنيسة، وهي تقدم شهادتين صامتتيّن واضحتيّن، حتى للمحكمة التي أدركت عدم اختصاصها بعد سنة.
شهادة بدينها كمسيحية، وشهادة زناها مع رجل مسيحي ليس زوجها، لأنها لو زنت مع مسلم لجعلها تدخل الاسلام، ووجد من ينفق عليهما لأنه أدى واجباً يستأهل مساعدته والتهليل والتكبير لما فعل.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نيّرة رمز الانعتاق من البداوة
- هل تصالح الفاتيكان مع لاهوت التحرير؟
- البطريرك يتحدث إلى دُمى
- اغتصبوهن لكي لا يدخلن الجنة !
- سمعنا بوتشيللي فتنصرّنا
- مزيد من ليبرالية الفوضى
- رئيس على قد الجمهورية الإسلامية الكبرى
- أنا الفوضى
- جمعيات حقوق المجرمين
- كوميديا محاكم السودان
- الديانات الإلكترونية والديانات الإبراهيمية
- نسخة تاريخية لغبي مُسيّر
- الموت لكاتبها وناشرها ومترجمها
- في انتظار غودو سياسي
- سبعينية انقلاب يوليو وصحوته
- نيّرة تتمرد على امبراطورية الخيام
- خواطر حول -تغطية المسلمين- بجزئيه
- هل سيرمم الغرب ثغرات ديموقراطيته؟
- قيمة الفنان سمير صبري
- الإلهيون يخسرون مقاعداً في لبنان أيضا


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عادل صوما - قرار السيسي للطفل شنوده