|
الرأسمالية كدين 5!
طلال الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 7676 - 2023 / 7 / 18 - 20:14
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
هنا اعلق على بعض المفاهيم الواردة في المقالة التي أترجمها, حيث اني اعتقد انها في حاجة الى توضيح اكثر. التوضيحات لا تعني بالضرورة اتفاقي او اختلافي مع كاتب المقالة في كل الأمور او بعضها. الفرق بين الفيزياء-العلم والميتافيزيقيا, او بالأحرى العلاقة الوثيقة بينهما وكيف يمكن تجسد الثانية في الاولى, يمكن تبينها من خلال الفيلم الأمريكي AMERICAN PSYCHO https://faroutmagazine.co.uk/tags/american-psycho/ "اذا كنت شجاعًا بما فيه الكفاية، أو حكيمًا بما يكفي في هذا الشأن، لالتقاط نسخة من رواية بريت إيستون إليس، فمن المؤكد علميًا أنك في وقت ما ستقول ، ``من على وجه الأرض يعتقد أن هذه الرواية كانت قابلة للتصوير وان تصبح فيلما". من نواحٍ عديدة، فإن النثر-الرواية هو فحص للفحش. في الواقع، كنت أراهن أنه يكاد يكون من المستحيل ماديًا أن تكون مبتذلاً اكثر في شكل مطبوع. ومع ذلك، فقد صنعوا فيلمًا منه (احالوا الميتافيزيقيا الى فيزياء. ط.ا.)، واتضح أنه فيلم جيد. بمساعدة هائلة من خلال تصوير الشخصية الأكثر إخلاصًا على الشاشة في تاريخ السينما، يعتبر فيلم America Psycho انتصارًا لخطوط قابلة للاقتباس وصور لا تنسى. ومع ذلك، ليس من السهل نقل 400 صفحة من النص الفرعي الدائم في 100 دقيقة من فيلم كوميدي شديد السواد." In the book, Ellis constructs Patrick Bateman as a metaphorI for corporate capitalist society. In other words, while he is a real being, everything about him represents the Wall Street bourgeoisie as a whole. FILM The ‘American Psycho’ ending explained https://faroutmagazine.co.uk/the-american-psycho-ending-explained/ "في كتابه, يصور المؤلف إليس "باتريك بيتمان" كاستعارة لمجتمع الشركات الرأسمالية (استعارة ميتافيزيقية. ط.ا). بعبارة أخرى، بينما باتريك بيتمان هو كائن حقيقي (فيزيائي. ط.ا) ، فإن كل شيء يتعلق به يمثل برجوازية وول ستريت ككل." اي, يمكن القول, ان باتريك بيتمان هو الفيزياء التي تجسد الاستعارة الميتافيزيقية, برجوازية وول ستريت ككل. "خذ، على سبيل المثال، حقيقة أنه على الرغم من أن الفيلم مقزز تمامًا، إلا أنه محفز بشكل غريب لا يمكن إنكاره. وبعيدًا عن ضجيج رجل مجنون مختل وأفعاله الدنيئة، فإن روتين باتريك بيتمان بخصوص العناية بالبشرة، والملابس اللاذعة-الفاخرة، ونظام اللياقة البدنية، والمجمع السكني، والمعيشة الاجتماعية، كلها أمور ملهمة بشكل غريب. وينطبق هذا على العالم الحقيقي، حيث تكتسب سيارات الفلاش والمعدن المنحوت الذي يزين حمامات السباحة الخاصة الإعجابات بالملايين على وسائل التواصل الاجتماعي دون الكثير من التقييم الواضح لكيفية الحصول على هذه الثروات." وإننا نستطيع القول من جديد ان الاستعارة الرمزية هي اكثر واقعية من الواقع نفسه. لذا تضمحل الحدود بين الميتافيزيقيا والفيزياء او الواقع في التأثير على عقول الناس وسلوكياتهم: واقع الميتافيزيقيا سيكون هنا Hyperreal. ويمكن اعتبار اليد الخفية لآدم سميث هي الأشخاص العاملين في الشركات كمجرد اقنعة لأشخاص يتبادلون الادوار من اجل تحقيق هدف الشركات بزيادة الأرباح مهما بلغت ماكيافيلية اساليبها.
"باتمان نفسه منغمس في هذا العالم. إنه يتوق أكثر من أي شيء آخر للذهاب إلى أكثر مطاعم النخبة في نيويورك. لم يمدح الطعام مرة واحدة، في الواقع، في معظم الأوقات يكتفي بالتدقيق في طبق الطعام والتذمر من عدم جودته. مجرد التواجد في المطعم الفاخر هو المهم. في حين أن باتمان قد يكون مثالًا متطرفًا، إلا أننا جميعًا معرضون للخطأ في هذه الجبهة وهذا ما ترمز إليه الشخصيات الأخرى التي تبدو غريبة وتخشى باتمان. سواء كان ذلك ضابط التحقيق (ويليم دافو) أو سكرتيرته (كلوي سيفيني)، فإن هذه الشخصيات قد أعماها إغراء تفوقه في التسلسل الهرمي للمجتمع وتفشل في تحديد جنونه الواضح.
