أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - البكاء على أطلال ميناء المعقل














المزيد.....

البكاء على أطلال ميناء المعقل


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7675 - 2023 / 7 / 17 - 00:31
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أصبحت موانئ شط العرب منذ 43 عاماً في عداد الموانئ العاطلة والمتعطلة والميتة، ومازلنا نسمع قصائد الرثاء والبكاء حزناً وألماً على فقدانها. . واجتمعت كل العوامل الاقتصادية والجغرافية والملاحية والسياسية في الاستغناء كلياً أو جزئياً عن موانئ (المعقل وابو فلوس والمعامر) في العراق، وموانئ (عبادان وخرمشهر وخسروآباد) في إيران، ومع ذلك ظل المتباكون يذرفون الدموع عليها حتى يومنا هذا. .
عودوا إلى الماضي، واسألوا أنفسكم عن جدوى المشروع البريطاني لإقامة ميناء تجاري في مدينة المعقل، وعلى وجه التحديد في منطقة يسمونها وقتذاك (كوت الإفرنگي)، أي في مكان يبعد عن مدخل شط العرب بنحو 140 كيلومترا ؟. ولماذا يتعين على السفن الأجنبية تجشم عناء هذه المسافة كلها والمناورة عبر المنعطفات الخطيرة ؟. ولماذا أقامت بريطانيا الأرصفة الأربعة الأولى في هذا المكان في حين سمحت للقبائل البدوية بتدمير ونهب مواد الميناء الذي أقامته الدولة العثمانية بالتنسيق مع ألمانيا في منطقة أم قصر ؟. .
فالمقومات الملاحية والجغرافية والتشغيلية والوطنية تقضي بإقامة الميناء في مدينة الفاو، أو على السواحل العراقية، لكن بريطانيا أصرت على اقامته في مكان قريب من جزيرة السندباد (جزيرة المحمودية) للاسباب والمبررات السياسية التالية:-
- في عام 1914 كانت جميع المسطحات المائية لشط العرب تعود ملكيتها لسلطة العراق. وان مديرية الموانئ العراقية هي التي تقع عليها وحدها مسؤولية تعميق وتهذيب وتأثيث الممرات الملاحية. .
- وان إقامة ميناء عراقية خارج حوض شط العرب سينقل الجهد الملاحي العراقي إلى ذلك المكان، ويتسبب في إهمال عمليات الحفر والكري التي كانت تجري على قدم وساق لتأمين سلامة مرور ناقلات النفط المتوجهة إلى ميناء عبادان. .
- كان ميناء عبادان مؤلفاً من أكثر من 30 رصيف مخصصة كلها لنقل النفط المنقول إلى الميناء من حقول مسجدي سليمان، وبالتالي فان إنشاء مشروع مينائي عراقي خارج شط العرب سيؤدي حتما إلى اضمحلال أعماق ميناء عبادان. .
- كانت الشركة الايرانية البريطانية هي التي تدير ميناء عبادان، وكانت مصلحة الامبراطورية البريطانية تقضي بإرغام العراق على مواصلة حفر وتعميق وتنظيف الممرات الملاحية في شط العرب لكي تخدم ميناء عبادان، فلجأت إلى حيلة تتلخص بإقامة ميناء عراقي في الطرف الأبعد من شط العرب لكي ترغم العراق على مواصلة الحفر والتوسيع والتهذيب. .
اللافت للنظر ان ميناء المعقل خرج نهائيا عن الخدمة منذ الشهر التاسع لعام 1980. وخرجت معه جميع الموانئ الإيرانية الواقعة على شط العرب (خسروآباد - عبادان - خرمشهر)، ونقلت الحكومة الإيرانية موانئها إلى حوض الخليج العربي، وسبقتها الحكومة العراقية في نقل مشاريعها المينائية إلى خور الزبير وأم قصر وخور عبدالله (ميناء الفاو الكبير)، ومع ذلك تفاجئنا تعليقات المتباكين على ميناء المعقل، والمطالبين باعادة إنعاشه، على الرغم من علمهم ان أعماق قناة شط العرب انخفضت إلى أقل من مترين، ولا تسمح بمرور السفن التي كانت تتردد في السابق على الميناء بغاطس عشرة أمتار، وان السفن المتوجهة الآن إلى ميناء (ابو فلوس) تغتنم مواعيد المد العالي لكي تعبر الحاجز الغريني في منطقة السد الخارجي outer bar. .
وهذه الحقائق يعرفها معظم العاملين في الموانئ. لكنني قرأت قبل مدة تعليقات كتبها المدير الأسبق للميناء (علي ناصر العيداني) وهو مهندس كهربائي، يطالب فيها الدولة العراقية بإعادة تشغيل ميناء المعقل بالمستوى الذي كان عليه قبل اندلاع الحرب العراقية الايرانية. وكأنه لا يعلم ان مقترحاته تستدعي انتشال جميع السفن الغارقة، وتستدعي رفع ملايين الكيلومترات المكعبة من الاطيان والرواسب المتراكمة الآن في مدخل الشط. والتي تزيد تكاليفها على تكاليف إنشاء ميناء الفاو الكبير. .
المشكلة اننا نتكلم عن خبرة ودراية وقناعة وتجربة لكننا نصطدم دائما بأصحاب العقول المتحجرة الذين ينطبق عليهم القول: لا يندل ولا يخليني أدليه. . .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشباح راقصة فوق سكة القطار
- لم يعد نفط العرب للعرب
- صورة الفشل بالأشعة السينية
- صفقات بيع الأطفال بالجملة والمفرد
- من يحمي العرب من مطارات العرب ؟
- البحث عن جنة عدن
- موناليزا الاهوار ليست عراقية
- اهوار في الطرف الآخر من العالم
- ترليونات لقتل العراقيين
- التوريث الرئاسي في دولة بابا
- الإلهاء برقصة الفستان الأزرق
- حكاية واقعية من السبعينيات
- السنجليورتي: خطر آخر يتربص بنا
- الوقوع في مصيدة المطارات
- مطارات قريتنا
- قيادي فقد لسانه فأختار الصمت
- العدو الوهمي والطرف الثالث
- تلفزيون بيت خشّان
- لم يكن الإنسان القديم متخلفاً
- تحت كرباج المماليك الجدد


المزيد.....




- رسالة طمأنة سعودية للولايات المتحدة بشأن مشروع الـ 100 مليار ...
- جهاز مبتكر يزرع تحت الجلد قد ينفي الحاجة إلى حقن الإنسولين
- الحكمة الجزائرية غادة محاط تتحدث لترندينغ عن واقعة يوسف بلاي ...
- ماذا نعرف عن -المنطقة الإنسانية الموسعة- في غزة؟
- ماذا نعرف عن -المنطقة الإنسانية الموسعة- التي خصصتها إسرائيل ...
- شاهد: ترميم مقاتلة -بوليكاربوف آي-16- السوفياتية الشهيرة لتش ...
- اتهامات -خطيرة- ضد أساطيل الصيد الصينية قبالة شرق أفريقيا
- اكتمال بناء الرصيف البحري الأمريكي لنقل المساعدات لقطاع غزة ...
- كينيدي جونيور يوجه رسالة للعسكريين الغربيين عن تصعيد خطير في ...
- ضابط أمريكي متقاعد ينصح سلطات كييف بخيار سريع لتجنب الهزيمة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - البكاء على أطلال ميناء المعقل