أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرضا المادح - حرق القرآن عمل مُدان !!














المزيد.....

حرق القرآن عمل مُدان !!


عبد الرضا المادح
قاص وكاتب - ماجستير تكنلوجيا المكائن


الحوار المتمدن-العدد: 7678 - 2023 / 7 / 20 - 22:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سجّل التاريخ أول عملية لحرق المصاحف في زمن الخليفة الثالث، وذلك بأمر من الحاكم الخليفة عثمان بن عفان، حينها لم يتبع هذا الفعل أي ردود أفعال غاضبة، وذلك لأن الفعل تم على يد المسلمين الأوائل وبأمر من الخليفة، مبرراً ذلك بأتلاف النسخ المختلفة والأبقاء على واحدة لكي لا يختلف المسلمون عليه.
أما ما يحدث اليوم من ممارسات حرق القرآن في السويد وغيرها، فتمت لأسباب سياسية دينية من قبل أشخاص يتبعون لديانات أخرى، مما يثير المشاعر الغاضبة لدى أكثر من مليار مسلم حول العالم.
في شهر أبريل عام 2022 بدأ حملته بحرق القرآن، اليميني المتطرف (راسموس بالودان) الدانماركي – السويدي، وهو زعيم حزب (سترام كوكس) – ويذكرني الأسم بعصابات الكوكس كلان الأمريكية – فقد قام بهذا الفعل المُدان عدة مرات وفي مدن سويدية مختلفة، وكررها يوم 21 يناير 2023 ، مما أثار المسلمين في السويد ودول عدة حول العالم، وحدثت مصادمات بين الشرطة السويدية والمحتجين وكانت هناك أصابات وأضرار مادية، كما أدانت الفعل عدة حكومات ومنظمات أسلامية.
للأسف لم تتعض الحكومة السويدية من الأحداث الكبيرة، وحالة التشنج والكُره المجتمعي والإحراج الدولي التي أحدثتها هذه الاعتداءات، وبدلاً من أن تسارع لمنعها، أعطت أجازة للقيام بهذا الفعل !! لشخص عراقي الأصل وأسمه (سلوان موميكا) ومساعده (سلوان نجم)، فقاما بحرق القرآن يوم 28-06-2023 وصادف أول أيام عيد الأضحى وأمام أكبر جامع في مدينة ستوكهولم، لترتفع شحنة الغضب لدى المسلمين مرة أخرى، فأقام المسلمون تجمع كبير في ستوكهولم وهم يرفعون القرآن والهتافات الدينية، كما أدانت الجريمة الحكومة والكنائس العراقية، وكذلك مختلف الدول والكثير من المواطنين السويديين، وطالب القضاء والحكومة العراقية بتسليم (سلوان موميكا) لمحاكمته، علماً أنه كان زعيم أحد الميليشيات المنضوية للحشد الشعبي ؟!
ومرة أخرى لم تتعض الحكومة السويدية فمنحت أجازة من جديد، مبررةً ذلك بأن القانون يسمح بحرية التظاهر والتعبير؟! فسمحت لهما بالقيام بنفس الفعل يوم 20 تموز 2023 أمام السفارة العراقية، ولكن هذه المرة لم يقوما بحرق القرآن، بل قاما بعمل قذر وأمام المحتجين والصحافة، حيث ركلا المصحف بأقدامهما ودعسى على العلم العراقي ومسحا بالأحذية صور لرجلي دين (خامنئي ومقتدى الصدر) ؟! ولم تنفع صرخات المحتجين بل وقفت الشرطة السويدية وكالعادة وببرود تام تتفرج وتحمي الفاعلين وبمشاركة طائرة هليكوبتر، بذريعة أنها تحمي القانون ؟!!
وفي صباح نفس اليوم قام متظاهرون من التيار الصدري بأقتحام السفارة السويدية في بغداد وأحرقوها، كما أدانت الحكومة العراقية بشدة تكرار الفعلة، وقامت بطرد السفيرة السويدية وقطع العلاقات الدبلوماسية.
أن التصرفات الرعناء لسلوان وصاحبه، لم تأتي بالنتائج التي إبتغاها بل العكس، حيث أججت مشاعر المسلمين ودفعتهم للتضامن ( وياليت يجري التضامن مع الشعب الفلسطيني بنفس المستوى !!)، فقاموا بالتظاهرات وجمع التبرعات لبناء الجوامع في مختلف المدن السويدية !!
أما على صعيد الدولة والمجتمع السويدي، فموقف الحكومة المتساهل جلب السمعة السلبية والإدانة للسويد، وسوف تترك هذه السياسة أثارها للمستقبل وخصوصاً التأثير على نتائج الانتخابات القادمة !
للمقارنة الغريبة، لو قام شخص وخاصة من المهاجرين، بصفع أبنه في الشارع لهجمت عليه الشرطة وأنتزعت أبنه منه للأبد، أما أن يقوم المتهورون بصفع مشاعر أكثر من مليار مسلم، فهذا تعبير عن الديمقراطية وفق القانون ؟!
أن سياسة الركض وراء الأحلاف العسكرية والتشدد المبالغ به وخلق العداء مع المهاجرين تؤدي لنتائج خطيرة، كما أعتقد أن السياسة الذكية هي التي تحافظ على السلم المجتمعي والرخاء الذي ترك أثره الطيب أولف بالمه.

20-07-2023



#عبد_الرضا_المادح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صائد - البازنينو -
- الرسالة السادسة – صراحة شيوعي ، أزمة الحزب الشيوعي العراقي ! ...
- عَطشْ ...!
- وداع في الغربة !
- خليجي 25 ...
- قصة (( أو )) المُرعبة ...!
- استراحة مقاتل !
- الرسالة الخامسة – صراحة شيوعي المؤتمر الحادي عشر والتطبيق ال ...
- الذكرى الأولى لرحيل الأديب والمسرحي محمد المادح
- الحجــّــار
- الرسالة الرابعة – صراحة شيوعي / سيرة نائب السكرتير ودوره الت ...
- الشهيد دلبرين نزاهة وشجاعة
- حزن اهوار ... !
- لقاء صحفي مع (سويد 24)
- مناضل من الرعيل الثوري
- سطوع نجم مناضلة شيوعية ...!
- تكافل ...!
- گلب چلب ولا گلب خنزير !
- اليوبيل الذهبي ...!
- نُزهةٌ في رحاب (البصرة وصورة الأمس).


المزيد.....




- أغرب طائرة في العالم تحصل على شركة طيران خاصة بها
- -مُنح كل الفرص للدفاع عن نفسه-.. شاهد كيف علق بايدن على إدان ...
- مدينة الدراويش ومثوى جلال الدين الرومي.. ما قد لا تعلمه عن م ...
- خلال استقباله السناتور ليندسي غراهام.. السيسي يوجه تحذيرا جد ...
- -هرمز 900 للبيع-.. نشطاء لبنانيون يعبرون عن فرحتهم بإسقاط مس ...
- موسكو.. وفد منظمة معاهدة الأمن الجماعي يزور معرضًا للاسلحة ا ...
- نساء صينيات يلجأن إلى -تشات جي بي تي- للحصول على حبيب من الذ ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد أن -الحرب مع بكين ليست وشيكة- وأما ...
- ما هي نظرية -الاستبدال العظيم- الرائجة في صفوف حزب البديل؟
- ألمانيا تعيد النظر بعشرات آلاف قضايا الحشيش بعد تقنين تعاطيه ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرضا المادح - حرق القرآن عمل مُدان !!