أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرضا المادح - صائد - البازنينو -














المزيد.....

صائد - البازنينو -


عبد الرضا المادح
قاص وكاتب - ماجستير تكنلوجيا المكائن


الحوار المتمدن-العدد: 7646 - 2023 / 6 / 18 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


اطلق العنان لساقيه النحيلتين، متوجها الى بستان النخيل الذي يقع في وسط الحارة، سلك الازقة التي يعرف أبوابها جميعا، تطايرت التربة خلف نعليه راسمة غمامة رمادية، اجتاز قنطرة من جذع النخيل تمددت فوق نهر صغير، مما تبقى من القنوات التي حفرت بسواعد الزنج من غابر الزمان. البيوت الحديثة بدأت تزحف لتقلص مساحة البستان. نخر المطر الجدار الطيني ليظهر البستان عاريا تماما. كان هناك بعض الصبية من أبناء المحلة يتراكضون بين أشجار النخيل، وآخرون شباب مدّوا أقدامهم على سجاجيد صغيرة وأسندوا ظهورهم الى جذوع النخيل يطالعون كتبهم المدرسية.
اقترب من الصبية الذين بدأوا لعبتهم المفضلة، وهي اجتياز القنوات بالقفز فوقها واحدة تلو الاخرى حتى الأوسع عرضا، خلع نعاله وركنه الى جذع نخلة، تراجع للخلف، شمّر عن ساعديه واتخذ وضعا للشروع بالمجازفة، اندفع كالسهم باتجاه النهير، عند بلوغه الحافة دفع بجسمه ليطير في الهواء كعصفور حديث الطيران، في تلك اللحظة شعر بشيء يمر قرب اذنيه، ارتطمت قدماه بالحافة الاخرى فأرتج جسده لشدة الارتطام، استدار ببصره نحو الفضاء باحثا عن صيده الثمين. اتجهت الجرادة نحو شجرة صغيرة لتحلق فوقها بثبات واتزان.
تسلل بهدوء طالباً من أصدقائه عدم التحرك، اقترب ببطء وحذر رافعا سبابته الى الاعلى قدر المستطاع. شعرت الجرادة بوجوده فاخذت تعلو وتهبط قليلا، ثم رسمت دائرة بطيرانها حول رأسه. كان قلبه يخفق خوفا من احتمال هربها، ركز عينيه على حافة سبابته. اقتربت الجرادة من قمة إصبعه رويدا رويدا لتحط بهدوء فتنشر رعشة لذيذة في جسده المتجمد. تأمل جسدها النحيل، واستمع الى خفقان جناحيها الرقيقين الشفافين. كانت أشعة الشمس تتسرب خلال جناحيها فتأخذ بعضا من ألوان قوس قزح، عيناها الزجاجيتان تذكره بالدعبل الملون الذي يعشقه.
ـ إمسك بها..! صاح صبي من بعيد.
ـ لا ... لا... لن افعل ذلك.
ـ انها رقيقة ومسكينه، فلم يبق منها الا القليل في المنطقة.
قال ذلك والحسرة تنبعث من صوته. حرّك إصبعه بهدوء ليودع " البازنينو " التي تاهت بين ظلال النخيل المنتشر في البقعة الصغيرة.
........................................
ستوكهولم
10/09/2007
* البازنينو: جراد اليعسوب.
* الدعبل : كرات زجاجية ملونة صغيرة، يستخدمها الاطفال في ألعابهم.



#عبد_الرضا_المادح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسالة السادسة – صراحة شيوعي ، أزمة الحزب الشيوعي العراقي ! ...
- عَطشْ ...!
- وداع في الغربة !
- خليجي 25 ...
- قصة (( أو )) المُرعبة ...!
- استراحة مقاتل !
- الرسالة الخامسة – صراحة شيوعي المؤتمر الحادي عشر والتطبيق ال ...
- الذكرى الأولى لرحيل الأديب والمسرحي محمد المادح
- الحجــّــار
- الرسالة الرابعة – صراحة شيوعي / سيرة نائب السكرتير ودوره الت ...
- الشهيد دلبرين نزاهة وشجاعة
- حزن اهوار ... !
- لقاء صحفي مع (سويد 24)
- مناضل من الرعيل الثوري
- سطوع نجم مناضلة شيوعية ...!
- تكافل ...!
- گلب چلب ولا گلب خنزير !
- اليوبيل الذهبي ...!
- نُزهةٌ في رحاب (البصرة وصورة الأمس).
- گرباچوف العراق ...!


المزيد.....




- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرضا المادح - صائد - البازنينو -