تم إضفاء الطابع الرومانسي على هذه الفكرة كما تم تحريفها في الفيلم - فزخارف الثروة والتصور الخاطئ للنجاح يسيران جنبًا إلى جنب مع السخرية. هذا هو سبب وجود شيء محترم في باتمان على الرغم من كونه فاسقًا بشكل لا يصدق. في النهاية، هذا هو السبب في أنه يفلت من العقاب. في الحقيقة، الشركات على هذا النحو, هي الوجه المقبول للاعتلال النفسي في المجتمع. وهذا السيكوباتي, باتمان, يجب أن يستمر في دعم هذا الوضع الراهن. لذا، فإن الأمر برمته يدوم.
وهكذا، فإن باتمان، بصفته قناعًا لعالم الشركات هذا، عليه أن يواصل القتل ويستمر في الارتفاع فوق الأثر الأخلاقي المتصاعد. لا يستطيع مواجهة أفعاله المشوشة. تكاد تصريحاته المجنونة في جميع أنحاء العالم بمثابة اعترافات على هذه الجبهة. إذا كان عليه أن يبرر بالفعل إراقته للدماء، فسيكون ذلك مثل شركة تتساءل عما إذا كان ينبغي عليها تحقيق أرباح فاحشة بينما تسبب في أزمة تكلفة المعيشة.
وبغض النظر عن أوجه التشابه، كيف يتم إثبات هذه النقطة بالفعل؟ حسنًا، في الكتاب يتم الخلط بين كل شخصية مع شخص آخر عدة مرات. هذا بيان حول schmucks (اناس حمقى ويستحقون الازدراء. ط.ا) مجهولي الهوية (اليد الخفية لآدم سميث. ط.ا ) الذين يشكلون ثقافة yuppie-(شاب أنيق من الطبقة المتوسطة مع وظيفة بأجر جيد. ط.ا). كل فرد هو مجرد بدلة تمثل هذا الجانب البغيض من المجتمع وانحلاله الجائر. لذلك، يفلت باتمان من العقاب في النهاية بالطريقة التي تفعلها الشركات باستمرار. في الجرائم التي أدت إلى الانهيار المالي في عام 2007، لم يُحاسب أي من المصرفيين جنائياً على الإطلاق."
وثقافة باتمان هي نفسها في دولة متأمركة على الطريقة الإسلامية (رأسمالية حلال!) مثل العراق, او حتى اتعس بما لا يقاس. -الشركات التي سرقت 3 تريليون (كلا انه ليس خطأ مطبعيًا وليس ميليون) و 700 مليون دولار (نعم دولار) من الأموال الضريبية في العراق (سرقة العصر او كل العصور- لا شك ان غينيس للأرقام القياسية ستتلفقها) تعود الى https://www.facebook.com/photo.php?fbid=5599082850171937&set=a.1315885155158416&type=3&theater ولم نسمع من اطراف العملية السياسية او أية قوى اخرى مؤثرة في المجتمع العراقي بدعوات الى تعقب هؤلاء وإظهار نتائج التحقيق! لماذا؟ التفسير الوحيد الذي يمكن تقديمه هو شيوع ثقافة ال Schmucks وال Yuuppie في العراق أيضا وبشكل وباء والخشية الرهيبة من اشخاص اشد وحشية بكل القياسات في المجتمع العراقي من باتريك الأمريكي, رغم ان كلاهما هما واجهات للشركات, ولا يهم هنا إن كان العراق يمتلك او لا يمتلك وول ستريت (او مجلته) قيد شعرة! يتبع
#طلال_الربيعي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرأسمالية كدين 4!
-
الرأسمالية كدين 3!
-
الرأسمالية كدين 2!
-
الرأسمالية كدين 1!
-
المثلية: هتلر والميكيافيليون!
-
ميا خليفة والأباحية المحجبة!
-
التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 64
-
التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 63
-
التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 62
-
التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 61
-
التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 60
-
التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 59
-
التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 58
-
التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 57
-
التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 56
-
-هل يمكن لإسرائيل أن تكون ديمقراطية للجميع؟-
-
حرية أسانج حريتنا كلنا!
-
الماركسية, كوبا, والدعارة 5/5
-
الماركسية, كوبا, والدعارة 4
-
الماركسية, كوبا, والدعارة 3
المزيد.....
-
حفل زفاف بيزوس.. ظهور وجوه بارزة من قائمة أثرياء العالم
-
ولي عهد دبي يُعلن نجاح أول رحلة تجريبية للتاكسي الجوي
-
-العشرية السوداء- في الجزائر: من حرب أهلية دامية إلى -قانون
...
-
غوتيريش يدعو الى زيادة المساعدات الدولية في مواجهة -الفوضى ا
...
-
جدعون ساعر: مهتمون بتوسيع التطبيع مع لبنان وسوريا لكن الجولا
...
-
أوكرانيا تنسحب من اتفاقية أوتاوا لحظر الألغام المضادة للأفرا
...
-
ساني يودع بايرن ميونخ وسط أجواء جيدة ودون بصمة تهديفية أخيرة
...
-
إسرائيل ترغب بالتطبيع مع لبنان وسوريا مع الاحتفاظ بالجولان
-
بسبب سباق.. شركة روبوتات تبيع أكثر من ألفي روبوت وتجمع 35 مل
...
-
مجزرة مروعة بميناء غزة وموجة نزوج جديدة شمال القطاع
المزيد.....
-
الآثار العامة للبطالة
/ حيدر جواد السهلاني
-
سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي
/ محمود محمد رياض عبدالعال
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|